- ٠2كتاب الله أكبر
- /
- ٠2كتاب الله أكبر
ولكي تؤدى هذه العبادة العظيمة، على نحو يقبلها الله، ويرضى عنها، ولئلا ينفق الإنسان المال الكثير، والوقت الثمين، ويتجشم المشاق، ثم لا تقبل حجته، ويقال له: لا لبيك ولا سعديك ...وحجك مردود عليك !
لئلا تضيع حجته سدى .. عليه أن يتوب قبل الذهاب إلى الحج، من كل الذنوب والآثام، كبيرها وصغيرها، جليلها وحقيرها، فيتجنب كل كسب حرام، وكل علاقة متلبسة بالآثام، عليه أن يؤدي الحقوق، ويقلع عن الذنوب، والأهم من هذا أن يعقد العزم، على ألا يعود إليها بعد الحج، وإلا أصبح الحج من الطقوس، لا من العبادات .. فمن الخطر الكبير، والوهم الخطير، أن يظن الحاج، أن الحج يهدم كل ما قبله من الذنوب، وفيه تغفر كل خطيئة ... وقد أتفق على أن الأحاديث الشريفة، التي تبين أن الحاج يعود من الحج كيوم ولدته أمه، وقد غفرت ذنوبه كلها، هذه الذنوب التي أشار إليها النبي هي الذنوب التي بين العبد وربه حصراً .. أما الذنوب التي بينه وبين الخلق، وأما الحقوق التي في ذمته، وأما الواجبات التي قصر في أدائها فهذه لا تسقط ولا تغفر، إلا بالأداء أو المسامحة، فالذنوب ثلاثة: ذنب لا يغفر وهو الشرك بالله، وذنب لا يترك، وهو ما كان بين العبد والخلق، وذنب يغفر، وهو ما كان بين العبد وربه ...