بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا عِلم لنا إلا ما علّمتنا إنَّك أنت العليم الحكيم.

في ملمح عَقدي دقيق جداً، الله عز وجل ذاتٌ كاملة، غنيٌّ عن عباده غِنىً مُطلقاً لكن:

ما هو دور الأُم والأب هنا؟ يوجد إنسانان في حياتك فقط غير الإخوة، يوجد أم وأب يتمنيان لأبنائهما أن يكونا فوقهما، في المال، في المكانة، في العِلم، لا يوجد في حياة كل واحد مِنّا إلا شخصين الأم والأب يتمنيان قطعاً أن تكون أفضل منهما عِلماً، وشخصيةً، ودخلاً، ونجاحاً، كأن الله عز وجل أراد أن يُعرّفنا بذاته الكاملة، يعني الله عز وجل يُحبُنا أن نعرفه، يعني ما معنى يؤذونني؟ النبي يؤذى؟! الإنسان إذا دلّ إنسان على الله عز وجل والثاني أفسده آذى الرحيم، فالله عز وجل يؤذيه أن أنت تُضِل عباده ويلتفتوا للمعصية، كذلك الأم والأب هذه النقطة الدقيقة الأم والأب يُمثّلان جهة بعيدة عن المنفعة من ابنها، يتمنيان لأولادهما الرُقيّ، والنجاح في الحياة، والصحة، والغِنى دون أن يكون لهما مطمح فيهما إطلاقاً، فأنا أرى أنَّ موضوع الأم والأب مثل تطبيقي قريب مِنّا جميعاً كي نعرف الله عز وجل عن طريق المثل الأدنى، وبارك الله بكم.

أنا توفي والدي وعمري خمس سنوات، نحن ثلاث إخوة ليس لنا أخوات بنات، فوالدتي أنا أصغر واحد اعتنت بي عناية فائقة، بتفاصيل صعب أحد أن يتصورها، يعني أحياناً تكون في مكان بعيد جداً، تأتي إلى البيت كي تُسخّن الطعام لي فقط وتعود، فيوجد خدمة عالية جداً وأنا تعلقت بها تعلُّقاً مُذهلاً، والله أكرمني ببرها بأعلى مستوى لتسع سنوات، وأنا إذا كنت أرى نجاحات في الحياة يمكن بسبب بري لوالدتي، وأرى أن هذا الموضوع موضوع مهم جداً، ولي رأي سلبي عقوق الوالدين وحده له عقوبة في الدنيا قبل الآخرة، وإن شاء الله ربنا عز وجل بقدر ما تعتني بوالديك يأتيك أولاد يعتنون بك، المكافأة في الدنيا قبل الآخرة، بارك الله بكم. 

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزِدنا عِلماً، وأرِنا الحقَّ حقّاً وارزقنا اتباعه، وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.