بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
العبادة علة وجودنا في الدنيا :
الآية التي طُلب مني أن أشرحها في هذا اللقاء الطيب :
﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99) ﴾
كلمة كلمة ، يوجد مصطلح دقيق معاصر : علة وجودك في مكانٍ ما ، أو سبب وجودك ، أو غاية وجودك ، الله عز وجل قال :
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ( 56 ) ﴾
آية صريحة ، واضحة ، قاطعة ، إذاً علة وجودنا في الدنيا العبادة ، للتقريب الله ضرب أمثلة قريبة : إذا إنسان ميسور أرسل ابنه إلى بلد غربي متفوق في فرع معين من فروع العلم لينال الدكتوراه ، المدينة العملاقة الكبيرة علة وجود هذا الابن الشاب في هذه المدينة الدراسة ، لكن هذا لا يمنع أن يأكل في مطعم ، أن يشتري كتاباً ، أو يجلس في حديقة ، أما سبب وجوده ، غاية وجوده ، علة وجوده فهي الدراسة ، أهم قضية في هذا اللقاء الطيب ، علة وجودنا في الدنيا العبادة .
كل شيء غير العبادة ينتهي بالموت ، أغنى الأغنياء مات ، أقوى الأقوياء مات ، إنسان حكم اليابان سبعين سنة مات ، ما دام العمل دنيوياً ينتهي بالموت ، الموت ينهي قوة القوي ، وضعف الضعيف ، ووسامة الوسم ، ودمامة الدميم ، وذكاء الذكي ، الموت ينهي كل شيء ، من بيت إلى قبر ، من محل تجاري درجة أولى إلى قبر ، من زوجة كما يتمنى إلى قبر ، من مكانة اجتماعية إلى قبر .
" عبدي رجعوا وتركوك ، وفي التراب دفنوك ، ولو بقوا معك ما نفعوك ، ولم يبقَ لك إلا أنا ، وأنا الحي الذي لا يموت " .
البطولة ، والذكاء ، والنجاح ، والفلاح أن تدخل مغادرة البيت إلى البيت ، وبالنعوات : وسيشيع إلى مأواه الأخير ، معنى هذا أن بيتك مهما يكون فخماً ، وواسعاً ، وفي أرقى حي ، وفيه جميع الأجهزة ، وعلى الباب ثلاث سيارات ، هذا مثوى مؤقت ، الذكاء أن تعد لهذا القبر .
الحقيقة ؛ الذكاء يقتضي أن تعيش المستقبل ، لو سألت ألف إنسان : ما عملك ؟ يقول لك مثلاً : مهندس ، أين درست ؟ بالقاهرة ، لا يوجد أحد يفكر بالمآل ، بالنهاية .
الفرق بين الفلاح والنجاح :
بالمناسبة ؛ يوجد كلمة ذكاء ، وكلمة فلاح ، الذكاء ؛ ممكن أن يكون الشخص ذكياً جداً ، يجمع مليارات ممليرة ، بيل غيتس يملك تسعين ملياراً ، أبل يملك سبعمئة مليار ، شخص حكم اليابان سبعين سنة ، أما البطولة فهي في الفلاح ، النجاح غير الفلاح ، النجاح أحادي ، الفلاح شمولي ، أن تنجح مع الله معرفة ، وطاعة ، وعبادة ، وإقبالاً ، واتصالاً ، وإحساناً للخلق ، أن تنجح في بيتك ، بيتك يا ترى فيه معاصي ؟ فيه اختلاط ؟ فيه شاشة مفتوحة غير منضبطة ؟ يوجد مئات المعاصي في البيوت ، فأن تنجح مع الله في نفسك ، وفي بيتك ، وفي عملك ، هذه دوائر تملك فيها القرار وأنت محاسب عنها ، والآية تقول :
﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً (147) ﴾
أي ما دام الإنسان شكر وآمن ، الله أوجده ، وكلفه ، فشكره على الوجود ، وشكره على العبادة ، فلذلك البطولة أن تعرف الحقيقة قبل فوات الأوان .
خيار الإنسان مع الإيمان خيار وقت فقط :
سؤال : من هو أكفر كفار الأرض ؟ بالقرآن ؛ فرعون ، الذي قال :
﴿ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) ﴾
ثم قال :
﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) ﴾
ماذا قال عندما أدركه الغرق ؟ قال :
﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) ﴾
هذا الإيمان واقع لا محال ، لكن البطولة أن يقع قبل فوات الأوان ، أما بعد فوات الأوان فليس له قيمة ، الدليل :
﴿ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158) ﴾
فأنت لك مليون خيار رفض في الحياة ، إلا مع الإيمان خيار وقت ، لك مليون خيار رفض ، البيت ما أعجبك لا تشتريه ، الفتاة يوجد أشياء سلبية بحياتها لا تتزوجها ، هذه الحرفة دخلها قليل ، دوامها طويل ، معك مليون خيار رفض إلا مع الإيمان معك خيار وقت ، إما أن تؤمن في الوقت المناسب ، أو لا بد من أن تؤمن بعد فوات الأوان :
﴿ لَا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً ﴾
أزمة أهل النار أزمة علم فقط :
إذاً العبادة علة وجودنا ، الله سربها لك ،
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾
أهل النار في النار ماذا يقولون ؟ كلمة دقيقة ، أيضاً الله سرب لنا ماذا يقولون .
﴿ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) ﴾
أزمة علم فقط ، أنه يوجد فطرة ، يوجد ثمانية مليارات إنسان بالأرض الآن ، فيهم واحد يحب الفقر ؟ واحد هل يوجد فيهم واحد يحب المرض ؟ القهر ؟ ولا واحد ، هل يوجد فيهم واحد لا يحب البيت الواسع ؟ هل يوجد واحد لا يتمنى زوجة تروق له ؟ أولاداً أبراراً ؟ بنات محتشمات ؟ حرفة راقية دوامها قليل ودخلها كبير ؟ الكل ، هل هناك من لا يحب أن يعيش مئة وثلاثين سنة ؟ شيخ أزهري عاش مئة وثلاثين سنة ، هذه مسلمات ثابتة ، لكن البطولة أن تعرف أن هناك يوماً آخر ، شيء مؤسف جداً أن اليوم الآخر لا يدخل بحساب أي جهة بالأرض ، بالدنيا فقط ، لكن هناك أبد ، ما الأبد ؟
للتقريب : واحد بالأرض وأصفار للشمس ، من الأرض للشمس مئة وستة وخمسون مليون كيلو متراً ، وكل ميلي صفر ، ما هذا الرقم ؟! هذا الرقم إذا نسب إلى اللانهاية صفر ، أي رقم اسأل أخواننا الرياضيين ، ليس الرياضة ، الرياضيات ، أي رقم إذا نسب للانهاية صفر ، أنت مخلوق للانهاية ، إلى أبد الآبدين ، لجنة عرضها السماوات والأرض :
(( عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : قال الله عز وجل : أعْدَدْتُ لعباديَ الصالحين ما لا عين رأتْ ، ولا أذن سمعتْ ، ولا خطَر على قلبِ بَشَرْ . ))
[ أخرجه البخاري ومسلم والترمذي ]
إذاً:
﴿ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ﴾
شخص راكب مركبته والطريق هكذا ، بنصف الطريق اكتشف أن المكبح تعطل، يقول : انتهينا ، هو لم ينته بعد ، يقول : انتهينا ، علم المصير :
﴿ كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴾
الدخل حرام ، الحرفة لا ترضي الله ، يوجد تزوير ، البضاعة من دولة متخلفة لكن طلب منهم لصاقة أجنبية ، كتبوا عليها : بضاعة ألمانية ، هذا خطأ كبير ، يظن الناس أن المعاصي هي الكبائر فقط ، يوجد مليون معصية تحجبك عن الله ، عندك بيت فيه جميع الأجهزة الكهربائية ، بلا استثناء ، لكن لا يوجد كهرباء ، لا قيمة لها إطلاقاً ، قطع بلاستيكية ، الآن دقق إن قطع التيار ميليمتراً أم متراً مثل بعضها ، بالمآل واحد ، جميع الأجهزة تعطلت ، فالصغائر ميليمتر والكبائر متر ، بالمآل واحد .
مثل أدق من هذا : راكب سيارتك ، والطريق أوتوستراد دولي ، ستون متراً ، على اليمين واد سحيق ، وعلى اليسار واد سحيق ، ما هي الصغيرة ؟ إذا حرفت المقود سنتمتراً واحداً وثبته ، بعد أربع دقائق تكون في الوادي ، ماذا قال النبي الكريم ؟ لا صغيرة مع الإصرار ، لو حرفته تسعين درجة وانتبهت فأرجعته ، ولا كبيرة مع الاستغفار ، مشكلتنا ، خذ شارعاً بالشام ، بعمان ، هنا في هذه البلاد ، خذ مئة بيت لا يوجد فيهم خمر ، لأننا مسلمون ، ولا زنا ، لكن يوجد صغائر ، الصغائر لما ثبتناها بحياتنا ، انقطع التيار ، أليس من الخطأ الكبير أن تخسر الجنة وما فيها من نعيم مقيم إلى أبد الآبدين بأشياء غير كبيرة ؟ فلذلك لابد من ضبط الدخل ، والإنفاق ، واللقاءات ، والسهرات ، والنزهات ، إذا ما انضبط هذا ، أي يعبر عنه بأخص خصوصيات الإنسان من العلاقات الأسرية ، إلى العلاقات الدولية ، هذا منهج إذا أنت آمنت بالآخرة .
الشيء اللطيف ؛ لم يرد ركنا الاعتقاد في القرآن إلا مع بعضهما بعضاً ، الإيمان بالله واليوم الآخر ، الإيمان بالله كي تعبده ، والإيمان باليوم الآخر كي لا تؤذي مخلوقاً .
أخواننا الكرام ؛ العبادة سر وجودنا ،
﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾
بقي اليقين ؛ عندي يقين حسي ، أدواته الحواس الخمس واستطالاتها ، هذه استطالة الآلة ، الحواس الخمس والميكروسكوب استطالة ، المجهر استطالة ، اليقين الحسي أدواته الحواس الخمس واستطالاتها التليسكوب ، والميكروسكوب ، هذا اليقين الحسي شيء ظهرت عينه وآثاره ، الآيباد ، ظهرت عينه وآثاره ، أداة اليقين به الحواس الخمس واستطالاتها ، هذا اليقين الحسي ، نحن ومع بعض الكائنات المتحركة سواء ، اليقين العقلي شيء غابت عينه ، بقيت آثاره ، أداة اليقين به العقل ، أمامك جدار وراء الجدار دخان ، عقلك يقول : لا دخان بلا نار ، شيء غابت عينه وبقيت آثاره ، الإيمان بالله هكذا ، كل ما في الكون آيات دالة على الله ، لكنك لا ترى الله أما كل ما في الكون من آيات كونية ، وتكوينية ، وقرآنية ، الآيات العلامات كل ما في الكون يدل على الله ، لكن إن أردت أن ترى أقل شيء يدلك على الله ، إن أردت ألا ترى أكبر شيء لا تنتفع به ، نقطة دقيقة جداً ، قضية طلب ، اختيار .
﴿ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً (19) ﴾
أنت حينما تريد كل شيء تستدل به على الله ، من نملة ، من أصغر المخلوقات إلى أكبر المخلوقات .
إذاً عندنا اليقين الحسي أداوته الحواس الخمس واستطالاتها كالميكروسكوب والتليسكوب ، اليقين العقلي لشيء غابت عينه بقيت آثاره ، أداة اليقين به العقل ، ما العقل ؟ أعقد آلة بالكون ، يوجد مبادئ ثلاث ، العقل لا يفهم شيئاً بلا سبب .
سافر كي يمضي إجازة ببلد آخر ، ألغى الكهرباء من بيته كلياً ، عندما رجع وجد المصابيح متألقة ، اضطرب ، لماذا اضطرب ؟ عقله لا يقبل أن هذه الإضاءة تمت وحدها ، هذا مبدأ السببية .
مبدأ الغائية ؛ أنا أذكر أنني وجدت قرص بلور ، هذا إذا وضعته بالحليب لا يفور ، قضية ممتازة ، تضعه ضمن الحليب وتغيب ، الحليب لا يفور ، لكن أنا لم أرتح أريد أن أفهم كيف ؟ الغاية ! له فتحة صغير الفقاعات تصدر خفيفة تثقب القشطة ، هذه الغاية ، لا تفهم شيئاً إلا بسبب ، لا تفهم شيئاً إلا بغاية .
ليس لك علاقة بالشحن إطلاقاً ، راكب سيارتك الصغيرة وراء شاحنة وجدت سلسلة متدلية بآخر السيارة تلامس الأرض ، ما هذه ! لماذا ؟ اسأل الخبراء ؟ لامتصاص الصاعقة إذا كان هناك صاعقة تفرغ بهذا الشريط .
فالعقل لا يفهم شيئاً بلا سبب ، ولا شيئاً بلا غاية ، ولا يقبل التناقض ، إذا شخص متهم بجريمة في مدينة ، وثبت للقاضي يقيناً أنه كان بمدينة أخرى تبعد عنا ثلاثة كيلو متر بالوقت نفسه ، يخرج براءة ، العقل مبدأ السببية ، والغائية ، وعدم التناقض .
إذاً علة وجودنا العبادة ، وغاية وجودنا السلامة والسعادة .
﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) ﴾
آية واضحة ، قاطعة ، قطعياً ، خلقنا ليرحمنا ، وكل كلام آخر لا تقبله ، أكثر المقولات للعوام تقترب من الكفر ، خلقنا للعذاب ، من قال لك ذلك ؟
﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾
، خلقنا ليرحمنا ،
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾
والعبادة بأدق تعريفاتها : طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية ، أساسها معرفة يقينية، تفضي إلى سعادة أبدية .
فنحن بين يقين حسي ، أدواته الحواس الخمس ، ويقين عقلي أدواته العقل ، وعندنا يقين ثالث لا يقل عن الأول والثاني ، اليقين الإخباري ، هذا اليقين الإخباري غابت عنك عينه وآثاره ، تؤمن بالخبر الصادق ، الله قال :
﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) ﴾
هل أحد منكم رأى هذه الحادثة ؟ هذا خبر من الله ، ينبغي أن تتلقى إخبار الله وكأنك تراه ، بين يقين حسي أداته الحواس الخمس ، يقين عقلي أداته العقل ، يقين إخباري قيمته من المخبر ، فإذا كان المخبر هو الله ينبغي أن تأخذه وكأنك تراه .
حفظ الله لكم إيمانكم ، وأهلكم ، وأولادكم ، وصحتكم ، ومالكم ، وبلدكم الطيب .