- العقيدة الإسلامية
- /
- ٠4موضوعات مختلفة في العقيدة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
في أي موضوع الآراء الشخصية لا قيمة لها إطلاقاً القيمة الحقيقية للحكم الشرعي:
أيها الأخوة المؤمنون، أحاول دائماً بفضل الله عز وجل أن أجعل من درس الأحد هذا معالجةً لمعاناة يعانيها المسلمون، والذي يلفت النظر كثرة الأعياد التي يحتفل بها المسلمون، 
والقضية ليست بسيطةً كما تتوهمون ولكنها قضية انتماء أو عدم انتماء، وقضية ولاء وبراء. فأنا حينما أقيم شعائر الله عز وجل، لكن مضمون حياتي والمناسبات التي احتفل بها، وأنماط السلوك اليومي، وطريقة الاحتفالات بالأفراح، وطريقة الأحزان، وكل علاقات المسلمين مستوردة من الطرف الآخر، هذا يضعف انتماء المسلم لدينه، ويقوي انتماءه لغير دينه، يضعف اعتزاز المسلم بدينه وكأنه يؤمن بدين ويوالي جهة أخرى.
لذلك أردت في هذا الدرس أن أبين حكم الشرع، ليس أحد من المسلمين مهما كبر شأنه مؤهلاً أن نأخذ منه، لكننا نأخذ من الكتاب والسنة، ففي أي موضوع الآراء الشخصية لا قيمة لها إطلاقاً، القيمة الحقيقية للحكم الشرعي، فأنت كائن لك إله عظيم، لهذا الإله العظيم تعليمات الصانع، افعل ولا تفعل، فما علي إلا أن أتبع تعليمات الصانع، لقد أجمع العلماء على أن مشاركة الكفار أو مشاركة الطرف الآخر ـ كلمة الطرف الآخر واضحة عندكم، لا أريد أن أقول عبارات تخدش أحداً، الطرف الآخرـ أجمع العلماء على أن مشاركة الطرف الآخر في أعيادهم هي مشاركة لهم في شعيرة من شعائرهم، وهو إقرار عليها، وهذا قد يؤدي إلى ميل القلب إليهم، إلى موالاتهم، إلى أن تهواهم فمن هوي الكفرة حشر معهم ولا ينفعه عمله شيئاً، والآية الدقيقة الدقيقةُ الواضحة الوَاضحة:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ ﴾
ذلك أن عيد الأمة من أخص خصوصياتها، يدخل في صميم معتقداتها، وفي صميم ثقافتها، وفي صميم أنماط حياتها، فإذا شاركت أمة ليست مسلمةً في أعيادها، وفي أفراحها، وفي أتراحها، وفي عاداتها، وفي تقاليدها، وفي أنماط سلوكها، أنت اتجهت إليها، وواليتها، وأحببتها، وأنت لا تشعر.
هناك أمور حيادية ما تطرق لها النبي الكريم لأنها لا تقربنا من الله ولا تبعدنا عنه :
كما قلت قبل قليل: الأعياد من أخص خصائص الأمة، ومن أخص ما تتميز به ومن أظهر ما لها من شعائر هو في أعيادها، ومعلوم عندكم جميعاً أن النبي عليه الصلاة والسلام ما من شيء يقربنا من الله إلا أمرنا به، وما من شيء يبعدنا عن الله إلا نهانا عنه، هذه مهمته الأولى، هناك أشياء لا تقرب ولا تبعد حيادية النبي عليه الصلاة والسلام ما تطرق لها، قال: أنتم أعلم بأمور دنياكم.
لو أنك ارتديت ثوباً ذا لون داكن، أو ثوباً ذا لون فاقع أنتم أعلم بأذواقكم، في بلاد حارة اللون الفاقع يعكس أشعة الشمس، وفي البلاد الباردة اللون الداكن يمتص حرارة الشمس، والناس مختلفون في أذواقهم وفي طعامهم وفي أنماط بيوتهم، وفي أنواع أثاثهم هذه كلها حيادية لا تقدم ولا تؤخر، فكل شيء سكت عنه النبي عليه الصلاة والسلام حيادي، ليس له أثر سلبي ولا إيجابي، سكت عن هذه الأشياء رحمة بنا، تجلس على الأرض أثناء الطعام، على طاولة مرتفعة قليلاً، على طاولة عالية، أنت حر، هذا تابع للعادات والتقاليد ولأنماط السلوك ولمستوى الدخل، إلى ما هناك، لكن ما من شيء يقربنا من الله إلا أمرنا به وما من شيء يبعدنا عنه إلا نهانا النبي عليه الصلاة والسلام عنه، فإذا كان هناك حكمة بالغة بَالغة من الذي أمرنا به، و إذا كان هناك حكمة بالغة من الذي نهينا عنه فإن هناك حكمةً بالغةً بالغة من الذي سكت عنه النبي عليه الصلاة والسلام.
أمرنا بأشياء ونهانا عن أشياء، الذي أمرنا به يقربنا وينجينا ويسعدنا، والذي نهانا عنه يبعدنا ويشقينا ويهلكنا، والذي سكت عنه حيادي لا علاقة له لا بتقريبنا ولا بإبعادنا، فكل شيء خطر في بالك أن النبي عليه الصلاة والسلام ما تكلم به لم يحجم عن التكلم به نسياناً معاذ الله إنه لا ينطق عن الهوى، ولا يؤخر البيان عن وقته، إن الوحي يسدده.
لذلك الأعياد التي يحتفل بها الطرف الآخر ليس مسموحاً لنا أن نشارك فيها، وقد يبدو الأمر بسيطاً، لكنك إذا شاركت فيها انتميت إليهم، وواليتهم، وقد تعجب بهم، قد ينتهي بك الأمر إلى أن تكون على عقيدتهم وعلى توجههم.
بعض الآيات القرآنية المتعلقة بعلاقتنا مع الطرف الآخر :
أيها الأخوة، لو دخلنا في الأدلة حول هذا الحكم الشرعي لوجدنا الشيء الكثير، لكن بالمناسبة، وإنصافاً للحقيقة أتلو عليكم الآيات المتعلقة بعلاقتك مع الطرف الآخر:
﴿ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ ﴾
آية ثانية:
﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ﴾
آية ثالثة:
﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ﴾
من هم القوم الذين تبغضونهم حكماً؟ الطرف الآخر لا تحملنكم كراهيتهم على ألاّ تعدلوا معهم، الأمر الإلهي اعدلوا هو أقرب للتقوى، بل إن المظلوم تستجاب دعوته ولو لم يكن أهلاً لهذه الاستجابة، تستجاب دعوته ولو لم يكن مطبقاً لشروط الإجابة، تستجاب دعوته لا لأهليته ولكن لعدل الله.
(( اتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ ))
اتقوا دعوة المظلوم ولو كان كافراً. الشيء الآخر تستجاب دعوة المضطر، ولو لم يكن مؤهلاً للإجابة لا بحكم أهليته، ولكن لرحمة الله، تستجاب دعوة المظلوم بعدل الله ولو كان كافراً، وتستجاب دعوة المضطر برحمة الله ولو لم يكن مؤهلاً لهذه الإجابة.
ليس لنا أن نقر الطرف الآخر على احتفال يكرس عقيدة لا توافق كتابنا ولا سنة نبينا:
إذاً يمكن أن تسلم عليهم، ويمكن أن تزورهم في بيوتهم، ويمكن أن تهنئهم بمولود لهم، كلامي دقيق، ويمكن أن تقدم لهم الهدايا، ويمكن أن تنصح لهم إذا عاملتهم، هذا كله من واجب المسلمين لكن ليس لك أن تقرهم على عقيدة يعتقدونها تخالف كتابنا وسنة نبينا، وليس لك أن تقرهم على احتفال يكرس عقيدة لا توافق كتابنا ولا سنة نبينا.
الموقف المتعنت المتشنج الضيق المتعصب هذا مرفوض في الإسلام، النبي عليه الصلاة والسلام وقف لجنازة صاحبها من أهل الكتاب وقف لها، فقالوا: أتقف لها؟ قال: أليس إنساناً؟ بلا تشنج وبلا تعصب وبلا ضيق أفق، لك أن تهنئهم بمولود، لك أن تزوره، لك أن تقدم له هدية، لك أن تعاونه، لك أن تنصحه إذا بعته أو اشتريت منه، لك أن تدخل إلى بيته، ويمكن أن تدخل إلى معبده هذا مسموح لك، بل واجب عليك، بل مأمور به، لكن ليس لك أن تتمثل أنماط حياتهم.
أنا مضطر أن أذكر هذه القصة لعلي ذكرتها قبل يومين، دولة عظمى الدولة القطب سأسميها التي مكنت من العالم كله، عينت سفيراً لها في بلاد في أوربا الشرقية في رومانيا، ومن تقاليد تعيين السفير أن يقام له احتفال توديعي في وزارة الخارجية، وينبغي أن يحضر وزير الخارجية هذا الحفل، وينبغي أن يأتي السفير مع زوجته لتشهد أحد أيامه العظيمة، هكذا تقاليدهم، والأمر بسيط جداً، أين زوجته؟ ليس معه زوجة، ولكن معه شريك جنسي، وهو الآن في بوخارست، دولة عظمى تعين سفيراً يصطحب معه شريكه الجنسي، قضية لا شيء عليها، ولا غبار حولها أبداً، ملكة لولا حادث سير لكانت ملكةً في بريطانيا، في مؤتمر صحفي عقدته، وبث على عشر محطات فضائية، وشاهده ثمانون مليون إنسان، وقالت ببساطة وبراءة الأطفال في عينيها: إنها زنت سبع مرات، مرة مع فلان الفلاني في الإسطبل، ومرة مع فلان الفلاني، شيء طبيعي جداً، وزير الصحة البريطاني الحالي يقول: أنا شاذ جنسياً، ما مهمة وزير الصحة؟ مكافحة أخطر مرض وهو مرض الإيدز، ما أسباب مرض الإيدز الأولى؟ الشذوذ، وزير إيطالي قال: أنا شاذ جنسياً، الشواذ هناك في أمريكا، وفي أوربا يرتقون إلى أعلى المناصب، قد تجد حاكم ولاية فهل يمكن أن تتوافق طبيعتنا مع طبيعتهم؟ مستحيل، شاب أحب فتاةً استأذن والده في الزواج منها، هناك قال له: لا يا بني، إنها أختك، وأمك لا تدري، أحب فتاة أخرى استأذن والده لا يا بني إنها أختك وأمك لا تدري، أحب فتاة ثالثة، استأذن والده، لا يا بني إنها أختك وأمك لا تدري فضجر، فحدث أمه قالت: يا بني خذ من تشاء، فأنت لست ابنه، وهو لا يدري.
من الخطورة بمكان أن يكون ولاؤك وانتماؤك لغير المسلمين :
هل يمكن أن نتوافق مع هؤلاء؟ هل يمكن أن يأتي خبير ويقيم احتفالاً بمناسبة أن زوجته ولدت له مولوداً، وهو غائب عنها سنتين؟ أي احتفال هذا؟ وأي مولود هذا؟
فلا يمكن إذا أقمت معه علاقةً حميمة لا يمكن أن توافقه، ولا أن ترضى بأفعاله، فلذلك من الخطورة بمكان أن يكون ولاؤك لغير المسلمين، وأن يكون انتماؤك لغيرهم، وأن يكون هواك مع غيرهم، وأن يكون توجهك إلى غيرهم، وأن يكون تعظيمك لغيرهم، يجب أن توالي المسلمين ولو كانوا فقراء، ولو كانوا ضعفاء، ويجب أن تتبرأ من الطرف الآخر، ولو كانوا أغنياء، ولو كانوا أقوياء.
الأدلة أنا أقول بدءاً من كلمة: باي، ما هذه الكلمة؟ سمعت طرفة ولكنها واقعة، محطة فضائية أجرت ندوةً حول معركة الخندق، والذي أدار الندوة مذيعة متفلتة، لما انتهت الندوة قالت المذيعة بالحرف الواحد: ميرسي لله الذي نصر محمد والكروب تبعه بمعركة الخندق، بالضبط محمد وليس مُحَمد، والكروب أي صحابته في معركة الخندق، يوجد بعد كبير جداً، فبدءاً من كلمة باي، هذه ليست إسلامية، قل: السلام عليكم، ليكن سلامك إسلامياً، ليكن بيتك إسلامياً، أن تقيم لأولادك عيد ميلاد هذا ليس من أنماط السلوك عند المسلمين، احتفل بعيد مولد النبي عليه الصلاة والسلام، وإذا قلت لي، بدعة أو سنة، دعك من هذا، الله عز وجل يقول:
﴿ وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾
ما دام الحديث عن عيد المولد ونحن على مشارف ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام، أبين لكم الموقف الوسطي بين المتشددين الذين يحرمون أشد التحريم، ويستنكرون أشد الإنكار أن يحتفل بعيد المولد، وبين الذين يقيمون كل المنكرات في احتفال عيد المولد.
إذا جمعت الناس وألقيت عليهم كلمةً في شمائل النبي فهذا جزء من الدعوة إلى الله :
مرة صلى في هذا المسجد أخ من بلد إسلامي، والله لفت نظري بوجهه المنير، وإقباله على الدروس، حضر الخطبة، ثم وجدته في درس الجمعة، ثم وجدته في درس الفجر، ثم في درس الأحد، لفت نظري إقباله على حضور هذه الدروس، يسكن في مكان قريب، دعوته إلى البيت فلبى الدعوة، رجل ورع وصالح ولا أزكي على الله أحداً، أنا عندي عقد قران احتفال، وحان وقته، واستحييت أن أعتذر عن متابعة اللقاء، قلت: أدعوه معي، عرضت عليه أن يذهب معي، يا لطيف استنكر أشد الإنكار، قال لي: أعوذ بالله لا أذهب، قلت: لماذا؟ قال: كله منكرات، أين المنكر اذهب معي، الصالة في نهاية هذا الشارع منشد، موضوع النشيد أسماء الله الحسنى، شيء رائع جداً، وألقيت كلمة، وقدمت لنا ضيافة، أقسم بالله يكاد يصعق أنه هكذا أين المعصية؟ قال لي: أنا تصورت أنه يوجد راقصات، تصور بعقد القران يوجد راقصات ومغنين ومغنيات ومطربين ومطربات، الأحياء منهم والأموات، معاذ الله، قلت له: أعوذ بالله، قال تعالى:
﴿ وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ﴾
إذا كان قلب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو سيد الخلق وحبيب الحق يزداد ثبوتاً بسماع قصة نبي دونه، فلأن يستمع مؤمن في آخر الزمان مقصر إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، إلى شمائل النبي، إلى أخلاق النبي، إلى منهج النبي، ويتأثر من باب أولى، إذا جمعت الناس، وألقيت عليهم كلمةً في شمائل النبي صلى الله عليه وسلم هذا جزء من الدعوة إلى الله، الدليل قوله تعالى:
﴿أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ ﴾
﴿ قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ ﴾
الأعياد دقيقة جداً في التعبير عن خصوصيات الأمة وعقائدها وقيمها واتجاهاتها :
إن جمعت الناس وذكرتهم بشمائل النبي، وبمنهج النبي، وبأخلاق النبي، وأطعمتهم الطعام، وقد قال عليه الصلاة والسلام:
((... طَيِّبُ الْكَلَامِ وَبَذْلُ السَّلَامِ وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ...))
ماذا فعلت؟ أين المعصية؟ أين المخالفة؟ أين البدعة؟ ولكن إذا قلت: الاحتفال بعيد المولد عبادة فهي بدعة، الاحتفال بعيد المولد جزءاً من الدعوة إلى الله هكذا بالضبط، ويمكن أن تحتفل بعيد المولد في أي يوم من العام فقط على مدار العام، وأن تذكر الناس بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، وبشمائل النبي، وسيرة النبي، وفضائل النبي، ومنهج النبي صلى الله عليه وسلم، وأن تطعمهم بعض الطعام، إذا أدخلت هذا تحت نشاط المسلم في الدعوة إلى الله لا شيء عليك إطلاقاً، أما إذا قلت إنه عبادة فلا ليس عبادة، هذا ضمن نشاط المسلم العام.
إذاً الأعياد دقيقة جداً في التعبير عن خصوصيات الأمة، وفي التعبير عن عقائدها، وفي التعبير عن قيمها، وفي التعبير عن اتجاهاتها أكبر دليل على ذلك:
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ ﴾
آية ثانية:
﴿ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوّاً مُبِيناً ﴾
آية ثالثة:
﴿ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾
المؤمن يكرم والدته كل يوم وليس بحاجة إلى يوم عيد الأم :
يمكن في احتفال أن تكون امرأة كأنها في يوم عرسها بين الرجال؟ مستحيل، عندهم اختلاط، عندهم شرب خمر، عندهم أشياء منكرة كثيرة، يقول الله عز وجل:
﴿ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾
وفي آيات أخرى:
﴿ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾
أنا طبعاً ذكرت هذا لأن الاحتفال أحياناً بأعياد كأعياد الحب، متى ظهر هذا العيد فجأةً؟ متى أصبحت الدنيا كلها حمراء؟ ما أصل هذه القصة؟ نحن لسنا بحاجة إلى هذا العيد إطلاقاً، طبعاً بعد أيام هناك عيد الأم، والله أيها الأخوة، والله ولا أبالغ إن المسلم عنده في السنة ثلاثمئة وخمسة وستون يومَ عيد أم، لا ينقصه يوم، إذا كان مؤمناً صادقاً، هل يستطيع ألاّ يكرم والدته كل يوم؟ كل يوم، وفي أولاد صباحاً ومساءً يزورها ويحترمها ويلبي رغبتها ويقبل يدها هكذا.
كنت في بلد غربي امرأة تسكن إلى جوار من كنت في ضيافته، امرأة عمرها في الخامسة والستين، إن لم تقم وتستقل سيارة ساعةً ونصف صباحاً إلى مقر عملها وساعة ونصف مساءً، وأن تعمل في قطع تذاكر مكان للألعاب ثماني ساعات تموت من الجوع، وعندها أربعة أولاد في البلدة نفسها، أين أمهاتنا نحن؟ معززة مكرمة، حاجاتها عندها، تقبل يدها صباحاً ومساءً، فنحن عندنا ثلاثمئة وخمسة وستون يوم عيد أم، من شدة عقوق الوالدين أحدثوا هذا العيد، نحن لسنا بحاجة إلى هذا العيد.
مواقف تبين الفرق الكبير بين حياة الإنسان في الغرب وحياته في بلادنا الإسلامية :
حدثني أخ ذهب إلى ألمانيا ما وجد فندقاً في معرض مشهور، فاضطر أن يسكن في بيت عند امرأة، أقسم لي بالله أنه في كل حياته وعمره يزيد عن ستين سنة ما وقعت عينه على حديقة في بيت أجمل من حديقة هذا البيت الذي سكنه في ألمانيا، السبب أن الأم تجهد طوال العام في تزيين البيت، وإعداد الحلويات، وأطيب الطعام كي تقنع أولادها أن يزوروها في العام مرةً واحدة، قال لي: يوم كنت عندها اعتذروا عن الحضور بكت بكاءً كادت أن تموت، هذه الحديقة من أجل أن تغريهم بالزيارة، أين نحن؟ كل يوم عشاءً، ما رأيتك يا بني، البارحة كنت عندك، لا، يجب أن تأتي كل يوم من ثلاثمئة وخمسة وستين يوماً، بخل أولادها أن يزوروها مرة واحدة، قال لي: والله ذهبت إلى السوق، وأتيتها بهدايا فازداد بكاؤها.
عندنا قانون لا يعين الإنسان بوظيفة على أساس دكتوراه في سوريا إلا إذا كان يحمل شهادة ثانوية من سوريا، هذا القرار أبعد عنا أناساً خبراء كثيرين ذهبوا إلى بلاد الغرب قبل الشهادة الثانوية، مادام لا يحمل شهادة ثانوية مهما تكن شهادته عالية المستوى لا يعين، انتبهوا وأحدثوا شهادة اسمها ما يعادل الثانوية وأربع مواد؛ لغة عربية، تاريخ، جغرافيا، ومادة أخرى، فأنا كنت مكلفاً بتصحيح أوراق اللغة العربية على أربع سنوات، طرق بابي إنسان، الآن دققوا قال لي: أنا طبيب معي شهادة من كامبريدج، ولي عيادة، ودخلي فلكي، هكذا قال لي: سيارتي جاكوار، لكن أردت أن أعود إلى بلدي، فأرجو أن تساعدني في موضوع الامتحان الذي قدمته البارحة، قلت له: والله أنا لا أرسب أحداً، من قناعتي أنه ينبغي أن نسترجع أبناءنا المتفوقين، ما سبق أن رسبت طالباً، وهو فحص شكلي، ولكن قل لي: لماذا أردت أن تعود إلى بلدك؟ قال لي: أنا أسكن في بناء مؤلف من أربع طوابق في الطابق الرابع، وفي أيام الشتاء القارس في لندن، لندن باردة جداً في الشتاء، رجل يسكن في الطابق الأخير اكتشفنا قبل حين أنه ميت من ستة أشهر، وبسبب إحكام البيت، والبرد الشديد تأخرت رائحته التي لا تحتمل إلى هذا الوقت، اقتحموا عليه بيته وجدوه ميتاً، له أربعة أولاد في لندن، ما خطر لواحد منهم أن يزوره في هذه الأشهر الستة مرة واحدة، قال لي: رأيت مصيري هناك.
أنت في الشام أولادك لك، ابنك، الأب محترم، الأم محترمة، وقف إنسان على نهر السين شارداً، لي صديق ذهب بمهمة إلى فرنسا قال لي: أنا أتنزه وجدت شاباً في أول حياته شارداً، أحب أن يتدرب باللغة عن طريقه سأله بالفرنسي: أراك مهموماً، قال له: بمَ تفكر؟ قال له: في قتل والدي، قال له: لماذا؟ قال له: أحب فتاةً رائعة الجمال أخذها مني، وأصبحت عشيقته. نحن عندنا هكذا في الشام؟ ما عندنا، عندنا في الشام الأب همه الأول تزويج أولاده، ويمكن أن يبيع بيته ضمن المدينة ويشتري به أربعة بيوت خارج المدينة، ويسكن معهم خارج المدينة، هذا من وفائه لأولاده، من الصعب أن يكون هناك تمازج بين الطرف الأول وبين الطرف الآخر، أنا هذه قناعتي، لكن يكفي أن تعظمهم.
صور من الواقع تؤكد استحالة الانسجام مع الطرف الآخر :
أذكر هذا كثيراً أجمل مدينة في أمريكا بغرب أمريكا اسمها سان فرانسيسكو، بأي مكان الفيلا الكاملة بثلاثمئة ألف دولار، ثمنها تقسيطاً، في المدينة ثمن البيت خمسة ملايين، بيت مئة متر خمس ملايين من أجمل مدن العالم، خمسة وسبعين من سكانها شاذون جنسياً جنس مثلي، امرأة مع امرأة، 
ورجل مع رجل، كثير صعب التمازج، فلذلك أن تحتفل كاحتفالاتهم، وأن تعظمهم، وأن ترى أنهم أذكياء جداً، وأنهم متفوقون، وأنهم أصحاب حضارات، والله نحن أصحاب حضارات والله لا أبالغ، نحن حينما فتحنا القدس ما قتل إنسان واحد من الفرنجة، بل إن امرأةً ضاع ابنها وقف سيدنا صلاح الدين إلى أن عاد ابنها، أما هم عندما فتحو القدس ذبحوا سبعين ألف إنسان في يوم واحد، اسمعوا الأخبار يوجد ألف إنسان ميت في هذين اليومين في القصف، ولا علاقة لهم بأي موضوع، أرقام المقتولين بالقصف بعشرات الألوف. موت كعقاص الغنم، لا يدري القاتل لمَ يقتل، ولا المقتول فيما قتل، يوم يذوب قلب المؤمن في جوفه مما يرى ولا يستطيع أن يغير.
ماذا قال خطيب في ألمانيا قبل شهر؟ أول دولة أباحت الشذوذ بريطانيا، تبعتها هولندا، ثم تبعتها ألمانيا قبل عدة أشهر، فالشاذ إنسان محترم جداً، معه بطاقة، وله زوج شريك، وهذا الشريك مسجل في القيود، شيء طبيعي جداً، خطيب ندد بالشذوذ من على منبر رسول الله، النتيجة سحبت منه الجنسية الألمانية، وأجبر أن يدفع خمسة عشر ألف مارك هناك، أنا أنقل لكم صوراً من أجل أن تعتقد أنه مستحيل أن تنسجم معهم.
هذه بعض الأدلة القرآنية:
﴿ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾
نحن ماذا نفعل في أعيادنا؟ نهنئ بعضنا، ونطيع ربنا، ونكبر ربنا، هم ماذا يفعلون؟ يطفئون الأنوار في الساعة الثانية عشرة، وماذا مع إطفاء الأنوار؟ الله أعلم، في أعيادهم، عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ))
تخلى الله عن المؤمنين لأسباب وجيهة جداً :
والله دخلت إلى بيت صاحبه مسلم، عنده بار في البيت وهو لا يشرب الخمر تقليداً لهم، والله في بعض البلاد الإسلامية لا يحلو لهم إلا شرب عصير التفاح بقارورة تشبه قوارير الخمر، تماماً إذا ما أتيح له يشرب الخمر يشرب شيئاً مثل الخمر، عصير التفاح يوضع في عبوات تشبه زجاجات الخمر تماماً في شكلها، وفي لونها، أليس هذا اعتزازاً بهم؟ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْراً بِشِبْرٍ وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ ))
معقول مصمم أزياء يهودي في فرنسا يصمم أزياء تكشف عن كل مفاتن المرأة، والمسلمون يرضون عن زوجاتهم، وعن بناتهم أن يرتدوا هذه الأزياء، أهذا هو الإسلام؟ انظر ماذا في الطرقات؟!!
((لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْراً بِشِبْرٍ وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ))
أي الموضة، بنطال كاحت، يصنع القماش، ويصبغ القماش، ثم يكحت القماش، مرة يكون كاحت الجينز، إذا ليس كاحتاً مكان بياضه زائد، ومكان غامق يكون الإنسان متخلفاً. مرة له خيوط من تحت وإلا يكون متخلفاً، يجب أن يكون البطن ظاهراً، نساء البطن ظاهر هكذا الأزياء الحديثة، هذا دليل رقي.
أنا أقول لكم: إذا عجبتم من أن الله تخلى عن المؤمنين هناك أسباب وجيهة جداً، تخلى الله بها عنهم.
((لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْراً بِشِبْرٍ وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ))
علينا أن نشكر الله على أننا نعبده ولا نعبد سواه :
حديث آخر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي بِأَخْذِ الْقُرُونِ قَبْلَهَا شِبْراً بِشِبْرٍ وَذِرَاعاً بِذِرَاعٍ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَفَارِسَ وَالرُّومِ فَقَالَ وَمَنْ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ ))
يوجد أدلة تفصيلية قال تعالى:
﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً ﴾
نقل بعض العلماء والمفسرين: إن معنى لا يشهدون الزور أي لا يشهدون أعياد الكفار الطرف الآخر، مثلاً بالهند يموت الرجل ويحرق ينبغي أن تحرق امرأته معه، ما بها شيء، عندنا في الدين العظيم ترثه، ولها أن تتزوج من بعده، ولها ميراثها منه، ولها شأنها أما هناك ينبغي أن تحرق مع زوجها.
ينبغي أن يوضع روث البقر في غرف الضيوف، لأن هذا ما يخرج من الإله، يعبدون البقر من دون الله فإذا دخلت بقرة إلى محل فاكهة صاحب هذا المحل عنده عيد، مهما أكلت من أغلى أنواع الفاكهة هو في سرور ما بعده سرور، لأن الإله دخل إلى دكانه، وأكل من بضاعته.
والله أيها الأخوة، اشكروا الله على أنكم تعبدون الله، والله أطلعني أخ أعطاني مجلة وهي عندي عن أناس يعبدون الجرذان في الهند، الجرذان ومعبد فخم جداً، وفيه مئات الجرذان، كنت مرة في لوس أنجلوس أحد الأخوة الكرام والآن هو في الشام قال لي: لا بد أن آخذك إلى أحد معابدهم بعيد عن المدينة سبعين ميلاً، وصلت إلى هناك بناء تكلفته ستة ملايين دولار أي ما يعادل ثلاثمئة مليون ليرة، شيء لا يوصف، وسط غابة على مدخل المعبد وجدت كسارة جوز هند، لماذا هذه؟ قال: الآلهة يحبون جوز الهند، دخلنا إلى المعبد وجدنا صنماً من البرونز صدره ألماس برلنت، هذا أغلى شيء، مقدر صدره حوالي مليون دولار ألماس، ثلاثة أصنام، دخل رجلاً تبدو عليه ملامح الثقافة العالية انبطح أمام هذا الصنم ساجداً، وأنا مندهش لما أرى، ثم رأيت، وسألت: هذا جوز الهند من يأكله؟ قال: الآلهة يأكلونه في الليل، في الليل يأكلونه وليس في النهار، يأكلوه الكهنة، طبعاً خرافات بخرافات، ومثقفون، ويحملون الدكتوراه أحياناً.
أي نذر في معصية باطل :
إذا كانت عقيدة شخص صحيحة فليشكر الله عز وجل، والله يوجد بلد الذي قيل أنها أول بلد في العالم بالصناعة وهي اليابان، يعبدون ذكر الرجل، أحد أخوتنا الأكارم أقام هناك سنوات طويلة، واستطاع أن يدخل إلى معابدهم، يعبدون ذكر الرجل، أين نحن؟ نعبد الله، معنا دين عظيم، معنا وحي السماء، معنا منهج صحيح متكامل:
﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً ﴾
أي لا يشهدون أعياد الطرف الآخر. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
((كَانَ لِأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَانِ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ قَالَ: كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا وَقَدْ أَبْدَلَكُمْ اللَّهُ بِهِمَا خَيْراً مِنْهُمَا يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى))
حَدَّثَنِي ثَابِتُ بْنُ الضَّحَّاكِ قَالَ:
((نَذَرَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْحَرَ إِبِلاً بِبُوَانَةَ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ إِبِلاً بِبُوَانَةَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: هَلْ كَانَ فِيهَا عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوْفِ بِنَذْرِكَ فَإِنَّهُ لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ ))
نذر وهو مسلم أن يذبح ناقة في مكان، سأل النبي: في هذا المكان أيعبد غير الله؟ قال: لا، فيه عيد للطرف الآخر؟ قال: لا، قال: أوف نذرك فإنه لا وفاء لنذر في معصية، فإذا شخص نذر ألا يصلي ماذا يفعل؟ لا يصلي، يجب أن يصلي، أي نذر في معصية باطل، يقول الله عز وجل:
﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً ﴾
وروى البيهقي بإسناد صحيح في باب كراهية الدخول على المشركين يوم عيدهم والتشبه بهم يوم نيروزهم ومهرجانهم عن عطاء بن دينار عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لا تعلموا رطانة الأعاجم.
كلمة BYE هذه من رطانتهم، يوجد كلمات كثيرة الطبقة الراقية يستخدمونها، OK، قال له: يا بني تكلم بالعربي؟ قال له: OK ، شخص سأل شيخاً قال له يا سيدي: هل حرام تعلم اللغة الإنكليزية؟ قال له: NO.
علينا أن نعتز بديننا وبأعيادنا ونبتعد عن كل ما يضعف انتماءنا لهذا الدين :
محور هذا الدرس أنه قد أجمع جميع فقهاء المسلمين على تحريم التشبه بالكفار، وحضور أعيادهم، وذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك، من ذبح بطيخة في يوم عيدهم فكأنما ذبح خنزيراً، هذه بعض الأقوال.
أيها الأخوة، ما كنت في حاجة إلى مثل هذا الموضوع لولا أنني شاهدت المسلمين ومعهم الكتاب والسنة، ومعهم وحي السماء، ومعهم منهج نبيهم، ومعهم بطولات لا يعلمها إلا الله، لأن إقبالهم على الاحتفال بأعياد الطرف الآخر، ولو كانت بدعية عندهم، عيد الحب بدعي عندهم، والله يوجد قصص سمعتها عن هذا العيد لست متأكداً منها، لذلك لا أرويها لكن أنا في البحث عنها، غير معقول، لو قرأنا السنة والسيرة لوجدنا فيها ما يغني، ما يملأ كل مشاعرنا، وكل قلوبنا، وكل أفكارنا بقيم ومبادئ وآراء رائعة جداً.
أيها الأخوة الكرام، كل شيء يبعدك عن أن تكون في صميم الدين خطير في حياتك، وكل شيء يقربك من أن تكون في صميم هذا الدين نافع لك في حياتك، فأنت حينما تتوهم أن الدين خمسة بنود؛ صوم وصلاة وحج وزكاة وشهادتان أنت لا تفقه شيئاً، الدين أنا لا أبالغ خمسمئة ألف بند، فلك عيد، ولك قيم، ولك منهج، ولك دستور، ولك شرعة، ولك منهاج، ولك نظام، ولك شريعة، ولك حل لكل مشكلة يعانيها الناس، فلماذا نزهد في هذا الدين العظيم، ونتعلق بما يفعله الآخرون؟ مثلاً بالأعراس لا بد من أن يجلس العريس إلى جنب العروس أمام جمع غفير من النساء الكاسيات العاريات، من قال هذا؟ التقاليد التي تصادم منهج الإسلام تركل بالقدم، أن نصور هؤلاء النساء وهنّ كاسيات عاريات، ولهم أزواج، وأن يهدى الشريط من بيت إلى بيت، وأن يسأل من هذه؟ والله هذه جميلة جداً؟ هذه ابنة فلان، هذه زوجة فلان، هذا هو الدين، حدثني أخ يبدو ضعيفاً في بيته، ويوجد عرس لابنته، ويجب أن يصور تصويراً، بذل المستحيل، لم يستطع فجاء للمصورة قال لها: كم تريدين؟ قال له: ألفين، قال لها: هذه أربعة آلاف ولكن من دون فيلم، فرح الجماعة، التصوير قائم على قدم وساق، ثم اكتشف أنه لا يوجد فيلم في الآلة، كل شيء فيه مخالفة للدين ينبغي أن نبتعد عنه، وبقوة لا بضعف، لا برجاء، لا بليونة، المؤمن وقاف عند كتاب الله:
﴿ يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ﴾
أما حينما نتساهل، بالأعراس يوجد تساهل، بعقود القران يوجد تساهل، أي نسأل الله العافية، وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا الدرس عوناً لنا على أن نعتز بديننا، وبأعيادنا، وبتقاليدنا، وبأعرافنا، وبمنهجنا في الحياة، وأن نبتعد عن كل ما يضعف انتماءنا لهذا الدين، والحمد لله رب العالمين.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين. اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه و سلم.
