وضع داكن
27-04-2024
Logo
حياة المسلم 2 - إذاعة حياة إف إم - مدارج السالكين : الحلقة 32 - النموذج الاسلامي
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:
 الحمد لله رب العالمين، يا ربنا صلّ وسلم، أنعم وأكرم على نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، السلام عليكم أخوة الإيمان في كل مكان، ورحمة الله تعالى وبركاته، مباشرة عبر أثير إذاعتكم حياة fmفي مجلس العلم والإيمان مع فضيلة العلّامة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، يكون لقاؤنا نحن وإياكم كل خميس.
 شيخنا الكريم كل عام وأنتم بخير.
الدكتور راتب :
 وأنتم بألف خير.
المذيع:
 ربنا يتقبل الطاعات إن شاء الله رب العالمين.
 حلقتنا لهذا اليوم مستمعينا الكرام هي تحت عنوان " النموذج الإسلامي" نبدؤها بقول الخالق سبحانه وتعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:

﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً ﴾

[ سورة المائدة: 3]

 فهل بات النموذج الإسلامي مقبولاً أم مرفوضاً بين شعوب العالم على اختلاف أديانها، وأطيافها؟ وهل بات النموذج المتدين مقبولاً من الأوساط الإسلامية أم أنهم يسعون إلى نموذج آخر؟ حوار جريء وشفاف مع فضيلة الداعية الدكتور محمد راتب النابلسي.
 شيخنا الكريم، هنالك فرق كبير بين الإسلام ديناً، وبين الإسلام سلوكاً من المسلمين هل لنا أن نوضح هذا الفرق بين الإسلام وبين المسلمين؟

الإسلام فكر و سلوك :

الدكتور راتب :
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أخي الكريم؛ بارك الله بك، ونفع بك.
 الإسلام فكر وحركة
الإسلام فكر، جانب عقدي، نصوص، فهم، رؤية، كل هذه الكلمات تجتمع في الجانب العقدي، الأيديولوجيا، العقيدة، التصور، لكن له جانب سلوكي، حركي، هناك حركة سلبية امتناع، وحركة إيجابية عطاء، أنا باجتهادي المتواضع الجانب الأيديولوجي وحده لا يقدم ولا يؤخر، فكر من الأفكار، تصرف من التصرفات، ما يؤكد هذا الدين أن ترى إسلاماً يمشي، قيل عن القرآن إنه كون صامت، والقرآن كون ناطق، والنبي الكريم قرآن يمشي، واستنباطاً من هذه المقولة الرائعة: ما لم يرَ الناس بأعينهم تلك إسلاماً أمامهم يمشي، إن حدثك فهو صادق، وإن عاملك فهو أمين، وإن استثيرت شهوته فهو عفيف، صادق، أمين، رحيم، معتدل، فلن يؤمنوا.
 الحقيقة التي يلفت النظر الخُلق، النبي الكريم أتاه الله مئات الخصائص التي يتميز بها عن كل الخلق، لكن حينما مدحه مدحه بأخلاقه فقط، قال تعالى:

﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾

[ سورة القلم: 4]

 أنا أقول: الإنسان عندما يكون مستقيماً، الاستقامة دعوة، والأمانة دعوة، إتقان العمل دعوة، الصدق دعوة، فالناس يتعلمون بعيونهم لا بآذانهم، أما كمحاضرة، إلقاء كلمة، شرح قضية سهلة، جهد فكري ولساني، أما الإسلام فحركة، أخذ، عطاء، بيع، شراء، أجاء، استئجار، البضاعة يا ترى مواصفاتها كما أعلن عنها، أم هناك مواد لا ترضي الله وضعت بكميات أكبر.
 أنا أريد أن أتكلم كلاماً وأرجو أن يكون مقبولاً من الأخوة المستمعين: نحن نتوهم أن الدين بالمسجد، لا، أبداً، المسجد مكان لتلقي تعليمات الصانع فقط، ثم مكان لتلقي الأجر والثواب أثناء الصلاة، أما الدين فهو في البيت، في بيتك، المعاملة للزوجة، للأولاد.

(( خيرُكمْ من تعلّمَ القُرآنَ وعَلَّمَهُ ))

[البخاريُّ والترمذي وأبو داود عن عائشة رضي الله عنها]

 طبعاً الإنسان الذكي عنده أخلاق، أنيق، متعطر، شعره مرجل، ابتسامته واضحة، ينحني للضيف، هذا كله بزنس، لكن أين الأخلاق الحقيقية؟ في البيت، مكان لا يوجد رقابة عليه، ولا مصلحة إيجابية مادية، من نعومته مع أهله، تجده خارج البيت شحروراً، وضمن البيت دبوراً.
المذيع:
 هذا التناقض.
الدكتور راتب :
 هذه الازدواجية كرهت الناس بالدين.
المذيع:
 هل اليوم هنالك ازدواجية بين سلوك وفكر ومصالح المسلمين، وبين ما جاءت به تعليمات الشريعة الإسلامية؟

 

الازدواجية بين سلوك ومصالح المسلمين وبين ما جاءت به تعليمات الشريعة :

الدكتور راتب :
 أنا لا أصدق أن يسمى المسلم مسلماً إذا كان فكره في واد وعمله في واد.
المذيع:
 لكن هذا الواقع دكتور، أم لا؟
الدكتور راتب :
 إذاً الواقع أوقف لنا كل وعود الله بالنصر، نحن أخي الكريم ألف مليون مليون، مليارا مسلم نحن في الأرض، نحتل أكبر موقع استراتيجي في العالم، نملك نصف ثروات الأرض، ولأننا لا نطبق هذا المنهج الإلهي نحن أفقر دول، وبأسنا بيننا، والغرب ينظر إلينا، وإلى صراعاتنا، حينما هان أمر الله علينا هنا على الله، هذه حقيقة خطيرة جداً، أنا كلامي أتمنى ألا يفهم فهماً سلبياً، عندنا إسلام فردي، أي شاب يستمع إليه، أي فتاة تستمع إليه، بإمكانها أن تقطف أو أن يقطف كل ثمار الدين الفردية، أنت عندك ثلاث دوائر تحاسب عليها، نفسك دائرة، عملك دائرة، بيتك دائرة، فإذا أقمت أمر الله فيما تملك كفاك ما لا تملك، هذا لا يمنع أن تكون داعية إلى الله، أن تقنع الناس بعظمة هذا الدين، أما كمسؤولية جزائية من قبل الله فنفسك وبيتك، وعملك، هذا كلام يعمل توازناً.
المذيع:
 إذاً الإنسان مسؤول عن هذه الدوائر الثلاثة في حياته.
الدكتور راتب :
 هذه مقطوع بها.
المذيع:
 وعن بيته، والأماكن لأنه المقرر فيها كعمله، الآن دكتور من يؤدي هذه الواجبات الفردية الثلاث تتحقق له الوعود الفردية من الله، مثل ماذا الوعود الفردية؟

من أدى واجباته الفردية تحققت وعود الله له :

الدكتور راتب :
 السعادة، التوفيق في زواجه، توفيق مع أولاده، توفيق في حرفته، يختار حرفة راقية لا يوجد بها ابتزاز لأموال الناس، لا يوجد بها فسق وفجور، بنفسه سعيد له صلة بالله، ولأنه اختار زوجة صالحة، وربى أولاده، فهو في بيته سعيد، وبعمله سعيد، لأنه وفق منهج الله.
المذيع:
 فمن أدى هذه الالتزامات الفردية.
الدكتور راتب :
 حقق حتماً:

﴿ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ﴾

[ سورة التوبة: 111]

 وزوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين، حقق الإسلام الفردي فسلم وسعد في الدنيا والآخرة.
المذيع:
 أما وعود الله كنصر الأمة.
الدكتور راتب :

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ﴾

[ سورة الأنفال: 33]

 ما دامت سنة النبي الكريم، منهج النبي الكريم، تعليمات النبي الكريم، رؤية النبي الكريم، نستوعبها، ومطبقة في حياتنا فنحن مرة ثانية في مأمن من عذاب الله.
المذيع:
 هذا بشكل جماعي دكتور.
الدكتور راتب :
 أبداً.
المذيع:
 الأمة ككل.

 

علاقة الإنسان مع الله فقط :

الدكتور راتب :
 ولا قيمة للقلة والكثرة.

﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾

[ سورة البقرة: 249]

 علاقتك مع الله أما الظالم فهو سوط الله ينتقم به ثم ينتقم منه
تقول لي: الغرب عنده قنبلة ذرية، كل هذا الشيء بيد الله، سأقول لك كلمة دقيقة: الأقوياء بيد الله، لا يمكن أن يسمح الله لقوي أن يتحرك من تلقاء نفسه، هذا كلام دقيق، هو على الشبكية يتحرك، لكن الظالم سوط الله ينتقم به ثم ينتقم منه، فأنا علاقتي مع الله، الدليل:

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾

[ سورة هود: 123 ]

 هذا كلام الله، أنا أركل مليون نظرية بقدمي تخالف هذه الآية، إذا أسلمك إلى غيره لا يستحق أن تعبده، طمأنك، قال لك:

﴿ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ ﴾

[ سورة هود: 123 ]

 علاقتك مع الله فقط.
 مثلاً: ما قولك أن هناك عشرين أو ثلاثين وحشاً لم يأكلوا منذ شهر، وهذه الوحوش مربوطة بأزمة محكمة، بيد جهة قوية، وعادلة، ورحيمة، فأنت علاقتك مع هذه الوحوش أم مع هذه الجهة التي تملك الوحوش؟
المذيع:
 مع الجهة طبعاً.
الدكتور راتب :
 أبداً، لذلك:

﴿ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ﴾

[ سورة هود: 55 ]

 تحدّ:

﴿ ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ ﴾

[ سورة هود: 55 ]

 لا تترددوا.

﴿ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾

[ سورة هود: 55- 56]

 الآية تكفي، علاقتك مع الله، هذا لا يمنع أن تأخذ بالأسباب، لا يمنع أن تلقي بقوانين الأرض عرض الطريق.
المذيع:
 إذاً الإنسان عليه أن يأخذ بالأسباب لكن في القلب إيمان كامل بأن الضار والنافع هو الله وحده.

 

ضرورة الأخذ بالأسباب والتوكل على الله :

الدكتور راتب :
 الحقيقة الدقيقة التي أرددها دائماً: البطولة في المؤمن، أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، الأخذ بالأسباب والتوكل على الله، كلاهما شرط لازم غير كافٍ.
المذيع:
 الله يفتح عليكم يا دكتور، نواصل حديثنا عن النموذج الإسلامي، هل هو نموذج مقنع للناس؟ للأمم؟ للمتدينين؟ للأمة الإسلامية أم لا؟ سؤال وحوار نسعى للوصول فيه إلى إجابات منطقية مع فضيلة العلّامة الدكتور محمد راتب النابلسي.
 شيخنا الكريم، نوهتم فضيلتكم أن هناك فرقاً بين الإسلام الذي هو منهج كامل متكامل أي بين الشرع وبين سلوك المسلمين، الذي قد يطابق الشريعة، وقد يبتعد عنها، هل يحكم على الإسلام بنصوصه ويحكم على الأفراد بسلوكهم؟ الإنسان كلما استقام، كلما كان نموذجاً راقياً يقتدى به، وأن من يحقق وعود الله الفردية في بيته، وفي نفسه، وفي دائرة عمله، فقد أدى واجباته الفردية فيكرم بوعود الله الفردية، في الرزق وراحة البال، الأمة كأمة حتى تنتصر لابد من تطبيق جماعي لهذا الدين؟

الدعوة إلى المجتمع الإسلامي :

الدكتور راتب :
 نتطلع إلى مجتمع مسلم لا يوجد فيه تفلت
التطبيق الجماعي يوجد دليل عليه بالقرآن:

﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً ﴾

[ سورة النور: 31]

 جماعي يبين أثر الإسلام، لكن يوجد ألف، وهناك ثلاثة مؤمنين طيبين هؤلاء لا نرى أثرهم، عندي شيء غير الاستقامة الفردية، نريد أن يكون المجتمع مسلماً، التجمع إسلامياً، العلاقات إسلامية، الأسواق إسلامية، حتى الفن إسلامياً، لا يوجد تفلت.
المذيع:
 شيخنا، لماذا اليوم لا يعتبر النموذج المتدين النموذج الإسلامي مقبولاً لدى غالبية الناس؟ مثلاً ستجد فتاة في الجامعة لن تكون حريصة كل الحرص على التطبيق الكامل للدين، وأن تكون فلانة ملتزمة بالجلباب الكامل البعيد عن كل المحرمات نموذجاً لها، بقدر ساعة وساعة، لماذا هذا النموذج ليس مستساغاً دكتور؟

 

الدعوة بالسلوك أبلغ من الدعوة بالكلام :

الدكتور راتب :
 لأن الذات الإلهية الكاملة الله جل جلاله، أصل الجمال، والكمال، والنوال، فإذا كان هناك اتصال بالله حقيقياً صدق ولا أبالغ زوال الكون أهون على الله من أن تعصي الله.
 لو فرضنا موظفاً بشركة، أعطاه المدير العام عشرة أضعاف راتبه، وأعطاه سيارة وبيتاً، هل ينقله المدير؟ عندما ترى نعم الله نعمة الإيجاد والإمداد، والهدى والرشاد، لا تؤذي له عبداً من عباده، تتواضع للكل، فالدعوة بالسلوك أبلغ من الدعوة بالكلام.

((واستقيموا يستقم بكم ))

[الطبراني عن سمرة بن جندب]

 الدعوة بالسلوك أبلغ ألف مرة من الدعوة بالكلام، المؤمن مستقيم في حركته، في بيته، في عمله، بكسب ماله، بإنفاق ماله، بلقاءاته، بسهراته، بنزهاته، بعطاءاته وفق المنهج، فالمسلم قضية نموذج، قضية شخصية فذة، محبوبة، متواضعة، كريمة، حليمة، الإسلام أخلاق، النبي أوتي ألف خصيصة أما حينما أثنى الله عليه قال له:

﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾

[ سورة القلم: 4]

المذيع:
 إذاً من لا يتمكن أن يقدم نموذجاً إسلامياً جيداً هو بطريقة أو بأخرى يبعد الناس عن هذا الدرب، فهل هناك مشكلة في المسلمين؟

 

الجهل أكبر خطر على الإنسان :

الدكتور راتب :
 عندنا داعية محبب للإسلام، إن في كلامه، أو في عمله.
 سمعت فتوى تأثرت تأثراً بالغاً فيها، أرسلت رسالة مباشرة لصاحبها، هو بمكان بعيد، ليس ببلدنا، أنه إذا فتاة اغتصبت، هناك آباء قتلوا هؤلاء الفتيات، أنا أعد هذا أكبر مجرم في الأرض، هي مغتصبة، لا ذنب لها، بل كان هناك توجيه: أيها الشباب تسابقوا إلى الزواج من المغتصبات، هذا الدين، الدين رحمة، باختيارها؟ لا، دافعت لكن المغتصب أقوى منها، فوق أنها اُغتصبت تقتلها؟ يوجد أسر قتلوها، أعوذ بالله، والله جهل ما بعده جهل، إجرام ما بعده إجرام.
المذيع:
 والسبب الجهل.
الدكتور راتب :
 الجهل أكبر خطر على الإنسان
طبعاً، وأنا رأيي أقول لك كلمة أدق: الجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به، أكبر خطر على الإنسان جهله، جاهل، أما الأب الواعي فهذا وسام شرف لها، لا ذنب لها إطلاقاً، يوجد الكثير من الشباب الورعين يقبلون على الفتاة المغتصبة في الأزمات الصعبة الآن، الله يحب الرحمة، الله رحيم.
المذيع:
 هذا بحاجة إلى ثورة في العادات والتقاليد.
الدكتور راتب :
 نعم والله، والله عندنا عادات يجب أن نركلها بأقدامنا.
المذيع:
 هنالك أعراف مجتمعية جميلة ولكن هنالك بعض العادات والأعراف بحاجة إلى مراجعة من جديد.
الدكتور راتب :
 أحياناً يكون هناك بنتان أو ثلاث، بنت زوجها غني كبير، زيارات، لقاءات، حفلات، عزائم، ولائم، والذي زوجها فقير مهملة، أنت حرقتها حرقاً، يجب أن تزور الثانية كالأولى تماماً، الاهتمام نفسه تماماً، الهدية نفسها تماماً.
المذيع:
 الله يفتح عليكم يا دكتور.
 إذاً دكتور سبب من أسباب عدم قبول بعض الناس للنموذج المتدين هو قد يكون السلوك الخاطئ لهذا النموذج، وقد يكون كما تفضلتم منفراً من أن يكون متقناً لدعوته، مرغباً.
 البند الثاني والذي قد يكون سبباً هو بحث الناس عن بعض الهوى، هوى النفس الذي يصطدم مع الضوابط الشرعية، فهؤلاء يرفضون النموذج الإسلامي لأنه يحد من شهواتهم، وسلوكياتهم الخاطئة.

الدين الإسلامي دين عظيم يساوي بين الفتاة و الشاب :

الدكتور راتب :
 أريد ملاحظة؛ عندنا كلمات للعوام هذه يجب أن تركل بالقدم، يقول لك: الشاب لا يعيبه شيء، أي هو يزني مئة مرة، وله مكانته، و الفتاة إذا أخطأت خطأ واحداً تذبح؟ لا، الذي يعيب الفتاة يعيب الشاب بالتساوي بالتمام والكمال.
المذيع:
 مع أن المجتمع المسلم يؤمن بعكس ذلك.
الدكتور راتب :
 أبداً.
المذيع:
 الدين شيء آخر.
الدكتور راتب :
 هذه كلفها عادات وتقاليد يجب أن تركل بالأقدام، العفة عفة، والشهامة شهامة، والطاعة طاعة.
المذيع:
 جميل، ما أعظم ديننا سبحان الله!
 إذاً دكتور عدم قبول هذا النموذج أنه قد يكون أداؤه سيئاً، أو لسانه سيئاً فهو منفر.
 اثنان: قد يكون رغبة مجموعة من الناس بمعصية، النموذج الإسلامي يحد من شهواته ومعصيته.
 النقطة الثالثة: وهي الجهل وبعض العادات والتقاليد السلبية الموجودة اليوم.

الحياة بطولات :

الدكتور راتب :
 لحظة، اسمح لي بهذا المثل، يمكن قلته مرتين أو ثلاث لكن ليس بهذا المكان؛ شخص تزوج امرأة في الشهر الخامس تبين أنها في الشهر التاسع، زانية قولاً واحداً، بإمكانه أن يطلقها، ويفضحها، ويسحقها، ويمرغها بالوحل، أهلها معه، وأهله معه، والشرع معه، والدين معه، والمجتمع معه الحياة مواقف وبطولات
حمله إيمانه على أن يحملها على التوبة، جاء لها بولادة، أخذ الولد تحت عباءته وتوجه إلى جامع في دمشق، وانتظر حتى نوى الإمام الفرض، ما بقي أحد، وضع الولد وراء الباب، وصلى وراء الإمام، الصلاة انتهت، وهو تأخر عن مكان الولد، الطفل بكى، عندما بكى تحلق المصلون حوله، انتظر الأب، زوج هذه الإنسانة حتى تجمع الكل حول هذا الولد فاقترب، قال: ما القصة؟ قالوا: تعال انظر، لقيط، قال: أين هو؟ ثم قال: أنا أكفله، أخذه أمام أهل الحي ورده إلى أمه.
 أذكر- والعهدة على الراوي - هذا الذي فعل ذلك كان بقالاً رأى النبي الكريم في المنام، أو إمام الجامع رأى النبي الكريم، قال له: قل لجارك فلان إنه رفيقي في الجنة.
 الحياة بطولات يا أخي.
المذيع:
 ستر عليها.
الدكتور راتب :
 ستر عليها وأنقذها.
المذيع:
 جميل، الله يفتح عليكم يا دكتور.
 شيخنا الكريم، لو تتبعنا كثيراً من الشباب والبنات في الجيل الناشئ والصاعد اليوم ستجد النموذج الإسلامي لحد كبير ليس هو النموذج الجميل الذين ينشدونه، هنالك نماذج أخرى من اللاعبين، هناك نماذج من الفنانين وهكذا، لماذا؟

العناية بالشباب لأنهم أمل و مستقبل الأمة :

الدكتور راتب :
 قبل أن أجيب عن هذا السؤال، والله حينما تذكر كلمة شباب يهتز كياني طرباً لهذه الكلمة، ريح الجنة في الشباب، ما من شيء أحبّ إلى الله تعالى من شاب تائب، إن الله يباهي الملائكة بالشاب التائب، يقول: انظروا عبدي ترك شهوته من أجلي.
 الشاب التائب كالمحرك في السيارة، قوة اندفاع مذهلة، تحتاج إلى قوة توجيه مذهلة، فالشاب يندفع، والعالم الرباني يوجه، والشرع هو الطريق، الشباب نرقى بشبابنا، الشباب مستقبل الأمة، الشباب قوة الأمة، الشباب درع الأمة، الشباب تفوق الأمة، ينبغي أن نعتني بالشباب، أنا أقول كلمة همساً: هذا الشاب ما سقف طلباته؟ سقف طلباته متدن جداً، يريد فرصة عمل، وبيتاً عبارة عن ستين متراً يتزوج فيه، فرصة عمل، وبيت، وزوجة، هذه كل طموحاته، أمن له طموحاته يعطيك حياته.
 والله أذكر إنساناً ببلد عربي، عمّر أربعة أبنية، كل بناء عشرة طوابق، الطابق فيه أربع شقق، الشقة عبارة عن ستين متراً، أجرة الشقة حوالي عشرين أو ثلاثين ألفاً، يؤجرها بألفين فقط لشاب يأتي بحسن سلوك من عالم، كم فتاة تزوجت بهذا المشروع؟
نحتاج إلى أعمال بطولية كهذه الأعمال.
المذيع:
 هذا الذي يشكل نموذجاً للناس.
الدكتور راتب :
 لا نريد طقوساً لا معنى لها، شخص حجّ ستاً و ثلاثين حجة، بدل أن تحج ستاً و ثلاثين حجة زوج ستة و ثلاثين شاباً، عندك الفرض فرض، وعندك كل خمس سنوات حجة، لا يوجد مانع، أما عامل عداد! الحج النفل مطلوب، لكن يوجد أولويات بحياتنا، عندك ثلاثة أولاد ليسوا متزوجين، ممكن أن ينحرفوا، زوج كل سنة واحداً.
المذيع:
 الله يفتح عليكم يا دكتور.
 السؤال يبقى دكتور: لماذا هذه النماذج الراقية للمحسنين، لماذا النماذج الجميلة من المتدينين، والصحابة، ليست هي النموذج الأبرز اليوم لشبابنا ولبناتنا، بينما هنالك نماذج سلبية أخرى هي اليوم كبعض الفنانين أو الرياضيين.

قمع الإسلام في العالم كله السبب الأول لتفلت الأمة :

الدكتور راتب :
 أولاً يوجد حرب، هذا كلام علمي ودقيق، يوجد حرب عالمية ثالثة على الإسلام فقط في الدول كلها، الإسلام مقموع في العالم كله، حتى في الدول الإسلامية، أنت عندما قمعت المبادئ والقيم صار عندك جيل متفلت، بقدر ما تقمع الدين يصير هناك تفلت، بالعكس هناك شيء كان كبيراً صار لا قيمة له عند الناس، فموضوع الأمة، وثقافة الأمة، ودين الأمة ليس شيئاً سهلاً.
المذيع:
 الله يفتح عليكم دكتور.
 عبد الله أهلاً وسهلاً بك.
المستمع:
 كل عام وأنتم بخير، أود المشاركة، أريد أن أسأل الشيخ سؤالاً: أنا كشاب عمري ثماني عشرة سنة، كيف ممكن أن أقدم النموذج الإسلامي؟ عندما أقدم هذا النموذج أشعر عدم تقبل المجتمع لهذا الشيء، أو أشعر بنظرة مختلفة في المجتمع، تميل نفسي أن أترك الذي أنا أعمله.

حاجة كل مسلم إلى حاضنة إيمانية :

الدكتور راتب :
 هذا غلط كبير، غلط كبير جداً، يجب أن تختار حاضنة إيمانية، صديق مؤمن، صديق يصلي، سهرة مع مؤمنين، نزهة مع مؤمنين.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾

[ سورة التوبة: 119]

﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾

[ سورة الكهف: 28]

 لابد لك من حاضنة إيمانية.
المذيع:
 إن شاء الله سنتوسع بالإجابة أكثر أخ عبد الله، شكراً لك وللسؤال البالغ الأهمية.
 عبادة مرحباً بك معنا.

 

قصص عن نماذج مختلفة في المجتمع :

المستمع:
 السلام عليكم، وعلى ضيفك السلام، بالنسبة للنماذج حادثة شخصية حصلت معي سبحان الله! كنت أعمل في أحد البلدان العربية، وهذه البلد كانت واقعة تحت حكم الملك سابقاً، شاء رب العالمين أن أتقدم لأحد الفتيات، والقدر أنه كانت من أحد هذه السلالات، كانت سابقاً حاكمة، بالطبيعة أنت تريد أن تتقدم لفتاة من سلالة ملكية سابقة يجب أن يكون المهر غالياً، و، و، فجهزت نفسي و ذهبت إليهم، سبحان الله سألني عمها - والدها متوفى – ما هو المهر عندكم في بلادكم؟ فأشرت إلى المهر عندنا، في النهاية طلب مني أن أصرف دراهم أردنية فقط بما يعادل عشرة دنانير أردنية، وطلب مني أن أقدم مصحفاً وأحلف يميناً بما معناه أن يكون المصحف هو عهد الله ما بيني وبينها في الإكرام، هذا الشيء أثقل كاهلي بطلب هذه الأمانة.
الدكتور راتب :
 وهذا أغلى مهر.
المستمع:
 والله أغلى شيء.
الدكتور راتب :
 كبر هذا العم بعيننا كثيراً.
المستمع:
 والله أثقل عليّ.
المذيع:
 من غض بصره أورثه الله حلاوة في قلبه
إن شاء الله يعينك الله على أداء الأمانة يا عبادة، ويفتح عليك يا رب العالمين.
 إذاً هنالك نماذج مختلفة عند بعض الآباء الذين يبالغون في الطلبات المالية مثلما ذكر عبادة، ربنا يطرح له البركة، ويزيده خيراً إن شاء الله.
 محمد تفضل باتصال جديد.
المستمع:
 السلام عليكم، طبعاً تحياتي لك و للدكتور حبيبنا.
 أنا بالنسبة لي صار معي موقفاً بالأمس بالنسبة للالتزام، أنا سائق تاكسي، ركب معي شباب في المنطقة، عندنا فلتان أخلاقي، قلت لهم: لماذا أتيتم إلى هذه المنطقة؟ منطقتهم بعيدة عن المنطقة التي هم فيها، قال لي أحدهم: والله يوجد مناظر تريد أن نراها، ففتحنا مواضيع نناقشها، عندما نزلوا من التاكسي نزلوا وهو خجلون من أنفسهم، وصاروا يشكروني ويتأسفون على الوضع الذي هم فيه، ووعدوني أن يحسنوا من أخلاقهم، فالنموذج الجيد إن طرحته بأسلوب جيد، وبطريقة جيدة الكل يتقبله، للناس التي تعرف وتفهم.
المذيع:
 الله يفتح عليك ويكثر من أمثالك يا أخ محمد، شكراً لك أخي محمد، ولمشاركتك معنا شكراً جزيلاً.
الدكتور راتب :
 القصة الثانية: أعرف إنساناً في بلد عربي، يوجد شارع في الصيف ممتلئ بالكاسيات العاريات، المائلات المميلات، مع تفلت بثياب كبير جداً، هو عنده رغبة ألا يعمل شيئاً فقط يمشي بهذا الشارع أربع مرات، يملأ عينيه من محاسن المرأة، لا يتكلم، فقط يملأ عينيه من محاسن هؤلاء النساء الكاسيات العاريات، أعرفه شخصياً، أصيب بمرض ارتخاء الجفون، إذا أراد أن ينظر يمسك يديه ويرفع جفنه بيده، الله كبير، ولأن الله يحبه أيضاً، ما دام عنده بقية ورع من الله، الله عالجه.
 هناك عقاب إلهي، لذلك من غض بصره عن النساء أورثه الله حلاوة في قلبه تبقى معه إلى يوم يلقاه.
المذيع:
الله يفتح عليكم يا دكتور.
 دكتورنا، النقطة التي طرحها عبد الله أحياناً إذا أراد أن يكون نموذجاً قد يكون غير مستساغ، مثلاً في العائلة مرات تعرف عائلات ليست متمسكة بأحكام الشريعة، فإذا أراد الابن أن يذهب إلى زيارة مختلطة، أو أراد أن يدرس الشريعة يصبح نموذجاً غير مقبول، كيف يتعامل مع عائلته؟

الثبات على الحق مع التلطف في الأسلوب :

الدكتور راتب :
 عندي جواب واحد: لا يوجد غيره، الله أغلى.

﴿ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ﴾

[ سورة الأنعام: 91]

المذيع:
 أحياناً لا تريد أن تخسر عائلتك دكتور.
الدكتور راتب :
 تحتاج إلى حكمة.

﴿ وَلْيَتَلَطَّفْ ﴾

[ سورة الأنعام: 19]

 طاعة الأبوين بالمعروف فقط وليس في المعصية
أي يعتذر، ينسحب من سهرة، عندي وعد لا أستطيع، يعمل ترتيبات ألا يعمل اصطداماً مع أهله.
المذيع:
 إذاً مطلوب منه الثبات على الحق لكن يتلطف في أسلوبه.
الدكتور راتب :
 الأصل في الموضوع:

(( لا طاعة لمخلوق في معصية الله ))

[البزار عن عبد الله بن عمرو بن العاص]

المذيع:
 لكن بلطافة.
الدكتور راتب :
 الأب يطلب الدواء الساعة الثالثة ليلاً، تذهب لتحضره و لو كانت الصيدلية على بعد عشرة كيلو متر، يطلب منك مليون طلب، أما اقعد بهذه السهرة، لا، لا أستطيع أن أجلس هنا بابا، أنت الله يوفقك، وينولك مرادك، قل له: هذه تخالف الشرع بابا.
المذيع:
 إذاً هي الثبات مع الله، الله يكرمكم دكتور.
 أحمد تفضل باتصال جديد.

 

ضرورة إنفاق المال في أولويات تفيد المجتمع :

المستمع:
 احتراماتي، خطيب جمعة في عمان، وأنا من النماذج التي أكرمتها وقدرتها في هذه الأيام، أنا حضرت من خلال الشهرين الماضيين ثلاث أو أربع مناسبات خطبة، كل ولي أمر فتاة استقبل الضيوف على حسب طاقته في بيته، لا صالات، ولا تكاليف، ولا كذا، وهذا طبعاً من إكرام الإنسان لنفسه، أن يستقبل الناس الضيوف، والصالات صارت مكلفة، وكذا، وشاهدت أيضاً من زوج ابنته دون أن تكون هناك صالة، أو صالون، جهزها بأسلوب أو بآخر وأوصلها إلى بيت زوجها، وهذا من باب التخفيف على الزوج، ولو كان ثرياً، أنا زوج ابنتي عنده مال كثير، إن كان عنده مال فلينفقه في أولويات تنفع المجتمع، والله أمس سألت شخصاً قال لي: والله أنا حجزت لابني في منطقة كذا بستة و ثلاثين ديناراً على كل فرد.
المذيع:
 أحياناً يوجد أرقام مبالغ فيها، وتكاليف باهظة جداً، أشكرك أخي أحمد كل الشكر سامحنا فقط لضيق الوقت، بارك الله بك.
 شيخنا الكريم، نعود في الدقيقة الأخيرة المتبقية معنا إلى تلخيص ما كان في حلقة اليوم للنموذج الإسلامي، هنالك فرق بين الإسلام الكامل بكمال المشرع وبين سلوك المسلمين كلما التزموا وطبقوا الإسلام أكثر كلما قدموا هذا النموذج الجميل، وكلما انحرفوا عن الإسلام...
الدكتور راتب :
 وأصبح الإسلام مقنعاً.
المذيع:
 جميل، وكلما طبقوا مصالحهم الفردية وأهواءهم بعيداً عن الضوابط الشريعة كلما أصبحوا منفرين هذه القضايا مرفوضة عند الإنسان.
 النقطة الثانية دكتور، هنالك مكاسب فردية للإنسان حينما يطبق في نفسه وبيته وعمله تتحقق وعود الله الفردية كالرزق وراحة البال، والأمة ككل تنتصر بالتدين الجماعي، لماذا أحياناً يكون النموذج الجماعي غير مقبول إما لأن أسلوب الداعية منفر، أو أن البعض يريد الحرام فيرفض الالتزام الذي يطبقه النموذج الشرعي، أو بعض العادات المجتمعية المرتبطة بالجهل، والحرب التي تقام خاصة لتشويه النموذج الإسلامي لتكوين نماذج مشوهة لكنها منحرفة.

من أراد أن يكون نموذجاً بين الناس فليبدأ بنفسه :

الدكتور راتب :
 الجواب:

يبدأ الإصلاح من أهل بيتك

((اشتقت لأحبابي، قالوا: أو لسنا أحبابك؟ قال: لا أنتم أصحابي أحبابي أناس يأتون في آخر الزمان الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ، أجره كأجر سبعين، قالوا: منا أم منهم؟ قال : بل منكم، قالوا: و لمَ؟ قال : لأنكم تجدون على الخير معواناً و لا يجدون))

[ الترمذي عن أنس]

المذيع:
 فالمطلوب اليوم من الإنسان الذي يريد أن يكون نموذجاً كما تفضلت أن يبدأ بنفسه وبأهل بيته، وبالدوائر التي يرتبط بها بعمله، ثم أن يثبت على الحق لكن بلطافة وأسلوب راق ليكون نموذجاً بين الناس.
 الله يفتح عليكم دكتور، نختم حلقتنا بالدعاء، ونسأل الله القبول.

 

الدعاء :

الدكتور راتب :
 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا فإن فيها مآلنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، مولانا رب العالمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارضَ عنا، اجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين، واحقن دماء المسلمين في كل مكان.

خاتمة و توديع :

المذيع:
 الحمد لله رب العالمين، بارك الله بكم فضيلة العلّامة الداعية الإسلامي الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي على هذه الكلمات الطيبة، تقبل الله الطاعات، وكل عام وأنتم بخير.
 سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.
 والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور