وضع داكن
29-03-2024
Logo
حياة المسلم 2 - إذاعة حياة إف إم - مدارج السالكين : الحلقة 39 - على باب الله
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:
  بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، يا ربنا صل وسلم، أنعم وأكرم على نبينا ورسولنا محمد صلوات الله وسلامه عليه، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، مستمعينا الأكارم في كل مكان حياكم الله، على الهواء مباشرةً، عبر أثير إذاعتكم حياة fm، شيخنا الكريم حياكم الله.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم، وأعلى قدركم.
المذيع:
 نحييكم فضيلة الداعي الإسلامي الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي.
 على باب الله عنوان حلقتنا لهذا اليوم، كيف يمكن للإنسان أن يكون على باب الله سبحانه وتعالى واقفاً، ينتظر من الله سبحانه وتعالى أن يأذن له بالقرب، وأن يكون من أهل الله في هذه المعمورة، شيخنا الكريم نبدأ في توضيح المصطلحات، ماذا يعني على باب الله عز وجل؟

الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، أمناء دعوته، وقادة ألويته وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات. الله جل جلاله ذاتٌ كاملة، واحدٌ أحد، فردٌ صمد.

الطرائق إلى الله بعدد أنفاس الخلق

﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ﴾

[ سورة الإخلاص: 3-4]

 الله عز وجل واحد، لكن الطريق إليه، الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق.
المذيع:
لا حصر لها.
الدكتور راتب :
 الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق، فأن تكون أباً رحيماً، تعتني بأولادك، تهتم بدينهم، بصلاتهم، باستقامتهم، بعملهم، أن تكون زوجاً رؤوفاً، رحيماً، أن تكون ابناً باراً بوالديك، أن تكوني زوجةً مخلصة لزوجك، أن تكون موظفاً تخدم المواطنين، أن تكون مواطناً لا تكذب على الدولة، الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق.
المذيع:
 وهذا معنى على باب الله؟
الدكتور راتب :
 أبداً.
المذيع:
 أن تطرق باب الله لتصل إليه؟

 

الوقوف على باب الله للبشر جميعاً :

الدكتور راتب :
 أبداً، هو ينتظرنا، هو يحبنا، هو خلقنا ليرحمنا، هو خلقنا ليسعدنا في الدنيا والآخرة.

﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾

[ سورة هود: 119]

 كل المقولات الأخرى اركلها بقدمك، خلقنا ليرحمنا، خلقنا ليسعدنا.

﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾

[ سورة الرحمن: 46]

 جنة في الدنيا، هي جنة القرب من الله، وجنةٌ في الآخرة، هي جنة الخلد، وكل الأفكار الأخرى إن لم تكن موافقةً لكتاب الله، وسنة رسوله، اركلها بقدمك.
المذيع:
 إذاً حينما نقول دكتور: أن الإنسان يسير، أو يطرق باب الله، أي أنه يريد الوصول إلى الله سبحانه وتعالى.
الدكتور راتب :

(( إني والإنس والجن في نبأ عظيم، أخلق ويعبد غيري، وأرزق ويشكر سواي خيري إلى العباد نازل، وشرهم إلي صاعد، أتحبب إليهم بنعمي وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم أفقر شيء إلي، من أقبل علي منهم تلقيته من بعيد، ومن أعرض عني منهم ناديته من قريب، أهل ذكري أهل مودتي، أهل شكري أهل زيادتي، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب، الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد، والسيئة بمثلها وأعفو، وأنا أرأف بعبدي من الأم بولدها ))

[ البيهقي والحاكم عن معاذ، والديلمي وابن عساكر عن أبي الدرداء ]

المذيع:
 أفهم من هذا الكلام دكتور، من الذي يقف على باب الله؟ هل الوقوف هو فقط للمؤمنين، للصالحين؟

 

الله تعالى يأذن للجميع أن يقف بين يديه ليدعوه :

الدكتور راتب :
 سيدي لكل إنسان، حتى الإنسان المظلوم، يستجيب الله دعائه، ولو لم يكن مؤمناً.
المذيع:
 ولو لم يكن مسلماً؟
الدكتور راتب :

 مسلماً، يستجيب دعائه باسم العدل.
المذيع:
 سبحان الله!
الدكتور راتب :
 نعم، ويستجيب أيضاً لدعاء المضطر، ولو لم يكن مؤمناً، أو مسلماً، لقوله تعالى:

﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ﴾

[ سورة النمل:62]

 هو ينتظرنا، يحبنا جميعاً، هذا الفهم الصحيح للإسلام، خالق الأكوان، ذاتٌ كاملة كماله مطلق، خلقنا ليسعدنا، خلقنا ليرحمنا، خلقنا لجنةٍ عرضها السماوات والأرض.
المذيع:
 إذاً باب الله والوقوف على باب الله هو مفتوح لصاحب الدعاء، لصاحب الحاجة، لصاحب الشكر، لصاحب المعصية، لصاحب الطاعة، للمؤمن، للكافر، الله سبحانه وتعالى يأذن للجميع أن يقف بين يديه ليدعوه، ويرجوه.

