- أحاديث رمضان
- /
- ٠07رمضان 1421 هـ - دراسات قرآنية
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
الدعاء هو العبادة :
أيها الأخوة الكرام؛ سيدنا زكريا عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام:
﴿قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً﴾
أي يا ربي ما دعوتك دعوة إلا واستجبت لي, وما شقيت إذا ادعوك, وهذا قانون, حينما تتجه إلى الله, وتسأله العفو والعافية, والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة, لن تشقى بهذا الدعاء, بل تسعد به, الدعاء أكبر جانب بالعبادة, الدعاء سلاح المؤمن؛ أنت بالدعاء أقوى الأقوياء, وأنت بالدعاء أغنى الأغنياء, وأنت بالدعاء أعلم العلماء, كل ما عند الله مرهون أن تدعوه.
من هو أعجز إنسان؟ هو الذي عجز عن أن يدعو الله, كل شيء بيده, كل الخير بيده , كل العطاء بيده، و لكن الناس أهملوا اليوم هذه العبادة, النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
((الدعاء هو العبادة))
الصلاة دعاء, لكن ما الذي يمنع الناس أن يدعوا ربهم؟ مخالفاتهم, تقصيرهم, شركهم, هذه كلها تحول بين العبد وبين أن يدعو الله عز وجل, أما حينما تكون كما يريد الله عز وجل, حينما تكون وفق منهج الله, تجد أن الطريق إلى الله سالك, خط مفتوح, أي يوجد به رنين, الهاتف من دون رنين ليس له قيمة إطلاقاً, يوجد خط مفتوح, هذا الخط المفتوح أنت به أقوى الأقوياء, وأحكم الحكماء, وأسعد السعداء.
((الدعاء هو العبادة))
((إن الله يحب من العبد أن يسأله شسع نعله إذا انقطع, أن يسأله ملح طعامه, أن يسأله كل شيء))
((من لا يدعني أغضب عليه))
((إن الله يحب الملحين في الدعاء))
﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً﴾
أي هل لك ساعة تناجي ربك فيها؟ سيدنا يونس في بطن الحوت, في ظلمة الليل, في ظلمة البحر, ما من مصيبة أشدّ من هذه المصيبة:
﴿فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾
قانون, قدم التزاماً, قدم تسامحاً, قدم أخلاقاً, هذه كلها موجبات الدعاء, والذي يُستجاب له عند الله من المكرمين, فلان مستجاب الدعوة, أي أنت بالدعاء أقوى إنسان.
الآن مهما كان عدوك قوياً, أنت أقوى منه, لأن الله معك, مهما كان عدوك غنياً, أنت أغنى منه لأن الله معك، إذا كان الله معك فمن عليك؟ وإذا كان عليك فمن معك؟
الأدب في الدعاء :
بعد ذلك:
﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً﴾
يمكن أن تدعو الله وأنت صامت, تقول له: يا رب ليس لي سواك, يا رب أنقذني, يا رب أعطني, يا رب وفقني, يا رب ارزقني رزقاً حلالاً, يا رب اهدني واهد بي, يا رب احفظني, يا رب قوّني على أعدائي, يا رب ألهمني الصواب, ممكن وأنت صامت, وشفتاك مطبقتان, وأن تدعو الله, وأن يستجيب لك, الدعاء يقوي العقيدة, حينما ترى الله قد استجاب لك تقوى عقيدتك, أن الله بيده كل شيء. أدق نقطة:
﴿إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيّاً﴾
ليس هناك حاجة إلى أن ترفع الصوت, وأن تتفاصح في الدعاء, وأن تأتي بالسجع, لا, لا, ادعه بأية لغة, العبرة أن تفتتح خطاً معه, أن تناجيه, أن تسأله من خير الدنيا والآخرة, لا تستطيع أن تسأله إلا إذا كنت كما يريد في طاعته، والإخلاص له, هذه قضية في الدعاء, القرآن يعلمنا الأدب.
ممكن أن تحاور إنساناً لكن حينما تستخدم كلمة قاسية مثل أنت لا تفهم, هذه كلمة قاسية جداً, قال:
﴿يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً﴾
أرأيت إلى هذا الأدب الجم:
((ما هذا الأدب يا رسول الله؟ قال: أدبني ربي فأحسن تأديبي))
أي الحوار يحتاج إلى أدب, يحتاج إلى تواضع, فلفتت نظري هذه الآية:
﴿يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً﴾
الأوقات المخصوصة للدعاء :
العلماء استنبطوا من قوله تعالى:
﴿قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي﴾
أي الاستغفار, الدعاء له أوقات مخصوصة, مثلاً قبل الفجر:
(( إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ ))
والله لا يوجد مؤمن طبق هذا الحديث وخاب ظنه, إلا وأكرمه الله, وسعد بدعائه, قبل الفجر صلّ ركعتين، صلّهما بإنابة, وفي السجود اسأل الله الشيء الذي أنت بحاجة إليه.
الفرق بين الرعيل الأول و الناس المعاصرين :
ثم يقول الله عز وجل:
﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً﴾
هؤلاء الرعيل الأول، المهتدون, أتباع الأنبياء, الطقم الثاني المعاصر:
﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً﴾
ولقد لقي المسلمون ذلك الغي, أنعم الله على النبيين, وعلى أتباعهم, وعلى من أحبهم, وعلى من اتبع منهجهم, وعلى من اهتدى بهديهم, وهؤلاء الذين تركوا الصلاة:
﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُواً﴾
بعضهم قال: أضاعوا, ليس معناها تركوا, ولكن فرغوها من مضمونها, أدوها أداء شكلياً, لأنهم عصوا ربهم, أصبحت صلاتهم شكلية, لأنهم اتبعوا الشهوات:
﴿فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً﴾
بعضهم قال: اتبعوا الشهوات فأضاعوا الصلاة, وبعضهم قال: أضاعوا الصلاة فاتبعوا الشهوات, والأصح أن كلا المعنيين صحيح, تارة تكون الشهوة قاطعة عن الله, وتارة يكون الانقطاع عن الله مثيراً للشهوة, وهكذا.
العلاقة بين المؤمنين أساسها الودّ :
﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً﴾
ودّ, أي ما قولك أن تكون لك مودة مع الله؟ أن تستغني بهذه المودة عن مودة الخلق؟ هكذا قال عليه الصلاة والسلام:
(( لو كنتُ متخذاً من أُمَّتي خليلاً لاتَّخذتُ أبا بكر، ولكن أخي وصاحبي ))
أما الخليل فهو الله, المؤمن له مع الله حالة ود؛ ودّ, وحبّ, ووفاء, ورجاء, وخوف, و ميل.
بعض العلماء فسر هذه الآية أن الذين آمنوا وعملوا الصالحات مكافأة لهم على إيمانهم يجعل الله الود فيما بينهم، والمعنى الثاني رائع جداً, أي علامة إيمانك وإيماني أنني أحبك وتحبني, وعلامة انحراف أحد الطرفين أنني أبغضك وتبغضني, لا يمكن أن تقوم علاقة بين مؤمنين إلا أساسها الود, ولا يمكن أن تقوم علاقة بين منافقين إلا أساسها العداوة والبغضاء, لأنه:
﴿فَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾
العداوة والبغضاء بسبب ترك طاعة الله, هذا قانون.
الإنسان مخلوق لعبادة الله و الاتصال به :
سيدنا موسى -عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام- حينما أراد أن يأتي لأهله بقبس من نار, وناداه ربه, هذه الآية لها وقع خاص:
﴿فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى* إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى* وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا﴾
لا يوجد غيره, أنت ترى بعينك, وتسمع بأذنك, آلاف الآلهة كلها مزورة, كلها لا تملك شيئاً, ولا نفعاً, ولا ضراً, بل إن النبيعليه الصلاة والسلام, وهو سيد الخلق, وحبيب الحق, يقول :قل لا أملك لكم نفعاً ولا ضراً.
هناك آية أبلغ:
﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلَا ضَرّاً﴾
﴿وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ﴾
قال:
﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي﴾
أنت مخلوق كي تعبده, وكي تتصل به.
الحكمة من إخفاء الساعة :
ثم يقول تعالى:
﴿إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ﴾
أي كل شيء وعد الله به يجب أن تأخذه وكأنه وقع, كما قال الله في مطلع إحدى السور:
﴿أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ﴾
وكل شيء أخبرك الله به ينبغي أن تأخذه وكأنك تراه:
﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ﴾
هل هناك شخص منكم رأى هذه الحالة؟ الله قال:
﴿أَلَمْ تَرَ﴾
أي ينبغي أن تأخذ خبر الله وكأنك تراه, وينبغي أن تأخذ وعد الله ووعيده وكأنهما وقعا, هكذا, هذا إيمانك،
﴿إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا﴾
معنى أكاد أخفيها, أحياناً يتراءى لك الأمر بيد فلان, يفعل ما يريد, يبطش, يعطي, يرفع, يخفض, وكأن الله لا يتدخل, هذه معنى أكاد أخفيها, هذا امتحان كبير, امتحان لنا:
﴿إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى* فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى﴾
الإنسان إما أن يتبع الهوى أو يتبع منهج الله عز وجل :
إذاً: هناك من يصدك عن سبيل الله, علامة أنه يصدك عن سبيل الله, أو سبب صده عن سبيل الله أنه يتبع الهوى؛ إما أن تتبع منهج الله, وإما أن تتبع الهوى, ولا يوجد حالة ثالثة أبداً،
﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ﴾
إن استجابوا لك استجابوا لك, وإن لم يستجيبوا لك:
﴿فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ﴾
﴿اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي* اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾
من فرعون؟ فرعون الذي قتل أبناء بني إسرائيل, واستحيا نساءهم, فرعون الذي قال:
﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾
فرعون الذي قال:
﴿مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي﴾
هذا فرعون نفسه.
اللين في الدعاء :
و يقول الله عز وجل:
﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى* فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً﴾
بعض الصالحين في دعائه قال: " يا رب إذا كانت رحمتك بمن قال: أنا ربكم الأعلى, فكيف رحمتك بمن قال: سبحان ربي الله؟ "
﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾
فكيف الذي يقول في السجود: سبحان ربي الأعلى, قال: يا رب إذا كان رحمتك بمن قال: ما علمت لكم من إله غيري, فكيف رحمتك بمن قال: لا اله إلا الله؟
يُروى أن شخصاً كان يعظ أميراً, قال له: سأعظك وأُغلظ عليك, فالأمير كان أفهم من الواعظ, قال له: ولم الغلظة يا أخي؟ لقد أرسل الله من هو خير منك إلى من هو شر مني, أرسل موسى إلى فرعون, فقال له: فقولا له قولاً ليناً, فأنت مخالف.
الآن: نبينا محمد سيد الخلق, حبيب الحق, سيد الأنبياء, سيد المرسلين, سيد ولد آدم, معه وحي, معه معجزات, فصيح, جميل الصورة, حكيم, لطيف, رحيم, أي قمة في الكمال. قال له الله تعالى:
﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً﴾
أنت على أنك رسول, ونبي, ومعصوم, ومعك معجزات, ومعك مؤيدات, وأوحي إليك, وفصيح, ولطيف, ورحيم, لو أنك فظ، غليظ القلب, لانفضوا من حولك.
حسناً: إذا كان الشخص ليس نبياً, ولا رسولاً, ولا يوجد معه معجزات, ولا معه وحي, وكان غليظاً, لماذا الغلاظة؟ ليس لها معنى إطلاقاً, هذا منهج النبي:
((من أمر بمعروف فليكن أمره بمعروف))
﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾
﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى* قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى* قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾
الله معنا, لا تخف, الأمر بيده, والمصير إليه.
عمل الإنسان يكرمه أو يهينه يوم القيامة :
يوجد آية في سورة مريم مؤثرة جداً، أحياناً الإنسان يكون حوله جماعة, حوله أخوان، قوي, له أتباع, يتحرك حركة, الكل يأتمر بأمره. الله قال:
﴿وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً﴾
لا يوجد معك أحد, معك عملك فقط؛ فإما أن تنجو به, وإما أن تهلك به, عملك يكرِّمك أو يهينك:
﴿وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً﴾
فكل من حولك أقرباء, أتباع, هؤلاء الذين يعتزون بمن حولهم, هؤلاء جميعاً سوف يتخلون عنهم يوم القيامة.