وضع داكن
26-04-2024
Logo
حياة المسلم 2 - إذاعة حياة إف إم - مدارج السالكين : الحلقة 30 - محاسن الدول العربية
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

 الحمد لله رب العالمين، يا ربنا صل وسلم، أنعم وأكرم على نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، السلام عليكم أخوة الإيمان في كل مكان، على الهواء مباشرة عبر أثير إذاعتكم حياة FMنحييكم في مجلس العلم والإيمان مع فضيلة العلامة الداعية الإسلامي الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، مرحباً شيخنا.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم، وأعلى قدركم.
المذيع:
 ربنا يعطيكن الصحة والعافية، حديثنا اليوم عن محاسن الدول العربية، لطالما سمعنا عن الهجرة، وعن محاسن الغرب، هل للدول العربية محاسن، هذا هو عنواننا، وهي فكرة فضيلة شيخنا محمد راتب النابلسي، نبدأ حلقتنا بقول الله سبحانه وتعالى من سورة السجدة الآية 18 أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

﴿ أفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ﴾

[ سورة السجدة: 18]

 فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يفتح الخير للجميع، وأيضاً لدينا في قوله تعالى:

﴿ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ﴾

[ سورة النساء: 97]

 بين الدول العربية، وبين الهجرة منها حلقتنا لهذا اليوم، شيخنا الكريم ما هي محاسن دولنا العربية؟

 

الموضوعية قيمةٌ علمية و أخلاقية في وقت واحد :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
 لابد أن نكون موضوعيين في تقييمنا للأشياء
الحقيقة الدقيقة: أن الموضوعية قيمةٌ علمية وقيمةٌ أخلاقية في وقت واحد، الموضوعية؛ أن ترى الشيء في حجمه الطبيعي، من دون مبالغة، أو تبخيس، فهذه صفة في العالم، وفي الأخلاق، إذا كنت موضوعياً فأنت عالم، إذا كنت موضوعياً فأنت أخلاقي.
 الحقيقة: لا يوجد شر مطلق، ولا خير مطلق في الأرض دائماً وأبداً، البطولة أن نذكر الإيجابيات والسلبيات معاً، عندنا وعندهم، أما نحن ابتلينا بشخصيةٍ مهزوزةٍ جداً، مشوهةٍ ترى إيجابيات الغرب فقط، ولا ترى سلبياتهم، وترى سلبيات بلادنا المسلمة، ولا ترى إيجابياتها هذا موقف فيه ظلم شديد، وفيه بعد عن الحقيقة، وفيه سقوط من عين الله وعين الناس.
 مثلاً، النبي الكريم سيد الخلق وحبيب الحق، يستعرض الأسرى، فإذا أحد الأسرى صهره زوج ابنته، جاء ليقاتله، فقال: والله ما ذممناه صهراً، أريت إلى الموضوعية؟ كصهر كان ممتازاً. أنت حينما تكون موضوعياً تكبر عند الله، وعند الناس، حينما ترى السلبيات والإيجابيات معاً، تكبر عند الله وعند الناس.
المذيع:
 أي أن الإنسان دكتور مطالب أن يفصل، لا يعطي حكماً واحداً، هنالك جوانب من الإيجابية، وجوانب من السلبية، في كل قضية.
الدكتور راتب :
 نعم، هذه حقيقة ثابتة.
المذيع:
 هذه الموضوعية دكتور.

بعض إيجابيات بلادنا العربية :