 

الله رب النوايا :

الدكتور راتب :
 سيدي.

﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً ﴾

[ سورة مريم: 3]

 النية أساس العمل والله يحاسب عليها
بإمكانك أن تناجيه، وأنت صامت، ولم تحرك شفتيك.
 حدثني أخ كان ببلد عربي، هو فقير جداً، أخذ أساور أمه وخالته وعمته واشترى بها بطاقة طائرة إلى بلد نفطي، ليعمل، أقسم لي بالله هو في الطائرة، ما حرك شفتيه، بل نوى في قلبه أنه إذا أكرمه الله، أن يبني لوجه الله جامعاً في بلده، ما حرك شفتيه إطلاقاً.

﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً ﴾

[ سورة مريم: 3]

 ذهب إلى هذا البلد النفطي، وربح أرباحاً معقولة، وعاد وأنشأ هذا المسجد، وكنت في طريقٍ سفري، وقفت عند هذا المسجد، وصليت فيه، حدثني بهذه القصة. الإنسان إذا نوى الخير، يعلم الله هذه النية، الله رب النوايا.
 مثلاً إذا إنسان علم أن هذا الشراب الرائع الغالي، يضر هذا الذي تقدمه له لأن معه التهاب في المعدة، وأنت قدمته له، وبنيتك أن تؤذيه، أنت أمام الناس قدمت له شراباً رائعاً، بأجمل كأس مع الثلج، لكن تريد أن تؤذي معدته، تحاسب على هذه الضيافة، وأنت إذا قدمت شيئاً بنية معالجته وضرته لك أجر وثواب، الله رب النوايا.
 مثلاً دخل للبيت الساعة الثالثة ليلاً، متأخر جداً، والدته طلبت منه دواءً معيناً يبدو متألمة جداً، قال لها: جميع الصيدليات مغلقة، هي سكتت، لكن لو ذهب، وبحث عن هذا الدواء ساعة، ولم يجد هذا الدواء، يعود إلى البيت، ينام مرتاحاً، في الحالتين الأم لم تأخذ الدواء، لكن مرة لم يكن معه عذر، المرة الثانية معه عذر، الله رب النوايا.
المذيع:
 هذه الفطرة النقية.

 

عدد الطرق التي توصلنا إلى مرضاة الله لا حصر لها :

الدكتور راتب :

(( إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ))

[ متفق عليه عن عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ]

 الحديث الأول المتواتر، الذي يغطي كل أعمالنا.

(( إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ))

[ متفق عليه عن عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ]

المذيع:
 بارك الله بكم يا دكتور، إذاً شيخنا معنى حينما نقول: على باب الله، أي هي طريقة الوصول إلى مرضاة الله، وعدد الطرق التي توصلنا إلى مرضاة الله، لا حصر لها.
الدكتور راتب :
 دقيقة، عبادات المنافق سيئات، وعادات المؤمن عبادات، عاداته، أحضر معه طعاماً للبيت، أولاده من لهم غيره؟ ابتسم بوجه زوجته، قال لها: الله يعطيكِ العافية، له أجر، عادات المؤمن، غير الصلاة، والصوم، والحج، والزكاة، دخل للبيت ابتسم بوجه أولاده، أنا أقول كلمة دقيقة: هناك رجل إذ كان دخل للبيت، كأنهم في عيد، يلتف أولاده حوله، يرعاهم، وإنسان آخر إذا خرج يكون عيد.
المذيع:
 والعياذ بالله.
الدكتور راتب :
 فالبطولة أن يكون العيد عند دخولك لا عند خروجك.
المذيع:
 الله يفتح عليك يا دكتور، شيخنا الكريم سنقف إلى فاصل قصير، ونعود مع فضيلتكم إذا كان الوقوف على باب الله يؤذن ويسمح فيه لكل البشر، للمؤمن وللكافر.

 

المقصود بكلمة باب الله الوصول إلى مرضاة الله :

الدكتور راتب :
 هو ينتظرنا.
المذيع:
 من الذي يفتح له الباب ليصل إلى مرضاة الله، ونتوسع بعد إذن فضيلتكم، بعد الفاصل بهذه القضية، مستمعينا الكرام فاصل ونعود، لنواصل رحلتنا العلمية مع فضيلة العلامة الدكتور محمد راتب النابلسي، وحديثنا على باب الله، بعد الفاصل.
 متواصلين مع فضيلة العلامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، حلقتنا لهذا اليوم مستمعينا الكرام هي تحت عنوان على باب الله.
 شيخنا الكريم؛ قبل الفاصل كنا نتحدث على باب الله، والمقصود بكلمة باب الله الوصول إلى مرضاة الله، يُسمح لكل البشر، فحتى لو كان فقيراً أو غنياً، مريضاً أو صحيحاً، مؤمناً أو كافراً، فإن الله سبحانه وتعالى لا يمنعه من الدعاء، أو الاستنجاد بالله، فهو الذي يجيب المضطر، وهو الذي ينصر المظلوم.
 الآن دكتورنا نقف هنا على باب الله، أولئك العباد الذين ينكسرون ويريدون قرب الله، والوصول إليه، من الذي يأذن لهؤلاء الكثر، الذين يقفون على باب الله، أن يدخل وأن يصل إلى حقيقة مرضاة الله؟
الدكتور راتب :
 هناك حديث يتعلق بالنبي الكريم، لكن يسحب عن هذا السؤال.

﴿ إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ﴾

[ سورة المجادلة: 12]

 إذا ناجيت الله، سألته، دعوته، رجوته، توسلت إليه، انكسرت على بابه، قدم شيئاً، قدم عملاً صالحاً، قدم صدقة، قدم خدمة لإنسان، قدم هدية منك إلى الله، الله يقبلها.
المذيع:
 الله ليس بحاجةٍ لهدايا منا دكتور.

 

الإسلام منهج من عند الخالق :

الدكتور راتب :
 لا يأخذها بيمينه، بحاجة إلى أن تكون محباً له؛ أنت لأنك إنسان، أنت قبلت حمل الأمانة في عالم الأزل، ولأنك قبلت حمل الأمانة، هذه الأمانة تقتضي أن تستقيم على أمر الله، وأن تعمل صالحاً، هذا الدين فيه مواضيع كثيرة جداً، وفيه علماء كثر، والكثير جداً من الكتب، من الممكن أن أضغطه بكليات، أحد هذه الكليات، العقيدة، التصور، الفكر، الإيديولوجيا، المنطلقات النظرية، كل هذه كلمات من مؤدى واحد، الجانب العقيدي، الجانب الفكري، الإيديولوجي، التصوري، الاعتقادي.
 الإسلام يدخل في كل تفصيلة من حياة الإنسان
هذه عقيدة، وعندنا حركة، الحركة نوعان: حركة سلبية، وحركة إيجابية، السلبية الاستقامة، ما لم تستقم على أمر الله، لن (لن) لتأبيد المستقبل، لن تقطف من ثمار الدين شيئاً، بدون استقامة الدين فولكلور، القرآن الكريم قرئ في باريس على أنه فولكلور شرقي، والإسلام يقال عنه: التراث الشرقي، التصورات، الإيديولوجيا، الثقافة، المنطلقات النظرية، الخلفية الثقافية للعرب، الإسلام منهج من عند الخالق، من عند الصانع، من عند الخبير، من عند الحكيم، يبدأ من فراش الزوجية، وهذا الفراش أخص خصوصيات الإنسان، وينتهي بالعلاقات الدولية، هذا المنهج يغطي مليون موضوع، كمنهج غير العبادات، العبادات الشعائرية، صوم، صلاة، حج زكاة، شهادة، أما التعاملية، يبدأ من فراش الزوجية، وينتهي بالعلاقات الدولية، كسب مال، إنفاق مال، أوقات فراغك، نزهاتك، لقاءاتك، سهراتك، عطاؤك، منعك، هذا منهج.
المذيع:
 شيخنا بدايةً أرجو أن تأذن لي أن أنوه إلى مستمعينا الكرام الراغبين بالمشاركة معنا في موضوع نقاشنا لهذا اليوم، كيف نصل إلى مرضاة الله، على باب الله.
 موضوعنا دكتور وحديثنا على باب الله، الذين يأذن الله لهم دكتور، بتحقيق مرضاته والقرب منه، من هو؟ هو الذي يتوب بحق، أم هو مفتوح لكل الناس، أم لمن يكون دكتور الوصول الحقيقي، وتحقيق مرضاة الله؟

الأعمال الصالحة من أبواب الوصول إلى الله :

الدكتور راتب :
 هو حينما يستقيم على أمر الله، وينضبط بمنهج الله، ويتحرك وفق منهج الله، هذا أعطى سبباً للاستجابة.
المذيع:
 هذا سبب من أسباب الاستجابة؟
الدكتور راتب :
 نعم.
المذيع:
 ألا وهي الاستقامة، الانضباط بشرع الله، سبب آخر دكتور ذكرته، العمل الصالح، والعمل الصالح لا يقصد فيه نفقة مالية؟
الدكتور راتب :
 لا، لا، أي عمل يصلح للعرض على الله، لو أرشدت إنساناً تائباً، قال لك: أين المحل الفلاني؟ تقول له: امشِ إلى الأمام؟ لا، أعطه التفاصيل، الأعمال الصالحة لا تعد ولا تحصى.
المذيع:
 وهي من أبواب الوصول إلى الله.
الدكتور راتب :
 ذات مرة وأنا أمشي في الطريق، على الرصيف، وجدت على الرصيف الآخر شخص اشترى ثلاجة، وضعها في الشاحنة بشكل أفقي، أنا أعلم يقيناً هذه الثلاجة إذا أوقفها وشغلها يحترق المحرك، لا بد أن يريح المحرك بعد أن كان وضعها أفقياً لساعة، من أجل وضع الزيت، فانتقلت من رصيف لرصيف، قلت له: إياك أن تُشغِل هذه الثلاجة إلا بعد أن تضعها بشكل أفقي مدة ساعة، هذا عمل صالح، مسكين فقير، اشترى هذه الثلاجة، أقصد براداً.
المذيع:
 وفرح بها.

الاستقامة واحدة من الأسباب التي تدخلك إلى باب الله :

الدكتور راتب :
 لكن إن شغّلها، احترق المحرك، لم يخبروه بذلك في الشركة، لا يعلم، هذا عمل صالح.
المذيع:
 إذاً الأعمال الصالحة، وهي أعمال الخير.
الدكتور راتب :
 لا تعد ولا تحصى.
المذيع:
 هي أيضاً سبب لدخولك في باب الله، بارك الله بك يا دكتور.
الدكتور راتب :
 طبعاً، قدمت بين يدي ربك سبب لإقبالك عليه.
المذيع:
 إذاً الاستقامة، والأعمال الصالحة هي واحدة من الأسباب التي تدخلك إلى باب الله أكرمك الله يا دكتور.
الدكتور راتب :
 كيف لو غششت الناس، لو كذبت عليهم، لو زورت الأرقام؟
 لي أخ غال عليّ، يبيع قطع مرسيدس، عنده قطعة بقيت خمس سنوات، ولم تبع معه، وغالية جداً، جاء شخص طلبها، مكتوب عليها: صنع في ألمانيا، لكنها ليست أصلية وإنما من صنع الصين، طلبها، قال لي: اختل توازني من فرحي، خمس سنوات ولم تباع، وغالية، وهو على السلم، سأله: أصلية، قال له: لا ليست أصلية، قال له: سآخذها، كلمة واحدة.
المذيع:
 صدق.
الدكتور راتب :
 لو قال له: أصلية، بيعها حرام، قال لي: خمس سنوات عندي في المستودع، وطلبها هذا الشخص، قطعة لشاحنة مرسيدس كبيرة جداً وغالية، وهي من صنع الصين حقيقة، لكن مكتوب عليها صُنع في ألمانيا.
المذيع:
 بالصدق أصبح مالها حلالاً.
الدكتور راتب :
 أبداً، كلمة لا ليست أصلية، البيعة حلال.

أسئلة المستمعين :

المذيع:
 سبحان الله! وعكس ذلك حرام، بارك الله بك يا دكتور، ننوه لمستمعينا مرة أخرى في موضوعنا لليوم عن الوصول إلى مرضاة الله تبارك وتعالى. دكتور معن أهلاً وسهلاً بك معنا باتصال هاتفي، أهلاً وسهلاً.
المستمع:
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، دكتور راتب النابلسي، ما شاء الله موضوع رائع جداً، الله يحفظه ويقويه، السلام عليكم يا دكتور.
الدكتور راتب :
 عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً وسهلاً.
المستمع:
 برنامجك شيق، وبرنامجك مبدع الله يعطيك العافية، ويعطي العافية لمقدم البرنامج ولموضوعك شيخ نديم.
المذيع:
 تفضل دكتور معن.
المستمع:
 الله يحفظكم، والله برنامجكم رائع جداً، سمعت حديثاً يقول: أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: صحابي قال للنبي صلى الله عليه وسلم:

(( دلني على عمل يدخلني الجنة ))

[الطبراني عن كدير الضبي]

 قال له: قل آمنت ثم استقم.
 الإيمان مع الاستقامة، فما معنى الاستقامة؟ وما دورها في حياة المسلم الدنيوية؟ هذه التي لم نستغنِ عنها.
المذيع:
 شكراً دكتور معن ولسؤالك، كل التقدير والاحترام. إذاً دكتورنا الكريم ماذا تعني الاستقامة؟

 

ما لم نستقم على أمر الله لن نقطف من ثمار الدين شيئاً :

الدكتور راتب :
 ما لم نستقم على أمر الله، ما لم نطبق منهج الله، ما لم نأتمر بما أمر ما لم نلتزم بالإسلام فلن نقطف ثمار هذا الدين
ما لم ننتهِ عما نهى عنه وزجر، لن نقطف من ثمار الدين شيئاً، وعندئذٍ يكون الإسلام فولكلوراً، تراثاً، عادات، تقاليد، خلفيات، قوس إسلامي، زخرفة إسلامية، بطاقة معايدة إسلامية، الإسلام منهج آخر، إسلام منهج تفصيلي، يغطي كل حركتك في الحياة، كسب مالك، إنفاق مالك، علاقاتك، اختيار زوجتك، تربية أولادك، اختيار حرفتك، هناك حِرف لا ترضي الله، هناك حرفة مبنية على معصية الله، حرفة فيها غش، ما لم تستقم على أمر الله، أنا لا أتشاءم، أتكلم الحقيقة المرة، لأنها أفضل ألف مرة من الوهم المريح، ما لم تستقم على أمر الله لن تقطف من ثمار الدين شيئاً، مثلاً إذا قال الصادق المصدوق، سيد الخلق، وحبيب الحق.

(( ولن تُغْلَبَ أُمَتي مِنْ اثنا عَشَرَ ألفا مِنْ قِلَّةٍ ))

[أبو داود والترمذي عن عبد الله بن عباس ]

 فإذا كنا مليارين، ونملك نصف ثروات الأرض، وبيننا قواسم مشتركة لا تملكها أمة أخرى، ومع ذلك، أربع عواصم محتلة من فئات ضالة، والأمور ليست بيدنا، ما تفسير ذلك؟

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾

[ سورة النور: 55]

 وزوال الكون أهون على الله، من ألا يحقق وعوده للمؤمنين.

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ﴾

[ سورة النور: 55]

 وعدنا أن نكون مستخلفين، ونحن في الحقيقة المرة لسنا مستخلفين، وعدنا أن يمكن لنا ديننا، ديننا يواجه حرباً عالميةً ثالثة، كانت قبل حين تحت الطاولة، اليوم فوق الطاولة، جهاراً نهاراً، بما أن الغرب مهيمن على الشرق، أحد أعضاء الكونغرس: لن نسمح بقيام حكمٍ سنيٍ في الشرق الأوسط، من الآخر.

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾

[ سورة النور: 55]

 لسنا مستخلفين.
المذيع:
 لماذا دكتور؟
الدكتور راتب :
 ولا ممكنين، ولا آمنين، لماذا؟ بآخر كلمة.

﴿ يَعْبُدُونَنِي ﴾

[ سورة النور: 55]

 فإذا فرطنا في عبادته، فقدنا كل وعود الله، كلمة وحدة، كل هذه الآية الطويلة، انتهت بكلمة.

﴿ يَعْبُدُونَنِي ﴾

[ سورة النور: 55]

المذيع:
 إذاً هذا شرط لتحقيق ما سبق دكتور.

 

إن لم نعبد الله خسرنا كل وعوده :

الدكتور راتب :
 أبداً، فإن لم نعبده، خسرنا كل هذه الوعود، مرة ثانية:

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي ﴾

[ سورة النور: 55]

 نية المؤمن خير من عمله
فإذا فرطنا في عبادته، يكون بيتنا إسلامي، عملنا إسلامي، كسبنا إسلامي، إنفاقنا إسلامي، لقاءاتنا إسلامية، نزهاتنا إسلامية، حفلاتنا إسلامية، إذا كل ما حولنا فيه مخالفة للدين، لن نجد شيئاً أمامنا.
المذيع:
 هذا شرط لتحقيقها، الله يكرمك يا دكتور، إذاً مزيد من مشاركات مستمعينا الكرام فراس تفضل.
المستمع:
 السلام عليكم، الله يعطيك العافية أنت والدكتور محمد راتب، والله إني أحبه بالله.
الدكتور راتب :
 بارك الله بك.
المستمع:
 لو سمحت يا دكتور مجرد استفسار، أحياناً أكون جالساً مع نفسي، وأتخيل أني أعمل خيراً بالملايين ضمنياً، للفقراء، والمساكين، هل هذا أجازى عليه أم لا أجازى عليه، علماً أني لا أملك هذا المال؟
الدكتور راتب :
 لا، هناك جواب من النبي الكريم.

((نية المؤمن خير من عمله))

[عن سهل بن سعد الساعدي ]

 ونية الكافر شر من عمله.
المذيع:
 بهذه النية الصادقة هل الله يؤجره وهو في مكانه؟

 

متابعة أسئلة المستمعين :

الدكتور راتب :
 له أجر نيته.
المذيع:
 الله يكرمك يا فراس ويفتح عليك، لننتقل إلى علي بمشاركة جديدة تفضل أخي علي.
المستمع:
 السلام عليكم، وأسعدكم الله في الدارين جميعاً أنتم وجميع مستمعي حياة، إن شاء الله أخي، أريد أن أسأل فضيلة الشيخ كما يتحفنا دائماً، بصوته الجميل، وحكمته الجميلة، في ظل الاستقامة، وطلب الاستقامة، والامتثال للطاعة والتوفيق إن شاء الله أن نكون على طاعة الله، في ظل وجود جماعات كثيرة الآن، والإنسان غالباً أصبح محبطاً على ما يرى من أمور في هذا العصر، نريد من الشيخ أن يتحفنا ويعطينا رؤوس أقلام كيف نستقيم؟ كيف نلتزم على طاعة الله؟
المذيع:
 سنجيب بعد الآذان إن شاء الله.
المستمع:
 بارك الله فيكم، أشكرك أخي، أشكركم.
المذيع:
 شكراً لك أخي علي، بعد إذنكم شيخنا نجيب، حتى يدخل معنا آذان العصر بعد قليل، شكراً لك علي، أبو مجاهد تفضل.
المستمع:
 السلام عليكم، سيدنا الشيخ أول شيء حفظكم الله في الدنيا والآخرة، وسلامنا نقدم لأستاذنا ودكتورنا راتب النابلسي، سؤال: إماطة الأذى عن الطريق صدقة، الآن الذين يعملون بيت عزاء أو بيت فرح، ويغلقوا الطريق، أو من يغلقه عمداً، هل هذا يؤثَم على هذا العمل؟
المذيع:
 شكراً لك يا أبو مجاهد لطرح هذه القضية، شكراً جزيلاً لك، نستأذنكم شيخنا الكريم مستمعينا الكرام سنقف نحن وإياكم إلى فاصل قصير، ليرفع عليكم آذان العصر، ونعود بإذنه تعالى، فابقوا بالقرب.
 من جديد على الهواء مباشرة عبر أثير إذاعاتكم حياة fm، متواصلين في هذا البرنامج الأسبوعي. شيخنا الكريم فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي، مرحباً بكم من جديد.

ضرورة معرفة الآمر قبل الأمر :

الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم.
المذيع:
 ننوه إلى مستمعينا الكرام الراغبين بالمشاركة معنا في موضوع حلقتنا لهذا اليوم، على باب الله، أي كيف يصل الإنسان إلى مرضاة الله؟
 شيخنا الكريم، قبل الفاصل الأخ علي طرح سؤالاً، كيف نستقيم؟
الدكتور راتب :
 عندما تعلم أنك في قبضة الله لا يمكن أن تعصيه
لابد أن تعرف الله أولاً، إن عرفته تفانيت في طاعته، إن لم تعرفه تفننت في معصيته، الآمر قبل الأمر، أنت إذا وقفت على إشارة المرور، والضوء أحمر، والسير ممنوع، والشرطي واقف، لماذا تقف؟ لأنك تعلم علم اليقين أن واضع قانون السير، علمه يطولك، وقدرته تطولك، قد يسحب الإجازة سنة، أو يكلفك مبلغاً كبيراً، لأنك موقن يقيناً قطعياً أن واضع قانون السير، علمه يطولك، وقدرته تطولك، لا يمكن أن تعصيه، استمع لقوله تعالى:

﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا ﴾

[ سورة الطلاق: 12]

 نقطتان:

﴿ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً ﴾

[ سورة الطلاق: 12]

 لماذا الله اختار من أسمائه كلها وما أكثرها، اسمين فقط؟ العلم والقدرة، فإذا أيقنت أيها المؤمن أن علم الله يطولك، وأن قدرته تطولك، لا يمكن أن تعصيه، الله عنده ورم خبيث، تشمع كبد، فشل كلوي، خثرة في الدماغ، فقد ذاكرة، فقد عقل، أنت في قبضة الله فالإنسان حينما يستقيم على أمر الله، يحس بأعماق أعماقه أن الله يضمن له حياة هنية، ما الدليل؟

﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾

[ سورة النساء: 113]

 زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين.
المذيع:
 الله يكرمك يا دكتور، إلى اتصال جديد، معنا حابس تفضل.
المستمع:
 السلام عليكم، إذا سمحت أريد أن أتكلم مع فضيلة الشيخ الدكتور.

 

مداخلة جميلة من أحد المستمعين :

الدكتور راتب :
 تفضل.
المستمع:
 جزاك الله خيراً فضيلة الشيخ، وفرصة طيبة تحدثنا مع فضيلته، نحاول دائماً أن نحكي معه لكن هذه المرة من حسن حظنا أننا استطعنا التكلم معه، فضيلة الشيخ الدكتور: الاستقامة أمر طبيعي، وأمر واجب تجاه المؤمن، لكن في ظل الظروف، هذه الظروف أعني القابض على الدين كالقابض على الجمر، ما توجيه فضيلة الشيخ للاستقامة؟
المذيع:
 شكراً لك حابس، ما كان يتحدث فيه الآن الشيخ أن نتعرف على الآمر وهو الله، لنستقيم على الأمر، معنا أبو أنس باتصال جديد، تفضل أبو أنس.
المستمع:
 يعطيك العافية، أعطاك الله الصحة يا فضيلة الشيخ، شيخنا الفاضل الآن موضوع الحلقة إن شاء الله، أريد أن أسأل كيف يمكن أن أصل لمرضاة الله سبحانه وتعالى، عن طريق بر الوالدين، والأمور هذه، أم من الممكن للإنسان العادي أن يكون له رأي مختلف، عن رأي أحد الوالدين، إذا خالفهم في الرأي هل هناك مثلاً مشكلة؟
المذيع:
 سؤال مهم جداً، بارك الله فيك أبو أنس، وإن شاء الله سنعود ونجيب عليه بإذن الله، معنا عاهد باتصال جديد، أهلاً وسهلاً.
المستمع:
 مساء الخير، كيف الحال؟ يعطيكم العافية شيخنا، أنا مداخلتي سريعة بخصوص البرنامج، الوقوف على باب الله، من خلال تجربة شخصية، أرجو أن تتحملني ثلاثين ثانية فيها.
 أنا شخص كنت أحاول في التجارة، والأمور لمدة أكثر من ثلاثة عشر عاماً، يا أخي سبحان الله كانت دائماً تأتي عكسية، لغاية ما فقدت الأمل من شدة الخسارة، إلى أن هداني ربي لشيخ، سألني سؤالاً، قال لي: كيف علاقتك مع الله؟ قلت له: من أية ناحية؟ قال لي: كيف الصلاة؟ قلت له: للأسف لا أصلي، قال لي: ما رأيك الآن أن تتوضأ وتصلي ركعتين، وتجدد العهد مع الله، وسترى كيف الحياة؟ قلت له: على بركة الله، فتم ذلك بفضل الله، هذه السنة الرابعة، كل سنة أخرج زكاة مالي برقم كبير والحمد لله، من بعد ما وقفت على باب الله، ورجعت له بالتوبة النصوحة، والابتعاد عن كل ما يغضبه.
المذيع:
 ما شاء الله، الله يزيدك في الدنيا والآخرة.
المستمع:
 أنا أردت أن أشارك، وبارك الله فيك، وتحياتي إلى مولانا الشيخ راتب النابلسي.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم.
المذيع:
 شكراً لك أخي، بارك الله فيك، محمد باتصال جديد، تفضل.
المستمع:
 السلام عليكم، كيف حالكم، أنا أول مرة أعمل مداخلة معكم، فأنا أحب الشيخ محمد راتب النابلسي في الله والله.
الدكتور راتب :
 بارك الله فيك، شكراً جزيلاً.
المستمع:
 أحب دائماً أن أسمع كلامه الطيب، فأحببت أن أشارك وأسمع صوته والله.
الدكتور راتب :
 شكراً، لا يوجد حب من طرف واحد، ونحن نحبك.
المستمع:
 أسعدك الله يا شيخنا، أطال الله في عمرك، وأحسن عملك، وأحسن ختامك.
المذيع:
 شكراً لك أخي محمد، إلى طه باتصال جديد تفضل.
المستمع:
 السلام عليكم، الله يعطيكم العافية، كيف الحال دكتور إن شاء الله بخير؟

إغلاق الطريق بغير حق إثم :

الدكتور راتب :
 الحمد لله، أهلاً وسهلاً.
المستمع:
 دائماً وأبداً الحمد لله، سؤال صغير دكتور بعد إذنك، الله يجزيك الخير، أنا عندي ألم في عيني، وأحاول أن أتعايش معه، لجأت إلى الرقية، والرقاة كل شخص يعطيني وصفة مختلفة، أريد توجيهاً منك، أريد أن توجهني لشيء أرتاح به، لعل الله يشفيني إن شاء الله.
المذيع:
 أخ طه، عفواً لأن الهاتف غير واضح، أنا فهمت أن عندك مرضاً في العين وأنت الآن تعالج في الرقية.
المستمع:
 نعم تماماً، عندي عين مصابة، والرقاة صار كل واحد منهم يدلني على شيء أمشي عليه، مثلاً شخص يقول لي: زيت، وهكذا.
المذيع:
 وصلت الفكرة تماماً، شكراً لك.
المستمع:
 لو سمحت أريد رقم الشيخ الدكتور، إذا في مجال طبعاً.
المذيع:
 جزاك الله خيراً أخ طه، شكراً لك ولاتصالك، لنرجع إلى إجابات مستمعينا شيخنا الكريم، ونستأذن فضيلتكم بالاختصار لكثرتها، مرحباً بهم دائماً.
 أبو مجاهد شيخنا طرح سؤالاً، توصية من فضيلتك للناس الذين يغلقون الطريق، في عزاء، أم في فرح، أحياناً يغلق الطريق.
الدكتور راتب :
 هو آثم.
المذيع:
 آثم في هذا الكلام، حتى لو في عزاء؟

لا ضرر ولا ضرار :

الدكتور راتب :
 لا هذا طريق عام.
المذيع:
 شيخنا حتى لو للصلاة؟
الدكتور راتب :
 يريد أن يقف للصلاة؟
المذيع:
 أريد أن أذهب للمسجد للصلاة، وما وجدت موقفاً، لو أغلقت باب عمارة أو طريق على الناس؟
الدكتور راتب :
 

الإغلاق على المداخل لا يجوز لأنه يضر بالناس

لا بجوز.
المذيع:
 لا يجوز حتى؟
الدكتور راتب :
 أبداً، أبداً.
المذيع:
 مضرة الناس حرام.

تفاوت الأجر مع الصعوبة :

الدكتور راتب :
 لكن، أحياناً أكون واقفاً أمام بيت طبيب قلب، جاءه اتصال، إنسان يموت، وجد سيارتك تقف أمام سيارته، أعوذ بالله.
المذيع:
 أخ حابس دكتور سأل: كيف في ظل الفتن والتحديات الكبيرة في هذا الزمان للإنسان أن يستقيم؟
الدكتور راتب :
 إذا توهمت أن هذا الدين يصعب تطبيقه في وقت معين، فأنت واهم، لأن الله يرد عليك ويقول:

﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا َ﴾

[ سورة البقرة: 286]

 أنت إذا قلت: لا أستطيع، تكذب هذه الآية:

﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا َ﴾

[ سورة البقرة: 286]

 لكن.

(( اشتقت لأحبابي، فقال الصحابة الكرام: أولسنا أحبابك، قال: لا أنتم أصحابي أحبابي أناس يأتون في آخر الزمان، القابض منهم على دينه كالقابض على الجمر، أجرهم كأجر سبعين، قال: منا أم منهم؟ قال: بل منهم، لأنكم تجدوا على الخير معواناً، ولا يجدون))

[ الترمذي عن أنس]

 الأجر يتفاوت مع الصعوبة.
المذيع:
 بارك الله بك يا دكتور، الأخ أبو أنس دكتور، طرح قضية، الإنسان حريص على بر والديه، لكن أحياناً قد يختلف معهم في بعض القرارات، هل هو آثم إن خرج عن مشورتهم؟

 

طاعة الوالدين تكون في الأمور الخاصة بهم :

الدكتور راتب :
 أبداً.

﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً ﴾

[ سورة النحل: 32]

 طاعة الوالدين حدودها في المعروف ولاتكون في معصية
أنت مكلف أن تصاحبهم بالمعروف.
المذيع:
 حتى لو اختلفا؟
الدكتور راتب :
 بالضبط، قال لي شخص من حوالي سنتين أو ثلاثة: أمرني أبي أن أطلق زوجتي، قلت له: كيف هي زوجتك؟ قال لي: والله صالحة كثير، ومحجبة، ومصلية، قلت له: لا تنفذ كلامه، قال: ألم يأمر سيدنا عمر ابنه بأن يطلق زوجته؟ قلت له: نعم، هل أبوك كعمر؟ أبوك ليس كسيدنا عمر.
المذيع:
 عندما يكون بعدل سيدنا عمر، تغيرت المسألة.
الدكتور راتب :

﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ﴾

[ سورة النحل: 32]

 لكن:

﴿ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً ﴾

 

[ سورة النحل: 32]

 

المذيع:
 إذاً دكتور طاعة الوالدين في الأوامر المرتبطة فيهم، لكن في قراراتي أنا، في حياتي الشخصية، القرار لي، لكن المعروف بالاستطاعة.

 

ليس بيننا وبين الله حجاب :

الدكتور راتب :
 لا طاعة لمخلوقٍ كائناً من كان في معصية الخالق.
المذيع:
 ناج ربك ليلا وارتق بنفسك
أكرمك الله يا دكتور، أخونا طه دكتور، شخّص له البعض أنه مصاب بالعين، وهو الآن تائه بين بعض الرقاة في هذه القضية، ماذا تنصحه فضيلتك؟
الدكتور راتب :
 ارقِ لنفسك فقط، بينك وبين الله خط ساخن موصول، أنت لا تحتاج إلى من يرقى لك، ناجه ليلاً.

(( إذا كان ثلث الليل الأخير))

[أحمد عن أبي هريرة]

 دقق:

(( نزل ربكم إلى السماء الدنيا فيقول: هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من طالب حاجة فأقضيها له؟))

[أحمد عن أبي هريرة]

 لا تحتاج لأحد، ليس بينك وبين الله حجاب.
المذيع:
 يرقي نفسه بنفسه.
الدكتور راتب :
 أبداً بنفسه.
المذيع:
 هل هناك آيات محددة دكتور، يقرؤها؟

 

علينا بالدعاء الصادق والقرآن وستكون الاستجابة حتمية :

الدكتور راتب :
 يقرأ قرآن، يدعو الله، إذا الله عز وجل معك، ودعوته بإخلاص، الاستجابة حتمية.

(( إذا كان ثلث الليل الأخير نزل ربكم إلى السماء الدنيا ))

[أحمد عن أبي هريرة]

المذيع:
 إذاً عليه بالدعاء الصادق والقرآن، لو بحث دكتور عن الرقية الشرعية الصحيحة في الإنترنت، مثلاً لو قرأها؟
الدكتور راتب :
 نعم.
المذيع:
 جزاكم الله خيراً شيخنا الكريم، نختم حلقتنا بالدعاء، ونسأل الله تعالى القبول.

 

الدعاء :

الدكتور راتب :
 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسينا ذكرك، أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارضَ عنا، اجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين، واحقن دماء المسلمين في كل مكان.

خاتمة و توديع :

المذيع:
 الحمد لله رب العالمين، بارك الله بكم فضيلة العلامة الدكتور محمد راتب النابلسي حلقتنا كانت لهذا اليوم مستمعينا، تحت عنوان: على باب الله، أي الوصول إلى مرضاة الله، وهذا يحتاج من الإنسان الاستقامة في أن يكون متبعاً لنهج الله في أوامره، وفي نواهيه في هذه الحياة، والإنسان كلما كان قريباً من الله، كان الله سبحانه وتعالى أنساً له في حياته، ولعل الإنسان بالعلم وبمعرفة الله سبحانه وتعالى، يكون أكثر استقامةً في حياته.
 سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.
 والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور