- أحاديث رمضان
- /
- ٠13رمضان 1427هـ - صلاح الأمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الكرام، مع درس جديد من دروس صلاح الأمة في علو الهمة.
كلمة تمهيدية حول الصيام:
أيها الإخوة الكرام، ننتقل إلى عبادة الصيام، ولكن قبل أن نمضي في الحديث عن الصيام لا بد مِن مثل يوضح ذلك.
لو أن إنساناً يحمل أعلى شهادة طب من بلد متفوق في الطب، درس الطب خمسًا وثلاثين سنة، ويحمل أعلى مرتبة علمية هناك، لو أردنا أن نراه بأعيننا ماذا ينطبع على شبكية العين ؟ إنسان في عيادة يرتدي رداء أبيض، لعل على عينيه نظارات، لعل في عنقه سماعة قلب، لعل في جيبه ميزان حرارة، هذا هو الشكل الظاهر لهذا الطبيب المتفوق، لو جئنا بإنسان أمي لا يقرأ ولا يكتب، ارتدى ثوباً أبيض، ووضع في رقبته سماعة قلب، وفي جيبه ميزان حرارة، وعلى عينيه نظارة، الشكل واحد، لكن كم هي المسافة بين الاثنين ؟ خمسًا وثلاثين سنة دراسة، مع تفوق، مع قدرات ذكائية عالية جداً، مع خبرات، وذاك إنسان لا يقرأ ولا يكتب.
بين صائم وصائم:
1 – الصيام الشكلي:
سامحوني بهذا المثل، أحياناً هناك من يصوم، وهناك من يصوم، واحد كالطبيب الأول، والصائم الثاني كالمتمثل للطبيب، الصيام له شكل، استيقظ على السحور تسحر، وفي أثناء الإفطار أكل عند المغرب، وجاء إلى المسجد، لكن سلوكه ليس فيه التزام إطلاقاً، ولسانه لا ضبط فيه، ولا دقة في كسب ماله، ولا في إنفاقه، فتجد مليارا وخمسمئة مليون مسلم لا وزن لهم في العالم، ولا هيبة، ولا قرار، وأمرهم ليس بيدهم، بينما أصحاب النبي عليهم رضوان الله كانوا قمماً، فلذلك حينما نؤدي العبادات أداءً شكلياً هذه لا تقدم ولا تؤخر.
2 – صيام العوام وصيام المؤمنين:
مثلاً: صيام العوام ترك الطعام والشراب، وصيام المؤمنين ترك المعاصي والآثام صيام الخواص ترك ما سوى الله.
بعض الناس يصومون ليدافعون بصيامهم التدني، وبعضهم يصوم فيتابعون الترقي، وشتان بين النموذجين.
لذلك قالوا في الصيام كلمات رائعة جداً، قالوا: الصوم عبادة السادات، وعبادة السادات سادات العبادات، وأحلى أعطيات.
والصوم أغلى معانية الإخلاص.
3 – بين المنهيات في الدين والممنوعات في القوانين:
بالمناسبة، أكثر المنهيات في الدين يقابلها ممنوعات في القوانين، السرقة محرمة في الدين، ممنوعة في القوانين، لكن في بعض العبادات عبادة غض البصر ليس هناك قانون في الأرض يحرم إطلاق البصر، لحكمة بالغة الأوامر والنواهي التي ينفرد بها الدين تؤكد إخلاص الإنسان، لا يوجد جهة بالأرض تدينك لو دخلت البيت، وأغلقت الباب، وتناولت الطعام والشراب في نهار رمضان، ولا أحد يعلم هذا أساساً، لكن حينما تدخل إلى البيت في أيام الصيف، وتكاد تموت عطشاً، والبيت فيه ماء بارد، ولا تستطيع أن تضع قطرة ماء في فمك، ما الدليل ؟
4 – مراقبة الله الفرق الكبير بين المنهيات في الدين والممنوعات في القوانين:
أنت تراقب الله ومؤمن أن الله معك وأن الله يعلم لذلك هذا الصوم عبادة الإخلاص وغض البصر أيضاً عبادة الإخلاص، هذه الأوامر والنواهي التي ينفرد بها الدين عن القوانين، الذي يأخذ بها تؤكد أنه مخلص.
طبيب أمامه امرأة، يحق له أن ينظر إلى موطن الداء، لكن إذا اختلس نظرة إلى مكان آخر لا يحل له أن ينظر إليه لماذا يشعر أن الله يعلم ؟ هذا إيمانك، أنت طبيب مسموح لك أن تنظر إلى موضع العلة في جسم المرأة، لو أنك نظرت إلى مكان آخر أية جهة في الكون تضبط هذه المخالفة ؟ مستحيل لجهة في الأرض بإمكانها أن تضبط هذه المخالفة، لذلك قال تعالى:
﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾
لو أنك أضمرت لا سمح الله، ولا قدر نية سيئة لإنسان، هل في الأرض كلها جهة تستطيع أن تكشف هذه النية ؟ عليم بذات الصدور، علم ما كان، وعلم ما يكون، وعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون.
سؤال عظيم: ماذا هو الصوم ؟!!!
1 ـ الصوم عبادة الإخلاص:
فلذلك هذا الصوم هو العبادة الوحيدة التي خصت بالإخلاص، والإخلاص تجرد من الدنيا، وأقنعتها المزيفة، وشهواتها الزائلة وحطامها، الإخلاص تجرد وخلاص، والصوم هو العبادة الوحيدة التي خصت بالنسبة إلى الله عز وجل، كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به.
يقول لك الأب: أيها الشاب، احرص على تنظيف أسنانك قبل أن تنام، هذا التوجيه الأبوي لصالح الابن، وقال لك: ادرس يا بني، المستقبل للعلم، قد يلقي الأب على الابن آلاف التوجيهات، لكن مرة الطعام على الطاولة، والطعام شهي، والابن جائع، وهذا الطعام طعام أبيه، والمال حلال، ولا داعي أن يقول له: لا تأكل، فلما قال الأب لابنه: لا تأكل، قال: سمعاً وطاعة، ما فهم الحكمة، لكن مكانة الأب، وأدب الابن حمله على الطاعة، لذلك:
(( كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي، وأنا أجزي به ))
الغاية القصوى من الصوم إعداد القلوب للتقوى، والشفافية والحساسية والخشية من الله، قال تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾
مرة سمعت رواية أن سيدنا خالدا رضي الله عنه أمسك ضباً، وأكله أمام النبي عليه الصلاة والسلام، والرواية قد تبدو عجيبة، النبي عليه الصلاة والسلام حينما وضع له طعام ضب لم يأكل، قال: يا رسول الله، أحرام أكله ؟ قال: لا، ولكن تعافه نفسي.
لماذا أكل هذا الصحابي الجليل سيف الله هذا الضب ؟ هو رأى أن المسلمين قادمون على الفتوح، وقد يعانون في الصحراء المجاعة، لذلك كان قدوة في تناول طعام تعافه النفس أمام مَن حوله، حينما رآه النبي يفعل هذا قال وقتها: خالد سيف من سيوف الله، الحياة فيها جهاد، فيها معركة قاسية بين الحق والباطل.
2 ـ الصوم تدريب على المشقة:
الصوم عبادة تدربك على المشقة ألا تأكل، ألا تشرب، فيه إعداد نفسي رائع جداً، كلما طلب الطفل شيئاً يقدم له، حينما يكبر لا يحتمل، أما طفل يشتهي هذا الطعام، ولم يأت به والده، حينما يعاني الإنسان بعض المتاعب تتربى نفسه تربية عالية جداً، المسلم أمام دعوة، أمام نشر حق، أمام جهاد، فيجب أن يتدرب في أيام السلم على تحمل بعض المشقات، وأقلّ مشقة يتحملها ترك الطعام والشراب، الحياة رسالة، الحياة هدف، الحياة عمل، الحياة جهاد، الحياة بذل، الحياة تضحية، فالصيام دربك على أقل مشقة يمكن أن تحتملها، أن تدع الطعام والشراب من الفجر، وحتى غياب الشمس.
3 ـ الصوم تدريب على المهمات:
دربك على مهمات، لماذا في الكلية الحربية يدربون المغاوير على أكل الأفاعي، وعلى أعمال شاقة، على اختراق النار أحياناً، على القفز من مكان مرتفع، التعلق بالحبال، إنها تدريبات قاسية جداً ؟ لأن هؤلاء المغاوير أمامهم مهمات صعبة جداً، أنت حينما تفهم أن الحياة استرخاء واستمتاعا تكون بعيداً بُعد الأرض عن السماء عن فهم حقيقة الحياة، نحن في دار تكليف، ولسنا في دار تشريف، نحن في دار عمل، ولسنا في دار أمل، نحن في دار نسعى لجنة عرضها السماوات والأرض، لذلك:
قف دون رأيك في الحــياة مجاهداً إن الحياة عقيدة وجهاد
هذا الشهر تدريب على تحمل المشاق، لذلك إعداد القلوب للتقوى والشفافية والحساسية والخشية، قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾
4 ـ الصوم تدريب يربِّي الإرادة:
والصوم كما قلت قبل قليل: إعداد للأمة التي فرض عليها الجهاد في سبيل الله.
شيء آخر، الصوم أعظم مربٍّ للإرادة، وعندنا مشكلة أن الإنسان كل طلباته متوافرة، لا يحتمل أن يجوع، لكن حينما يأتي شهر الصيام، وأنت غني، و أنت قادر أن تأكل أطيب الطعام تمتنع عن الطعام والشراب، تشعر بالعبودية لله أحياناً، أهم شخصية في الأرض إذا صامت من بعد الظهر كل الخواطر كأس شراب، كأس عصير، ماء بارد، الإنسان مفتقر إلى لقمة طعام، هذا من أجل أن تعرف من أنت، أنت عبد، لذلك لما وُصف الأنبياء بأنهم كانوا يأكلون الطعام، و يمشون في الأسواق، إذاً: ليسوا آلهة، حياتهم متوقفة على لقمة طعام، وعلى شربة ماء، فكل عظمة الإنسان تفتقر إلى شربة ماء، وهذا الوزير الذي قال لهارون الرشيد: يا أمير المؤمنين، بكم تشتري هذا الكأس إذا مُنع منك ؟ قال: بنصف ملكي، قال: فإذا مُنع إخراجه ؟ قال: بنصف ملكي الآخر، الملك كله لا يساوي شربة ماء.
5 ـ الصوم سياحة في سبيل الله:
الصوم هو السياحة في سبيل الله، كل يوم نخرج من البيوت إلى المساجد.
6 ـ الصوم نظام توقيتي:
هذه الحركة المنتظمة نظام، كل هذه الأمة تأكل في وقت واحد، تمتنع عن الطعام بوقت واحد هذا نظام جماعي، يوجد للعبادات أبعاد بعيدة جداً، أمة بأكملها تمتنع عن الطعام و الشراب بدقيقة واحدة، هذه عبادة نظام، عبادة جماعية، وكلها تجتمع في المساجد، هذا شيء رائع جداً.
7 ـ الصوم نظام مراقبة الله:
ومن أعظم آثار الصوم أن نفس الصائم تراقب مولاها، أنت أحياناً يُقال لك إنك مراقب، كل كلمة تنطق بها تحسب لها ألف حساب، فإذا كان خالق السماوات والأرض يراقبك، يا ترى هل وقعت في خطأ ؟ بكلمة، بنظرة.
الحكمة من مشروعية زكاة الفطر:
لماذا شرعت زكاة الفطر ؟ قال عليه الصلاة والسلام:
(( طهرة للصائم، وطعمة للمسكين ))
أي طهرة للصائم من أقلّ مخالفة، نظرة مفاجئة ليست مقصودة، شعرت أن هناك خطأ، إذاً لابد من ترميم، زكاة الفطر طهرة للصائم، وطعمة للمسكين.
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ:
(( مُرْنِي بِأَمْرٍ آخُذُهُ عَنْكَ ؟ قَالَ: عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا مِثْلَ لَهُ ))
من ميزات الصوم والصائمين:
1 – الصابرون هم الصائمون، والصائمون هم الصابرون:
كأن الصوم ينفرد من بين العبادات بميزات كثيرة جداً:
﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾
أجمع علماء التفسير على أن الصابرين هم الصائمون:
﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾
الصابرون هم الصائمون.
2 – لا يؤخذ من الصيام يوم القيامة لمظالم العباد:
للصوم مزية خاصة، جميع العبادات توفى منها مظالم العباد، وفي يوم القيامة صلوات بميزان حسناتك، لو أنك اغتبت واحداً تؤخذ من ثواب صلواتك بعض الصلوات، توضع في ميزان الذي اغتبته، لذلك مرة قال شخص للآخر: لقد اغتبتني ؟ قال له: ومَن أنت حتى أغتابك ؟ لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت أبي وأمي، لأنهم أولى بحسناتي منك، ومن أنت حتى أغتابك ؟ إلا الصوم لا يمكن أن يؤخذ من الصوم كفارات للذنوب.
هذا الحديث في البخاري:
(( لِكُلِّ عَمَلٍ كَفَّارَةٌ وَالصَّوْمُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ))
هذا الصوم محصن من أن تأخذ منه كفارات للذنوب، بينما بقية العبادات تؤخذ منها كفارات للذنوب.
3 – الصيام كفّارة للصائم:
والصوم كفارة للصائم فقد قال عليه الصلاة والسلام:
(( فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره تكفرها الصيام ))
ما بدر منك طوال العام من بعض المخالفات، وبعض الأخطاء، و بعض التقصيرات، و فيما يتعلق بالأهل، و بالمال، و بالنفس، و بالولد، و بالجار، و يكفرها الصيام، و ويكفي الصائم تشريف الله له، و والملائكة تصلي عليه، فقد قال عليه الصلاة والسلام:
(( فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ))
والحديث صحيح، في صحيح الجامع الصغير.
والصوم جنة من النار، قال عليه الصلاة والسلام:
(( من صام يوماً في سبيل الله باعد الله عنه جهنم مسيرة مئة عام ))
(( من صام يوماً في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقاً كما بين السماء والأرض ))
4 – للصائم باب خاص يوم القيامة هو باب الريان:
والصوم يقابله يوم القيامة السقيا من العطش، والصوم في الشتاء الغنيمة الباردة، وباب الريان لا يدخله إلا الصائمون فإذا دخل آخرهم أغلق، لا يدخل فيه أحد غيرهم، ومن دخل شرب، ومن شرب لا يظمأ أبداً.
5 – الصوم سبيل إلى الجنات:
والصوم سبيل إلى الجنات، قال عليه الصلاة والسلام:
(( من ختم له بصيام يوم دخل الجنة ))
6 – هذا خطاب الله للصائمين يوم القيامة فأبشِروا:
﴿كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴾
قال مجاهد وغيره: نزلت في الصائمين.
7 – شفاعة الصيام لصاحبه يوم القيامة:
والصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة.
8 – دعاء الصائم مستجاب:
ودعوة الصائم لا ترد.
9 – الصوم شعار الأبرار:
والصوم شعار الأبرار، كما صح عن النبي المختار أنه كان يدعو، ويقول:
(( جعل الله عليكم صلاة قوم أبرار، يقومون الليل، ويصومون النهار ليسوا بأثمة، ولا فجار ))
9 – فرحة الصائم بإفطاره:
(( وللصائم فرحتان: فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه ))
ولاحظوا إخواننا الصائمين صبيحة العيد حين يأكلون، وقد مضى هذا الشهر في طاعة الله، والذي أفطر رمضان أيضاً أكل، لكن تسمم، ولم يأكل، واحد أكل وشكر الله أن الله أعانه لأنه صام رمضان، وانتهت المشقة.
إخواننا الكرام، الطاعات تنتهي مشقتها، ويبقى ثوابها، والمعاصي والآثام تنتهي لذائذها، وتبقى آثامها فرق كبير جداً.
(( ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ))
9 – الصوم قَطْع لأسباب التعبد لغير الله:
والصوم قَطْع لأسباب التعبد لغير الله، فالهوى معبود، والدينار والدرهم معبودان، والقطيفة معبودة، والخميصة والطعام والشراب معبودات، وأنت قطعت أسباب الهوى.
10 –الصوم شكرٌ للمنعم وإحسان إلى المخلوق:
والصوم شكر للمنعم، وتحريض على المثوبات، وتكثير للصدقات، وإحسان إلى ذوي الحاجات، والصوم رقة قلب، وصيانة جوارح، وإلى هنا يقف القلب ليذكر الصائمين بأنهم في أعلى الدرجات