الدكتور راتب :
 هذه الموضوعية، فالموضوعية قيمة علمية، إذا كنت عالماً ينبغي أن تكون موضوعياً، إن كنت أخلاقياً ينبغي أن تكون موضوعياً.
 الإيجابيات الدينية في بلادنا كثيرة جدا
مثلاً، كنت في أستراليا، هذا البلد قارة لدولةٍ واحدة، قارة، فيها ثانية عشر مليوناً، فيها جمال طبيعي يفوق حد الخيال، أنا زرتها خمس مرات، فيها خيرات لا يعلمها إلا الله، عُمر تربتها مئتي عام فقط، حجم الفواكه عجيب، والسكان قلائل، والدخل فلكي، فكنت مرةً أغادرها فودعني رئيس الجالية وقال لي بالحرف الواحد: بلغ إخواننا في الشام، أن مزابل الشام، خير من جنات أستراليا، بالضبط، أنا الحقيقة صعقت بهذا التعريف، قلت له: اشرح لي، قال لي: الابن في أستراليا خمسون بالمئة ملحداً، وخمسون بالمئة منحرفاً، وإن لم تصدق فاسأل، أنا طبعاً لا أعمم، التعميم من العمى، فإذا قلت الأكثرية، لا أقصد تعميماً كاملاً، لا بد من فئات ملتزمة، فانتبهت إلى إيجابيات بلدي، بلادنا شرق أوسط.
 تقريباً، هناك أشياء ألفها الإنسان فنسيها، هناك إنسان أحياناً يغيب عن بيته شهرين، لا يخطر في باله لثانية واحدة، أن رجلاً أجنبياً دخل بيته، هناك ثقة.
 مرة سألت شخصاً يعيش في بلاد متفلتة، هذا الشارع، مثلاً إذا كان طوله فرضاً خمسة كيلومترات، كم خيانة زوجية فيه، قال لي: سبعون في المئة، في بلادنا لا يوجد ولا واحد بالألف، هذه إيجابيات، عندنا أسر متماسكة، الأب أب.
 أذكر أحد إخوتي الكرام، كان في باريس، فرأى شاباً على نهر السين، أراد أن يمتحن فرنسيته، حديث عهد بها، قال له: بمَ تفكر؟ الجواب مذهل كان! بقتل أبي، صعق لدرجة غير معقولة، قال له: لِمَ؟ قال له: أحب فتاةً أخذها مني.
 أنا فكرت، والله لا أبالغ، والله يوجد حوالي مئة ألف إنسان باع بيته في دمشق، واشترى في الريف خمس بيوت، بسعر بيت في دمشق وزوج أولاده كلهم، عندنا إيجابيات في حياتنا، ومبادئ، وقيم، هذه كلها بقايا، بقية مروءة، بقية رحمة، بقية إنصاف وغيرها.
المذيع:
 وبقية تدين دكتور؟

 

الدنيا تصلح بالعدل والكفر ولا تصلح بالإيمان والظلم :

الدكتور راتب :
 التدين الظاهري ضعيف. مثلاً: أنا كنت في أمريكا، جاءتني قصة عن شاب، كما نعرف أمريكا غير منضبطة في إسلامها، أقصد الشعب الأمريكي، جاءتني قصة عن شاب، أعجبتهُ ابنة جيرانه، فاستأذن أباه للزواج منها، قال له: لا يا بني، إياك إنها أختك، وأمك لا تدري، كان أبوه زير نساء، فلما رأى شابةً ثانية، أيضاً جاء الجواب نفسه، والشابة الثالثة، جاء الجواب نفسه، فاشتكى إلى أمه، قالت له: خذ من شئت، فأنت لست ابنه، وهو لا يدري.
 الدنيا تصلح بالعدل والكفر ولا تصلح بالإيمان والظلم
أنا أخشى أن يُفهم من كلامي التعميم، أنا لا أعمم، والتعميم من العمى، في كل بلد هناك فئة صالحة، فئة منضبطة، فئة أخلاقية، لكن أنا أقول حينما يكون الأعم الأغلب أتحدث عن الأعم الأغلب، فأنا أسكن في بلاد، فيها بقية قيم، فيها بقية مروءة.
المذيع:
 لكن دكتورنا الكريم، سيأتي من يقول لفضيلتكم، بالمقابل في تلك الدول، هنالك عدالة اجتماعية؟
الدكتور راتب :
 لا أنفي ذلك أبداً.
المذيع:
 هنالك فرص عمل.
الدكتور راتب :
 لا أنفي ذلك أبداً.
المذيع:
 وهذه هي الدوافع للهجرة من دولنا دكتور.
الدكتور راتب :
 هناك إيجابيات كثيرة جداً، أنا أعددها لك سريعاً، أهم شيء، هذا كان سابقاً وليس الآن، القانون فوق الجميع، هناك تكافؤ فرص، هناك مقاييس واحدة يقاس بها الإنسان، هذه كلها إيجابيات، وأساساً قوتهم من إيجابياتهم، بل هيمنتهم على العالم من إيجابياتهم.
 من هنا قال ابن تيمية، العالم الجليل الكبير: إن الله ينصر الأمة الكافرة العادلة، على الأمة المسلمة الظالمة، بل إن الدنيا تصلح بالعدل والكفر، ولا تصلح بالإيمان والظلم.
 هذا واقع، هذه حقيقة مرة، أنا كل ما أتمناه، بكل خلية في جسمي، وكل قطرة في دمي أن نجمع بين الأصالة والقيم.
المذيع:
 في دولنا، وهذا ما يتمناه الناس.

