- أحاديث رمضان
- /
- ٠13رمضان 1427هـ - صلاح الأمة
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الكرام ، مع درس جديد من دروس صلاح الأمة في علو الهمة.
من علامات علو الهمة:
1 ـ التمسك بسنة رسول الله في زمن الغربة:
المؤمن الصادق ، ولا سيما في آخر الزمان متمسك أشد التمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، وقد قال الله عز وجل:
﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ﴾
فاتباع النبي عليه الصلاة والسلام في منهجه التفصيلي من علامات علو الهمة ، وبعلو الهمة تصلح الأمة ، لذلك أول خصيصة لهذا المتمسك المتبع للسنة الشعور بالغربة ، لذلك المؤمنون في أهل الإسلام غرباء ، يقول لك: بلد إسلامي ، يصلون في جوامع ، فالمؤمن المتمسك بمنهج الله في أهل الإسلام يشعر بالغربة ، وأهل العلم في المؤمنين غرباء ، وأهل السنة في المؤمنين غرباء ، لذلك:
(( بدأ الدين غريباً ، وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء ))
حينما تشعر بنوع من الغربة فأنت عالي الهمة ، وحينما تشعر أنك مع الناس ، والناس كلهم خير وبركة ، ولا مشكلة ، والكل طيبون ، والكل آدميون ، وهم غارقون في المعاصي والآثام ، هذا مؤشر خطير جداً ، تجلس في جلسة فيها مزاح رخيص ، وتعليق خبيث ، وموضوعات ساخنة ، وموضوعات حميمة ، ووصف لبعض مفاتن النساء ، والكل أصحاب دين ، ويحبون الله ، ومن رواد المساجد ، حينما تشعر أنك في مجتمع غريب تشعر بالغربة فهذا من علو الهمة ، لأن الله عز وجل يقول:
﴿وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾
من خصائص الغربة:
1 – الغربة تكون في مكان دون مكان:
هذه الغربة أيها الإخوة تكون في مكان دون مكان ، يمكن أن تذهب إلى عرس ، النساء شبه عاريات ، ويمكن أن تذهب إلى مسجد فيه راحة كبيرة جداً ، مكان دون مكان ، لذلك عالي الهمة يلزم الأمكنة التي يرتاح بها ، يمكن أن تذهب إلى نزهة ، إلى مكان عام غناء وغمز ولمز وإطلاق بصر ونساء فاتنات ، يمكن أن تذهب أنت وأهلك إلى مكان جميل لكن ما فيه اختلاط ، إذاً بمكان دون مكان.
2 – الغربة تكون في زمان دون زمان:
وبوقت دون وقت ، هناك أماكن جميلة ، لكن في الصيف ليس لك مكان فيها إطلاقاً ، لكن في وقت آخر لك مكان في هذه الأمكنة ، أنت مؤمن متميز ، فلذلك إذا كنت مع الناس في كل شؤونهم ، في أماكنهم ، في أماكن نزهاتهم ، ولم تشعر بالغربة ، مع أن المعاصي والآثام كثيرة جداً فهذه مشكلة.
من خصائص أهل الغربة:
1 – أهل الغربة أهل الله حقاً:
أهل الغربة أهل الله حقاً ، هذه الغربة لا وحشة على صاحبها ، بل هو أشد الناس أنساً بالله عز وجل ، والاستئناس بالناس من علامات الإفلاس.
1 – المؤمن غريب لكنه اجتماعي لبِق:
أريد أن أؤكد لكم أن المؤمن غريب ، هو اجتماعي لبق لطيف ، وظله خفيف ، ومرن ، ويألف ، ويؤلف ، لكن عنده مبادئ ، عنده منهيات ، عنده خطوط حمر ، علامة المؤمن أن في حياته خطوطا حمراء ، هذه في حرام.
الآن حينما تتمسك بالسنة يمكن أن تفقه حكمتها ، ويمكن ألا تفقه ، لكن بداعي إيمانك الشديد تتمسك بالسنة ، فهمت حكمتها أم لم تفهم ، لأن بعض العلماء قالوا: علة الأمر الإلهي إنْ في القرآن ، وإنْ في السنة أنه أمر ، لذلك لما ذهب عالم من علماء الشام إلى بلاد بعيدة ، والتقى بإنسان هداه الله إلى الإسلام من تلك البلاد ، ودار الحديث حول لحم الخنزير ، وبدأ العالم الدمشقي يشرح ، ويشرح ، ويشرح عن مضار لحم الخنزير ، فكان ذلك العالم أشد فقهاً من هذا العالم الأول ، قال له: كان يكفيك أن تقول لي: إن الله حرمه ، إله يحرم شيئًا ، فهمت الحكمة أم لم أفهم ، لأنك مع طبيب يحمل شهادة عليا ، ولك ثقة بعلمه ، يقول لك: دع الملح ، لا تفكر في حكمة هذا النهي ، هو قال لي ، مثلاً ، يقول لك طبيب آخر: يجب أن تبيع بيتك في الطابق الرابع ، وأن تسكن في طابق أرضي ، لا تحاوره إطلاقاً ، فكيف مع الواحد الديان ؟!
