بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا عِلم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم.

كلماتٌ حول هذا الموضوع، لولا أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم بشر تجري عليه كلُّ خصائص البشر لما كان سيد البشر، ولولا أنَّ أصحابه الكرام بشر أيضاً تجري عليهم كلُّ خصائص البشر لما كانوا سادة البشر.

لكن أحياناً يوجد مقام الإلوهية ومقام البشريّة، قال تعالى:

العلماء قالوا: عَتِب له لا عليه، كأن يدخل أب إلى غرفة ابنه الساعة الثانية ليلاً فيجده يدرس، فيقول له:  يا بني ارتاح، عَتِب لكن له لا عليه، لماذا عَتِب له لا عليه؟ ليكون هناك فرقٌ بين مقام الإلوهيّة، ومقام البشريّة هذا معنى (عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ) .

أَذكر مرّة قرأت عن سيدنا عمر، دخل عليه إنسان إلى المسجد رآه في المسجد، قال: يا أمير المؤمنين ألا تنام الليل؟! التي قرأتها قال: "إني إن نمت ليلي أضعت نفسي أمام ربّي، إن نمت نهاري أضعت رعيتي"، لكن ما تناسبت واقعيتها مع الفهم العام، أحجمت عن تلاوة هذا النص سنوات طويلة إلى أن عثرت على حرف زائد، إني أن نمت ليلي كُلّه أضعت نفسي أمام ربّي، إن نمت نهاري أضعت رعيتي، كلمة كُلّه الوضع صار واقعي، لكن الحقيقة أنه يوجد نص ويوجد واقع، كل شيء ابتعد عن الواقع، أنا مرة انتقضت إنسان أنه روى أنَّ إمام قرأ القرآن كله بليلة واحدة، غير معقول! تكلّم شيء واقعي وإلا أنت ترفض الدين كله، لأنَّ الواقعية جزء من قبول الدين.

أما في ملمح ثاني التصغير ليس دائماً تحقيراً، التصغير تعظم، والدويهيّة الداهية العظيمة، فليس كل كلمة تصغير تعني التحقير بل تعني التعظيم،  بارك الله بكم، هذه  كليمات حول الموضوع.

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزِدنا عِلماً، وأرِنا الحقَّ حقّاً وارزقنا إتباعه، وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.