الإقامة في الدول العربية أفضل من الناحية الدينية :

الدكتور راتب :
 وأنا ما أراه أن هناك نقلة نوعية جداً في التدين في بلادنا، هذا الكلام قبل عشرين عاماً بسبب التواصل الإعلامي.
المذيع:
 هناك نقلة في التدين؟
الدكتور راتب :
 نعم.
المذيع:
 إلى الأفضل أم إلى الأسوأ؟
الدكتور راتب :
 إلى الأفضل، أنا مثلاً زرت أمريكا حوالي ست مرات، آخر مرة زرت مجمعات إسلامية، معاهد إسلامية.
المذيع:
 في دول الغرب؟
الدكتور راتب :
 نعم، نعم، الآن الأحكام القديمة تطورت.
المذيع:
 هل تعني أنك لم تكن تحبب الهجرة من سنين، اليوم مع وجود الجاليات الكاملة من المسلمين اختلفت الصورة الفقهية؟
الدكتور راتب :
 لكن لا تزال بلادنا من أجل الدين الإقامة فيها أفضل.
المذيع:
 وللدنيا؟
الدكتور راتب :
 الوضع صعب.
المذيع:
 ماذا يفعل الإنسان دكتور، يريد أن يرضي الله، لكن أيضاً أن يعيش في دنيا فيها الحد الأدنى من الكرامة، من الحرية، من التساوي، من فرص العمل؟

من ضمن دينه فله الحق أن يهاجر إلى بلاد الغرب :

الدكتور راتب :
 الإنسان، دقق، إذا ضمن الإنسان في بلاد الغرب أن يكون متديناً لا مانع، أما إذا كان ثمن الإقامة هناك أن ينخلع من دينه كله، ومن قيمه كلها، لا، الأفضل أن تبقى في بلادك.
المذيع:
 ايجابيات الغرب كثيرة لكن الكبائر متفشية
نعم، إذاً هذه القاعدة إذا ضمن دينه، فله الحق أن يهاجر، وأن يعيش ما شاء، لكن إذا تزعزع دينه، يبقى هنا أفضل.
الدكتور راتب :
 أذكر قول القرضاوي حفظه الله، قال: إن لم تضمن، أن يكون ابنُ ابنِ ابنك مسلماً لا يجوز أن تبقى في هذه البلاد، قلتها لإنسان مقيم في أمريكا، قال لي: ابنُ ابنِ ابني، قال لي: ابني الأول ليس مسلماً.
 سيدي إغراءات الحياة تجعل الدين مرفوضاً في العقل الباطن، لكن هذا لا يمنع أن يكون هناك أسر متمسكة، أما الوضع العام؟!!
 مرة قلت لأحدهم: لو ذهبت لهذا المشرب، وشربت كأس ماء، ماذا فعلت؟ قال لي: ما فعلت شيئاً، قلت له: والله لا أبالغ، هناك الزنا كذلك، شيء طبيعي، الفتاة العذراء نادرة، بل متهمة أحياناً.
المذيع:
 دكتور سيتهم العلماء، وقد يكون منهم فضيلتك، بأنكم تتحدثون دائماً عن هذه الإيجابيات، في المقابل إيجابيات دولنا العربية والإسلامية، وننتقد الفحش في الغرب.

الابتعاد عن التعميم في الأحكام :

الدكتور راتب :
 عندنا سلبيات كبيرة جداً.
المذيع:
 وننتقد فحش الغرب، ولكننا أيضاً نتناسى أن الدول الغربية هي التي مثلاً وفرت ملاذاً لكثير من المسلمين، الذين لجؤوا إليها سياسياً.
الدكتور راتب :
 لا أحد ينكر ذلك، وهي سبب قوتها.
المذيع:
 يقال دكتور، أنه دائماً ملاذ العلماء.
الدكتور راتب :
 هي هكذا نظامها، هكذا نظامها الاجتماعي والسياسي.
المذيع:
 نعم، الناس اليوم دكتور في حيرة، يستمعون إلى أقوال العلماء التي تحضهم على البقاء في البيئة العربية المحافظة، وحينما دكتور يجوع هو وأولاده، وحينما تهان كرامته لا يستطيع أن ينظر فقط لهذه القضية، ينظر إلى ما هو أبعد، وهو موجود في الغرب.
الدكتور راتب :
 أنا أذكر أنه، لا أعلم الآن لكن قديماً، إذا دخل إنسان إلى بلد أوربي كالسويد، يحق له ما يحق لمن ولد في السويد، لهذه الدرجة، وأعني ما أقول.
المذيع:
 يحتار الإنسان دكتور، بين دنيا كما تفضلتم تراعي كرامة الإنسان، وبين دول إسلامية لكنها لا تراعي.
الدكتور راتب :
 لذلك ابتعد عن التعميم بالأحكام.
المذيع:
 لكن أنا أنقل النصيحة يلي قدمتها فضيلتك قبل قليل دكتور، إذا استطاع الإنسان أن يحافظ على دينه، ودين أولاده بشكل كامل، فلا بأس من هجرانه.

حاجة الإنسان إلى حاضنة إيمانية :

الدكتور راتب :
 كما قال القرضاوي: إن لم تضمن أن يكون ابنُ ابنِ ابنك مسلماً، لا يجوز أن تبقى في هذه البلاد.
المذيع:
 لكن كما تفضلتم دكتور، هذه الفتاوى قديمة، اليوم مع التطور، وقوة الجاليات الإسلامية، قد يصبح أمر آخر.
الدكتور راتب :
 كنت أقول قديماً، قبل عشرين عاماً، كان وقتها كلينتون، لو بلغت منصباً ككلينتون وثروةً كأوناسيس، وعلماً كأينشتاين، ولم يكن ابنك كما تتمنى، فأنت أشقى الناس.
 استمرارك بأولادك فاحرص على دينهم
سأقول لك كلمة دقيقة: الإنسان، أي إنسان في الأرض، يوجد في الأرض ثمانية مليارات إنسان، ثمانية مليارات، هذا أحدث إحصاء، ما منهم واحدٌ بلا استثناء إلا وهو حريصٌ حرصاً لا حدود له على سلامته، من يحب القهر والفقر والمرض؟ لا أحد، وحريص حرصاً لا حدود له على سعادته، من لا يحب أن تكون زوجته صالحة، وبيته واسع، وأولاده أبرار، وبناته محتشمات، ودخله معقول؟ وعنده مركبة مثلاً، وحريصٌ على سعادته، الثالثة هي الأخطر حريصٌ على استمراره، وأنت لا تستمر إلا بأولادك، والدليل:

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾

[ سورة الطور:21]

 أي ألحقنا بهم أعمال ذريتهم.
المذيع:
 إذاً يُضبَط هذا الأمر دكتور كما تفضلتم، في حال وجود مسلمين من حولك وتضمن نفسك وبيتك.
الدكتور راتب :
 أنت تحتاج إلى حاضنة إيمانية، قديماً لم يكن هناك حاضنة، أنت تسكن في فيلا، حولك مئة فيلا بعيدين عن الدين بعد الأرض عن السماء، مشكلة كبيرة، ابنك له رفيق.
المذيع:
 اليوم الصورة اختلفت.

 

الإنسان في عقله الباطن يعتز بدينه :

الدكتور راتب :
 يوجد جاليات، يوجد تجمعات، مساجد، معاهد تحفيظ قرآن.
المذيع:
 بارك الله بكم يا دكتور.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم.
 لكن أحياناً الإنسان يذهب إلى هذه البلاد، يرى تفلتاً يذكر بلده المنضبط فيحن إليه، وأحياناً يرى هناك فئات تعادي الدين عداءً كبيراً، يحن إلى بلده، هناك حالات استثنائية مثلاً يكون الوضع السيء، في هذه البلاد، أحد أسباب حنينه إلى دينه، في حالات قليلة، مثلاً كان في بلده غير منضبط إطلاقاً، هناك رأى دينه محارَب، والإنسان بعقله الباطن يعتز بدينه، فحن إلى دينه واستقام هناك، هذه الحالة موجودة.
المذيع:
 سبحان الله! عندما ذهب إلى دول الغرب ورأى الإسلام يحارب، فكان هو للدين سبحان الله رب العالمين، إذاً موضوعنا اليوم نتحدث فيه عن محاسن الدول العربية. أبو محمد تفضل.

أسئلة المستمعين :

المستمع:
 السلام عليكم، من الممكن أن يكون تعليقي طويل قليلاً، وملاحظاتي أيضاً، نحن نقول محاسن الدول العربية، لكن أول نقطة، أي إنسان متدين يصلي ويصوم، هذا علاقة بينه وبين ربه، نحن تهمنا العلاقات الإنسانية، التي هي الأخلاق فيما بيننا، مشكلة كبرى حدثت عندنا في الدول العربية، نحن حالياً وصلنا إلى أرقام صادمة في تعاطي المخدرات، أصبحنا قريبين من الدول الغربية، أرقام محاولات الانتحار، أرقام القتل عندنا في الدول العربية، شيء فلكي، هذه أول نقطة.
 النقطة الثانية: كأننا نرى هذه الأيام بأن من يريد أن يحافظ على الدين يتجه للدول الغربية، لأن فيها حرية أقوى، أي تضمن له حريته الدينية أكثر من بلاده العربية المسلمة، وبسبب هذا الكثير من شيوخنا إما في السجون، أو أصبحوا في تلك الدول، أي أن مشكلتنا أصبحت أنك في الدول العربية لا تجد فيها ميزة سيدي إلا لبعض الناس المستفيدين منها، نحن أصبح عندنا القتل في الدول العربية باسم الدين، القاتل والمقتول يقول: الله أكبر.
المذيع:
 لكن ليست كل الدول، يا أبو محمد.
المستمع:
 معظم الدول سيدي، نحن نعيش في تفلت، نحن في كارثة سيدي، يعني لو أردنا أن نقيس على بلدنا، أو بلدان أخرى، جميعها أصبح فيها خلل كبير، الجار يقتل جاره لأجل أن يجد مكاناً لوقوف السيارة، أي أخلاق هذه؟! حتى التفلت الأخلاقي.
المذيع:
 إذاً أبو محمد، أنا أفهم منك ثلاث نقاط أنت تطرحهم، موضوع الأخلاق الموجودة معنا، وموضوع الجريمة التي تزيد في بلدنا، وأيضاً موضوع اعتقال العلماء.
 موسى مرحباً بك معنا.
المستمع:
 السلام عليكم ورحمة الله، سيدي أولاً بلغ أحر السلامات لحبيبنا وشيخنا أستاذ محمد راتب، حفظك الله، سيدي في البداية الدين معاملة، كمسلمين، وهذه ما شاء الله قدم كثير منها الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي، عندي اقتراح بالأخص للشيوخ الغير منتميين لأحزاب، نحن عندنا سهم القدس، وتعرف سهم القدس لكل إنسان معتمر، أو حاج، أو تاجر، لو يدفع سند واحد، لتثبيت الأهل بالقدس، كيف الذين يعانون من الضرائب، يعانون من إخلاء بيوتهم، يعانون من العملاء الذين يشترون البيوت، لو نشارك بشراء سهم القدس نستطيع تثبيتهم في أرضهم، والله لنا أجر عظيم وجهاد وكأننا نجاهد في القدس، وله الحرية في الإجابة الدكتور أن يكون راضٍ أو غير راضٍ.

تبني مشروع سهم القدس :

الدكتور راتب :
 أنت قلت كلاماً رائعاً جداً ومقبولاً.
المستمع:
 حفظك الله يا دكتور، السؤال الثاني: محاسن الدول العربية، والله الدول العربية فيها محاسن، مثلاً بالنسبة للكويت، للإمارات، قطر، تجد فيها محاسن، فيها خيرات، وفيها نظام، المشكلة الدول الفقيرة كاليمن، الأردن، سوريا، لبنان، فلسطين، لو يستطيع مثلاً، بالأخص دكتور محمد راتب النابلسي، يتبنى مشروع لكل موظف يدفع سهم، يعتبره زكاة، وقفاً.
المذيع:
 أخ موسى عفواً، هذه ليست مرتبطة بالعلماء، أي أن يتبنوا المشروع، بل يجب أن تكون مشروع الحكومة.
المستمع:
 انس الحكومات، إذا تبنتها الحكومة، نعود للاختلاسات.
المذيع:
 على كلٍ مقترح جميل، بارك الله فيك، شكراً لك ولطرح أفكارك الطيبة.
 أخي جمال تفضل.
المستمع:
 السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، شيخ محمد أحبك في الله، لكني أريد أن أعرف، تقسيم الأحزاب والأرباع، كيف تم؟ ومن وضعه؟ وعلى أي أساس؟ جزاك الله خيراً.
الدكتور راتب :
 وضع في عصور متـأخرة، ليس فيه خطأ أبداً.
المستمع:
 أنا لا أقول خطأ، أنا أقول: على أي أساس تم تقسيم القرآن إلى أحزاب؟

تقسيم القرآن إلى أحزاب :

