بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا عِلم لنا إلا ما علَّمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علِّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علَّمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتَّبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
حجم الإنسان عند ربه بحجم عمله الصالح :
الأخوة الكرام الذين دعوني لهذا اللقاء الطيب تمنَّوا عَليّ أن أعالج هذا الموضوع .
﴿ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7) ﴾
الآية التي تقترب من هذا العنوان :
﴿ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (17) ﴾
الحقيقة الدقيقة أن الإنسان خُلِقَ بحسب القرآن ليعمل صالحاً . الدليل ، في الدين لا يوجد رأي شخصي ، لولا الدليل لقال من شاء ما شاء . الإنسان إذا اقترب أجَلُه يقول :
﴿ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ(99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) ﴾
لا أحد يقول : لعَلِّي أتابع الطابق الخامس ، أو لعَلِّي أنال الدكتوراة ، معي ماجستير ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا ، إذاً بعد الإيمان بالله واليوم الآخِر عِلَّة وجودك العمل الصالح . للتقريب : إنسان ميسور أرسل ابنه إلى بلد بعيد لينال الدكتوراه في إدارة الأعمال ، لديه معمل ، هذا الشاب في هذا البلد البعيد وأكبر مدينة في هذا المكان عِلَّة وجوده ، سبب وجوده ، غاية وجوده الدراسة ، هذا لا يمنع أن يدخل إلى مطعم ليأكل ، أو يقتني كتاباً يقترب من اختصاصه، أو أن يجلس في حديقة ليتنزَّه . أما سبب وجوده ، غاية وجوده ، هدف وجوده العمل الصالح ، لذلك حجمك عند الله بحجم عملك الصالح .
من دون دليل لا تقبل شيئاً ، رَبِّ ارْجِعُونِ(99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا ، لا يذكر إلا هذه الكلمة ، العمل الصالح يصلُح للعَرْض على الله ، متى يصلُح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً ، دقق أحياناً يقول لك : يانصيب خيري ، العمل الصالح يصلُح للعَرْض على الله ، ومتى يصلُح ؟ إذا كان خالصاً ابتُغِيَ به وجه الله ، وصواباً وافق السَنَّة ، آية ، الشيء بالشيء يُذكَر :
﴿ وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88) ﴾
المعنى المألوف إلا الله ، أي عمل مهما كان عظيماً ينتهي عند الموت ، الذي يملك أكبر شركة بالعالم ، أكبر شركة طيران ، أكبر شركة غذائية ، جاء الموت انتهى كل شيء ، أما إِلَّا وَجْهَهُ ماذا تعني ؟ إلا عملاً ابتُغِيَ به وجه الله ، هذا معك إلى أبد الأبدين ، كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ .
الحَجْب عن الله عز وجل أكبر عقاب يُعاقَب به المؤمن المُقَصِّر :
تعلَّمنا بالجامعة أن تعال فعل أمر مبني على الفتح ، استثناء ، لكن خطر في بالي معنى تعال : يرتفع إلينا ، من العُلُو .
أخواننا الكرام ؛ بالأرض يوجد وحل ، وحل الأرض ، يوجد بالفكر شُبُهات ، وبالحركة شهوات ، أما السماء ففيها مبادئ وقيم وقُرُبات ، فرق كبير بين أن تركن إلى الأرض وبين أن تعلو إلى السماء .
فـلو شاهدت عيناك من حسننــــا الذي رأوه لما وليت عنــــــــــا لغـيرنـــا
ولو سمعت أذناك حسن خطابنا خلعت عنك ثياب العجب وجئتنـــــــــــا
ولو ذقت مـن طعم المحبـــة ذرة عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنـــــــــــا
ولو نسمت من قربنا لك نسمـة لمــــت غريباً واشتيـــــــــاقاً لقربنـــــــــــا
فما حبنا سهل وكل من ادعـــى سهولته قلنا له قــــــــــــد جهلتنـــــــــــــا
فأيسر ما في الحب للصب قتـله وأصعب من قتل الفتى يوم هجرنـــا
تعليق بسيط ، أكبر عقاب يُعاقَب به المؤمن المُقَصِّر الحَجْب عن الله عز وجل :
﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ﴾
يوجد لديك خط ساخن في الليل ، إذا كان ثُلُثُ الليل الأخير نزل ربكم إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله فيقول : هل من تائبٍ فأتوب عليه ؟ هل من مستغفرٍ فأغفر له ؟ هل من سائلٍ فأُعطيَه ؟ هل من طالب حاجةٍ فأقضيها له ؟ حتى ينفجر الفجر .
(( يَنْزِلُ رَبُّنا تَبارَكَ وتَعالَى كُلَّ لَيْلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنْيا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ، يقولُ : مَن يَدْعُونِي فأسْتَجِيبَ له ؟ مَن يَسْأَلُنِي فأُعْطِيَهُ ؟ مَن يَستَغْفِرُني فأغْفِرَ له ؟ ))
إذاً الله عز وجل خلقنا ليرحمنا ، يوجد نص يُلغي ألف وهم :
﴿ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) ﴾
وهذه النص لا يقبل أي اعتراض ، لا يقبل أي توجيه ، إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ، خلقنا ليرحمنا :
﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) ﴾
جنةٌ في الدنيا هي جنة القُرْب ، وجنة في الآخرة هي جنة الخُلْد ، إذاً سُمَّي العمل صالحاً كما قلت لأنه يصلُح للعَرْض على الله .
الأخلاق الإنسانية تقتضي عدم نسيان الفضل :
الشيء الدقيق ؛ تقتضي الأخلاق الإنسانية ؛ يوجد أخلاق إيمانية ، أخلاق إسلامية ، وأخلاق نفعيَّة ، أحياناً الإنسان يبني صداقة لمصلحة ويلغيها لمصلحة ، أما ما كان لله فهو المتصل ، لذلك تقتضي الأخلاق الإنسانية التي يَشِفُّ عنها الوحيان : الكتاب والسُّنَّة ، أي ما إن تمسَّكتم بهما فلن تضِلوا بعدي أبداً ، كتاب الله وسُنَّة رسوله ، تَشِفُّ الأخلاق الإسلامية التي يَشِفُّ عنها الوحيان الكتاب والسُّنَّة أنك إن فعلتَ معروفاً مع إنسان ينبغي أن تنساه ، أكمَل عمل ينبغي أن تنساه ، وإن فُعِلَ معك معروفٌ ينبغي ألا تنساه أبداً ، هذه هي الحقيقة ، إن فعلتَ شيئاً كأنك لم تفعله ، فُعِلَ معك عمل طيب ينبغي ألا تنساه ، الدليل :
﴿ وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ ۚ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۚ وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (237) ﴾
وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ، يُقابِله المَنّ .
الآن بما أن الإنسان فعل هذا لوجه الله ، الله يعلم وسوف يُكافئ ، ولكن افتراضاً لو عملتَ عملاً صالحاً جاءك الجواب التغى الاختيار ، قل للناس جميعهم : أعطني مئة وخذ ألفاً ، الطابور طوله مئة كيلو متر ، يجب أن يتأخر الجزاء الإيجابي عن العمل الصالح إلى حين ، التأخر إلى حين يؤكد الاختيار ، أي لمَّا يأتي الجزاء الإيجابي بعد حين أنت عملتَ عملاً صالحاً ، أنفقتَ من مالك لم يتغير شيء لديك ، وحينما يأتي العقاب عقب المعصية مباشرة التغى الاختيار ، ممكن أن يكون هناك معصية كبيرة قاس ضغطه والنتيجة 8/12 مثالي ، ونبضه 80 .
خمسة أوصاف في كتاب الله لمن شرد عن طريق الحق :
بالمناسبة الشيء بالشيء يُذكر ، قرآن كريم يصف الذين شردوا عن الله ، قرآن كريم قال :
﴿ أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ۖ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) ﴾
مَيِّت . كيف مَيِّت ؟ ضغطه مثالي ، نبضه مثالي ، عند الله مَيِّت ، إن لم تعرف الله ، إن لم تبحث عن سرّ وجودك ، عن غاية وجودك ، إن لم تسع إلى جنةٍ عرضها السماوات والأرض أنت عند الله مَيِّت ، والدليل آية قرآنية : أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ، يصِف الذين شردوا عن الله هم عند الناس أحياء ، عند الله أموات .
النص الثاني لا يقل عنه خطورة :
﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (4) ﴾
خشبة ، وصف القرآن .
﴿ أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) ﴾
﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) ﴾
كتاب في الفيزياء النووية ضعه على ظهر حمار وبعد ساعة اسأله عن المضمون ، يعطيك جواباً ؟! كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا .
أوصاف في كتاب الله لمن شرد عن الحق : أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ، خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ، إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ، كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا .
إذاً خيارك مع الدين خيار وجودي لا خيار تحسيني ، أنت حينما تعرف الله عرفت كل شيء .
(( ابن آدم اطلبنى تجدني , فإنْ وجدتني وجدتَ كل شيء , وإن فِتُّك فاتك كل شيء , وأنا أحبُّ إليك من كل شيء . ))
الآن ، حينما يتوهَّم الإنسان لثانية أنه مُجبَر انتهى الدين ، لو أن الله أجبر عباده على الطاعة لبَطل الثواب ، لو أجبرهم على المعصية لبَطل العقاب ، لو تركهم هَمَلاً لكان عجزاً في القُدرة ، إن الله أمر عباده تخييراً ، ونهاهم تحذيراً ، وكلَّف يسيراً ، ولم يُكَلِّف عسيراً ، وأعطى على القليل كثيراً ، و لم يُعصَ مغلوباً ، ولم يُطَع مُكرَهاً .
للتقريب ، أخذتَ عرض أكتاف إنسان فكانت سبعة وستين ونصف سنتمتراً ، عَمَّرنا جدارين ، الفراغ بينهما كان سبعة وستين ونصف سنتمتراً ، مشى بها ، قلنا له ، اذهب لليمين ، لا يستطيع ، التغى اليمين والتغى اليسار .
لو أن الله أجبر عباده على الطاعة لبَطل الثواب ، لو أجبرهم على المعصية لبَطل العقاب ، لو تركهم هَمَلاً لكان عجزاً في القدرة ، إن الله أمر عباده تخييراً ، ونهاهم تحذيراً ، وكلَّف يسيراً ، ولم يُكَلِّف عسيراً ، وأعطى على القليل كثيراً ، ولم يُعصَ مغلوباً ، ولم يُطَع مُكرَهاً ، هذا المنهج ، إذاً :
﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ۖ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29) ﴾
واضحة ؟
آية أخرى :
﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) ﴾
عندما تتوهَّم أنك أنت مُسَيَّر ، انظر أنت مُسَيَّر بأشياء لا تملكها ، هل اخترتَ أمك و أباك ؟ لا . هل اخترتَ مكان ولادتكَ ؟ لا . هل اخترتَ أنك ذكر أو انثى ؟ لا . أنت مُخَيَّر بما كُلِّفتَ ، بالذي لم تُكَلَّف به ، تكتشف بعد حين ليس في الإمكان أبدع مما كان ، عدَّلها الإمام الغزالي قال : ليس في إمكاني أبدع مما أعطاني .
الشيء الذي لم أختره ، لم تختر كونك ذكراً أو أنثى ، ولم تختر أمك أو أباك ، ولم تختر مكان ولادتك ، ولم تختر مستوى إدراكك أو إمكانياتك ، هذه لصالحك وليس في الإمكان أبدع مما كان ، لذلك :
﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92) ﴾
آيات تمنح الإنسان حافراً للإنفاق :
يوجد آيتان تمنحانا حافزاً للدَّفع عجيباً :
﴿ لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92) ﴾
أنت عندما تزور مريضاً وهو غال بالنسبة لك ، تأخذ له هدية ، وتضع بطاقة في داخلها ، لو أتاه خمس هدايا يقول : هذه من فلان . دقق بالآية : وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ .
الآن الله عز وجل يُعوُّض عليك بكل شيء أنفقته ، يكافئك بمكافآت بعيدة .
الآيتان أن الله يعلم ، وأن الله سيُكافِئ ، هاتان النقطتان الدقيقتان تعطيانك حافزاً للإنفاق بلا حدود ، يعلم وسيُكافئ .
﴿ قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39) ﴾
وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ، يعلم وسيُكافئ ، انتهى الأمر .
أما الجوانب التي لم يكن الإنسان فيها مُخَيَّراً - كما قلت لكم قبل قليل - هذه لصالحه ، يجب أن يقول : الحمد لله رب العالمين :
﴿ دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ ۚ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (10) ﴾
حفظ الله عز وجل لكم إيمانكم ، وأهلكم ، وأولادكم ، وصحتكم ، ومالكم ، بقي السادسة وهي أهم واحدة واستقرار بلادكم ، هذه نعمةٌ لا تُعرَف إلا إذا فُقِدَت .
و الحمد لله رب العالمين