بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا عِلم لنا إلا ما علَّمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم عَلِّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علَّمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتَّبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
أخوتنا الكرام ؛ أشكُر لكم هذه الدعوة الكريمة ، التي إن دلَّت على شيء فعلى حُسْن الظَّن بي ، وأرجو الله أن أكون عند حُسْن ظنِّكُم .
بادئ ذي بدئ ، يا ترى كم عالِم في العالم الإسلامي من البعثة إلى الآن ؟ وكم معهد شرعي ؟ وكم كتاب مؤلَّف ؟ بمئات الألوف ، العلماء والكتب و المعاهد من عهد النبي إلى الآن 1400 وتزيد عاماً مجموع العلماء الربانيين ، والدُّعاة الصادقين ، والمؤسسات العلمية ، والجامعات الإسلامية ، والجوامع ، والمعاهد ، عدد كبير جداً . ممكن أن ينضغط هذا الموضوع بكُلِّيَّات للدِّين ؟ نعم . وكطُرفَة الجامعة مؤنث والجامع مذكر ، والرجال قوامون على النساء ، بمعنى أن مناهج الجامعات ينبغي أن تُستَقى من وحي السماء ، لا من وحل الأرض .
الأرض فيها وحل ، بالفكر مصالح ، بالحركة شهوات ، السماء مبادئ وقيم ، الجواب ممكن . هذه الكُلِّيَّات تقريباً أربع كليات :
1- أول كُلِّيَّة ، الفكر : العقيدة ، التَّصوُّر ، الأيديولوجيا ، المُنطلَق النظري ، جميعها كلمات لمُسمَّى واحد ، الجانب العقَدي في الإنسان الفكري ، فهمه للدين ، فهمه للحياة ، فهمه للموت ، فهمه بعد الممات ، فهمه للجنة و النار ، فهمه للحرام ، للحلال ، يجوز أو لا يجوز ، فرض ، سُنَّة ، هذا الِّدين لا بد منه ، هذا الفهم هو الغذاء العقلي للإنسان .
إذاً أول كُلِّيَّة من كُلِّيَّات الدين الجانب العَقَدي ، الفهم ، التفصيل ، الأيديولوجيا ، المُنطلَق النظري .
2- هناك جانب ثان الحركي ، نحن نجوع ، لا بد من أن نأكل ، فتلبية حاجات الجسم من الطعام والشراب هذا جانب آخر .
أول جانب نظري أيديولوجي ، فكر ، منطلقات نظرية ، تصوُّر ، كلها أسماء لمسمَّى واحد ، هذا الأول يحتاج إلى طلب عِلم ، حتى يُسمَح لك أن تضيف قبل اسمك حرف د. ، تحتاج إلى ثلاث وعشرين سنة دراسة . د. فقط ، هذه هي ، وتريد أن تستحق جنة الله إلى أبد الآبدين ولا يوجد لديك وقت لتحضر درس علم ؟! لا يوجد لديك وقت لتقرأ تفسيراً ؟! لتسأل سؤالاً ؟ فلذلك أول نقطة : الجانب النظري ، الأيديولوجي ، هذا يحتاج إلى طلب عِلم ، فإذا أردتَ الدنيا فعليك بالعِلم، وإذا أردتَ الآخرة فعليك بالعِلم ، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعِلم ، إلا أن العِلم لا يُعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك ، فإذا أعطيته بعضك لم يُعطك شيئاً .
خيار الإنسان مع الإيمان خيار وقت فقط :
بالمناسبة هذا تعليق جانبي ؛ أنت تملك مليون خيار رفض بالحياة ، هذا البيت لم يُعجبك ، مساحته صغيرة وثمنه مرتفع ، هذه المخطوبة لم تعجبك أخلاقها ، اعتذرتَ عن متابعة الخطبة ، ممكن أن ترفض مليون شيء إلا الإيمان معك خيار وقت ، بمليون موضوع تملك خيار الرفض إلا مع الإيمان خيار وقت . الدليل : أكفر كفار الأرض فرعون الذي قال :
﴿ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ (24) ﴾
والذي قال :
﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) ﴾
حينما أدركه الغرق :
﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) ﴾
فخيارك مع الدين خيار وقت فقط ، إما أن تؤمن في الوقت المناسب وتنتفع بإيمانك أو تؤمن بعد فوات الأوان .
ما درَسَ إطلاقاً ، دخل للامتحان قدَّم ورقة بيضاء ناصعة ، أي أخذ الصفر بجدارة ، رجع للبيت فتح الكتاب المُقرَّر فقرأ الدرس وفهمه ، عاد إلى الامتحانات انتهى كل شيء :
﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158) ﴾
الكُلِّيَّة الأولى الأيديولوجيا ، الفكر ، لا بد من طلب العِلم ، لا يوجد لدي وقت ، أي إذا شخص للتقريب فقير جداً لكنه ذكي جداً ، باع أساور والدته وعمته وخالته واشترى بطاقة طائرة وسافر لأمريكا ، للتقريب قبل الظهر في الجامعة ، بعد الظهر في مطعم لغسل الأطباق ، لأنه ليس لديه دخل ، وفي الليل يدرس ، قضى سبع سنوات بصعوبة بالغة حتى نال الدكتوراة ، طبعاً علَمِتْ به دولته وهي بحاجة إلى منصب رفيع علمي ، معاون وزير الصحة ، أنت لك دور عندنا ، هذا الشخص اتجه إلى المطار قطع تذكرة طائرة ، اتجه للمطار ، جاء وقت إقلاع الطائرة وضع رجله على أول درجة من درجات الطائرة ، هذا الموت عند المؤمن ، انقضى التكليف ، والحرام والحلال ، وغضِّ البصر وضبط الشاشة ، أي تفاصيل الدين كبيرة جداً ، انتهى التَّعب ، انتهت الدراسة ، انتهى القلق ، انتهى الهَم .
يوجد تعليق جانبي لا تقلق على هذا الدين ، احذر أن تقلق عليه ، إنه دين الله ، ولكن اقلق ما إذا سمح الله لك أو لم يسمح أن تكون جندياً له .
فالجانب العقدي مهم جداً ، يحتاج إلى طلب عِلم .
الجانب الحَرَكي ، أنت بحاجة إلى الطعام و الشراب وإلا ستموت . ما معنى الفرض في الدين ؟ أي تناول الطعام فرض ، وإلا فالموت ، أبلغ ؛ استنشاق الهواء فرض ، خمس دقائق تفقد حياتك ، هذا الهواء والماء ثلاثة أيام ، والطعام شهر ، الفرض لا بد من أدائه ، هذه الفرائض في الإسلام .
الفرق بين اللذة والسعادة :
الله خلقك للسعادة ، وهذه الكلمة دقيقة :
﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) ﴾
خلقَهُم ليُسعِدهُم ، خلقهُم لجنةٍ عرضها السماوات والأرض ، فيها ما لا عينٌ رأت ، ولا أُذنٌ سَمِعَت ، ولا خطر على قلب بشر . فهذه السعادة وهي غير الَّلذة .
ما هي الَّلذَّة ؟ الَّلذة حِسَّيَّة ، حِسَّيَّة تحتاج إلى شروط ثلاث : لحكمةٍ بالغةٍ بالغةٍ بالغة ، دائماً ينقصك شرط ، بالبداية الصحة ممتازة والوقت موجود لكن لا يوجد نقود ، لا يوجد مال ، في الوسط الصحة موجودة والمال موجود ولكن الوقت غير موجود ، تقاعد المعمل سلَّمه لأولاده ، أصبح هناك وقت ويوجد مال لكن لا يوجد صحة ، أسيد أوريك ، أو مشكلة في الكُليَة ، أو تشمُّع كبد إلى آخره ، هذه هي الدنيا .
الدنيا جيفة طلابها كلابها
(( الدُّنيا دارُ من لا دارَ له , ومالُ من لا مالَ له , ولها يجمَعُ من لا عقلَ له ))
الموت يُنهي كل شيء ، يُنهي كل شيء ، يُنهي قوة القوي وضعف الضعيف ، وذكاء الذكي وغباء الغبي ، وصحة الصحيح ومرض المريض ، الموت يُنهي كل شيء .
يوجد عندنا في الشام مستشفى دقيق جداً ، جاء مريض لديه مرض خبيث ، كلما دخل زائر يقول له : اشهَد أنني راضٍ عن الله ، يا رب لك الحمد ، هذه الغرفة في مستشفى حكومي ، استقطبت الأطباء كلهم ، ما هذا المريض ؟ ورم خبيث منتشر ، لا يوجد أمل بالشفاء إطلاقاً ، كلما دخل زائر ، طبيب ، ممرض ، اشهَد أنني راضٍ عن الله .
مرة كطُرفة ، الشيخ علي الطنطاوي كان في المستشفى ، جاءت الممرضة سألها : أين القِبلة ؟ احمرَّ وجهها وارتبكت ، قال لها : القِبلة بالكسر ، رأيت الضعف باللغة ما أصعبه ، فهِمَت شيئاً آخر ، فلذلك أول شاهد الاستقامة .
أخواننا الكرام ؛ الحقيقة المُرَّة أفضل ألف مَرَّة من الوهم المريح . إذا لم يكن هناك استقامة لن تقطف من ثمار الدين شيئاً ، أصبح ديناً فولكلورياً ، القرآن قُرِئ في باريس على أنه فولكلور شرقي ، قُرِئ في باريس ، هذا كلام خالق الأكوان ، وفضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه .
إذاً أول ركن عقَدَي الفهم ، الأيديولوجيا ، التصوُّر ، المُنطلق النظري ، إلى آخره .
الحركي : الطعام و الشراب .
آمن بالله وأكل وشرب ، لديه حاجة ثانية ، الزواج ، هذه الحاجة من أجل بقاء النوع دون أن نشعر ، من أجل بقاء النوع . لولا الحاجة لانقرضت البشرية من ملايين السنين ، الحاجة إلى المرأة ، حاجة المرأة إلى من يخطبها .
البطالة والعنوسة أكبر مشكلتين في العالم الإسلامي :
أكبر مشكلتين في العالم الإسلامي : البطالة والعنوسة . البطالة لماذا ؟ عندما نسمح للمال أن يلد المال بالرِّبَا ، تتجمع الأموال في أيدٍ قليلة ، تُحرَم منها الكثرة الكثير ، يصبح فقر شديد ، كفر ، إرهاب ، كل أمراض العالم الآن من التفاوت الطبقي ، لأنه من الممكن للمال أن يلد المال بالرِّبَا ، أما إذا أردتُ أن أفتتح محلاً تجارياً ، أريد أن أستأجر محلاً ، انتفع صاحب المحل ، أحضر موظفين ، وأنقل البضاعة بسيارات نقل ، يوجد دراسة لطيفة بفرنسا شركة ستروين تُشَغِّل 200 معمل تحتاج لمئتي معمل يعمل لها ، كل معمل فيه خمسة آلاف ، كم إنسان يعيش ؟!
عندما نسمح للمال أن يلد المال ، تجمَّعت الأموال في أيدٍ قليلة و افتُقِدَت في الكثرة الكثيرة و أصبح الإرهاب و أعمال العنف والعنف لا يلد إلا العنف .
العمل الصالح علة وجودنا :
إذاً الجانب العقَدي ، الحركي فيه قسم سلبي الاستقامة ، أنا لم آكل مالاً حراماً ، أنا ما كذبتُ ، أنا لم أغش ، أنا لم أُفَرِّق بين زوجين ، هذه الاستقامة ، طابعها سلبي .
والإيجابي العمل الصالح ، عِلَّة وجودنا الوحيدة في الدنيا بعد الإيمان بالله واليوم الآخر العمل الصالح . والدليل :
﴿ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) ﴾
سُمَّي العمل صالحاً لأنه يصلُح للعَرْض على الله . ومتى يصلُح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً ، خالصاً ما ابتُغِيَ به وجه الله ، وصواباً ما وافق السُّنَّة ، حجمك عند الله بحجم عملك الصالح . رَبِّ ارْجِعُونِ(99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا ، والغنى والفقر بعد العَرْض على الله ، لا يُسمَّى الغني غنياً ولا الفقير فقيراً ، قد يكون الفقير له أعمال صالحة تهدُّ الجبال وهو فقير ، والغني غارق بملذاته وسهراته والملاهي والقمار أحياناً وينتهي .
من نصر الضعيف نصره الله على من هو أقوى منه :
أخواننا ؛ الموضوع خطير يمسُّ المستقبل ، اسأل مليون إنسان بالأرض ، العمل يقول لك : مهندس ، أين درستَ ؟ في القاهرة مثلاً ، أما هذا الموت الذي يُنهي قوة القوي وضَعْف الضعيف ، ووسامة الوسيم ودمامة الدميم ، وحكمة الحكيم . ينتهي كله .
أحد القادة قبل أن يموت بعشرة أيام أين هو ؟ الله كبير ، احذر أن تُخطِئ ، احذر أن تخطئ مع عبد ، فكل إنسان يرى الله . عفواً انظروا ما أدق هذا النص :
(( ابغوني الضُّعفاءَ ، فإنَّما تُرزَقونَ وتُنصَرونَ بضُعفائِكُم ))
إنما تنتصرون وترزقون بضعفائكم ، الضعيف إن أطعمته إن كان جائعاً ، كسوته إن كان عارياً ، علَّمته إن كان جاهلاً ، عالجته إن كان مريضاً ، زوَّجته إن كان أعزب ، هذا الضعيف ، فإنَّما تُرزَقونَ وتُنصَرونَ بضُعفائِكُم ، طريق أن تنتصر على أكبر قوة في العالم أن تعتني بالضعفاء ، شيء عجيب ، الله عز وجل يكافئك مكافأة من جنس عملك ، هو أضعف منك ، قد تُهمله ، قد تنساه يتلوَّى من الجوع ، لا يوجد عنده دخل ، لديه أولاد ، لديه أقساط مدارس ، لديه معالجة لطبيب ليس معه ، يأتي هذا المؤمن يُلبِّي حاجة الفقير ، يُطعمه إن كان جائعاً ، يكسوه إن كان عارياً ، يُعلِّمه إن كان جاهلاً ، ينصره إن كان مظلوماً ، يزوِّجه إن كان أعزب ، انظر ، فإنَّما تُرزَقونَ وتُنصَرونَ بضُعفائِكُم . مفتاح النصر لا يحتاج إلى طيران عظيم ، يحتاج هذا الفقير أن تُطعِمَه إن كان جائعاً ، أن تكسوه إن كان عارياً ، أن تنصره إن كان مظلوماً ، أن تعالجه إن كان مريضاً ، أن تُؤويه إن كان مشرداً ، الآن يتفضَّل الله عليك بمكافأةٍ من جنس عملك ، تتنصر على من هو أقوى منك ، أنت أعنتَ من هو أضعف منك ، فلمَّا أعنته مالاً وتعليماً ودعماً وإنصافاً تفضَّل الله علينا جميعاً بأنه ينصرنا على من هو أقوى مِنَّا .
اللهم وفِّقنا إلى ما تُحبُّ وترضى ، واجعل جمعنا هذا جمعاً مباركاً مرحوماً ، واجعل تَفرُّقنا تَفرُّقاً معصوماً ، ولا تجعل فينا ولا منَّا ولا معنا شقيَّاً ولا محروماً .
النِّعَم إذا أُلِفَت نُسِيَت :
ملاحظة صغيرة جداً ، النِّعَم إذا أُلِفَت نُسِيَت ، سافرتَ لأمريكا ولك زوجة صالحة ، غِبتَ شهرين لم يخطر ببالك ولا لثانية أن رجلاً أجنبياً دخل البيت ، هذه نعمة كبيرة ، لكنها أُلِفَت فنُسِيَت .
أنا أذكركم بها ، أنا من الشام ، أمَّا وجدت بهذا البلد الطيب إيجابيات يغلب على ظني أنكم لا تعرفونها ، أنا أعرفها تماماً ، أول ميزة التدين في هذا البلد الطيب ليس تهمةً تُحاسب عليها، أنت لديكم شخص ضُبِط مُتَلَبِّسَاً بالصلاة ؟ هذه نعمة كبيرة جداً . هذه الأولى .
الشعب أطياف فيه هاشمي وفيه فلسطيني . هل يوجد بين الطائفتين أحقادٌ تاريخية تقتضي القتل ؟ قد يقتل الإنسان في بلاد مجاورة لأنه من غير طائفة ، هذه نِعمَة ثانية أُلِفَت فنُسِيَت .
الثالثة يوجد دولة قوية تحاسِب وتعاقِب لكن ليس لديها قتل ، هذه نِعَم أُلِفَت فنُسِيَت ، دعاء النبي اللهم صلي عليه :
(( اللهم أرنا نعمك بدوامها لا بزوالها ))
الملف مدقق