وضع داكن
20-04-2024
Logo
صلاح الأمة - الدرس : 06 - قيمة العلم ومكانته
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الكرام، مع درس جديد من دروس صلاح الأمة في علو الهمة.

تعريفات وأبعاد :

 بادئ ذي بدء بالتعريف المادي:

 

1 – تعريف الجماد وأبعاده:

 الجماد كائن يشغل حيزاً في الفراغ، وله أبعاد ثلاثة، وله وزن.

 

 

1 – تعريف النبات وأبعاده:

 النبات كائن يشغل حيزاً في الفراغ، وله أبعاد ثلاثة، وله وزن، وينمو.

 

 

1 – تعريف الحيوان وأبعاده:

 والحيوان شيء يشغل حيزاً في الفراغ، وله أبعاد ثلاثة، وينمو، و يتحرك.

 

 

1 – تعريف الإنسان وأبعاده:

 أما الإنسان فهو كالجماد شيء يشغل حيزاً في الفراغ، وله أبعاد ثلاثة، وله وزن، وينمو كالنبات، ويتحرك كبقية المخلوقات المتحركة، ويفكر.

 

 

العقل من ميزات الإنسان :

 ميز الله الإنسان على بقية المخلوقات بأنه أودع فيه قوة إدراكية، وما لم يفكر هبط عن مستوى إنسانيته إلى مستوى لا يليق به، وما لم يفكر هبط عن مستوى إنسانيته إلى مستوى لا يليق به.

 

 

العلم والعمل من قيم الترجيح:

 لذلك الله عز وجل اعتمد قيمتين للترجيح بين خلقه، اعتمد قيمة العلم، قال تعالى:

 

﴿هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾

[ سورة الزمر: 9]

﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾

 واعتمد قيمة العمل، قال تعالى:

 

[ سورة المجادلة: 11]

 

﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ﴾

[ سورة الأنعام: 132]

 في القرآن الكريم الذي يرجح بعض الناس على بعض قيمة العلم وقيمة العمل، الآن مع الآيات الكريمة التي تبين أن قيمة العلم أعلى قيمة.

 

الأدلة القراّنية على علو قيمة العلم:

 

الآية الأولى:

 يقول الله عز وجل:

﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ ﴾

[ سورة آل عمران: 18]

 فالله عز وجل استشهد بأهل العلم دون غيرهم، وفي هذه الآية إشارة إلى تزكيتهم وتعديلهم، هم عدول عند الله، وهم مزكون عند الله، واستشهد بهم على أجل مشهود، وهي كلمة الإسلام الأولى: ( لا إله إلا الله ).

 

﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ ﴾

[ سورة آل عمران: 18]

 أيها الإخوة، حينما نفى الله عز وجل أن يكون هناك موازنة أو مناسبة بين الذين يعلمون، والذين لا يعلمون عُلِم أن قيمة العلم هي أعلى قيمة، وفي بعض المدارس الكبرى في دمشق لوحة بخط أكبر خطاط كتب عليها: رتبة العلم أعلى الرتب.
لو أن طفلاً صغيراً قال: أنا معي مبلغ عظيم نقدره بمئتي ليرة على كلمة عظيم، ولو أن مسؤولاً كبيراً في دولة قوية أرادت أن تغزو بلداً، فقال هذا المسؤول: أعددنا لهذه الحرب مبلغاً عظيماً، كلمة عظيم من مسؤول كبير بدولة قوية كبيرة عملاقة نقول: قيمة هذه الكلمة مئتا مليار، من مئتي ليرة إلى مئتي مليار بعملتهم.

 

الآية الثانية:

 فإذا قال ملك الملوك:

 

﴿ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ﴾

[ سورة النساء: 113]

 أبشروا يا طلاب العلم، رتبة العلم أعلى الرتب، وما من مرتبة تعلو عليها.
إن الله أعطى الملك لمن يحب، ولمن لا يحب، أعطى الملك لفرعون، وهو لا يحبه، وأعطى الملك لسيدنا سليمان، وهو يحبه، إذاً: ما دام هذا العطاء يشمل المؤمن والكافر إذاً ليس مقياساً، أعطى المال لمن لا يحب، أعطاه لقارون، أعطاه لمن يحب، لسيدنا عبد الرحمن بن عوف، وعثمان بن عفان، إذاً ليس المال مقياساً.

 

الآية الثالثة:

 لكن:

 

﴿ وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً ﴾

[ سورة يوسف: 22]

 الكرامة التي يتميز بها المؤمن أن الله علّمه.

 

الآية الرابعة:

 أيها الإخوة، قال تعالى:

 

﴿ أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى﴾

[ سورة الرعد: 19]

 ماذا يقابل طالب العلم ؟ إنسان أعمى.

 

الآية الخامسة:

 قال تعالى:

 

﴿وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ ﴾

[ سورة سبأ: 6]

 لقد أثنى الله عز وجل على طلاب العلم، لأنهم يرون أن هذا القرآن الكريم حق، بينما معظم الذين شردوا عن الله عز وجل يرونه كلاماً من صنع البشر.

