وضع داكن
26-04-2024
Logo
صلاح الأمة - الدرس : 11 - علو الهمة في أداء العبادات
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
علو الهمة اليوم في أداء العبادات:
أيها الإخوة الكرام، مع درس جديد من دروس صلاح الأمة في علو الهمة ، وعلو الهمة اليوم في أداء العبادات.
وكما تعلون، لو شبهنا الدين الإسلامي بمثلث قُسّم إلى أربعة أقسام، في رأس هذا المثلث العقيدة، وبعدها العبادات، وبعدها المعاملات، وبعدها الأخلاق، فديننا: عقيدة وعبادة، ومعاملات، وأخلاق، إن صحت العقيدة صح كل شيء، يأتي بعد العقيدة العبادات، والعبادات شعائرية وتعاملية، العبادات الشعائرية:
الصلاة، والصوم، والحج، والزكاة.

منزلة الصلاة وأهميتها في الإسلام:

1 – الصلاة فرض لا يسقط بحال:

 فالصلاة تقع على رأس العبادات الشعائرية، ذلك لأن الصلاة هي الفرض الوحيد المتكرر الذي لا يسقط بحال، فإذا سقط الحج عن الفقير والمريض، وسقط الصيام عن المريض والمسافر، وسقط الزكاة عن الفقير، وشهادة ألا إله إلا الله ينطق فيها مرة في العمر، بقيت الصلاة الفرض الوحيد المتكرر الذي لا يسقط بحال.

 

(( من أقام الصلاة فقد أقام الدين، ومن تركها فقد هدم الدين ))

 

[ الجامع الصغير عن ابن عمر ]

(( ولا خير في دين لا صلاة فيه ))

[ ورد في الأثر ]

 وأول ما يحاسب العبد يوم القيامة عن الصلاة.
الآن: علو الهمة في أداء الصلوات.

 

2 – لا بد مع الصلاة مِن علم:

 العبادة على رؤوس العباد أحلى من التيجان على رؤوس الملوك، لكن لا بد من أن ننوه إلى أن العبادة إذا أديت أداء صحيحاً من دون علم فهي مقبولة، وصاحبها ناجٍ، لكن مقاومة هذا المؤمن العابد هشة، لا تقف أمام الإغراء أو الضغط، سريعاً ما ينهار أمام فتنة أو ضغط قوي، بينما العالم كالجبل الراسخ، لا يتأثر لا بسبائك الذهب اللامعة، ولا بسياط الجلادين اللاذعة.

 

 

(( فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم ))

 

[ أخرجه الترمذي عن أبي أمامة ]

 وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب.
إذاً يجب أن يكون مع الصلاة علم، العلم حارس، العلم يقوي الإيمان.
لكن الآن نحن في الصلاة، لن يسأم العباد المؤمنون من عبادة ربهم ومناجاته، لذلك قالوا: رحم الله رجالاً نصبوا أبدانهم لخدمة مولاهم، وكابدوا العبادة حتى استمتعوا بها، وإذا أقبل وقت الطاعة اشتاقوا إليها، وحنت أرواحهم للقيام بها.
وقال بعض العلماء: رأيت الفوائد ترد في ظُلم الليل، ولو يعلم الناس ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً.

 

3 – الصلاة ميزان:

 والصلاة في الحقيقة ميزان، فمن وفى استوفى، من وفى استقامته حقها استوفى من الصلاة ثمراتها، بشكل بعيد عن النصوص ما دام هناك معصية، ما دام هناك تقصير، ما دام هناك تساهل، ما دام هناك دخل فيه شبهة، ما دام هناك علاقة فيها شبهة، ما دام هناك عدم انضباط، ما دام هناك عمل لا يرضي الله، ما دام هناك شهوة لا ترضي الله فالإنسان محجوب عن الله، أعجبه ذلك أو لم يعجبه، أدرك ذلك أو لم يدرك، أنت بإرادتك يمكن أن تقف، وأن تفتتح الصلاة بتكبيرة الإحرام، وأن تقرأ الفاتحة، وتقرأ سورة قراءة صحيحة، وأن تركع مطمئناً، وأن تسجد، وأن تؤدي حركات الصلاة وكلماتها بالتمام والكمال، ولكن المعصية، وأكل الحقوق، والتجاوزات، وعدم الانضباط فيما بين الصلوات كل هذا حجاب للإنسان عن ربه، فالبطولة لا أن تحابي نفسك، كل إنسان يصلي.

 

 

(( ليس كل مصل يصلي، إنما أتقبل صلاة ممن تواضع لعظمتي ))

 

[ رواه الديلمي عن حارثة بن وهب ]

 تفكّر في ملكوت السماوات والأرض، تفكّر في هذه الآيات، الله عز وجل جعل الكون كله مظهراً لأسمائه الحسنى، وصفاته الفضلى، فما لم يكن هناك تفكر، وتعرف إلى هذه الذات الكاملة لم يكن هناك إدراك لعظمة الله عز وجل.

 

﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾

 

 

( سورة الزمر الآية: 67 )

الموقف الكامل في الصلاة من الأيات التكليفية:

 أقول لكم: حينما تقرأ القرآن، وتقف عند آية أمر، ما الموقف الذي تقف من هذه الآية ؟ كيف تتدبر هذه الآية ؟ ينبغي أن تأتمر، وإذا قرأت آية فيها نهي، ما الموقف الذي تقفه ؟ يجب أن تنتهي، وإذا قرأت آية في وصف الجنة ما الموقف الذي ينبغي أن تقفه ؟ ينبغي أن تسعى إلى الجنة، وإذا قرأت آية فيها وصف للنار ما الموقف الذي ينبغي أن تقفه ؟ أن تبتعد عنها باتقاء المعاصي والآثام، وإذا قرأت آية فيها وصف للذات الإلهية ينبغي أن تبادر إلى القرب منه، وإذا قرأت آية فيها وصف لأمم سابقة أهلكهم الله عز وجل ما الموقف الذي ينبغي أن تقفه ؟ أن تتعظ، هذا تمهيد.

 

الموقف الكامل في الصلاة من الاّيات الكونية:

 فإذا قرأت آية كونية ما الموقف الذي ينبغي أن تقف منها ؟ ينبغي أن تتفكر في خلق السماوات والأرض، من أجل أن تعرف الله، لأنك إن عرفته عرفت كل شيء، وإن فاتتك معرفة الله فاتك كل شيء، في القرآن الكريم في 1300 آية تتحدث عن الكون، ما موقفك منها ؟ التفكر، والتفكر طريق معرفة الله.

 

 

﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴾

 

( سورة الجاثية )

﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾

  الآية واضحة.
الآن:

 

﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾

 

( سورة القدر )

 ألف شهر تعبد الله عبادة من دون تفكر تعدلها ليلة واحدة، تفكرت في خلق السماوات والأرض فقدرت الله حق قدره، وأصل الدين معرفة الله.
 لذلك: كلما قرأت آية كونية اعلم علم اليقين أن هذه الآيات منهجك في التفكر، والله اختار لك من بين مليار، مليار، مليار إلى أن ينقطع النفس، أو إلى أن تنتهي الحياة اختار لك 1300 آية، نسميها أحياناً رؤوس الموضوعات، هذه موضوعات التفكر، فإذا تفكرت فيها عرفت عظمة الله عز وجل، وكلما ازدادت معرفتك بالله ازدادت طاعتك له، لذلك:

 

(( ليس كل مصل يصلي، إنما أتقبل صلاة ممن تواضع لعظمتي ))

  حينما تدخل لتقابل وزيرا تعنتي بهندامك، وإن جلست أمامه تتجه إليه، ما رأيت واحداً يقابل إنسانا له منصب رفيع، ومعه جريدة يقرأها أمامه، أو يعبث بسبحته، أو يتلفت يمنة ويسرة، يجلس بأدب، ثيابه أنيقة، يتجه إليه، فما موقفك إذا توجهت إلى خالق السماوات والأرض ؟ لا تجعل الله أهون الناظرين إليك، لذلك صلاة من دون معرفة بالله عز وجل تؤدى شكلاً.
" إنما أتقبل صلاة ممن تواضع لعظمتي، وكف شهواته عن محارمي " .

 

 

أثر المعاملات في إقامة الصلاة:

 إن غير المستقيم يمكن أن يؤدي حركات الصلاة بالتمام والكمال، وغير المستقيم يمكن أن يقرأ ما ينبغي أن يقرأ في الصلاة بالتمام والكمال، لكن غير المستقيم لا يمكن أن يتصل بالله في أثناء الصلاة، لأن ذنبه حجاب بينه وبين الله، أنا أفهم معنى إقامة الصلاة أن تستقيم على أمر الله قبل الصلاة.
 مثلاً: بائع بسوق تجاري، أكثر الذين يدخلون هذا المحل نساء كاسيات عاريات، فلو فرضنا شابا في هذا المحل يملأ عينيه من محاسن هؤلاء النساء، ويحادثهن حديثاً ليناً، ويرتكب كل معاصي العين، أذن الظهر والجامع إلى جانب المحل، هو إنسان مسلم وورع، دخل إلى المسجد ليصلي، يتوضأ، ويقف في الصلاة، ويقرأ، وبركع، ويسجد ، لكن هذه الساعات الثلاث التي أمضاها في معصية العين لا يستطيع أن تنعقد صلته بالله عز وجل، هذه حقيقة مرة، لكنها أفضل ألف مرة من الوهم المريح، ما دام هناك مخالفات، ودخل غير مشروع، واعتداء على حقوق الآخرين، وغش، وتدليس، واستغلال جهل الذي أمامك، وأنواع الغش التي لا تعد ولا تحصى فلا صلة للإنسان في هذه الصلاة.
أحيانا يقول لك من يشتري عندك قطعة قماش: أرجو أن تنتقي لي أجمل الألوان، وعندك ثوب لونه كاسد، لونه غير جميل، تقول له: هذا أجمل لون، هذه الموضة، حينما قلت هذه الكلمة، ثم جاء وقت الصلاة لا تستطيع أن تنعقد صلتك بالله لأنك غششته.
أنا أقول كلاما دقيقا: من أجل أن تتصل بالله ينبغي أن تكون صادقاً، ينبغي أن تكون أميناً، ينبغي أن تكون عفيفاً، ينبغي أن تضبط جوارحك، ينبغي أن تضبط دخلك ، ينبغي أن تضبط إنفاقك، ينبغي أن تضبط بيتك، ينبغي أن تضبط زوجتك، بناتك، أولادك، فإذا كنت وفق منهج الله كان انعقاد الصلاة سهلا جداً.

 

 

﴿وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾

 

( سورة البقرة )

 هذا كلام دقيق: المسلمون مليار ونصف مليار إنسان، وفي الأعم الأغلب جميعهم يصلي، ولكن لا وزن لهم في الأرض، وفي الحديث الصحيح:

 

(( لَنْ يُغْلَبَ اثْنَا عَشَرَ ألْفاً مِنْ قِلّةٍ ))

 

[ أبو داود، ابن ماجه، أحمد عن ابن عباس ]

 فما بال الملايين المملينة ليست كلمتهم هي العليا، كيف يستنجد سيدنا خالد بن الوليد بسيدنا الصديق، ليرسل له خمسين ألف جندي مددًا في معركة معه فيها ثلاثون ألفا، ويواجه ثلاثمئة ألف، أرسل له الصديق واحدا، القعقاع بن عمرو، وصل إليه قال له: أين المدد ؟ قال له: أنا المدد، والله شيء كالخيال، شيء لا يصدق، قال له: أنت المدد ؟! معه كتاب، فتح الكتاب يقول الصديق لسيدنا خالد: << فو الذي بعث محمداً بالحق، إن جيشاً فيه القعقاع لا يهزم >>، وهو رجل واحد.
الآن المليار بأف، كان الواحد بألف، كان الواحد بمليون، الآن المليار بألف وكلهم يصلون، اقرؤوا قوله تعالى:

﴿إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى﴾

( سورة التوبة الآية: 54 )

 يصلون.

﴿وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ﴾

( سورة التوبة الآية: 54 )

 هناك كفر دون كفر، ما دام لست مصدقا أن الربا حرام، وأن التدليس حرام، وأن الغش حرام، وأن اللقاءات النسائية المتفلتة حرام، وكان سلوكك غربيا، احتفالات، أعيادك، أفراحك، أحزانك، دخلك، إنفاق مالك، لكن يضع مصحفا في السيارة، وبالمحل التجاري:

 

﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ﴾

 

( سورة الفتح )

 مظاهر الدين رائعة، ويوم الجمعة ثياب بيضاء، وعطر، ومسك، كله درجة أولى، إذا لم يصاحبها استقامة فلن تقطف من الدين شيئاً، هذه حقيقة مُرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح

 

(( ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد الإسلام ))

 

[ ورد في الأثر ]

 واللهِ هناك مئات الألوف من الدعاوى من مسلمين فيها باطل، وفيها كيد في قصر العدل، مئات ألوف الدعاوى، يأكلون المال الحرام، يأخذون أموال الناس، ولا يؤدونها، يغشون في بيعهم وشرائهم، السلوك كله غلط، وننتظر النصر من الله ؟!.
الصحابة الكرام وهم نخبة البشر، ومعهم سيد البشر، لأنهم عصوه يوم أُحُد لم ينتصروا، لو أنهم انتصروا لسقطت طاعة رسول الله، وفي حنين لم ينتصروا لأنهم أشركوا قالوا: لن نغلب من قلة، لذلك أيها الإخوة، قال الله عز وجل:

 

﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾

 

( سورة المعارج )

من صفات المصلين الواردة في القراّن:

 لكن دققوا، أنا أقول: إنسان، هذه الكلمة تنطبق على ستة مليارات، قلت: إنسان مسلم مليار ونصف، إنسان مسلم عربي 300 مليون، إنسان مسلم عربي مثقف 500 ألف فرضاً، مليون، إنسان مسلم عربي مثقف طبيب 100 ألف، إنسان مسلم عربي مثقف طبيب قلب 200، كلما أضفت صفة ضاقت الدائرة، لذلك:

﴿ إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴾

﴿الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾

 ضاقت:

 

﴿وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ *فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾

 

 

( سورة المؤمنون )

من صفات المصلين الواردة في السنة:

 هناك شروط للصلاة، لذلك:

 

(( ليس كل مصل يصلي، إنما أتقبل صلاة ممن تواضع لعظمتي ـ فكر ـ وكف شهواته عن محارمي ـ استقام ـ ولم يصر على معصيتي ـ تاب ـ وأطعم الجائع وكسا العريان، ورحم المصاب ـ له عمل ـ ))

 والله هناك أناس يمضون عشرات السنين لا يقدمون لله شيئاً.

 

 

(( وأطعم الجائع، وكسا العريان، ورحم المصاب، كل ذلك لي ـ مخلص فكر واستقام، وتاب وأخلص ـ ))

 

(( وعزتي وجلالي إن نور وجهه لأضوء عندي من نور الشمس، على أن أجعل الجهالة له حلما، والظلمة نورا يدعوني فألبيه، ويسألني فأعطيه، ويقسم علي فأبره أكلأه بقربي، وأستحفظه ملائكتي، مثله عندي كمثل الفردوس لا يتسنى ثمرها ولا يتغير حالها ))

[ رواه الديلمي عن حارثة بن وهب ]

 أيها الإخوة الكرام، هناك شيء دقيق: لو أردت أن تعدد نشاطاتك في التجارة، كم نشاطا فيها ؟ أكثر من ألفي نشاط، شراء محلات، مستودعات، تعيين موظفين، استيراد بضاعة، أخذ وكالات، جمع أموال، مئات النشاطات، التجارة كلها تضغط بكلمة واحدة، التجارة تعني أن تربح، فإن لم تربح فلست تاجراً.

 

خلاصة النشاط الديني: الأتصال بالله:

 كم من نشاط ديني ؟ مليون، تؤلف كتابا، تحضر مؤتمرا، تلقي خطبة، تصلي ، تقرأ كتاب فقه، تعمل جمعية خيرية، مليون نشاط ديني، الدين كله مضغوط بكلمة واحدة أن تتصل بالله، إن لم تتصل لن تقطف من الدين شيئاً، الاتصال بالله يجعل بالقلب رحمة يجعل بالقلب يتواضع، فيه محبة، فيه إنصاف.
هل يمكنك أن تعامل خادمة في البيت كما تعامل ابنتك تماماً ؟ إن لم تفعل فلست مؤمناً.
 هل يمكن أن تعامل زوجة ابنك في البيت كما تعامل ابنتك ؟ هذه غير هذه، البنت تعطى ألف تبرير لأخطائها، أما زوجة الابن فلا تعطى تبريرا، لستَ إذًا منصفا، المؤمن منصف، هل يمكن لزوجة رجل تعامل أولاده من زوجة أخرى كما تعامل أولادها ؟ هذا هو الدين، إذا لم تعشق المؤمن فليس بمؤمن، من أدبه، تواضعه، وإنصافه، وصدقه، وأمانته، وعفته، أما فقط يصلي.
أحيانا تجلس في جلسة لا تجد فرقا بين مصلٍّ وغير مصلٍّ أبداً، بالمزاح، وإطلاق البصر، لا فرق أبداً، الفرق أنه يصلي إذا لم يكن الفرق بمليون نقطة فليس مصلياً.

 

 

(( ليس كل مصل يصلي، إنما أتقبل صلاة ممن تواضع لعظمتي ـ فكر ـ وكف شهواته عن محارمي ـ استقام ـ ولم يصر على معصيتي ـ تاب ـ وأطعم الجائع ـ له عمل صالح ـ وكسا العريان، ورحم المصاب، وآوى الغريب كل ذلك لي ـ أخلص ـ النتائج: وعزتي وجلالي إن نور وجهه لأضوء عندي من نور الشمس، على أن أجعل الجهالة له حلما ـ كل النقائص الأخلاقية تحت كلمة جهالة، وكل الفضائل تحت كلمة حلم ـ على أن أجعل الجهالة له حلما ـ مؤمن رحيم، مؤمن منصف، مؤمن متواضع مؤمن ورع، مؤمن عفيف، مؤمن صادق، مؤمن أمين ـ والظلمة نورا ـ مهتدي يرى الحق حقاً فيتبعه، ويرى الباطل باطلاً فيجتنبه ـ على أن أجعل الجهالة له حلما، والظلمة نورا ـ الآن ـ يدعوني فألبيه ويسألني فأعطيه، ويقسم علي فأبره، أكلأه بقربي وأستحفظه ملائكتي، مثله عندي كمثل الفردوس لا يتسنى ثمرها ولا يتغير حالها ))

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور