- محاضرات خارجية / ٠06 لقاء مع الشيخ الشعرواي - مصر
- /
- ٠1اللقاء الأول مع الشعراوي
فائدة التوجيه الشفهي والتوجيه الكتابي :
سيدي ... أيهما أشدُّ نفعاً وأطول أمداً أن ينكَبَّ الداعية على تأليف الكتب أم على توجيه الناس ؟
العملية تخضع لوجود المجال ، فالفاعل شيء ، والقابل شيء آخر ، والناس لا تُفرِّق بين الفاعل وبين القابل ، فأنا حينما أؤلِّف كتباً ، هذه الكتب لن يقرأها إلا المتعلم ، وغيرُ المتعلم إن لم يتوافر له من يعلمه بلغة الخطاب سيضيع ، لذلك أعتمد لغة الخطاب ، الأولى لغة التفاهم .. لغة اللسان .. لكن عيب لغة اللسان هو أنني حينما أريد أن أستذكر ما قيل لا ينفعني في هذا إلا الكتاب .
وللكتاب ميزة أخرى .. وهي أنني حرٌّ في أن أقرأه في الوقت الذي أريد ، بينما المتكلم يقيدني بالوقت الذي يريده هو ، فالحرية له وليست لي ، والحقيقة أننا بحاجة إلى المتكلم وإلى الكتاب معاً ، وكلاهما لازِمان ومتكاملان ، لكن هناك مرحلة لا بد فيها من لغة الخطاب ، وهي مرحلة الطفولة ، وهي أخطر مراحل الإنسان ، فالطفل حينما تتكوَّن لديه حاسة الإدراك ، وبمجرَّد ما تأخذ وظيفتها تبدأ عنده مرحلة التعلم ، فالمعلم يعطيه عن طريق لغة الخطاب شيئاً فشيئاً ، وليس من المعقول أن ننتظر حتى يقرأ ..، عندها تتكون للطفل ذاتية مشوَّهة يصعب لَيُّها وتغييرها ، فلابد من استخدام لغة الخطاب الأولى مع الأطفال ، وغير المتعلِّمين .