 

الآية السادسة:

 قال تعالى:

 

﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾

[ سورة النحل: 43]

 جعل الله أهل الذكر، أي أهل القرآن مرجعاً في قضايا العلم،.

 

الآية السابعة:

 أيها الإخوة:

 

﴿قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً *وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً﴾

[ سورة الإسراء ]

 أؤكد لكم أنه ما من مرتبة أعلى عند الله ممن طلب العلم الشرعي، لكن يقول بعض العلماء: حيثما وردت كلمة ( العلم ) في القرآن الكريم وفي السنة فإنما تعني العلم بالله، لأن اختصاصاً نادراً يدرّ عليك مبالغ طائلة هذا نوع من الحِرف، لذلك فرقوا بين العقل والذكاء، فقالوا: ما كل ذكي بعاقل، قد يتسلم الإنسان أعلى منصب، لأنه يملك أعلى شهادة، منصب جامعي، ومع ذلك إذا كان لا يصلي، ولا يعرف الله، ولا يعمل لآخرته فهو عند الله جاهل، ولو ارتقى إلى أعلى منصب علمي، لذلك قالوا: كفى بالمرء علماً أن يخشى الله، وكفى به جهلاً أن يعجب بنفسه.
مرة كنا في تشييع جنازة، ولي صديق في مراحل التعليم الإعدادي صار عميد كلية الطب، لم يدخل، ولم يصلِ، وهو في سن متقدمة، فالإنسان يرى نفسه أكبر من أن يصلي، أكبر من أن يعبد الله.
أيها الإخوة، قيمة العلم أعلى قيمة، العلم بالله، والعلم بمنهجه، والعلم بالكليات الكبرى، فلسفة الكون، فلسفة الحياة، فلسفة الإنسان، إذاً: ما كل ذكي بعاقل، قد تحصّل أعلى شهادة في العالم، فإن لم تعرف الله فأنت عند الله لست بعالم، لأنه كفى بالمرء علماً أن يخشى الله، وكفى به جهلاً أن يعصيه، بل هو القرآن الكريم آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم، قال تعالى:

 

﴿وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ﴾

 

[ سورة العنكبوت: 49]

الآية الثامنة:

 أيها الإخوة، قال تعالى:

﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾

[ سورة المجادلة: 11]

 الإيمان قد يكون فطرياً، والآية التي وضعت شعاراً في جامعة دمشق:

﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً ﴾

، لم يقل: زدني مالاً، لم يقل: زدني وجاهة، لم يقل: زدني عمراً مديداً، كبار العلماء عاشوا أقل من خمسين سنة، الذين تركوا مؤلفات بركات هذه المؤلفات لا تنقضي إلى يوم القيامة، عاشوا أقل من خمسين سنة، وفي بلدة في بعض البلاد الآسيوية يعمر أهلها فوق المئة والخامسة والعشرين، فهذا العمر الزمني أتفه أعمار الإنسان، لأن العبرة بالمضمون، لذلك أقسم الله عز وجل بعمر النبي، قال له:

﴿لَعَمْرُكَ﴾

[ سورة الحجر: 72]

 إله الكون يقسم بعمر إنسان لأنه فيما أعتقد لم يضيع ثانية واحدة من هذا العمر.

 

الآية التاسعة:

 قال تعالى:

 

﴿فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾

[ سورة طه: 114]

الآية العاشرة:

 أيها الإخوة، الله عز وجل يرشدنا ويقول:

﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾

[ سورة يونس: 58]

 قل لي ما الذي يفرحك أقل لك من أنت، المؤمن حينما يفهم كلام الله، أو يفهم حديث رسول الله، أو يفهم حقيقة عن الله، أو يفهم حقيقة عن نفسه، يطرب لها أشد الطرب، قال تعالى:

 

﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾

[ سورة يونس: 58]

 الفضل هنا العلم، والرحمة الاتصال بالله، إذا عرفت الله، واتصلت به هذا الذي ينبغي أن تفرح له، لكن الناس يفرحون بشراء بيت فخم، هذا البيت مؤقت، لا بد أن تغادره، تدخله كل يوم على رجليك، و مرة ستخرج منه في نعش، ولا بد من ترك هذا البيت.
لو تزوجت بأجمل امرأة في الأرض فلا بد أن تتركها، أو أن تتركك، والدنيا كلها زائلة، إلا إذا عرفت الله، فهذه المعرفة تنفعك بعد الموت، سيدنا علي يقول: << العلم خير من المال، لأن العلم يحرسك، وأنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق، يا بني مات خزان المال و هم أحياء >>.
 مرة سألت طلابي: من يذكر اسم تاجر كبير عاش في الشام في عام ألف وثمانمئة وخمسة وتسعين، وله مئة علامة ؟ فكروا، فكروا، فكروا، ما أجاب واحد منهم، قلت: وأنا مثلكم لا أعلم، لكن من لا يذكر سيدنا صلاح الدين ؟ سيدنا عمر، الإمام الشافعي، هؤلاء الأعلام، << مات خزان المال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة >>.
<< الناس ثلاثة: همج رعاع أتباع كل ناعق، لم يلجؤوا إلى عالم رباني، احذر يا بني أن تكون منهم، وعالم رباني عرف الله فاستقام على أمره >>.

 

الادلة النبوية على علو قيمة العلم:

 الآن الحديث:

 

 

الحديث الأول:

 

(( الدنيا ملعونة ـ لأنها تغر، وتضر، وتمر ـ ملعون ما فيها إلا ذكر الله، وما والاه، وعالم ومتعلم ))

[الترمذي، ابن ماجه عن أي هريرة]

العلم جهاد كبير :

 والعلم أفضل الجهاد، وطلبه في سبيل الله، لأن به قوام الإسلام، كما أن قوامه بالجهاد، ولهذا كان الجهاد على نوعين، جهاد باليد واللسان، وجهاد بالحجة والبرهان، والدليل الله عز وجل جعل تعليم العلم جهاداً كبيراً قال تعالى:

﴿وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيراً * فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً﴾

[ سورة الفرقان ]

الحديث الثاني:

 أيها الإخوة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

 

(( مَنْ جَاءَ مَسْجِدِي هَذَا لَمْ يَأْتِهِ إِلَّا لِخَيْرٍ يَتَعَلَّمُهُ، أَوْ يُعَلِّمُهُ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ الْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ... ))

 

[ ابن ماجه، أحمد ]

 والجهاد في سبيل الله ذروة سنام الإسلام، أنت حينما تأتي إلى بيت من بيوت الله تطلب العلم تضع لك الملائكة أجنحتها، ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة.
إن الله وملائكته حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير، والنبي عليه الصلاة و السلام لخص دعوته كلها بأنه معلم، قال:

 

(( إنما بعثت معلماً إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ))

 

[الحاكم في المستدرك عن أبي هريرة ]

الحديث الثالث:

 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

 

(( سَيَأْتِيكُمْ أَقْوَامٌ يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَقُولُوا لَهُمْ مَرْحَبًا، مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ))

 

[ ابن ماجه، الترمذي ]

 حينما تعتني بطالب علم هذا قد يغدو مرجعاً كبيراً في بلده، قد يغدو مسؤولاً كبيراً عن الأمور الدينية في بلده، فلذلك:

 

(( مَرْحَبًا، مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ))

 لا أكتمكم أن سمعة هذا البلد الطيب في موضوع العلم في العالم الإسلامي تفوق حد الخيال، هناك مراكز إسلامية أكبر من هذه البلدة إلا أن هذه البلدة لها سمعة في العالم الإسلامي في رعايتها لطلاب العلم تفوق حد الخيال، لذلك قال عليه السلام:

 

 

(( فضل العالم على العباد كفضلي على أدناكم ))

 

[الترمذي عن أبي أمامة الباهلي]

 كم هي المسافة بين مقام رسول الله وبين مقام أدنى مؤمن على وجه الأرض ؟ هذه المسافة هي نفسها بين العالم وبين العابد، العابد مقاومته هشة لأدنى ضغط يخرج عن دينه، ولأدنى إغراء يخرج عن دينه، وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن الله تبارك وتعالى يباهي الملائكة بالقوم الذين يتذاكرون العلم، ويذكرون الله ويحمدونه على ما منّ عليهم منه.

 

الحديث الرابع:

 لكن الكلام الجامع المانع:

 

 

(( مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاءً لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ، حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ، وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ ))

 وموت عالم مصيبة لا تجبر، وثلمة لا تسد، ونجم طمس، وموت قبيلة أيسر من موت عالم.
هذه مجموعة أحاديث دمجت في بعضها.
يَقُولُ الْفُضَيْل بْن عِيَاضٍ: " عَالِمٌ عَامِلٌ مُعَلِّمٌ يُدْعَى كَبِيرًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ ".
أيها الإخوة، والعالم هو الصديق، والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون، والصديقية مرتبة تأتي بعد مرتبة الأنبياء، بعض الأئمة يسأل: إلى متى تطلب العلم ؟ قال: إلى الموت، بالسبعين اطلب العلم، لأن آية واحدة لو عرفتها، وطبقتها لكنت في أعلى عليين.
الأنبياء والعلم:
أيها الإخوة، استع1راض سريع، إن إبراهيم كان أمة بعلمه.

 

 

سيدنا يوسف:

 

﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً ﴾

[ سورة يوسف: 22]

سيدنا موسى:

﴿وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً﴾

[ سورة القصص: 14]

سيدنا عيسى:

﴿يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ﴾

[ سورة المائدة: 110]

سيدنا داود:

﴿وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ﴾

[ سورة ص: 20]

سيدنا الخضر:

 

﴿فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً﴾

[ سورة الكهف: 65]

سيدنا سليمان:

﴿ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً﴾

[ سورة الأنبياء: 79]

وفي النبي الكريم:

 

﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾

[ سورة الجمعة: 2]

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور