بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا عِلم لنا إلا ما علّمتنا إنَّك أنت العليم الحكيم.
السيدة عائشة تسأله من حين لآخر، وهذه أنثى كيف حُبُّك لي؟ فقال لها: كعقدة الحبل، يعني عقدة لا تُفك، صار بينهما رمز من حين لآخر تسأله كيف العُقدة؟ يقول: على حالها.
صدّقوا ولا أبالغ أُناسٌ كثيرون يُحبّون زوجاتهم إلا أنهم يتلذَّذون بكلمة طلاق، يهدُّ أركانها، يجعلها قلقة دائماً، طمئنها، كيف العُقدة؟ على حالها.
أقدَّس عقد على الإطلاق عقد الزواج:
مادامت مسلمة، صادقة، تُربّي أولادك، لا يوجد مأخذ، لماذا تُهددّها بكلمةٍ تهزُّ كيانها، هذه الكلمة ينبغي أن لا تُذكر إطلاقاً، لذلك يوجد توجيه دقيق:
﴿ وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا (21)﴾
الذي يراه الزوج من زوجته لا يستطيع لا أبوها ولا أخوها ولا ابنها، (وَقَدْ أَفْضَىٰ بَعْضُكُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا) .
اتفق العلماء على أنَّ أقدس عقدٍ على الإطلاق عقد الزواج (وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا)
(( وقيل زوِّج ابنتك للمؤمن، كلام دقيق جداً، إن أحبَّها أكرمها، وإن لم يُحبَّها لم يظلمها، يوجد حدود. الإيمانُ قَيَّدَ الفتْكَ، لا يَفتِكُ مؤمنٌ. ))
﴿ مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا (85)﴾
قانون، وفَّقت بين زوجين، بين شريكين، بين أخوين، بين أُسرتين (يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا) ، هذه الأعمال التي تستمر، يوجد أعمال تنتهي بانتهائِها، ولكن يوجد أعمال تستمر، يعني مثلاً
﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21)﴾
أكبر تجارة مع الله أن تُربّي أولادك:
قال علماء التفسير، ألحقنا بهم أعمال ذريتهم، يعني أكبر تجارة مع الله على الإطلاق أن تُربّي أولادك، (وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ) .
هذه (مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا) له أجر مستمر، ولا سمح الله ولا قدَّر (وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا) أرشده إلى ملهى، الشخص الثاني لم يتُبْ، الأول تاب يوجد ذنوب تستمر لنهاية الحياة.
أذكر مرة في شارع في ريف دمشق، مكان فيه ملهى ومكان فيه مسجد، الذي أنشأ المسجد توفي والثاني توفي، الأول خيرات هذا المسجد مستمرة إلى يوم القيامة، والملهى كل المعاصي في صحيفة من أنشأه، لذلك المؤمن المسلم لا يوجد انعزال في الإسلام، يُخالط الناس ويصبر على أذاهم.
(( المؤمنُ الَّذي يخالطُ النَّاسَ ويصبرُ على أذاهم أعظمُ أجرًا منَ المؤمنِ الَّذي لاَ يخالطُ النَّاسَ ولاَ يصبرُ على أذاهم ))
التقوقع، لا شأن لي، ليس لي علاقة، ليس عملنا، يجب أن تقتحم، لذلك نحن عندنا لُعبة اسمها شدّ الحبل، أنت مع جماعة، تمكَّنت أن تقنعهم بالصلاة صلّوا ابقَّ معهم، تمكَّنت أن تقنعهم بترك هذه المعصية المالية ابقَّ معهم، أما إذا تمكّنوا أن يشدُّوك إليهم دعهم، المقياس شُدّ الحبل، إن شدوك إليهم دعهم، إن استطعت أن تشدّهم إليك ابقَّ معهم.
آخر كلمة، أروع كلمة طالب العِلم نحن أولاً عندنا بحث بالزواج الكفاءة، كفاءة مالية، كفاءة اقتصاديّة، كفاءة علميّة، كفاءة اجتماعية، كفاءات كثيرة إلا أنَّ طالب العِلم كفؤٌ لأي فتاة والحمد لله رب العالمين.
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزِدنا عِلماً، وأرِنا الحقَّ حقّاً وارزقنا اتباعه، وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الملف مدقق