وضع داكن
25-04-2024
Logo
صلاح الأمة - الدرس : 16 - الطريق إلى محبة الله عز وجل
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الكرام، مع درس جديد من دروس صلاح الأمة في علو الهمة.

الطريق إلى محبة الله عز وجل:

1 – الجود والكرم:

النبي عليه الصلاة والسلام يقول:

(( إن الله تعالى جواد يحب الجود، ويحب معالي الأخلاق، ويكره سفسافها ))

[ أخرجه البيهقي، عن طلحة بن عبيد الله، وأبو نعيم عن ابن عباس ]

طريق محبة الله سالك وواضح، والله عز وجل في كل آية في القرآن الكريم حينما يقول:

﴿ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾

( سورة البقرة )

فهذه الآيات تبين أن هناك طرائق لاكتساب محبة الله عز وجل، الله عزوجل ذات كاملة، لكن جعل إليه طرائق، وقد قالوا: الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق.
إذاً:

(( إن الله تعالى جواد يحب الجود ))

فإن أردت أن يحبك الله عز وجل فكن جواداً

2 – الاشتغال بهدف نبيل:

(( ويحب معالي الأخلاق، ويكره سفسافها ))

أحياناً تجلس مع أناس شردوا عن الله عز وجل تجد حديثهم سخيفاً، وكلامهم بذيئًا، تعليقاتهم قاسية، اهتماماتهم منحطة.

(( إن الله يحب معالي الأخلاق، ويكره سفسافها ))

فإن أردت أن يحبك الله عز ول فاشتغل بهدف نبيل، اشتغل بعمل يصلح الأمة.
ويقول عليه الصلاة والسلام:

(( إن الله كريم يحب الكرماء جواد، يحب الجودة ـ جمع جواد ـ يحب معالي الأخلاق، ويكره سفسافها ))

[ رواه ابن عساكر والضياء، عن سعد بن أبي وقاص ]

إذاً: لو تتبعت في كتاب الله الآيات التي تبدأ بإن الله يحب، تجد أن هناك عددا من الآيات ليس بقليل، كأن هذه الآيات طرق إلى اكتساب محبة الله.
أحياناً عظماء الدنيا ليس إليهم سبيل، ولا أمل في أن تقابلهم، ولا أن تتصل بهم، ولا أن يسمحوا لك أن تزورهم، لكن ملِك الملوك، خالق السماوات والأرض، قيوم السماوات والأرض جعل إلى ذاته العلية طرائق، إن فعلت هذا أحبك، إن فعلت هذا أحبك، إن فعلت هذا أحبك، فاليوم:

(( إن الله تعالى جواد يحب الجود ))

(( إن الله كريم يحب الكرماء جواد يحب الجودة يحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها ـ ودنيها ـ ))

أحاديث نبوية عظيمة في الإنفاق:

الحديث الأول:

أيها الإخوة، روى الإمام أحمد، والبخاري، ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال عليه الصلاة والسلام ، قال الله تعالى ـ الحديث قدسي ـ:

(( أنَفْقِْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ ))

الحديث الثاني:

أليس هذا النص الصحيح الذي في البخاري يطمئن كل منفق ؟ ويقسم النبي عليه الصلاة والسلام أنه:

(( ما نقص مال قط من صدقة ))

[أخرجه ابن أبي الدنيا، عن عبد الرحمن بن عوف ]

هذه معاملة الله فانظر بماذا تعامله !!!

أقول لكم مرة ثانية: الذي يشدّ المؤمن إلى الله ليس التصور الإسلامي الصحيح والعميق، والدقيق، والمتناسق فقط، الذي يشد المؤمن إلى الله أنك إذا عاملت الله دُهشت، إن عاملته بالطاعة عاملك بالتكريم، إن عاملته بالإنفاق عاملك بالإغناء، إن عاملته بالتواضع رفع لك ذكرك، لمجرد أن تتعامل مع الله مباشرة، لمجرد أن تجعل إرضاء الله الهدف الأكبر أن تقول دائماً: إلهي أنت مقصودي، ورضاك مطلوبي، تجد المعاملة الإلهية تأخذ بالألباب.

(( أنفق، أنفق عليك ))

الحديث الثالث:

قال عليه الصلاة والسلام بناءً على هذا الحديث القدسي:

(( أنفق يا بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالا ))

[ أخرجه البزار عن بلال وعن أبي هريرة، الطبراني عن ابن مسعود ]

والله الوقت لا يتسع للآلاف القصص.
أخ كريم عنده معمل، جاءه من يعقد معه طلبية، هذه الطلبية اكتشف لاحقاً أنها من أجل علب الخمر، مسكات بلاستيك، فاعتذر، والمبلغ كبير، واعتذر بشدة، والقصة طويلة، وأصر على أن لا يصنعها، بعد حين جاءه عقد بعد 22 يوماً بعشرة أضعاف.

(( أنفق يا بلال، ولا تخش من ذي العرش إقلالا ))

الحديث الرابع:

(( يا عبادي ! كُلُّكُمْ جائعٌ إلاَّ مَنْ أطْعَمْتُهُ، فاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ ؛ يا عبادي ! كُلُّكُمْ عارٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُهُ، فاسْتَكْسُونِي أكْسِكُمْ ))

[ مسلم عن أبي ذرّ رضي اللّه عنه ]

لمجرد أن تفتح على نفسك باب مسألة يفتح الله عليك باب فقر، ويعاب من يشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم.

الحديث الخامس:

شيء آخر: يقول عليه الصلاة والسلام:

(( صنائع المعروف تقي مصارع السوء ))

[ أخرجه ابن عساكر عن ابن عباس ]

قبل أعوام مديدة مرة كنت ذاهباً إلى مركز عملي، وجدت أمام قصر العدل جثة صباحاً، وعليها غطاء، يبدو أنه حادث سير، ذهبت إلى عملي، وعدت بعد الساعة الرابعة، وجدت الجثة كما هي في الطريق مغطاة، لم يأتِ الطبيب الشرعي، هذه حالة.
مرة كنت في تعزية، جلس إلى جانبي أحد علماء دمشق العاملين، وحدثته وحدثني، ما إن خرج من بيت التعزية حتى لقيه شاب لا يعرف اسمه، دعاه إلى أن يوصله بمركبته إلى البيت، أوصله إلى البيت صعد الدرج إلى الطابق الرابع، فتح باب البيت بمفتاحه، دخل إلى غرفة نومه، خلع جبته ولفته، واستلقى على الفراش، وسلم روحه إلى الله، هذا لو مات في الطريق مشكلة كبيرة، ذكرت لكم القصتين، لكرامته عند الله هيأ له شاب يأخذه إلى البيت، ما إن وصل إلى البيت، واستلقى على سريره حتى فارق الحياة في بيته بين أهله، معززاً مكرماً، لذلك:

(( صنائع المعروف تقي مصارع السوء ))

كل إنسان يتمنى أن يموت بين أهله، في بيته، أن تراعى كرامته في كل مراسيم التشييع والدفن، لذلك يقول عليه الصلاة والسلام:

(( صنائع المعروف تقي مصارع السوء ))

الحديث السادس:

ويقول عليه الصلاة والسلام:

(( ما تَصدقَ أحَدٌ بصَدَقَةٍ مِن طَيّبٍ ولا يَقْبَلُ الله إلاّ الطّيّبَ إلاّ أخَذَهَا الرّحْمَنُ بِيَمِينِهِ وإنْ كانَتْ تَمْرَةً تَرْبُو في كَفّ الرحمنِ حتّى تكُونَ أَعْظَمَ مِنَ الجَبَلِ ))

[ مسلم عن أبي هريرة ]

يعني من مال حلال.

الطعام الحلال من اسباب استجابة الدعاء:

(( يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ))

[ رواه الطبراني عن ابن عباس ]

هذا كلام بليغ، يعني اعمل عملاً مشروعاً، وكن في عملك صادقاً، وكن في عملك متقناً، وبعه بسعر معتدل، ولتكن معاملتك للناس طيبة، هذا الربح الذي تجنيه من هذه التجارة المشروعة التي تنفع المسلمين هذا المال يعد طيباً، لذلك:

(( يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ))

يعني الطعام الذي تأكله، وتدفع ثمنه من مال حلال، حلال مئة بالمئة، عندئذٍ يكافئك الله عز وجل بأن يجعلك مستجاب الدعوة.

(( أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ))

يقول العبد

(( يَا رَبّ يَا رَبّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامُ، وَمَشْرَبَهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فأنّى يُسْتَجَابُ لَهُ ))

[ رواه مسلم عن أبي هريرة ]

(( ما تَصدقَ أحَدٌ بصَدَقَةٍ مِن طَيّبٍ ولا يَقْبَلُ الله إلاّ الطّيّبَ إلاّ أخَذَهَا الرّحْمَنُ بِيَمِينِهِ وإنْ كانَتْ تَمْرَةً تَرْبُو في كَفّ الرحمنِ حتّى تكُونَ أَعْظَمَ مِنَ الجَبَلِ ))

[ مسلم عن أبي هريرة ]

والله أيها الإخوة، قد مر النبي عليه الصلاة والسلام بقبر، قال:

(( صاحب هذا القبر إلى ركعتين مما تحقرون من تنفلكم خير له من كل دنياكم ))

[ أخرجه ابن المبارك عن أبي هريرة ]

لو يعلم الإنسان، وهو حي يرزق أن هذه الصدقة يراها يوم القيامة كجبل أحد وروي في بعض الأحاديث:

(( أن تضع اللقمة في فم زوجتك هي لك صدقة، وقد تراها يوم القيامة كجبل أحد ))

[ رواه الترمذي والنسائي ]

(( ما تَصدقَ أحَدٌ بصَدَقَةٍ مِن طَيّبٍ ولا يَقْبَلُ الله إلاّ الطّيّبَ إلاّ أخَذَهَا الرّحْمَنُ بِيَمِينِهِ وإنْ كانَتْ تَمْرَةً تَرْبُو في كَفّ الرحمنِ حتّى تكُونَ أَعْظَمَ مِنَ الجَبَلِ ))

الحديث السابع:

الآن:

(( من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ))

[ أخرجه أحمد في مسنده وصحيح مسلم عن أبي اليسر ]

هناك إنسان يقول لك: معي سند، أضعه في السجن، تمهل، يقول عليه الصلاة والسلام:

(( من أنظر معسرا، أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ))

الحديث الثامن:

ويقول عليه الصلاة والسلام :

(( تجاوزوا عن ذنب السخي، فإن الله تعالى آخذ بيده كلما عثر ))

[ أخرجه الدارقطني عن ابن مسعود ]

الإنسان الذي له عمل طيب، هذا العمل الطيب يقتضي أن نتغافل عن بعض هفواته، في شخص لا يسامح، قناص، النبي عليه الصلاة والسلام قال:

(( ليعمل عثمان ما شاء أن يعمل فإنه مغفور له ))

الحديث التاسع:

(( أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ))

[ أخرجه ابن أبي الدنيا عن ابن عمر ]

دقق: سرور تدخله على مسلم.
والله مرة أحد إخوتنا الكرام أصيب بأزمة قلبية حادة، يحتاج إلى عملية، وهو عامل في معمل نسيج، لا يكفي دخله طعامه وشرابه، والعملية تكلف بضع مئات من الألوف، يقول لي هذا الأخ الكريم: امرأة محسنة في هذه البلدة الطيبة اتصلت بطبيب قلب جراح من مشاهير الأطباء، وقالت له: اتصل بفلان، وأجرِ له العملية، وأنا أغطي الثمن، هذا الإنسان الأخ الفقير، طبيب قلب مشهور اتصل به، أعطاه وعدا لإجراء العملية، أنا زرت هذا الأخ قبل أن يتصل به الطبيب، والله رأيت بيته بالميدان، رأيت في البيت كآبة لا يعلمها إلا الله، الأولاد جامدون، حزانى، الأب مريض، وترك عمله، بعد أن أجريت العملية ونجحت، زرته مهنئاً، والله رأيت أولاده يكادوا يرقصون من الفرح، انظر لهذا الحديث:

(( أحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا ))

مرة ابن عباس كان معتكف في مسجد رسول الله، نظر إلى إنسان رأى في وجهه كآبة، قال له: مالك تبدو كئيباً، قال له: ديون لزمتني لا أطيق سدادها، قال له: لمن ؟ قال له: لفلان، قال ابن عباس: أتحب أن أكلمه لك ؟ قال: إذا شئت، فقام ابن عباس وخرج من معتكفه، والاعتكاف في رمضان من أرقى العبادات، قال له أحدهم: يا ابن عباس أنسيت أنك معتكف ؟ قال: لا والله ما نسيت، ولكني سمعت صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر النبي، والعهد به قريب، ودمعت عيناه، قال:

(( والله لأن أمشي مع أخ في حاجته خير لي من صيام شهر، واعتكافه في مسجدي هذا ))

[الجامع الصغير]

(( أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظا، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل ))

[ أخرجه ابن أبي الدنيا عن ابن عمر ]

ويقول عليه الصلاة والسلام:

الحديث العاشر:

(( لا خير فيمن لا يضيف ))

[ أخرجه أحمد في مسنده والبيهقي في شعب الإيمان عن عقبة بن عامر ]

وصف شاعر قوماً فقال:

بيض المطابخ لا تشكو إماءهم طبخ القدور ولا غسل المناديل
***

يعني تمر سنوات تلو سنوات لا يدعو الناس إلى طعامه إطلاقاً، فيقول عليه الصلاة والسلام:

(( لا خير فيمن لا يضيف ))

تجد أخا جاء من بلدة أخرى إلى بلدتك ليتابع قضية، أو ليحضر مجلس علم، فإذا أخذته إلى بيتك وأكرمته، والله هذا عمل طيب، هذا يمتن العلاقة بين المؤمنين، لذلك يقول عليه الصلاة والسلام :

(( لا حَسَدَ إِلاّ في اثْنَتَيْنِ: رَجلٌ آتَاهُ الله مَالاً فَهُوَ يُنْفِقُ منهُ آنَاءَ اللّيْلِ وآنَاءَ النّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ الله القُرْآنَ فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللّيْلِ وَآنَاءَ النّهَارِ ))

[ متفق عليه ]

الحديث الحادي عشر:

سأل رجل النبي عليه الصلاة والسلام قال:

(( أيُّ الإِسلام خَيْرٌ ؟ قال: تُطْعِمُ الطَّعامَ، وَتَقْرأُ السَّلام على مَنْ عَرَفْتَ، وَمَنْ لَمْ تَعْرِف ))

[لبخاري ومسلم عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما ]

إن إطعام الطعام من أعظم الأعمال، لكن أنا أقول: شر الطعام طعام الولائم، لأنه يدعى إليها الأغنياء، ويحرم منها الفقراء، أما حينما تدعو الناس إلى طعام لتؤلّف قلوبهم، أو ليكون هذا الطعام مناسبة لكلمة حق تلقى على هؤلاء فهذا لا بأس به.
أنا أحدثت مصطلحا اسمه الطعام الدعوي أحياناً، من أجل أن تجمع الناس.
مرة أخ من إخواننا نُقل إلى بلد بعيد يعمل في فندق خمس نجوم بحرفة نادرة، نُقل من دمشق إلى بلد في الخليج، ماذا يفعل ؟ أخذ معه أشرطة، ودعا زملاءه في العمل إلى طعام أسبوعي، أكلة دمشقية مشهورة محببة جداً إلى هؤلاء، أتوا ليأكلوا، بعد أن أكلوا اسمعهم شريطاً، كل خميس، طريقة في الدعوة لطيفة، هم جاؤوا ليأكلوا، بعد أن أكلوا استمعوا إلى الدرس.
أحياناً يمكن أن يكون إطعام الطعام سبيلاً إلى الدعوة إلى الله، لذلك قال:

(( قال: تُطْعِمُ الطَّعامَ، وَتَقْرأُ السَّلام ))

الحديث الثاني عشر:

وفي حديث آخر:

(( أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ))

[ رواه الترمذي عن عبد اللَّه بن سلام رَضِيَ اللَّهُ ]

الحديث الثالث عشر:

وفي حديث آخر يقول عليه الصلاة والسلام:

(( يَا ابنَ آدَمَ، إِنّكَ إِنْ تَبْذُلِ الفَضْلَ خَيْرٌ لَكَ، وَإِنْ تُمْسِكْهُ شَرٌ لَكَ، وَلاَ تُلاَمُ عَلَى كَفَافٍ، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ، وَاليَدُ العُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السّفْلَى ))

[ رواه الترمذي عن أبي أمامة ]

اتعظ أنه حينما تنفق شيئاً من مالك ترقى عند الله، أما حينما تدعه، وتغادر الدنيا قد يأتي من بعد هذا الإنسان من يستخدم هذا المال في معصية.
سألوا شابا متفلتا توفي أبوه قبل أيام، وكان متجهاً إلى ملهى، سأله صديق والده: إلى أن يا فلان ؟ ـ سامحوني بهذه الكلمة ـ قال له: أذهب لأسكر على روح أبي.
إذا ما ربى الإنسان أولاده فالمال الذي جمعه، والذي جهد في جمعه سوف ينفق في معصية الله، لذلك درهم تنفقه في حياته خير من مئة ألف درهم ينفق بعد مماتك، وقد لا ينفق.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور