محاضرات خارجية - مقتطفات من برنامج سواعد الإخاء - الموسم 8 لعام 2020- تركيا : من الحلقة (30) - كلمة ختامية
- محاضرات خارجية / ٠31مقتطفات من برنامج سواعد الإخاء
- /
- مقتطفات من الموسم الثامن 2020 تركيا
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو
اضغط هنا
×
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا عِلم لنا إلا ما علمتنا إنك العليم الحكيم.
بسم الله الرحمن الرحيم، في واقع قديم لا أملك الآن الحديث عن أسبابه، لكن كان كل عالِم يتوهّم نفسه هو الوحيد ولا أحد غيره، وكان يوجد عداوة كار بالتعبير العامي، وكان هناك محاولة كل واحد يبني مجده على أنقاض الآخرين، ويُوحي إلى إخوانه بذكاء لا يوجد غيري يا بُني، هذه الفكرة الأُحادية أنا كنت أضرب مَثَل هذا معه مرض التوحد، هذا مرض، أما نحن قوّتنا باجتماعنا، قوّتنا بتنوعنا، وأنا والله لفَت نظري ما شاء الله هؤلاء الإخوة الكرام العُلماء الأجلاء على عِلم غزير وقبول على الأرض، عِلم وقبول، لكن كل واحد بطعم، موضوع واحد تعالَج من خمسة عشر، شيءٌ عجيب كل واحد من زاوية! هذا يسمونه غِنَى، يوجد عندنا اختلاف غنى، ويوجد اختلاف تناقض، اختلافنا بالتفاصيل بالأساليب اختلاف غنى، هذا يُغني الدعوة.
شيء آخر أدّق من ذلك، حينما يرى الناس على الشاشة هذه اللقاءات، يعني نحن من أطياف متنوعة، من بلاد متنوعة، يرونّنا على مودّةٍ تفوق حدَّ الخيال فيما بيننا، واضح المودّة والمحبة والاحترام المتبادل، وكل إنسان يُثني على أخيه، هذه نقلة نوعيّة لعلاقة العلماء ببعضهم، أنا لي سفريات كثيرة هذا البرنامج ترك أثر كبير جداً، الناس يُحبون العلماء، لكن لمّا يُحبونهم يُحبون أن يكونوا على قلبٍ واحد، هدف واحد، يعني مثلاً إذا كان هدفنا واحد، والطريق لهذا الهدف واضح، اللقاء حتمي، وإلا يوجد واحد ليس بالطريق، هدفك الله، هدفك نقل الحقّ للناس، إقناع الناس بهذا الدين، الهدف واحد والوسائل هي الكلام والأدلة والبراهين، والكتاب المُؤلف والمحاضرة المُلقاة، مادام الهدف واحد والوسائل واحدة فلقائنا حتمي، إلا إذا واحد ينتفع من الدعوة.
﴿ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ
يعني إذا ملك قال لمُعلِّم لغة عربية مثلاً اعطي ابني دروس، هذا المُعلِّم أعطى الدرس الأول والثاني والثالث والعاشر قال له: أين الأجرة؟ قال له: كم تريد؟ قال: على كل درس ألف، فأعطاه عشرة آلاف، لكن لم يكن يعرف هذا الإنسان المحدود، أن الملك كان سيُعطيه بيت وسيارة، أنت لمّا تدعو إلى الله لك عند الله شيء كبير جداً، لمّا تقبل بالمكافأة سقطت من عين الله، صرت تاجر، أنت تعمل لله، الله مُهيأ لك عطاء لا يعلمه إلا الله، إلى أبد الآبدين.
والله أنا أذكر مرّة إن شاء الله أكون دقيق بها، أربع أو خمس أخوات ورثوا ميراث كبير جداً، واختلفوا إلى مستوى الأذى وحكَّموني في الموضوع، جلسوا أول يوم للساعة الثانية عشر ولمدة أربع أيام، قال لي واحد بعد أن انتهينا: كم تريد؟ يا لطيف بحياتي لم أجد كلمة تُهينني كهذه، أنا لست موظف هذا ليس عملي أنا داعية! كلمة كم تريد لم أتحمّلها، لم يخطر ببالي أن يكون في أجرة، نحن سيدي الإنسان عندما يُعلّق أمله بالله، والله عز وجل إذا سلّمنا في صحتنا إلى أطول فترة ممكنة والله نعمة كبيرة، أنا عندي أُناس فيه مرض يُنهيك، إذا الله عز وجل أعطانا الصحة والله لمّا تُعطي يُعطيك.
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزِدنا عِلماً، وأرِنا الحقَّ حقّاً وارزقنا اتباعه، وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الملف مدقق