لذلك الإمام يقول الغزالي: " يا نفس ، لو أن طبيباً منعك من أكلة تحبينها لا شك أنك تمتنعين ، أيكون الطبيب أصدق عندك من الله ؟ إذاً: ما أكفركِ ، أيكون وعيد الطبيب أشد عندك من وعيد الله ؟ إذاً: ما أجهلكِ ".
كفر دون كفر:
إنّ أيّ إنسان يعصي الله ، والأمر واضح ، والنهي واضح ، مدموغ بالكفر ، هذا كفر دون كفر ، هناك كفر يخرج من الملة ، وهناك كفر دون كفر ، دليله ، قال تعالى:
﴿ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ﴾
بنص هذه الآية هو كافر ، كافر بالتفاصيل ، كافر بمفردات المنهج ، مؤمن بوجود الله ، فهذا كفر ، لكن دون كفر.
النتفاع بالشيء أحد فروع العلم به:
لذلك أيها الإخوة ، قال العلماء: " الانتفاع بالشيء ليس أحد فروع العلم به " كيف ؟
اقتنيت مكيفاً ، وأنت إنسان مثقف ، معك دكتوراه بالتكييف ، لك عمل في البلد كبير جداً في التكييف ، اقتنيت مكيفاً ، وفتحته ، فجاءك الهواء البارد ، أنت أعلم مَن حولك بخصائص هذا الجهاز ، وآلية عمله ، وعلى أي مبدأ بني ، وكيف يأتي الهواء البارد ، ويأتي إنسان لا يقرأ ولا يكتب ، يقتني جهاز تكييف ، ويفتحه ، ويأتيه الهواء البارد ، فعظمة هذا الشرع أن أي إنسان طبقه قطف ثماره عن علم ، أو عن غير علم ، فهم حكمته ، أو لم يفهم ، أدرك المقاصد البعيدة ، أو لم يدركها.
عليك بخاصة نفسك ،ودع العوام:
1 – انتشار الشح والهوى والعجب:
أيها الإخوة.
مُروا بالمعروف ، وانهوا عن المنكر ، حتى إذا رأيتم شحاً مطاعاً ـ المادية المقيتة ، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل ـ وهوىً متبعاً ـ يميل الناس إلى المتع الرخيصة المباحة ، أما الآن فالناس يميلون إلى المتع الرخيصة المحرمة.
(( حَتَّى إِذَا رَأَيْتَ شُحًّا مُطَاعًا ، وَهَوًى مُتَّبَعًا ، وَدُنْيَا مُؤْثَرَةً ، وَإِعْجَابَ كُلِّ ذِي رَأْيٍ بِرَأْيِهِ ، فَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ ، وَدَعْ الْعَوَامَّ ))
بمعنى انجُ بنفسك ، أحياناً الفتن تنتشر ، والانحرافات تصبح هي الأصل.
2 – تبدُّل القيم:
قال عليه الصلاة والسلام:
((كيف بكم إذا لم تأمروا بالمعروف ، ولم تنهوا عن المنكر ؟ قالوا: أو كائن ذلك يا رسول الله ؟ قال: وأشد منه سيكون ـ عجبوا ـ قالوا وما أشد منه ؟ قال كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف ، قالوا أو كائن ذلك يا رسول الله ؟ قال وأشد منه سيكون ، قالوا وما أشد منه ؟ قال كيف بكم إذا أصبح المعروف منكراً والمنكر معروفاً ))
هذه حالة خطيرة جداً ، تبدل القيم ، انعكاس القيم.
1 – ما المقصود بخاصة النفس ؟
أيها الإخوة ، عليك بخاصة نفسك ، أهلك ، وإخوانك ، وأصدقاءك ، وجيرانك المؤمنين ، وزملاءك في العلم ، هي واسعة ، مَن تثق به ، من كان على شاكلتك ، من كان يحب الله ، من كان يطيع الله عز وجل ، عليك بهؤلاء ، ودع عنك أمر العامة ، أنت لا تستطيع أن تنهى امرأة متفلتة في الطريق عن تفلتها ، لا تستطيع أن تقول كلمة ، هكذا طبيعة الحياة الآن.
بشرى نبوية صادقة:
أيها الإخوة ، لكن كبشارة:
(( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة ))
هذه الفئة ، ولو أنها صغيرة ، لكنها حجة ، والبطولة ألا ينفرد الباطل في الساحة ، لو أن هناك مجتمعا صغيرا ، جامع صغيرا ، فيه التزام ، فيه تطبيق ، فيه ورع ، فيه محبة ، فيه تماسك ، فيه تعاون ، فيه تضامن ، فيه إيثار لله عز وجل ، فهذه البقعة الضوئية الصغيرة تنمو ، وتنمو ، وتنمو ، لكن الخطر كل الخطر أن ينفرد الباطل في الساحة هذا أخطر شيء ، أما بأي بلد إسلامي ، والحمد لله هناك أماكن جيدة ، ودعوة خالصة ، وعلماء ورعون ، ودعوة صادقة ، فما دام هناك بؤرة ضوئية متألقة فنحن بخير ، لأن كل إنسان يبحث عن مقصده.
مرة ذهب إنسان إلى بلد مشهور بالتفلت ، قال لي: والله ما رأيت شيئاً ، وهو قصده أهل العلم ، قصده مدارس العلم ، المساجد ، إخوانه المؤمنين ، قال: والله ما رأيت شيئاً ، يذهب إنسان آخر إلى بلد يرى كل شيء منحرف ، أنت وقصدك من هذه الزيارة .
قصة ومعتبر:
ثمة قصة أرويها كثيراً ، لكن مناسبتها هنا أن مشكلتنا الأولى أننا نبيع ديننا كله بعرض من الدنيا قليل ، الرجل يمسي مؤمناً ، ويصبح كافراً ، ويصبح مؤمناً ، ويمسي كافراً ، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل:
هذا إمام مسجد في لندن ، نقل إلى بلدة في ظاهر لندن ، فاضطر أن يركب مركبة كل يوم ليؤدي الصلوات هناك ، أعطى السائق قطعة نقد كبيرة ، ردّ له السائق البقية ، عدها فإذا هي تزيد عشرين سنتاً على ا يستحق ، لأنه إمام مسجد ، ويخاف من الله ، قال: ينبغي أن أعيد المبلغ إلى السائق ، قال له الشيطان: هذه شركة عملاقة ، ودخلها فلكي ، وأنت إنسان فقير ، والمبلغ زهيد ، لا يقدم ولا يؤخر ، وأنت في أمسّ الحاجة إليه ، هو هبة من الله لك ، دون أن يشعر مدّ يده إلى جيبه ، وأعطى السائق العشرين سنتاً ، فابتسم السائق ، قال له: ألست أنت إمام هذا المسجد ؟ قال له: بلى ، قال: حدثت نفسي قبل يومين أن آتيك في المسجد لأتعبد الله عندك السائق ولكنني أردت أن أمتحنك قبل أن آتي إليك ، فأدرك هذا الإمام عظم الجريمة التي كاد يقترفها لو أبقى المبلغ في جيبه ، فأغشي عليه ، فلما صحا من غفوته قال: يا رب كدت أبيع الإسلام كله بعشرين بنساً.
كيف تكون تصرفات المسلمين سبب عداء الغرب لهم:
1 – المسلمون يبيعون دينهم بعرض من الدنيا قليل:
إنّ سبب تخلفنا ، وسبب كراهية العالم للمسلمين ، وسبب الحرب الشعواء ، وسبب الحرب العالمية الثالثة المعلنة على الإسلام المسلمون ، لأنهم باعوا دينهم بعرض من الدنيا قليل.
1 – الغرب يفهم الإسلام من تصرفات المسلمين لا من مرجعيته:
أنا أقول دائماً: العالم الغربي لا يفهم الدين من مرجعياته ، لا يمكن أن يفهم إنسان غربي الإسلام من كتاب فتح الباري في شرح صحيح البخاري ، ولا من تفسير القرطبي ، لا يفهم الإسلام إلا من المسلم الذي أمامه فقط ، فإذا كان هذا المسلم الذي أمامه غير مطبق لكتاب الله ضعف الإسلام في نظر هذا.
مثال من الواقع الغرب في فهم الإسلام:
ذهب شاب إلى بلاد بعيدة ، وأحب فتاة حباً جما ، لكن ليست مسلمة ، فلما عرض على أبيه الزواج منها أقام عليه النكير ، وكاد يتبرأ منه ، ويحرمه من الميراث ، فلما اقترح عليه بعد حين أنها لو أسلمت أيوافق ؟ قال له: أوافق ، هذا اشترى لها كتباً عديدة باللغة الإنكليزية ، وقال لها: إن أسلمت أتزوجك ، شرط الزواج بك إسلامك ، أخذت هذه الكتب ، وقرأتها بعيدة عنه ، طلبت إجازة أربعة أشهر ، لا تلتقي به أبداً حتى لا يكون عليها ضغط ، وقرأت هذه الكتب بهدوء وعناية ، وقد مرت هذه الأشهر على الشاب أربعين سنة ، هكذا من شدة تعلقه بها ، فلما انتهت المدة ، والتقى بها نطقت كلمة اختل توازنه ، قالت له: لقد أسلمت ، ولكنني لن أتزوجك ، لأنك بحسب ما قرأت لست مسلماً.
هذا الواقع ، نصلي بجوامع ، الإسلام بعملك ، الإسلام بكسب مالك ، الإسلام بإنفاق مالك بطريقة احتفالك ، بأفراحك ، بأتراحك ، الإسلام بتنفيذ دقائق الشرع ، إن الإنسان ليعبد الله ستين عاماً ، ثم يضر في الوصية ، فتجب له النار.
أسر عريقة ، وأسر يقال عنها: تقية ، يحرمون البنات ، يعطون الذكور فقط بطريقة أو بأخرى ، البنات يجبرن على توكيل أخيهم الأكبر ، والأخ الأكبر يأخذ كل ثروة الأب ، والله آلاف القصص البنات يحرمن من حقهم في الميراث ، إسلام في الجوامع ، وفي الصلاة ، لكن المنهج التفصيلي غير مطبق ، بكسب المال ، بإنفاق المال ، بتوزيع الإرث ، فلذلك أيها الإخوة ، حينما يبقى الإسلام شكلاً وإطاراً ، وحينما يصبح الإسلام تقاليد وعادات وفلكلورا عندئذ تكون الطامة الكبرى.
يقول بعض العلماء ، وهو ابن القيم رحمه الله: " رأس الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كمال التسليم له ، والانقياد لأمره ، وتلقي خبره بالقبول والتصديق ، دون أن يحمله على باطل يقترفه ".
لما قال الله عز وجل:
﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾
قالوا: " القلب السليم هو القلب الذي سلم من شهوة لا ترضي الله ، وسلم من تصديق خبر يتناقض مع وحي الله ، وسلم من عبادة غير الله ، وسلم من تحكيم شرع غير شرع الله ، هذا القلب السليم ".
هل عندك إمكان أنك إذا قرأت مقالة علمية في مجلة مرموقة تخالف آية قرآنية أن تركل الموضوع كله بقدمك ؟ هذا الإيمان ، هل عندك قوة أن النظام الاقتصادي في العالم كله نظام ربوي ، وأنت تعتز بنظام اقتصادي ما فيه ربا إطلاقاً ، هذه البطولة ، أما علاقاتنا المالية فعلاقات ربوية ، مناسباتنا الاجتماعية مناسبات غربية متفلتة ، الآن بدأ يظهر في المجتمعات الإسلامية أعراس مختلطة ، نساء كاسيات عاريات ، ورجال ، في البطاقة: والطيبون للطيبات ، فهذا التفلت مع المحافظة على العبادات الشكلية هذه مشكلة المسلمين ، فعلو الهمة يقتضي اتباع السنة ، والمتبع لسنة النبي عليه الصلاة والسلام يعد غريباً في هذا الزمان.
نصيحة إلهية قيمة: فأووا إلى الكهف:
لذلك أقول لكم ما قال الله لفتيان أهل الكهف:
﴿ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقاً ﴾
نحن كهفنا جامعنا ، وكهف المؤمن بيته ، جنة المؤمن داره ، أما غير المؤمن فجنته الملاهي والمقاصف ، والمتنزهات العامة ، والاختلاط ، وكل شيء يدعو إلى التفلت ، فلذلك أيها الإخوة علامة أنك عالي الهمة الإحساس بالغربة ،
(( بدأ الإسلام غريباً ، وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء ، أناس صالحون في قوم سوء كثير ))
عندما لا تعرف قواعد اللغة العربية ، وإنسان قرأ نصّا أمامك فيه ثمانية وثلاثون غلطة ، وأثنيت عليه ، ثناؤك عليه دليل أنك لا تفقه شيئاً في اللغة ، أما حينما تتابع قواعد اللغة ، وتكتشف ثمانية وثلاثين غلطة بقراءته تكون عالماً باللغة ، فتأتي الغربة من العلم.
حينما تعلم ، وترى الناس لا يعبئون بطاعة الله ، وكل حياتهم حياة تقليد أعمى ، لو دخل الناس جحر ضب لدخلتموه ، يجب أن يكون في البنطال فتحات كبيرة حتى تظهر منها بشرة الرجل ، تقريباً هذه الموضة ، نحن أضعنا عقولنا إطلاقاً.
لذلك أيها الإخوة ،
(( بدأ الإسلام غريباً ، وسيعود كما بدأ فطوبى للغرباء ، أناس صالحون في قوم سوء كثير ))