وضع داكن
29-03-2024
Logo
رمضان 1421 - دراسات قرآنية - الدرس : 52 - من سور آل عمران والمطففين والصافات - قضية الإيمان.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .

قضية الإيمان لا تحتاج إلى طول بالكلام تحتاج لصدق وعقل :

 أيها الأخوة المؤمنون ؛ ورد في الأثر هذا الأعرابي الذي جاء النبي عليه الصلاة والسلام وقال له : يا رسول الله عظني ولا تطل ، يريد كلاماً مختصراً ، فتلا عليه النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى :

﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾

[ سورة الزلزلة:7-8 ]

 فقال هذا الأعرابي : كفيت ! فقال عليه الصلاة والسلام : فقه الرجل ، أصبح فقيهاً ، عجيب آيتان من سورة قصيرة يستوعبهما هذا الأعرابي فيصبح بشهادة رسول الله فقيهاً ، وقد يقرأ الإنسان في رمضان ختمتين أو أكثر وبعد رمضان يعود إلى سابق عهده ، فقضية الإيمان لا تحتاج إلى طول بالكلام تحتاج لصدق وعقل ، على كلمة فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره يوجد أربع قصص .
 القصة الأولى : أخ فقير جداً يبيع قطع قماش على الرصيف ، لا أظن أنه يوجد عمل أدنى من هذا العمل ، كلما لمح شرطياً يحمل ويهرب ، جاءته امرأة من إيران اشترت قطعة منه ، يمكن ليس معها سوري ، القطعة بخمسين ليرة أعطته دولاراً ، بعد دقائق وجدهم مائة دولار ، فمعه بضاعة قال لصاحب المحل الذي بجانبه : انتبه للبضاعة لأصحح الخطأ الذي حصل بيني وبين هذه المرأة ، فوجدها بسوق العصرونية فأعطاها المئة وأخذ دولاراً واحداً ، موضوع التعامل ليس له علاقة بهذا الدرس ، الأستاذ قال : يوجد تعامل بالدولار ؟ لا ، ليست هكذا القصة ، المهم صاحب المحل أعجبته أمانة هذا الرجل فقال له : هل تشاركني ؟ قال : أتمنى ، خلال شهر كتبوا عقداً وانتقل من بائع على الرصيف تلاحقه الشرطة إلى صاحب محل ، والله عز وجل أكرمه ، المحل باع بيعاً جيداً ، واشترى بيتاً ، وغيّر بيته مرتين ، واشترى سيارة ، رجل يعيش ببحبوحة ، ويمشي مستقيماً ، بدأت معه من أنه أعاد المئة دولار لهذه المرأة الإيرانية ، قصة مشابهة تماماً للسيدة رقية أعطته مئة عوضاً عن الدولار ، وجد هذا المال مغنماً فسكت عنه ، جاءت الشرطة باليوم الثاني بعد أن قدمت شكوى أخذوه للمخفر ، وعاقبوه ، و أخذوا منه المئة دولار ، ودفع خمسة آلاف كي يصغروا من حجم المشكلة أيضاً حتى لا يحولوه للنيابة ، لاحظ نفس الحادثة ، هذا فعل هكذا ، وهذا فعل هكذا ، هذه كلها قصص واقعية .
 سائق أجرة أوقفته امرأة كويتية وقف : إلى أين ؟ قالت : خذني أينما تريد ، فوجدها مغنماً وقضى حاجته ، أعطته ظرفين أول ظرف فيه خمسة آلاف دولار ، فوق ما قضى حاجته أخذ مكافأة ، لأنه زنى حصل على مكافأة ، وظرف ثان فيه رسالة ، ذهب ليصرفهم فوجدهم مزورين فوضعوه بالسجن ، الظرف الثاني مكتوب به مرحباً بك في نادي الإيدز ، مصابة بهذا المرض وتفضل أن توسعه لأوسع شريحة .
 سائق ثان يمشي رجل بركن الدين يبدو أنه عاجز وفقير سأله : تأخذني للأعلى ؟ قال: إلى أين ؟ قال : إلى آخر جادة ، قال له : تفضل ، قال العجوز : لكن لا أملك النقود ، قال: تكرم ولا يهمك ، أوصله للمكان الذي يريده ، أولاده أمام بيته في الطريق هجموا على أبيهم أحضرت لنا خبزاً بابا ؟ قال : لا والله خجلت من السائق لم أعطه مالاً فكيف أحضر الخبز ؟ السائق عاد لأول الجادة اشترى خمس ربطات وذهب إليه وقال : تفضل ، أقسم بالله أن أولاد العاجز التهموا نصف الخبز من جوعهم ، نزل أوقفه اثنان عندهم سفر بالطيارة طلبوا أن يوصلهم إلى المطار لم يفاصلوه ، أعطوه ألفين و خمسمئة ليرة ، والمتوجب أن يدفعوا خمسمئة فقط ، أجانب ، بالمطار جاءه اثنان من السياح خذنا إلى فندق الشام ، أخذهم أعطوه مئتي دولار بالضبط ، أصبح معه عشرة آلاف ليرة ، هذا عاد إلى الفقير لأن الله أكرمه بسبب الفقير أخذ له فواكه ، وحلويات ، ولحمة ، وأعطاه ألفي ليرة ، فقال العجوز : لا آخذ نقوداً ، لكن هذه الأشياء أكثر الله من خيرك ، تكلمت القصة بنفس الأسبوع أخ من أخواننا رواها لزملائه فقال أحدهم : هذا السائق له معاش شهري مني ، ونحن الآن نبحث عن السائق ، جاءه معاش شهري دائماً من هذا الإنسان الذي سمع القصة .
 لاحظ أول سائق اعتبر المعصية مغنماً انتهى إلى السجن وأصيب بمرض الإيدز ، الثاني وصل لآخر جادة وأحضر الخبز ، أكرمه الله بمبلغ عشرة أضعاف الوقت الذي صرفه ، والآن حصل على معاش شهري ، فالآية :

﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾

[ سورة الزلزلة :7-8 ]

 تعمل خيراً ولا تجد جزاءه في الدنيا والآخرة يكون الله غير موجود ، هذا شيء يتناقض أن تفعل خيراً ولا تجد شيئاً ، ليس مع عدالة الله مع وجوده .

على الإنسان ألا يتعامل مع الخلائق بل مع رب الخلائق :

 طبيب من كبار الأطباء مختص بالسرطان والأشعة الآن هو مريض مقيم بالبيت عافاه الله ، صلى عندنا فترة طويلة ، كلما انتهت الخطبة يأتي إلي بالمكتبة ، حدثني قصتين أو ثلاث ، أحد هذه القصص : قال : جاءتني مريضة في مقتبل العمر معها سرطان بالصدر منتشر على أوسع مساحة ، وهذا المرض ببدايته من السهل معالجته ، ممكن بالكيمياء أو بالاستئصال أو بالأشعة فهو منتشر ، قال : أنا انزعجت من زوجها قلت له : أنت مجرم بحقها ، أين أنت حتى الآن لماذا تأخرت بمعالجتها ؟ قال : أنا أعالجها عند فلان ، ونحن عنده من سنتين لم يقل لي سرطان قال : التهاب ، كان يعالجها بالكورتيزون ، فهمس بأذني قال : طالب الطب يعرف أنه سرطاناً ، لكن يبدو لو قال له : سرطان لما بقي عنده ، تحول لغيره ، فضل أن يبقيه عنده وأوهمه أنه التهاب وأعطاه الكورتيزون ، قال : عندما عرف الزوج الحقيقة أغمي عليه ! قال : يا رب إذا كنت موجوداً فانتقم منه ، هكذا كلام يقشعر منه البدن ، قال : أنا نسيت الموضوع ، وبعد ثلاثة أيام ماتت المرأة ، قال : بعد أحد عشر شهراً جاء شاب وسيم قال : أنا زميلك فلان ، قلت : أهلاً وسهلاً ، تفضل ، قال : معي سرطان بالصدر ، نفس الطبيب ، عدل الله مخيف ، هذه الآية وحدها تكفي ، والله لو لم يكن في كتاب الله إلا هذه الآية لكفتنا ، ألم يقل الأعرابي : كفيت ؟ ألم يقل : فقه الرجل ؟ فأنت لو عندك نفس طويل تتبع ما يجري في الحياة ، مشكلتنا كلنا نعرف حوالي ألفي قصة من آخر فصل لا نفهم منها شيئاً ، لو كنا نتبعها من أول فصل ترى عدل الله ، ورحمته ، وانتقامه ، وجبروته ، ولطفه ، فلا إله إلا الله ، علمك كله بالنهاية يجب أن يصل معك أنه لا إله إلا الله ، والله سريع الحساب ، ويعاقب ويكافئ في الدنيا والآخرة ، إذا كنت مستقيماً ومحسناً للخلق لا تخف في أي مكان كنت أو زمان ، الله عز وجل أعطانا أمثلة صارخة ، أعطانا كيف أنه يعطي رحمته لإنسان وهو في النار ، سيدنا إبراهيم كلمة من الله :

﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾

[سورة الأنبياء : 69]

 انقلبت النار إلى برد وسلام ، أعطانا مثلاً آخر نبي كريم في بطن الحوت :

﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ﴾

[سورة الأنبياء : 87-88]

 أعطانا مثلاً ثالثاً : شباب أهل الكهف جاءتهم رحمة الله وهم في الكهف ، لذلك :

إذا كنت في كل حال معي  فعن حمد زادي أنا في غنى
أتيناك بالفقر يا ذا الغنـى  وأنت الذي لم تزل محسنـــــا
وعودتنا كل فضل عســـى  يدوم الذي منك قد عودتنــــا
إذا كنت في كل حال معي  فعن حمد زادي أنا في غنى
***

 لا تتعامل مع الخلائق تعامل مع رب الخلائق .

الإحسان وحده يجعل الناس يدينون بديننا :

 أي إنسان أمامك هذا عبد لله اخدمه لو أنه عدوك التقليدي ، المؤمن من عدوه التقليدي ؟ الكافر الملحد ، قال تعالى :

﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا﴾

[سورة المائدة : 8]

 أي لا يحملنكم بغض قوم وهم الكفار على ألا تعدلوا معهم ، اعدلوا هو أقرب للتقوى، إن عدلتم معهم قربتموهم منكم ، وقربتموهم إليّ ، هذا سهل ، العقلية المنحرفة هذا كافر ، خذ ماله ، اقنصه ، لا ، هو احتقر دينك بهذه الطريقة ، احتقر إسلامك وتشبث بكفره ، وجد أن كفره هو الصح ، وأنت الخطأ ، رأى منك موقفا أخلاقياً ، مريض مصاب بحادث سير ، على النقالة طبيبان اثنان توهما أنه فاقد للوعي ، هو واع قال الأول للثاني : دعه يموت يبدو أنه غير مسلم ، قال الثاني : لا يجوز هذا عمل إنساني ، يتناقشون ، الطبيب الذي له مظهر ديني قال : فليمت ، الثاني قال : لا ، غير ممكن ، هذا إنسان أريد أن أنقذه ، بعدما صحا وسمع كلامهما أصبح ولاؤه للثاني للذي ليس له مظهر ديني ، لكن عامله بإنسانية ، عامل الخلق بإحسان ، الإحسان طريق الدعوة إلى الله ، لم يفتح قلبه إلا بإحسانك إليه ، الإحسان قبل البيان .
 قبل أن تلقي محاضرة فيها فصاحة وبلاغة ، والله لي أخ من أخواننا خارج القطر تزوج فتاة مسيحية ، ثم أكرمه الله عز وجل وأسلمت وحسن إسلامها ، لها أم عندها خمسة أولاد ذكور وابنة ، هذه الابنة أخذها هذا الأخ ، وأسلمت فوجدت من صهرها المسلم رعاية تفوق حدّ الخيال ، ومن أولادها الخمس تخل ، ووضعوها بمأوى العجزة ، قال : والله لم أتكلم معها ولا كلمة في الدين أعلنت إسلامها بالإحسان فقط ، الإحسان وحده يجعل الناس يدينون بدينك .
 مرة أخ من أخواننا يعمل بدائرة ، يوجد درس بالطاووسية كل يوم ربع ساعة يحضره ، قدم لمعلمه إجازة ستة أيام ، قال : أنا ليس عندي وقت للإجازات ، قال : أنا استهلكتهم فكنت أصلي الظهر بالجامع الفلاني وجمعتهم فإذا بهم ستة أيام حتى أحصل على معاشي بالحلال ، قال : هذا المدير العام صعق ، قال : أنت من أين ؟ من يفعلها ؟ نزل حضر الصلاة والدرس وعاد ، رغم أنه لا يوجد عمل متروك ، كتب إجازة ستة أيام لأنه جمع أرباع الساعة يمكن على شهر فإذا بهم بضعة أيام فأخذ إجازة قال : أنت أين جامعك ؟ قال : الجامع الفلاني ، أقسم لي هذا الأخ بالله يوم الجمعة بالدرس العام كان مديره العام موجوداً ، الإسلام يردع أشخاصاً بشيء مخيف .
 قصة قديمة من عشرين سنة ؛ بيع بناء بالعدوي وهناك أسباب إدارية منعت صاحب العقار الذي اشتراه من تسجيله باسمه ، و هو كان قد اشتراه باثني عشر ألفاً ، أصبح ثمنه اثني عشر مليوناً لكن ليس باسمه ، فاجتمعوا وجمعوا وطرحوا وقسموا ثم قالوا له : هذا يجب أن يطوّب لنا نعطيه كل واحد مليون ليرة ، بيت أصبح ثمنه ثلاثين مليوناً ، مدفوع ثمنه حوالي ثمانية وثلاثين ألفاً - القصة قديمة - جاؤوا إليه وعرضوا عليه مئة مليون ليرة بشرط أن يطوّب لهم ، قال : أنا بعتكم ، وقبضت حقي الكامل ، وليس لي عندكم شيء ، والتأخير ليس مني ، وعندما يسمح الوقت بالتطويب أطوب لكم ، وبعد فترة طوّب دون أن يأخذ قرشاً ، رجل يأتيه مئة مليون ليرة كعرض يضعهم تحت قدمه ! هذا المؤمن ، المئة مليون مثل الليرة عنده أمام رضوان الله عز وجل ، نحن لم نر مؤمنين بهذا المستوى ، وجدنا من يصلي فقط ، ممكن يكذب ، ويحتال ، ويكسب المال بالباطل ، ويعتدي ، ويسكن ببيت غصباً ، ممكن ، هذه الصلاة لا تحقق جذباً للدين ، أما المعاملة الطيبة فتقلبك مئة وثمانين درجة ، يوجد تعامل عجيب ، فهذه الآية وحدها :

﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾

[ سورة الزلزلة :7-8 ]

 عندما تتعمق بهذه الآية ترى الله عز وجل موجوداً ، سميعاً ، بصيراً ، عليماً ، حسيباً، منتقماً ، جباراً ، رحيماً بأفعاله ، أنت عامل الله فقط ، لا تعامل الخلق أبداً ، وكل إنسان أمامك هو عبد لله ، اخدمه إكراماً لله تجد من الله معاملة عجيبة ، حفظ ، وراحة نفسية ، وتوفيق، ويحرسك الله بعينه .

﴿ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾

[سورة الطور : 48]

نهاية العلم التوحيد ونهاية العمل التقوى :

 هذه قصص جاءتني عرضاً ، سائق تكسي وسائق تكسي ، بائع قماش وبائع قماش ، المستقيم أين ؟ يوجد بخاخ سيارات قال : كنا بألمانية وأحضرنا معنا سيارات ، أنا وصديقي نمنا ليلة ببولونيا بفندق ، الغرفتان متجاورتان ، الساعة الثانية عشرة طرق باب النزيلين فتيات قال : أنا لم أفتح الباب ، عدنا للشام قال لي : أنا هكذا وصديقي هكذا ، صديقه فلّس وباع محله وطلق زوجته ، قال : أنا الحمد لله جاءني أولاد وبحبوحة ، هذا صاعد وذاك هابط ، أحدهم فتح الباب والآخر لم يفتحه ، الذي لم يفتحه خاف من الله .
 زرت شخصاً بالعيد ، هو والد صديقي قال : عمري ستة وتسعون عاماً أجريت البارحة تحليلاً كله طبيعي ، قال : والله ما أكلت قرشاً حراماً بحياتي ، ولا أعرف الحرام ، لا حرام المال ولا حرام النساء ، لو لم يوجد كتاب وسنة والله يا أخوان تجد شخصاً له نفس طويل ، انظر كيف يعامل الله عباده ، تجد قوانين كلها ، البار بوالديه الله عز وجل يكرمه ، العاق يبعث له أولاداً عاقين ، الذي يغض بصره قبل الزواج يهيئ الله له زواجاً ناجحاً ، الذواق قبل الزواج تأتيه امرأة تريه نجوم الظهر ، كل شيء بحسابه ، حتى قال بعض العارفين : أنا أعرف مقامي عند ربي من أخلاق زوجتي ، هذا التوحيد ، التوحيد ألا ترى مع الله أحداً ، أو فعالاً إلا هو ، هو الرافع والخافض ، هو المعز والمذل ، هو المعطي والمانع ، هو القهار والجبار ، فعندما تتوجه إلى الله بكلّيتك أنت الآن وضعت قدمك على الطريق الصحيح ، أما إذا نويت التوجه لعبد الله المشكلة أن عبد الله لا شيء عنده ، يعطيك كلاماً فقط ، لكن لا يخلصك من مرض عضال ، لا يكون معك بلحظة حرجة ، أما الله فهو معنا أينما كنا .
 أرجو الله أن يتعمق توحيدنا ، والدين توحيد وإيمان بالخالق ، ما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد ، ونهاية العلم التوحيد ، ونهاية العمل التقوى ، أعلى شهادة يحملها مخلوق بالأرض أن يوحد ، ليس البورد ، لا ، أن تكون موحداً لله ، لا تر أميركا فهي الآن تجعل نفسها إله العالم، فأبناء المسلمين أُخذوا وصدقوا تفعل ما تريد ، لا ، خطة الله تستوعب خطتها ، الله عز وجل لا يقع في ملكه إلا ما يريد ، لو نظرت بالعين الظاهرة فلان قوي ، وفلان يستطيع أن يفعل ، لا يسمح له إلا أن يؤذن له ، أبداً ، هذا هو التوحيد ، إذا وحدت فهذا يعني أنك ديّن مؤمن ، أما إذا لم توحد وتبعثرت مع أشخاص عديدين وأقوياء إذا رضيت واحداً تغضب الثاني ، ومن أرضى الناس كلهم فهو منافق ، شخص يملك بوردين عاليين جداً جلس مع رجل علماني يصبح علمانياً، جلس مع مؤمن الله يتوب علينا ، تجده ابتهل إلى الله أمامه ، وتتلبس ، يستطيع أن يتلون بأي لون ، من أرضى الناس جميعاً فهو منافق .

تحميل النص

إخفاء الصور