- أحاديث رمضان
- /
- ٠13رمضان 1427هـ - صلاح الأمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الكرام، مع درس جديد من دروس صلاح الأمة في علو الهمة، الحديث اليوم عن حالَي الخوف والرجاء.
بين الإسلام والإيمان:
أولاً: الإسلام أن تنصاع جوارحك لأمر الله، لكن الإيمان أن تتجه إلى الله، أن تتجه إلى الله بقلبك، طابع الإسلام مادي، أقمت أمر الله فيما أمر، وانتهيت عما عنه نهى وزجر، أنت مسلم، الآن اتجهت إلى الله، أقبلت عليه، أحببته، رجوت ما عنده، خفت من عذابه، أحوال القلب متعلقة بالإيمان، فلذلك سيدنا عمر يقول: << تعاهد قلبك >>، المؤمن عليه أن يتفحص قلبه، هل في القلب خوف ؟ هل في القلب رجاء ؟ هل في القلب إنكار لشيء معين ؟ لذلك ورد في الأثر القدسي أن أحد أنبياء الله قال: ( يا رب، أي عبادك أحب إليك حتى أحبه بحبك ؟ قال: أحب عبادي إلي تقي القلب، نقي اليدين، لا يمشي إلى أحد بسوء، أحبني، وأحب من أحبني، وحببني إلى خلقي، قال: يا رب، إنك تعلم أني أحبك، وأحب من يحبك، فكيف أحببك إلى خلقك ؟ قال: ذكرهم بآلائي ونعمائي وبلائي )
يتضح من هذا الأثر القدسي أنه لابد من أن يكون في قلب المؤمن تعظيم لله ومحبة له وخوف منه، لذلك هؤلاء الذين استحقوا النار بوصف واحد منهم قال تعالى:
﴿ إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ﴾
لعله آمن بالله، لكن ما آمن به عظيماً، كيف أن قوله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ﴾
الأمر هنا ينصب على الذكر الكثير، فقط لا على الذكر، لأن المنافق يذكر الله، قال تعالى:
﴿ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً ﴾
فالآية هنا:
﴿ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً ﴾
يقاس على هذه الآية:
﴿ إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ﴾
من علو الهمة تعظيم الله:
كيف تؤمن بالله العظيم ؟
إذاً: العبرة لا أن تقر بوجود إله، لا أن تقر بوجود خالق، لا أن تقر بوجود رب العزة، أن تؤمن بأن الإله عظيم، من أين تأتي هذه الحالة ؟ أن يكون الله عظيماً أن ترى معصيته كبيرة، أن ترى الذنب الذي اقترفته وكأنه جبل جاثم على صدرك، كيف تأتي هذه الحالة ؟
1 – التفكر في خلق السماوات والأرض:
هذه الحالة تأتي من التفكر في خلق السماوات والأرض، الدليل:
﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ﴾
حينما تتأمل في عظمة الكون، وفي عظمة خلقه تعرف من هو الله، لذلك حينما تعلم أن في برج العقرب نجماً صغيراً يتسع للأرض والشمس مع المسافة بينهما، بينهما مئة وستة وخمسون مليون كيلو متر، والشمس تكبر الأرض بمليون وثلاثمئة ألف مرة، وهذا النجم الصغير يتسع للشمس والأرض مع المسافة بينهما.
أيها الإخوة الكرام، لمجرد أن تتفكر في خلق السماوات والأرض يمتلئ قلبك تعظيماً لله، قال تعالى:
﴿ إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ﴾
النقطة الدقيقة أن هذا القلب يجب أن ينطوي على تعظيم لله، وطريق التعظيم لله التفكر في آياته، لذلك التفكر من أرقى العبادات، قال تعالى:
﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴾
لذلك الآية الكريمة:
﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾
أن تعبد الله من دون تعظيم ثمانين عاماً لا تساوي ليلة واحدة فيها تعظيم لله، لذلك:
﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾
حينما تعظم أمره، وتعظم نهيه، وتعظم مقامه، وحينما تخشى مقام الله عز وجل فتكف نفسك عن الهوى، قال تعالى:
﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾
أيها الإخوة، ليس كل مصل يصلي، إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي.
النقطة الأولى في علو الهمة أن تشعر بتعظيم الله، والشعور بتعظيم الله يتأتى من خلال التفكر بآياته الكونية، بل إنك إذا تفكرت بالله وبآياته تقف أمام عظمة الله عز وجل.
أحياناً تزور منشأة كبيرة جداً، مرة زرنا السد في الفرات، ونزلنا إلى سبعين متراً تحت الأرض، ورأينا العنفات، لا تملك إلا أن تعظم الذين خططوا، والذين نفذوا هذه المنشأة، أنت أمام كون، أمام نجم يبعد عنا عشرين مليار سنة ضوئية، أنت أمام حقيقة، أن نجماً يبعد عنا أربع سنوات ضوئية، هذا الرقم كبير، وإن أردنا ـ افتراضاً ـ أن نصل إليه بمركبة أرضية نحتاج إلى أن نصل إلى هذا الكوكب الذي هو أقرب نجم ملتهب إلى الأرض خمسين مليون عام، تقود سيارة خمسين مليون عام كي تصل بها إلى أقرب نجم ملتهب، هذا النجم الذي بعده عنا عشرين مليار سنة ضوئية، كيف ؟ حينما تفكر بالكون تقف أمام عظمة الله عز وجل، فلذلك احرص أن يمتلئ القلب تعظيماً لله، هذه حالة.
1 – التفكر في المخلوقات:
البـعـوضـة:
لو تركنا هذه الآيات العظيمة الدالة على عظمة الله، وانتقلنا إلى أصغر مخلوق، هل يعقل أن يكون في رأس البعوضة مئة عين، وفي فمها ثمانية وأربعون سناً، وفي صدرها ثلاثة قلوب، قلب مركزي، وقلب لكل جناح، وتملك جهاز رادار حساسية هذا الجهاز واحد على ألف من الدرجة المئوية، وتملك جهاز تحليل، وجهاز تخدير، وجهاز تمييع، وتملك في أرجلها محاجم ومخالب، معقول ؟ انتقلنا من مجرات إلى بعوضة، هذا الكون كتاب الله مفتوح أمام أيديكم، هذا الكون قرآن صامت، والقرآن كون ناطق، والنبي عليه الصلاة والسلام قرآن يمشي، قال: ذكِّرهم بآلائي، إذاً: بقدر تفكرك في خلق السماوات والأرض بقدر خشيتك من الله الدليل:
﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾
إنما أي العلماء وحدهم، ولا أحد سواهم، هذا معنى إنما، وابحثوا عن أداة إنما ماذا تعني ؟ تعني القصر والحصر، العلماء وحدهم، ولا أحد سواهم يخشى الله، قال تعالى:
﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾
ذكرهم بآلائي ونعمائي وبلائي، النعم من دون أن تشعر مع مخلوق أسدى لك معروفاً تذوب منه خجلاً، الذي منحك نعمة الإيجاد، قال تعالى:
﴿ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ﴾
الإنـسان:
منحك نعمة الإيجاد، وأتقن صنعتك، رأس فيه ثلاثمئة ألف شعرة، كل شعرة لها وريد وشريان، وعصب وعضلة وغدة دهنية وغدة صبغية، في شبكية العين مئة وثلاثون مليون عصية ومخروط، العصب البصري تسعمئة ألف عصب الذي يدرس، ويتعلم، ويقرأ ما في خلق الإنسان من دقة يجد شيئا يكاد يفوق حد الخيال، العصب الشمي عشرون مليون عصب، وكل عصب ينتهي بسبعة أهداب، والهدب مغمس بمادة تتفاعل مع الرائحة، تشكل زر كرة صغيرة موشور، أسطوانة، مكعب، رمز كل رائحة شكل، تشحن للدماغ، في الدماغ ذاكرة شمية، أكثر من عشرة آلاف رائحة، هذا الرمز يجب أن يمشي على عشرة آلاف رمز، أينما توافقا تقول: وضعتم في الأكل كمون، عملية معقدة جداً.
يا أيها الإخوة الكرام، لا بد من أن ترى نعمة الله عليك، العين في المحجر، والدماغ في الجمجمة، والقلب في القفص الصدري، والرحم في عظم الحوض، ومعامل كريات الدم الحمراء في نقي العظام، والنخاع الشوكي في العمود الفقري، ما هذا الإحكام ؟ لو دخلنا في موضع خلق الإنسان لا ننتهي، أنت يمكن أن تجلس ساعات طويلة، خمس ساعات، سبع ساعات، وأنت بكامل نشاطك، وبكامل أناقتك، وبكامل نظافتك، لأن في المثانة كل عشرين ثانية تنزل نقطة من إحدى الكليتين، تتجمع، لو ما لم يكن لديك مثانة تحتاج إلى فوط دائماً، تصور قيمة الإنسان لو لم تكن له مثانة، أنت تفكر في خلق الإنسان، تفكر لو أن في الشعر أعصاب حس، تحتاج إلى عملية جراحية حينما تحلق شعرك، وعملية تخدير كامل، لو كان في كل شعرة عصب حس ففي الإمكان أن يغدو الإنسان كالوحش، أو يحتاج إلى عملية اسمها عملية الحلاقة بتخدير كامل، الشيء الذي ينبغي أن تقصه باستمرار لا عصب حس فيه، الحديث لا ينتهي، لكن لا بد أن يكون في قلبك تعظيم أولاً، ومحبة ثانياً، المحبة، قال تعالى:
﴿ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا ﴾
منحك الذرية، أولاد يملؤون البيت فرحة، منحك الهواء الماء، ماء عذب تشربه، من جعله عذباً فراتاً بعد أن كان ملحاً أجاجاً ؟ من خزن الماء في الجبال ؟ كيفما تحركت، أنت تمشي على قدمين لطيفتين بفضل وجود جهاز التوازن، لولا هذا الجهاز تحتاج إلى قاعدة استناد بسبعين سنتمترا، وانظر إلى المجسمات للأشخاص في محلات بيع الأقمشة هذا، المجسم للإنسان أو للمرأة قاعدته سبعون سنتمتراً حتى يقف، لكن الله عز وجل لطفاً بك جعل لك قدماً لطيفة تستقر بها واقفاً بفضل جهاز التوازن.
والله أيها الإخوة الكرام، لو تفكرنا في كل أحوالنا، بدقائق خلق أجسامنا لأحببت الله عز وجل، قال تعالى:
﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾
الطعام، الشراب، الأزهار، مرة أهدي إلي كتاب عن الأزهار في ثمانية عشر جزءاً، وكل جزء تقريباً حجمه كبير جداً، كل صفحة زهرة، وخصائصها، وصفاتها، وطباعها، هذا لماذا ؟ هذا ليس للطعام، هذا لإمتاع العين والأنف فقط، قال تعالى:
﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ﴾
محبة الله وتعظيمه:
لا بد من أن تعظمه من خلال التفكر في آياته الكونية، ولا بد من أن تحبه، أحبوا الله لما يغدوكم به من نعمه.
الإسلام من دون حب جسد بلا روح:
صدقوا أيها الإخوة الكرام، الإسلام من دون حب جسد من دون روح، الأب يكون مصدر سعادة الأسرة، يدخل إلى البيت، فإذا في البيت عيد، الصغار يقدمون عليه، يتعلقون به يحملهم، يقبلهم، لمجرد أن يموت يخاف أقرب الناس إليه الدخول إلى غرفته، يخافون، وبعد دفنه بأشهر تصبح الغرفة مخيفة، ما الذي حدث ؟ كيف أن هذه الروح تعطي الأنس، تعطي المحبة، الإسلام من دون حب جسد من دون روح، فارغ متصحر ممل، الحب محرك، شخص ركب القطار من الدرجة الأولى، يدهش بأناقة المقاعد، ولطاولة التي تكون أمام الركاب، ببعض المناظر، لكن بعد حين يمل، استهلكه، النافذة مغلقة، أما لو فتح النافذة، ورأى المناظر المتجددة لا يمل، فإذا تعلق الإنسان بالدنيا فلدنيا مملة، انظر إلى كبار الأغنياء، أو إلى كبار الأقوياء، ملوا حياتهم، سئموا هذا البيت الكبير، سئموا هذه المركبات الفارهة، سئموا أنفس أنواع الطعام، الحياة من دون اتصال بالله مملة.
أيها الإخوة الكرام، يحضرني هذا المثل، بيت فيه عدد من الأجهزة الكهربائية، مكيفات، ثريات، مراوح، ثلاجة، غسالة، أي جهاز كهربائي من أعلى مستوى تصوره في البيت، لكن من غير كهرباء، أعباء، كتل حديد لا معنى لها إطلاقاً، لكن إذا سرت الكهرباء في البيت كان لكل جهاز معنى، الثلاجة تبرد، والمكيف يبرد، و الميكروويف يسخن، والمروحة تدور، والمسجلة تصدح بالقرآن الكريم، كل شيء صار فيه حياة، والاتصال بالله يشبه سريان الكهرباء في كل هذه الأجهزة، المؤمن زواجه له معنى، زواجه مسعد، وأولاده مسعدون، وحرفته يسعد بها، كل حركاته وسكناته مسعدة، لأن فيها اتصالا بالله، لذلك ذكرهم بآلائي من أجل أن يعظموني، وذكرهم بنعمائي من أجل أن يحبوني، وذكرهم ببلائي.
احذرو انتقام الله:
مرة التقيت مع إنسان له عمل بإمكانه أن يوقع الأذى بأعداد لا تنتهي من الناس، قلت له: الله عز وجل عنده ورم خبيث بالدماغ، بالجهاز الهضمي، بالكليتين، بالعظام، بالعقد الليمفاوية، وعنده تشمع كبد، وعنده فشل كلوي، وما من مرض عضال ينهد له الإنسان إلا ذكرته له، وهؤلاء العباد جميعاً عباده، وإذا كنت بطلاً فيجب أن تهيئ لله جواباً عن كل عمل تعمله، يجب أن تخاف
تجاوز إنسان حده مع إنسان صالح يوم في اليوم الثاني ارتكب حادثا قطع عاموده الفقري، عمره اثنتان وثلاثون سنة، وهو طريح الفراش إلى أن يموت، الله عز وجل كبير، الله عز وجل، عنده مصائب تجعل الحليم حيران.
مرة خطيب مسجد في بلد عربي، هكذا سمعت، يقول في خطبته: اللهم من أراد بهذا المسجد سوءاً، من أراد إطفاء النور في هذا المسجد أصبه بسرطان في دمه، وعمىً في عينيه، وشلل في يديه، حتى يتمنى الموت فلا يجده، الله عز وجل عنده مصائب تنهد لها الجبال نراها بالعين.
قد يكون الموت رحمة للإنسان :
والله أيها الإخوة الكرام، بعض المصائب يصبح الموت أكبر نعمة على الإطلاق.
قال لي أخ: لي والدة نقيدها من رجليها ويديها إلى مكان نومها، قلت له: لماذا ؟ قال: لأنها إذا كانت يداها طليقتين تأكل غائطها، وتخلع كل ثيابها، ولها على الحالة اثنتي عشرة سنة، أليس الموت رحمة ؟ الله عز وجل عنده مصائب تهد لها الجبال.
ذكرهم بآلائي، و نعمائي، و بلائي، لذلك من تمام علو الهمة أن تذكر دائماً عظمة الله، وأن تذكر نعمه، وأن تذكر ما عنده من مصائب، ذكرهم بآلائي من أجل أن يعظموني، وذكرهم بنعمائي من أجل أن يحبوني، وذكرهم ببلائي كي يخافوني.
أيها الإخوة الكرام، أنا لا أرى أغبى ممن لا يخاف الله، هذا الذي لم يمت بعد، والذي هدم سبعين ألف بيت، والذي تجبر في الأرض إلى الآن لم يمت، أنت في قبضة الله، أقل مرض ينهي حياة الإنسان، وليت الحياة تنتهي، أحياناً يعذب سنوات طويلة، لذلك رأس الحكمة مخافة الله، ولن نجد أغبى ممن لا يخاف الله، أو ممن لا يدخل الله في حساباته.
أيها الإخوة الكرام، ذكرهم بآلائي من أجل أن يعظموني، وذكرهم بنعمائي من أجل أن يحبوني، وذكرهم ببلائي كي يخافوني، وهذا حال القلب، هذا هو الإيمان، أن تحب الله، أن تخشاه، أن تعظمه.