وضع داكن
19-04-2024
Logo
دروس جامع التقوى - الجزء الثاني : الدرس 001 - تفسير أسباب عدم نصر المسلمين على الرغم من وعد الله لهم بالنصر.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

عدم تطابق الواقع مع وعود الله مشكلة كبيرة في حياتنا :

 أخواننا الكرام، بين وعود الله عز وجل لهذه الأمة بالنصر، وبين واقع المسلمين، يوجد تناقض، مثلاً:

﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾

[ سورة غافر: 51]

 هذه واحدة.

﴿ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾

[ سورة الروم: 47]

 آية ثانية.

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾

[ سورة النور: 55]

الحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح، هل نحن الآن مستخلفون في الأرض أم هناك حرب عالمية ثالثة موجهةً ضد المسلمين كانت قبل حين تحت الطاولة واليوم فوق الطاولة جهاراً نهاراً؟
 أحد أعضاء الكونغرس يقول: بما أن الغرب مهيمن على الشرق لن نسمح بقيام حكمٍ سني، والواقع كما ترون.
 الحقيقة عدم تطابق الواقع مع وعود الله مشكلة كبيرة في حياتنا، كيف نفسرها؟ كيف نفهمها؟ ماذا ينبغي أن نعمل؟ شيء خطير، القضية نكون أو لا نكون، الحقيقة أين الخلل؟ أين المفارقة؟ نذكر الآية مرة ثانية:

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾

[ سورة النور: 55]

 نحن الآن غير مستخلفين، خمس عواصم - نسأل الله أن ينجي الأردن إن شاء الله- محتلة من فئات ظالمة بالعالم العربي، خمس عواصم.

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ﴾

[ سورة النور: 55]

 نحن لسنا مستخلفين.

﴿ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾

[ سورة النور: 55]

 قانون، دقق:

﴿ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ﴾

[ سورة النور: 55]

 هذا الدين الآن غير ممكن، كما قلت قبل قليل، يواجه حرباً عالمية ثالثة كانت تحت الطاولة، اليوم فوق الطاولة.

﴿ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ﴾

[ سورة النور: 55]

 لسنا آمنين، لسنا مستخلفين، ولسنا ممكنين، أين الخلل؟ كلمة واحدة، نعيد الآية مرة ثانية:

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي ﴾

[ سورة النور: 55]

 آخر كلمة المفتاح فيها، فإن قصر العباد بعبادة الله، فالله جل جلاله في حل من وعوده الثلاث.

 

عظمة هذا الدين أنه دين فردي و جماعي :

 لو أن شاباً سألني؛ قال لي: نحن ما علاقتنا؟ إذا الناس لا تريد الدين أنا ما ذنبي؟ أقول له: عظمة هذا الدين أنه دين فردي، ودين جماعي، كفرد كل وعود الله لك بالتوفيق، والسعادة، والبيت الرائع، والزوجة الصالحة، والأولاد الأبرار، والرزق الوفير، تتحقق بأي مكان، وفي أي زمان، ما الدليل؟ الدليل:

﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ﴾

[ سورة النساء: 147 ]

آية قطعية الدلالة، مستحيل وألف ألف مستحيل أن تعذب في الدنيا وأنت على منهج الله، وأنت متبعٌ لرسول الله، بيتك إسلامي، عملك إسلامي، سفرك إسلامي، إقامتك إسلامية، سهرتك إسلامية، رحلتك إسلامية، مكانتك إسلامية، من سابع المستحيلات ألا تعامل معاملة كما وعد الله.

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي ﴾

[ سورة النور: 55]

 إذاً هذا الإسلام فردي، وجماعي، طبقته أنت وحدك، من بين ملياري مسلم، الآن في العالم يوجد مليارا مسلم، لو طبقته وحدك تقطف كل ثماره الفردية، الآية:

﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ ﴾

[ سورة النساء: 147 ]

 تطبقه الأمة تنتصر، الدليل:

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾

[ سورة الأنفال: 33]

 الله موجود.
 سمعت عن إنسان، قبل شهر تقريباً، في بلد عربي، عنده بنت يحبها حباً يفوق حدّ الخيال، أصيبت بمرض عضال، قال له الطبيب: لا يوجد أمل، ولا واحد بالمليون، دفع مبلغاً من المال كصدقة، يتقرب بها إلى الله، الرقم صعب أن تصدقوه، حوالي سبعمئة ألف بالعملة الصعبة، سبعمئة ألف صدقة، وشفيت شفاءً تاماً.

 

على الإنسان أن يتعامل مع الله لأن الأمر بيده :

 تعامل مع الله، اعمل لك معه خطاً ساخناً، اطلب منه، اسمعوا الآن: " من لا يدعني أغضب عليه "، الدعاء مخ العبادة، الدعاء هو العبادة، لماذا الدعاء هو العبادة؟ الدعاء مخ العبادة؟ لأنك إن دعوت الله أنت موقن أنه موجود، واحد، وأنه يسمعك، وإن دعوته في باطنك يعلم.
كنت مرة مسافراً لمدينة في الساحل، في منطقة لا يوجد بها أي بيت، أثناء الطريق وجدت مسجداً فخماً جداً، صليت فيه، شخص دعاني إلى غرفة بالجامع، قال لي: خمس دقائق، فنجان قهوة، قال لي: أنا فقير جداً، ما ترك لنا والدنا شيئاً إطلاقاً، فبعت كل ما تملك والدتي، وأخواتي البنات من ذهب، واشتريت بطاقة طائرة، إلى بلد فيه فرص عمل وغني، قال لي: بالطائرة، والله هذا الفم لم يتحرك، لكن خاطر كان يخطر ببالي أن يا رب إذا وفقتني سأعمر مسجداً بهذا المكان، أنا لفت نظري عندما سافرت إلى اللاذقية، لا يوجد أي بيت، على الساحل عمّر جامعاً ضخماً جداً، قال لي: والله ذهبت و بقيت حوالي ثماني سنوات، وقد أكرمني الله إكراماً كبيراً، ونفذت الوعد، الشيء الجميل الذي لا يصدق، لا يمكن أن يعطوه رخصة بمكان لا يوجد به بيوت، لمن الجامع؟ هناك محافظ بكى هذا الشخص أمامه، قال له: على عيني هذه الموافقة، أخواننا وأنا صليت بالجامع.
 أقسم لك بالله زوال الكون أهون على الله من أن تدعوه مخلصاً من قلبك، أن تفتح معه خطاً ساخناً في الليل، أن تناجيه في الليل، والله يوجد نص أنا أذوب به:

(( إذا كان ثلث الليل الأخير))

[أحمد عن أبي هريرة]

 قبل الفجر تقريباً بربع ساعة، بنصف ساعة.

(( نزل ربكم إلى السماء الدنيا فيقول: هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من طالب حاجة فأقضيها له؟ حتى يطلع الفجر))

[أحمد عن أبي هريرة]

 قبل الفجر بربع ساعة، لك حاجة، لا تذل نفسك لأحد، لا تضعضع أمام إنسان قوي، قيل: "من جلس إلى غني أو قوي فتضعضع له ذهب ثلثا دينه" لك رب، كل شيء يملكه، الأقوياء بيده، الأغنياء بيده، الصحة بيده، المرض بيده، التوفيق بالعمل، التجار بيده، وعدم التوفيق بيده.

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ ﴾

[ سورة هود: 123 ]

 انظر

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ﴾

[ سورة هود: 123 ]

 أل الجنس، الإنسان فان، الإنسان، هذه أل الجنس، بمعنى أي إنسان على وجه الأرض من القارات الخمسة من آدم ليوم لقيامة فان، أل الجنس.

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ ﴾

[ سورة هود: 123 ]

 متى أمرك أن تعبده؟ بعد أن طمأنك، طمأنك أن الأمر بيده، لا يوجد قوي مع الله، لا يوجد كبير مع الله.

 

تعلق حكمة الله المطلقة بالخير المطلق :

 لذلك أخواننا الكرام؛ يوجد مقولة توحيدية مذهلة، كل شيء وقع، بالقارات الخمسة من آدم ليوم لقيامة أراده الله، ما معنى أراده؟ لا تعني أنه أمر به، ولا تعني أنه رضي، لكن سمح به، كل شيء وقع أراده الله.
 شخص تزوج لم ينجب، بعد عشر سنوات أنجب ولداً، آية في الجمال، تعلق الأب به تعلقاً مذهلاً، اكتشف الأب الطبيب أن مع ابنه التهاب زائدة، الأب الطبيب يسمح، أي يريد، تخدير ابنه تخديراً شاملاً، وفتح بطن ابنه، واستئصال الزائدة.
فكل شيء وقع بالكون بالقارات الخمسة من آدم ليوم لقيامة أراده الله، أي سمح به، لم يأمر به، ولم يرضه، وكل شيء أراده الله وقع، والإرادة الإلهية المتعلقة بالحكمة المطلقة، والحكمة المطلقة متعلقة بالخير المطلق، شر مطلق لا يوجد بالكون، لماذا؟ لأنه يتناقض مع وجود الله، كلامي دقيق جداً، الشر المطلق يتناقض مع وجود الله.
 أذكر تماماً، شخص له زوجة، كانت تعاني من ألم بكتفها، هو مقيم بمدينة ساحلية، ركب بالسيارة العامة، وجاء إلى دمشق، ذهب لعند طبيب معين، قال له الطبيب: هذا التهاب، تحتاج إلى إبرة كل أسبوعين، وعندي بالعيادة، هذا المسكين فقير، يركب الباص، وكل أسبوعين يأتي إلى دمشق يعطي إبرة لزوجته ويرجع، خلال سنة ونصف، رآه طبيب متفوق جداً، طبيب أورام خبيثة، قال له: هذا ليس التهاباً، هذا سرطان، هو يكلمه على انفراد، قال له: لست أنا فقط من يعرف هذا، طالب الطب يعرف هذا أيضاً، لكن هذا الطبيب ابتز ماله خلال سنة ونصف، يقول: هذا المريض عندما عرف القصة فيها ابتزاز مالي فقط، والمرض معروف، أن هذا مرض ليس له شفاء، وقع على الأرض، وقال: يا رب إذا كنت موجوداً انتقم منه، وإذا لم تنتقم فلست موجوداً، لكن الدعاء غلط، يقسم بالله العظيم هذا الطبيب الكبير والله من فمه إلى أذني لا يوجد وسيط، قال لي: بعد أحد عشر شهراً يأتيني هذا الطبيب معه سرطان حقيقي بكتفه.
 الله كبير، لا أشبع منها، كبير إياك أن تغلط، إياك أن تبتز أموال الناس.
 أعرف طبيباً- أنا كنت ببلد آخر قبل الأردن - والله فحصت نفسي، قال لي: تحتاج إلى اثني عشر تحليلاً، رأى التحاليل طبيب من نوع آخر، قال لي: تحتاج إلى تحليل واحد، والباقي لا علاقة لهم بمشكلتك، مشكلتك صغيرة.

الله كبير و الإنسان دائماً في قبضته :

 الله كبير يا أخوان، إياك أن تخطئ، إياك أن تكذب، إياك أن تبتز أموال الناس، من هو الإنسان؟ الإنسان في قبضة الله، خثرة في الدماغ، شلل، لا ترى بالعين، بوعاء دقيق شلل، بالكبد تشمع، بالكلية فشل، يوجد مئة مرض تصبح حياة الإنسان جحيماً، أنت في قبضة الله، اتقِ الله، إن كنت تخاف من الله تكن عاقلاً جداً، رأس الحكمة مخافة الله، تخاف من الله تكون عاقلاً جداً، إياك أن تبني مجدك على أنقاض الآخرين، إياك أن تبني غناك على فقرهم، إياك أن تبني حياتك على موتهم، إياك أن تبني قوتك على ضعفهم، إياك أن تبني أمنك على قلقهم، الله كبير، والمصير معروف.
 أخواننا الكرام؛ الأمر خطير، الأمر مصيري، الأمر سعادة أو شقاء، توفيق أو عدم توفيق، بيت سعيد أو بيت شقي.
 والله مرة زرت بيتاً، يمكن هو أفقر بيت، مساحته عبارة عن ستين متراً، والأرض من الإسمنت فقط، شعرت أن هذا البيت جنة، طفل صغير لطيف جداً، والبساط رخيص.
 أدخل أحياناً لبيوت بالملايين، مرة لحكمة بالغة بالغة كنت بالبقعة، دعيت إلى عقد قران بالبقعة، كان البيت كله ستين متراً، غرفة واحدة، ألقيت كلمة صغيرة، لكن شعرت براحة كبيرة، شيء عجيب، عندي تعزية بعبدون، دخلت للبيت، الثريات مذهلة، عندما يأتيها ضوء تعطي ألواناً متعددة، السجاد كله إيراني، البلاط من إيطاليا، وأنا أتأمل هذا البيت، وأنا جالس بالتعزية، من اشترى هذه الثريات؟ المرحوم، من اختار هذا البلاط؟ المرحوم، من اشترى هذا السجاد الإيراني؟ المرحوم، من؟ من؟ أين المرحوم؟ بالقبر.

(( عبدي رجعوا وتركوك، وفي التراب دفنوك، ولو بقوا معك ما نفعوك، ولم يبقَ لك إلا أنا، وأنا الحي الذي لا يموت ))

 القصة هذه معها طرفة لكنها مؤثرة جداً، شخص بمصر سمع الحديث، توفي والده، و هو كان يحبه كثيراً، ماذا يفعل؟ فكر، فكر، فكر، قال: سأترك معه شخصاً أول ليلة، لأن أصعب ليلة أول ليلة، جاء لشخص يكاد يموت من الجوع، يلبس كيس قمح، عندنا بالشام اسمه كيس خيش، فتحه من قعره لرأسه، ومن طرفيه ليديه، ربطه بحبل، جاء الملكان- هذه قصة طبعاً رمزية- قال الأول للثاني: عجيب يوجد اثنان في القبر، بالعادة يكون واحد، من أين جاء هذا الثاني؟ الثاني ليس ميتاً حرك رجله، قال: تعال نبدأ به، أجلسه، هو بدأ بالحبل، هذه من أين أحضرتها؟ من البستان، كيف دخلت للبستان؟ لم يعرف الجواب، ضربوه ضرباً مبرحاً، كيف دخلت للبستان؟ خرج من القبر قال: أعان الله والدكم.
 تغش الناس بمادة مسرطنة، مسموح لك ثلاثة بالألف، تضع ثلاثة بالمئة، وتسبب سرطاناً للناس؟!.
 أخواننا الكرام؛ مع الأسف الشديد نسب السرطان مرتفعة عشرة أضعاف، من عدم الانضباط الداخلي، هناك مواد حافظة مسموح ثلاثة بالألف، يضعون ثلاثة بالمئة، حتى المنتج لا يفسد، لكن أنت أفسدت صحة الناس، الله كبير، إياك أن تخطئ مع الله.

 

أنواع الذنوب :

 بالمناسبة أخواننا هناك ذنبٌ يغفر، وذنبٌ لا يترك، وذنبٌ لا يغفر، الذي يغفر ما كان بينك وبين الله، الصلحة بلمحة، حقوق الهك مبنية على المسامحة، بينما حقوق العباد مبنية على المشاححة، هذا الذنب يغفر، الذي لا يترك ما كان بينك وبين الخلق.
 صحابي مات، من عادة النبي أنه يزور بيت المتوفى قبل الدفن، سمع امرأةً تقول: هنيئاً لك أبا السائب، لقد أكرمك الله، النبي وحده لو سكت لكان كلامها صحيحاً، قال: ومن أدراكِ أن الله أكرمه؟ قولي: أرجو الله أن يكرمه، وأنا نبيٌ مرسل، لا أدري ما يفعل بي ولا بكم.
 الشيء ليس سهلاً، هذا القبر ليكن ببالك.

الدين أساسي في حياة كل إنسان :

 عندنا شخص في الشام صالح جداً، عنده بيت عربي، له حديقة، حفر قبراً صغيراً يضطجع فيه كل خميس، يتلو قوله تعالى:

﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً ﴾

[ سورة المؤمنون: 99-100]

 يقول: قومي لقد أرجعناكِ، أدخل الموت بحسابك، فكر بالموت كل يوم، البيت لا يدوم لي، لو أن الشخص يدخل لبيته ستاً و ثمانين سنة بشكل عامودي، هناك مرة وحدة سيخرج بشكل بالأفقي، كل بطولتك، كل ذكائك، كل عقلك بهذا الخروج.
 كنت مرة والله بالمغرب، في أحد أحياء مراكش، هو حي تراثي، ضيق جداً، الشارع عرضه كعرض هذه الطاولة، هناك محل قديم مكتوب: صلِّ قبل أن يصلى عليك، الدين أساسي جداً.
 أخواننا الكرام؛ الدين ليس وردةً حمراء، تزين بها صدرك، الدين هواء تستنشقه، فإن لم تستنشقه، الموت محقق، خيارك مع الدين خيار خطير جداً، من خلقك؟ لماذا خلقك؟ ما الموت؟ ماذا بعد الموت؟ ما البرزخ؟ ما الجنة؟ ما النار؟ كله شيء خطير، مصيري، الدين مصيري، إما إلى جنةٍ يدوم نعيمها، أو إلى نارٍ لا ينفذ عذابها.

 

أحمق إنسان من لم يدخل الله في حساباته :

 الله ممكن أن يتعجب؟ سؤال، أنت تجد بناء بنيويورك من مئة و عشرين طابقاً، أنت تتعجب الله لا يتعجب، لأنه إله لا يتعجب، قال: 

﴿ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ﴾ 

[ سورة البقرة :175]

 هذه صيغة تعجب، ما أكرمه، وأكرم به، لماذا لم تدخل النار بحسابك؟ يبني مجده على أنقاض الآخرين، يبني حياته على موتهم، يبني عزه على ذلهم، يبني غناه على فقرهم، أنا ما رأيت أغبى من الطغاة، لأنهم ما أدخلوا محاسبة الله لهم في حسابهم، لا يوجد أغبى من الطغاة، لأنهم ما أدخلوا محاسبة الله لهم في حسابهم، قبل أن تقول كلمة.

(( وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفاً ))

[الترمذي عن أبي هريرة ]

 لك كلمة واحدة، قالت السيدة عائشة عن ضرتها: قصيرة، قال لها: يا عائشة، قلت كلمةً لو مزجت بمياه البحر لأفسدته.
 فقط قالت قصيرة، الآن كل السهرة يغتابون، هذا لا يفهم، وهذا حيوان، وهذا ليس موفقاً بعمله، الغيبة والنميمة ليلاً نهاراً تعمل.

 

من لم يطبق منهج الله لن يقطف ثماره :

أخواننا الكرام؛ سؤال دقيق بدأت الدرس به، الله لا ينصرنا لماذا؟ لأنه لا يوجد استقامة، قبة خضراء، هذه جميلة جداً، مئذنة عالية، هذه لا تعمل شيئاً عند الله، مسلم، يكون بيته مسلماً، ودخله إسلامياً، وإنفاقه إسلامياً، والسهرة إسلامية، أي لا يوجد اختلاط، كل امرأة تظهر مفاتنها، وأنت لم تبعد عينك عنها طوال السهرة، نحن مسلمون؟ لا، لست مسلماً، مادمت أنت لم تطبق المنهج، أنت عابد لكنك لست مسلماً.
 أخواننا، الأمر خطير، أنا لا أخوفكم، لا والله، أنا لست متشائماً، أنا متفائل جداً لكن لا تصدق أن تقطف ثمار الدين إن لم تطبقه، هذه من سابع المستحيلات، مقدمات معينة، لها نتائج معينة، لا تصدق إن لم تطبقه لن تقطف ثماره، يوجد مقدمات معينة، لها نتائج معينة، وكل إنسان يتصور أنه ممكن أن تكون المقدمة معينة، يأخذ نتيجة غير متوقعة، يكون أحمق، إذا شخص لم يدرس أبداً، معقول ينجح؟ يقول لك: الله كاتب عليّ ألا أنجح، لا، كذب، كسلك سبب عدم نجاحك، هذا موضوع خطير يا أخوان.
 أرجو الله أن يحفظ إيمانكم جميعاً، وأهلكم، وأولادكم، وصحتكم، ومالكم، أما السادسة فهي أهم واحدة واستقرار هذه البلاد، هذه نعمة لا يعرفها إلا من فقدها.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور