- قصص و روائع و مقتطفات و ومضات
- /
- ٠6روائع الهجرة
أيها الأخوة، حينما قال الله عز وجل:
﴿ مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا ﴾
كأن الله أراد أن يغريهم بالهجرة، أو أن يشجعهم عليها، هاجروا لكم ما للمؤمنين وعليكم ما عليهم.
الهجرة بالمعنى الواسع والضيق:
لكن هناك ملاحظة ما معنى هاجر؟ هي فعل رباعي، وهناك هجر، لعل المعنى أنك إذا كنت في بيت ولم يعجبك تهجره فقط، هجر، لكن إذا كانت هناك مضايقات لا تحتمل لا نقول: هجرت البيت، هاجرت من البيت.
الهجرة بمعناها الضيق انتقال المسلمين من مكة سابقاً إلى المدينة حفاظاً على دينهم
فالصحابة الكرام لو أنهم في مكة، سمح لهم بنشر دينهم، وإقامة شعائر ربهم، ما من داع لأن يهاجروا، إلا أن المضايقات، والتنكيل، والتعذيب، والضغط، والحصار، والقتل أحياناً، هذا دفعهم إلى الهجرة، فينبغي أن نفرق بين فعل هجر، أي هجر من طرف واحد، أما هاجر فيه فعل مشاركة، فيه جهة ضغطت عليك وكان ردّ فعلك أن تدع هذا المكان.
لذلك الهجرة بالمعنى الواسع أن تنتقل من دار الكفر إلى دار الإيمان،
لو وسعناها أكثر من ذلك أن تنتقل من حرفة لا ترضي الله، فيها معصية واضحة، إلى حرفة ترضي الله بمعناها الواسع، أن تدع صديقاً لا يرضي الله، إلى صديق يرضي الله.
المصدر
تفسير القرآن المطول - تفسير سورة الأنفال - الدرس : 30 - سورة الأنفال - تفسير الآيات 72 - 75 ، الهجرة مضمون الولاء والبراء دليل الوفاء