وضع داكن
19-04-2024
Logo
موضوعات إسلامية عامة - الدرس : 15 - توزيع الحظوظ في الدنيا بلاء وفي الآخرة جزاء.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

الدنيا دار ابتلاء و الآخرة دار جزاء :

 أيها الأخوة الكرام؛ أسماء الله الحسنى محققة كلها في الدنيا إلا اسماً واحداً هو اسم العدل، فالدنيا دار ابتلاء، بمعنى أن الله سبحانه وتعالى أعطى كل إنسان حظاً من الحظوظ، وحرمه حظاً من الحظوظ، أعطاه المال وسلب منه الصحة، أعطاه الصحة وجعله فقيراً، زوّجه وجعل أولاده متعبين، جعل أولاده أبراراً وزوجته لا ترضيه، أعطاك شيئاً وسلب منك شيئاً، وقد علمنا النبي الكريم في دعائه الشريف أن:

(( اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي حُبَّكَ وَحُبَّ مَنْ يَنْفَعُنِي حُبُّهُ عِنْدَكَ، اللَّهُمَّ مَا رَزَقْتَنِي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ قُوَّةً لِي فِيمَا تُحِبُّ، اللَّهُمَّ وَمَا زَوَيْتَ عَنِّي مِمَّا أُحِبُّ فَاجْعَلْهُ فَرَاغًا لِي فِيمَا تُحِبُّ))

[سنن الترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ الأَنْصَارِيِّ]

 هذا الذي أحب وقد وصلت إليه، يا ربي اجعله في الحق، اجعله موظفاً للحق، وما زويت عني ما أحب فاجعله فراغاً لي فيما تحب، فالإنسان ممتحن فيما أعطي وفيما منع،
 النقطة الدقيقة أن في الحياة أغنياء وفقراء، غنىً فاحش إلى درجة أن الإنسان يحتار كيف ينفق ماله، وفقر مدقع إلى درجة أن بعض الناس لا يذوقون الحد الأدنى من الطعام في الأشهر مرة واحدة، أقوياء جداً وضعفاء جداً، أصحاء جداً وضعفاء جداً، هذا التفاوت في الحظوظ يثير أسئلة كثيرة، هذه الأسئلة لا تحل إلا باليوم الآخر، لولا أن هناك يوماً آخر تسوّى فيه الأمور والحسابات هناك مليون سؤال ليس له جواب، فالإنسان لا يكتمل إيمانه، ولا ترتاح نفسه، ولا يستقر قلبه، إلا إذا آمن باليوم الآخر، فالله عز وجل يقول:

﴿ وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً ﴾

[سورة مريم:71]

 وهذه الآية تدعو إلى الدهشة، ما من إنسان إلا وسيرد النار، كيف؟ سيردها دون أن يتأثر بوهجها ليرى مكانه فيها لو لم يؤمن، أو ليرى الذين أساؤوا إلى الناس أين مكانهم فيها، ليتحقق اسم العدل فهو يتحقق في الدار الآخرة، هو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده، لتجزى كل نفس بما كسبت، إذاً أنت مبتلى فيما أعطاك، ومبتلى فيما منعك، بتعبير آخر الحظوظ، المال حظ، الوسامة حظ، الذكاء حظ، الزوجة الجيدة حظ، الأولاد النجباء حظ، العمر المديد حظ، هناك عمر قصير، فهذه الحظوظ موزعة في الدنيا توزيع ابتلاء، دقق الآن: وسوف توزع في الآخرة توزيع جزاء، لنضرب بعض الأمثلة: رجلان عاشا ستين عاماً بالتساوي، أحدهم غني معه ملايين مملينة، والآخر لا يجد قوت يومه، يأكل من فضلات الطعام، ويرتدي الأسمال البالية، النقطة الدقيقة أن الغنى والفقر مادتان للامتحان، لو تصورنا أن الغني رسب في هذا الامتحان، تكبر، استعلى، أنفق المال على متعه الرخيصة، وكان بماله متكبراً متعجرفاً متغطرساً، احتقر الناس، ومنعه عن الفقراء والمحتاجين، وأنفقه بلا حساب على شهواته، وموائده الخضراء والحمراء، لو تصورنا الفقير نجح فصبر وتعفف ورضي عن الله عز وجل، والسنوات الثمانون انتهت، إذا رسب الغني فهو في جهنم إلى أبد الآبدين، وإذا نجح الفقير فهو في الجنة إلى أبد الآبدين، فهل للفقير المؤمن أن يندب حظه إذا كان فقيراً؟

﴿ أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ﴾

[سورة القصص: 61]

 لذلك دخول النار، ورود النار غير دخولها، ورود النار كل إنسان سوف يرد النار دون أن يتأثر بوهجها ليرى مكانه هو وكل مؤمن فيها لو لم يكن مؤمناً لتزداد سعادته في الآخرة، وليرى الذين حاربوا الله ورسوله، والذين عاشوا على أنقاض الآخرين.
 الآن سمعت أن في كل بلد متقدم نفايات ذريّة، هذه النفايات مضرة بالإنسان كثيراً، حتى الآن الشعوب حول المفاعل النووي في روسيا حينما انفجر تعاني من سرطانات الجلد، ومن التقرّحات، وما إلى ذلك، فهذه النفايات الذريّة بعض الدول ترسلها مع بواخر الأغذية التي تقدم مساعدات للصومال، وتلقي بهذه النفايات في سواحل هذه البلاد المتخلفة، من دون إله سيحاسب حساباً دقيقاً الأمور لا تفهم، أناس أقوياء جداً وأناس ضعاف جداً، حتى أن هناك من يجرب الأدوية الخطيرة على البشر في الدول المتخلفة، ليرى آثارها في الإنسان، فحينما ينجح هذا الدواء يستعملونه، من هم الضحية؟ هؤلاء الدول الضعيفة، من دون إله عادل سيحاسِب أشد الحساب الأمور تبقى معلقة، وهناك ألف سؤال وسؤال، لكن حينما تؤمن باليوم الآخر وأن الله سيسأل الناس جميعاً، دقق في هذه الآية:

﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾

[سورة الزلزلة: 7-8]

 فالحظوظ موزعة توزيع ابتلاء.

﴿ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً ﴾

[سورة الإسراء: 21]

 أعلى طبيب مثل أقل ممرض؟ لا، رئيس غرفة التجارة مثل بائع متجول؟ لا، أستاذ في الجامعة كمعلم بقرية؟ لا، بيت خمسمائة متر، يوجد فيه أثاث بالملايين، وأجهزة كهربائية بالملايين، وله إطلالة رائعة، مثل غرفة واحدة تحت الأرض شمالية من دون دهان؟ لا.

مراتب الدنيا مؤقتة و لا معنى لها :

 ثم قال تعالى:

﴿ انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً ﴾

[سورة الإسراء: 21]

 دقق الآن في هذه الآية: مراتب الدنيا لا معنى لها، لأنها مؤقتة، الموت ينهي كل شيء كغنى الغني، وفقر الفقير، وينهي صحة الصحيح، ومرض المريض، وينهي قوة القوي، وضعف الضعيف، ينهي وسامة الوسيم، ودمامة الدميم، ينهي تألق العبقري، وينهي ضعف البليد، الموت ينهي كل شيء، الحظوظ موزعة في الدنيا توزيع ابتلاء، لا تقلق إن كان حظك قليلاً، اقلق فيما إذا نجحت في هذا الامتحان أم لم تنجح، فالغنى امتحان، والفقر امتحان، وأن تكون في مركز قوي امتحان، الممكَّن في الأرض ممتحن امتحاناً خاصاً، والضعيف له امتحان خاص، والصحيح له امتحان، ماذا فعلت بهذه الصحة؟ ومن يتمتع بنعمة الأمن ماذا فعلت بهذه النعمة؟ ومن عنده وقت فراغ ماذا فعلت بهذا الوقت؟ أنت ممتحن بفراغك، وبصحتك، وأمنك، وممتحن بمالك، وذكائك، أنت عندك طلاقة لسان ماذا فعلت بهذه الطلاقة؟ هل سخرتها في الباطل لإضحاك الناس أم لتعريفهم بالله عز وجل؟ فالحظوظ موزعة توزيع ابتلاء، وسوف توزع في الآخرة توزيع جزاء، مراتب الدنيا مؤقتة وقد لا تعني شيئاً، الله عز وجل أعطى المال لمن لا يحب، أعطاه لقارون، أعطى الملك لمن لا يحب أعطاه لفرعون، فهذه المراتب لا تعني شيئاً، بل قد تعني العكس، المترفون في القرآن الكريم ورد ذكرهم في ثماني آيات، المترفون في القرآن الكريم كلهم كفار، كفروا وأترفوا في الحياة الدنيا، فالمترف كافر، هناك اقتران بين الكافر والمترف، المترف وليس الغني لأن الغني على العين والرأس، أحد أركان الدنيا، يقول الإمام علي كرّم الله وجهه: " قوام الدين والدنيا أربعة رجال: عالم مستعمل علمه، وجاهل لا يستنكف أن يتعلم، وغني لا يبخل بماله " المال يحل مليون قضية، فهو قوام الحياة، لا يقل أجر الغني السخي عن أجر العالم الناطق بالحق، الغني بماله، والعالم بعلمه، متكاملان، ولا حسد إلا في اثنتين، رجل آتاه الله علماً فهو ينفق منه آناء الليل وأطراف النهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفق منه آناء الليل وأطراف النهار، فالحظوظ في الدنيا موزعة توزيع ابتلاء، وسوف توزع في الآخرة توزيع جزاء، واسم الله العدل يتحقق كلياً يوم القيامة، لأنه مالك يوم الدين، مالك يوم الجزاء، مالك يوم الدينونة، مالك الحاقة، مالك الطامة والواقعة، فإيمان من دون إيمان باليوم الآخر لا معنى له، ينشأ مليون سؤال، هناك أقوياء وضعفاء، دول تموت من الجوع، ودول تطعم كلابها من اللحم مالا يأكله الهنود، تسعمئة مليون لا يأكلونه، و هناك دول تطلق النار على عشرين مليون رأس غنم وتدفنها تحت الأرض للحفاظ على سعر الغنم المرتفع، ودول فيها مجاعات، لعلكم ترون بعض الصور جلد وعظم وأموات بالتدريج، فالحياة دار ابتلاء، والآخرة دار جزاء، الحياة دار تكليف، والآخرة دار تشريف، فكل إنسان يوجد عقل برأسه يعمل للآخرة، ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

﴿ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾

[سورة الشعراء: 89]

البطل من يقف يوم القيامة أبيض الوجه :

 قال: قد تقع عين الابن على أمه، أو قد تقع عين الأم على ابنها في الآخرة، تقول: يا بني جعلت لك صدري سقاءً، وحجري وطاءً، وبطني وعاءً، فهل من حسنة يعود علي خيرها اليوم؟ يقول هذا الابن لأمه يوم القيامة: ليتني أستطيع ذلك يا أماه إنما أشكو مما أنت منه تشكين، هذا اليوم يوم الحساب يوم تحاسب لماذا تكلمت هذه الكلمة؟

(( عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ، قَالَ فَقَالَ: وَاللَّهُ أَعْلَمُ لا أَنْتِ أَطْعَمْتِهَا، وَلا سَقَيْتِهَا حِينَ حَبَسْتِيهَا، وَلا أَنْتِ أَرْسَلْتِهَا، فَأَكَلَتْ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ))

[البخاري عَنْ عَبْد ِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهم عَنْهما]

 فما قولكم بربكم فيما فوق الهرة؟ هؤلاء الملايين الذين يموتون بقصف وحشي؟ وبقصف جرثومي؟ وبقصف كيماوي؟ وقصف إشعاعي؟ أناس يصابون بأمراض خبيثة لنزوة طارئة عند أناس ظلّام، فيجب أن نؤمن باليوم الآخر، هذا يوم الدينونة، والبَطَل الذي يقف يوم القيامة أبيض الوجه.

﴿ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾

[سورة آل عمران: 106]

 البطل الذي يسير على منهج الله عز وجل، البطل الذي ينام دون أن يظلم أحداً، دون أن يبني مجده على أنقاض أحد، دون أن يأكل مال أحد، فالحظوظ موزعة الآن توزيع ابتلاء، ولا معنى لها إطلاقاً، فكل إنسان الله آتاه مالاً يتوهم أن الله يحبه، لا، أعطى المال لقارون وهو لا يحبه، وأعطى المال لسيدنا عثمان، وسيدنا ابن عوف، أعطى الملك لفرعون وهو لا يحبه، وأعطى الملك لسليمان وهو نبي كريم، مادام أعطاه لمن يحب ومن لا يحب فالمال ليس مقياساً:

(( رُبَّ أَشْعَثَ مَدْفُوعٍ بِالأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ ))

[مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

 أما الآية الكريمة:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ ﴾

[سورة الأنبياء: 101-102]

الحكمة من ورود المؤمن النار و عدم التأثر بها :

 كيف أن الإنسان يرد النار ولا يتأثر بها؟ مثل بسيط: مرة كنا بمعرض في طهران، فدخلنا إلى قسم الثعابين، الثعبان يقدر طوله بعشرين أو خمسة وعشرين متراً، قطره عشرون سنتيمتراً تقريباً، شيء مخيف، موضوع بمكان و أمامه بلّور سماكته ستة ميلمتر، تقف أمامه على بعد عشرين سنتيمتراً وتراه رؤية دقيقة جداً دون أن تخاف منه، أو تتأثر به، فعلاً شيء مخيف، أنت أمامه لكنك تعرف أن أمامك بلوراً سميكاً يمنعك منه ويمنعه منك، وأنك في مأمن، فربنا عز وجل ممكن أن يطلع المؤمن على النار، وأن يرى في النار من كان عدواً لله، ومن كان عدواً للحق، ومن كان عدواً للخير، ومن كان عدواً للإنسانية، ومن بنى مجده على أنقاض الناس، ومن بنى غناه على إفقارهم، ومن بنى حياته على موتهم، وأمنه على تخويفهم، فلذلك المؤمن له سعادة تفوق كل شيء لأنه عرف مكانه في النار لو لم يؤمن، إذا كان شريكان أحدهما اقترح على الثاني أن يتاجر بالبضاعة المهربة، الثاني رفض، فلما رفض فكوّا الشركة، الذي اقترح وقع في شر عمله، أودع في السجن، فذهب إليه شريكه الذي رفض أن يتاجر بهذه البضاعة ليزوره ألا يشعر بسعادة لا توصف لقراره الحكيم؟ طبعاً، فكل إنسان يرد النار بالآخرة ليرى مقدار فضل الله عز وجل عليه حينما آمن واستقام وطبق منهج الله، واتصل بالله وفعل الخير.

من زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز فوزاً عظيماً :

 أخواننا الكرام؛ الحظوظ في الدنيا موزعة توزيع ابتلاء، وسوف توزع في الآخرة توزيع جزاء، فالعبرة سيدنا علي يقول:" الغنى والفقر بعد العرض على الله " من هو الغني؟ الذي فاز في الجنة، فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، بمقياس الله.

﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾

[سورة آل عمران: 185]

 أيها الأخوة الكرام؛ الإنسان حينما يعمل للآخرة تنعكس كل موازينه، يصبح ميزانه العطاء وليس الأخذ، بذل الجهد لا استهلاك جهد الآخرين، والحمد لله رب العالمين.
 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارضَ عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

تحميل النص

إخفاء الصور