الدكتور راتب :
 ثلاثون جزءاً.
المذيع:
 هو يقصد لماذا تمّ اختياره ثلاثين جزءاً وستين حزباً؟
الدكتور راتب :
 لأن رمضان ثلاثون يوماً يقرأ كل يوم جزءاً، من هذا المنطلق، رمضان شهر القرآن، والإنسان يقرأ في رمضان القرآن كله، فكيف يقرؤه كله؟ كل يوم يقرأ جزءاً.
المستمع:
 أنا أقصد تقسيم الأحزاب الأربع، ربع جزء على أي أساس؟ ومن قسمه؟ هذا سؤالي.
الدكتور راتب :
 حسب عدد الصفحات بالضبط، كله بحساب دقيق جداً، عالكم فقط.
المذيع:
 يمكن هذه المسألة متخصصة جداً، أقصد أخي جمال، تحتاج أن تدرسها دراسة تفصيلية، حتى تصل للجواب فيها، جزاك الله الخير، وبارك فيك.
 منذر معنا تفضل.
المستمع:
 السلام عليكم ورحمة الله، بارك الله فيك، ونفع الله بك دكتور، دكتور قبيل شهور كنت عندنا في إربد، ولم أستطع أن أسلم عليك.
 دكتور تحدثنا عن محاسن الدول العربية، أنا تزوجت امرأة سورية وعندها طفل، أرملة، سُمِح لنا بالسفر لمرتين، مرة على كندا ومرة على ألمانيا، أنا والله رفضت لمرتين، تحدثت معنا منظمات لأجل السفر للخارج، فقلت لزوجتي: يكفي أن نسمع صوت الأذان، ونرى علماء طيبين جداً، ويجاهدون بأمر الدعوة في هذه البلد، والأمور بخير الحمد لله، رغم صعوبات العمل، ومشقات الحياة، بارك الله بك، هل من الممكن أن تحكي لنا عن الأرض المباركة التي باركنا حولها؟ جزاك الله الخير.

قيمة بلادنا العربية :

الدكتور راتب :
 لا تعرف قيمة بلادنا إلا إذا غادرتها، الأذان شيء رائع جداً، أن ترى امرأةً محجبة، محتشمة، شيء رائع جداً، أنت ترى إنساناً صادقاً، أميناً، عنده بقية قيم، بقية مبادئ، بقية رحمة، بقية انصاف، هذه كلها موجودة هناك بالقانون.
 عفواً، الكهرباء قطعت ببلد متقدم جداً، تمت في الليلة الواحدة مئتا ألف سرقة، فالضبط إلكتروني هناك، نحن عندنا مليون ضابط للإنسان غير القانون، وغير المراقبة.
المذيع:
 بارك الله بكم يا دكتور، أعود إلى أسئلة مستمعينا، أبو محمد كان يتحدث ويقول: أن الدول العربية اليوم بالعموم تشهد أزمة في الأخلاق، ازدياد في عدد الجريمة، اعتقال للعلماء، تضييق على الحريات القديمة، أليس الغرب اليوم أوسع وأفضل ديناً للمسلمين؟
الدكتور راتب :
 لا نعرف قيمة بلادنا العربية إلا بعد مغادرتها
أولاً هذا الكلام فيه عدم دقة، دائماً الأكثرية في وضع جيد، لكن الجرائم القليلة لها أثر نفسي كبير جداً، مثلاً في كل مجتمع من ثلاثة إلى خمسة بالمئة منحرفين، بكل المجتمعات، نحن الوضع الطبيعي لا ننتبه له، كم بيت لا يوجد فيه سرقة، ليس فيه ظلم، ليس فيه جريمة، ليس فيه زنا، قلائل جداً، الأكثرية منضبطة انضباطاً في الحد المعقول، فنحن هذه الأشياء لا ننتبه لها، بلادنا فيها إيجابيات كثيرة جداً، لأننا ألفناها نسيناها، الشيء المنحرف يثير انتباهنا.
المذيع:
 لكن من الممكن دكتور أيضاً، كما طرح أخونا محمد قبل قليل، الجانب الديني هو في النهاية بين الإنسان وبين الله، جانب المعاملات والسلوكيات، اليوم هناك أزمة كبيرة في الأمور المالية، في الأمانة، في التعامل، بينما في الغرب لحد كبير الأمور أكثر انضباطاً.

البقاء في الدول العربية ومحاولة تحسين الدخل أفضل من السفر للدول الغربية :

الدكتور راتب :
 مثلاً، إنسان درس وحصل على لسانس، ودخل بالتعليم، إذا كان دخله لا يكفيه لدفع فاتورة الكهرباء، ليست مشكلة كبيرة جداً؟ أقول لك: أكثر المشكلات لا تعزى للمواطن، إذا الوضع صعب، مثلاً إنسان معه شهادة عليا، ودخله لا يكفيه، والضرائب كبيرة جداً، لا يوجد توازن بين الدخل والإنفاق، عدم التوازن يخلق طبقة فقيرة، هذه الطبقة الفقيرة الملتزمة تعاني الفقر، غير الملتزمة تعاني الانحراف والرشوة، هذا وضع طبيعي.
المذيع:
 حاول إيجاد عمل في بلدك بدل الهجرة
في ظل كل هذا الكلام دكتور، ماذا يفعل الإنسان؟ أيسعى إلى الهجرة إلى الخارج لمحاولة تأمين حياة كريمة، وينضبط بين جالية إسلامية، أم يحاول أن يبقى هنا ليصلح من العالم العربي.
الدكتور راتب :
 أنا أتمنى على الأخوة الكرام، من يسأل هذا السؤال أن يسعى لعمل آخر، غير وظيفته، إذا الوظيفة دخلها محدود، لا تكفيه، ابحث عن عمل آخر، هناك أعمال كثيرة من الممكن أن تتأمن، أو عن عمل إضافي، ليؤمن دخلاً معقولاً، لا أقول دخلاً كبيراً، أما الغربة فيها سلبيات كبيرة جداً.
المذيع:
 فإذاً أنت تفضل دكتور، بقاءه في دولته كما تفضلت، لا يعتبر حر بمغادرته إن أمن على دينه في بيئة إسلامية، لكن تفضيل حضرتكم أن يبقى هنا بين أهله وهناك دول تراعي الخيرات.
الدكتور راتب :
 تقصد الأكثرية مثله، الأكثرية كمشاعره، الأكثرية كهمومه، الأكثرية كمبادئه.
المذيع:
 بارك الله فيكم شيخنا الكريم، لهذا الكلام الطيب. شيخنا الكريم أذهب مع فضيلتكم، إلى الحديث النبوي الشريف، فيما معناه: من أقام مع المشركين برئت منه الذمة، ما المقصود بهذا الحديث؟

في الدول العربية المرغبات أكثر والعقبات أقل أما الدول الغربية فالمرغبات أقل والعقبات أكثر

الدكتور راتب :
 أحط نفسك بالمؤمنين عندما تكون في الغرب
المقصود الإقامة الدائمة، أما الذهاب لتنال الدكتوراه التي تقوى بها أمتك، من الممكن أن تذهب لمؤتمر، لدراسة، هنا لا يوجد مشكلة.
المذيع:
 أما الهجرة التي بلا عودة.
الدكتور راتب :
 المقصود الإقامة الدائمة.
المذيع:
 المقصود بالمشركين دكتور، في دول الغرب، أم بين بيئة من المشركين؟ مثلاً دكتور، لو هاجر إلى دولة غربية، لكن حوله مسلمين، ويأمن على دينه وصلاته.
الدكتور راتب :
 أنا كلامي من قبل عشرين سنة، الآن هناك جاليات، هناك معاهد شرعية، لكن تبقى العقبات أكبر من بلادنا، عندنا مرغبات وعقبات، عندنا المرغبات أكثر والعقبات أقل، عندهم المرغبات أقل والعقبات أكثر.
المذيع:
 لكن إذا كان ضمن بيئة إسلامية لحدٍ كبير، فهذا يعني أن هذا الحديث لا ينطبق عليه، فلم يعد بين بيئة من المشركين.

 

قلة الإنجازات في الدول العربية :

الدكتور راتب :
 أنا أنصح أي إنسان سافر إلى بلاد الغرب ليدرس، أن يستأجر بيتاً قريباً من جامع، سيرى إخوة كرام، صلاة جماعة، شباب مؤمنين مثله، تريد حاضنة إيمانية، تريد صحبة، هناك الحاضنة مهمة جداً، مثلاً صديق آخر، قم لنصلي، سهرة ملتزمة، ما فيها شاشة مفتوحة مثلاً، نعمة كبيرة جداً في الغرب أن يكون لك صاحب، والصاحب حارس، والصاحب ضامن.
المذيع:
 لأن الخطأ مستباح هناك، فذاك يذكره بالله سبحانه وتعالى.
 شيخنا الكريم الآن نصيحتكم بدايةً إلى من هم في هذه الدول العربية التي نعيش فيها، والذين كانوا سبباً في هجرة الشباب، من هو مسؤول فيخون أمانته دكتور، من هو مدرس ويقصر في وظيفته، من لا يتقن صنعته، مما دفع الناس أن تتولد لديهم صورة سلبية عن دولنا العربية، نصيحة فضيلتك لهم.
الدكتور راتب :
 والله عندما الإنسان يرفع شعاراً إسلامياً، أو هويته إسلامية، ويقصر، أو يقبل رشوة أو لا يخدم الناس خدمة حقيقة، فهناك مشكلة كبيرة.
 مثلاً، قال لي أحدهم: أن أحد الموظفين يتبادل حديثاً غير مقبول مع موظفة، جاءه إنسان مثلاً من حلب، يريد إنهاء معاملته، هي تنتهي بتوقيع فقط، توقيع، فقال له: تعال غداً، هذا الأمر جعله ينام في فندق، علماً أن هذا الموظف يعلم أن المعاملة تنتهي بتوقيع.
 فكل إنسان لا يخدم المواطن، الله كبير وسيحاسبه.
المذيع:
 هؤلاء دكتور، يمكن هم الذين أدوا إلى زيادة تشوه سمعة الدول العربية، من هو مقصر في وظيفته، الغرب كما تفضلتم لديهم عيوب، لكن هناك قانون يحاسبهم، فبات الناس أكثر اهتماماً.
الدكتور راتب :
 هناك دراسة مذهلة، أنا ابني درس هناك، أن الإنسان يعمل في الدول العربية اثنتا عشرة دقيقة في اليوم من أصل ثماني ساعات، وفي المحل ثماني عشرة دقيقة فقط، أما في الغرب فست ساعات عمل، فأمة يعمل بها الموظف اثنتي عشرة دقيقة، أو ثماني عشرة دقيقة، لن تنتصر على أمة يعمل بها الموظف ست ساعات، ليس هناك إنجاز في الدول العربية.
المذيع:
 كلام جميل، لابد لنا من التوسع في هذا. دكتور إذاً قلة الإنجاز، هو مثلاً الديدن الموجود لدينا، من أين سيبدأ الحل دكتور؟ هل الأشخاص مطالبين بذلك أم على الدولة أن تنهض؟

ما من ظاهرة سلبية إلا و لها أبعاد اجتماعية أو اقتصادية :

الدكتور راتب :
 كل ظاهرة سلبية لها أبعاد اجتماعية
أنت عندما تعطي الموظف راتباً، لا يكفيه عشرة أيام، سوف يبحث عن عمل آخر والعمل الثاني هو الأصل، والأول هو الثانوي، هذا واقع، عندما تعطي الإنسان حاجته الكاملة تحاسبه محاسبة كاملة، الإنسان يحاسب بقدر ما يأخذ حقه، إنسان معه شهادة دكتوراه، راتبه في بعض البلاد، لا يكفيه طعام عشرة أيام، مع الدكتوراه، إذاً لابد أن يبحث عن عمل ثان.
المذيع:
 الناس اليوم تبحث عن الهجرة دكتور.
الدكتور راتب :
 الثاني هو الأساس، والأول لم يعد له قيمة، لأن دخله لا يكفي، أو لا بد من الهجرة.
المذيع:
 نسأل الله الفرج يا رب.
الدكتور راتب :
 لا يوجد ظاهرة سلبية إلا لها أبعاد اجتماعية أو اقتصادية.
المذيع:
 ذكرت فضيلتك شيخنا الكريم، بأن الموضوعية أن نذكر محاسن وسلبيات الدول العربية والغربية، الإنسان إذا أستطاع أن يبقى في دولنا فهو أحفظ لدينه، لكن إن أمن على نفسه في بيئة إسلامية في الخارج، فلا حرج أن يهاجر هناك، والمطلوب اليوم تطوير البنية العلمية، والأكاديمية، والوظائف في الدول العربية لتصبح هي نموذجاً لدينها وواقعها، نختم حلقتنا بالدعاء، ونسأل الله سبحانه وتعالى القبول والمغفرة.

الدعاء:

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر مولانا رب العالمين، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسينا ذكرك، أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارضَ عنا، احفظ لنا إيماننا، وأهلنا، وأولادنا، ومن يلوذ بنا، بارك هذا البلد الطيب، احفظ له إيمانه، وأهله، ومن يلوذ به، واستقراره.

خاتمة و توديع :

المذيع:
 الحمد لله رب العالمين، بارك الله بكم فضيلة العلامة الداعية الإسلامي الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي.
 سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.
 والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور