الدكتور محمد راتب النابلسي:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.

في الحقيقة أن إنساناً جلس مع زوجته، وأمضى السهرة كلها في انتقاص أمها، وهي ساكتة تخاف الطلاق.

 المقدم: 

ينتقص أمها؟ 

الدكتور محمد راتب النابلسي:

أمها، في اليوم التالي، تكلمت عن أمه كلمة واحدة أقام عليها الدنيا، أنا عندي هذا عنصري؛ لأنه قاس بمقياسين، لمجرد أن نقيس الأمور بمقياسين سقطنا من عين الله، ومن عين الخلق، فلذلك الإنسان حينما يعامل أهله كما يتمنى أن تُعامل ابنته إنسان جيد، النقطة الدقيقة أن الناس ينتفعون من علم طبيب ولا ينتبهون إلى سلوكه، أو لا يعنيهم سلوكه، ينتفعون من علم محامٍ، مهندس، إلا رجل الدين لا يُنتفع منه إلا إذا تيقن من يستمع إليه أن هناك تطابقاً بين أقواله وأفعاله، لذلك أنا أقول: بيت الداعية جزء من دعوته، حرفة الداعية جزء من دعوته، تمضية أوقات فراغ الداعية جزء من دعوته، علاقاته جزء من دعوته، هو يمثّل عندهم الدين، وحينما يخيب ظن الناس في أشياء كثيرة، الناس إلى الآن يتعلقون بأهل العلم، فإذا خيبوا ظنهم كانت كارثة كبيرة جداً فأرجو الله -سبحانه وتعالى- أن يلهمنا الصواب.

بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم علّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.