- أحاديث رمضان / ٠10رمضان 1424هـ - موضوعات مختلفة
- /
- 1- رمضان 1424 - مكارم الأخلاق
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
بطولة الإنسان أن تأتي مقاييس التفوق عنده متوافقة مع مقاييس التفوق في القرآن :
أيها الأخوة الكرام ؛ من توفيق الله للإنسان ، ومن سعادة الإنسان ، ومن نجاحه وفلاحه أن تأتي مقاييس التفوق عنده متوافقة مع مقاييس التفوق في القرآن الكريم ، ومن شقاء الإنسان وغبائه أن يستنبط من عند أهل الدنيا مقاييس التفوق والتي تتناقض مع مقاييس القرآن الكريم ، ألا يكفي أن يقول الله عز وجل :
﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾
خالق الأكوان ، مبدع الإنسان ، من بيده ملكوت كل شيء ، من إليه المصير يقول لك : إنك إن صليت ، وخشعت في الصلاة فقد أفلحت ، لو تتبعنا كلمة (أفلح) في القرآن الكريم أربع مرات :﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ﴾
﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾
الإنسان الذي جمع ثروات طائلة ما أفلح ، والذي وصل إلى منصب قوي جداً ، وتحكم في الملايين ما أفلح ، بطولتك أن تأتي مقاييس التفوق عندك متوافقة مع مقاييس التفوق في القرآن الكريم ، أما مقاييس التفوق في الدنيا فأن تكون غنياً ، وأن تكون قوياً ، وأن تكون صحيحاً ، وأن تستمتع بالدنيا ، لكن الله عز وجل يقول :﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾
البطولة لا أن تقرأ القرآن الكريم قراءة جوفاء ، أن تعتقد بمضمون القرآن الكريم ، ورب تال للقرآن والقرآن يلعنه .الفائز من زحزح عن النار و أدخل الجنة :
هل أنت مصدق أنك إذا زحزحت عن النار ، وأدخلت الجنة فقد فزت ؟ مقياس الفوز:
﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾
مقياس الفوز :﴿فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَوَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾
إذا كان الإله العظيم يقول :﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ﴾
إله يقول لك في آية ثانية :﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً﴾
ماذا تفعل ؟أيها الأخوة ؛ الله عز وجل يقول :
﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً﴾
﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾
﴿أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾
أنا أقول لكم أيها الأخوة ؛ توفيق الله لكم ونجاحكم في الحياة أن تكون مقاييس التفوق والفوز عندكم متوافقة مع مقاييس التفوق والفوز في القرآن الكريم ، وشقاء الإنسان يتأتى من هذا التناقض بين مقاييس التفوق عنده ومقاييس القرآن الكريم ، لذلك هذا يصاب بصعقة عند الموت ، قال تعالى :﴿فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ﴾
لو أن إنساناً فرضاً له بيت فخم جداً وغال جداً ، وباعه ، لكن اشترط أن يكون النقد عملةً أجنبية ، وقبض ثمنه الفلكي بالعملة الأجنبية عدّاً ونقداً ، والذي أعطاه الثمن سافر ، ولم يلتق به ، ثم اكتشف أن العملة مزورة ماذا يحصل له ؟ صعقة ، فالإنسان حينما يفاجأ أن كل الذي حصله في الدنيا لا وزن له عند الله ، وأن الآخرة عملتها العمل الصالح يصعق .الذكاء هو التكيف مع أخطر حدث في المستقبل ألا وهو الموت :
أخواننا الكرام ؛ ما من تعريف للذكاء أدق كقول بعض علماء النفس : " الذكاء هو التكيف " ، فالتكيف مع المستقبل مع أخطر حدث في المستقبل وهو الموت هو الذكاء ، لذلك ابحث في القرآن عن مادة فاز ، قال تعالى :
﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾
﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ﴾
ابحث عن آيات فاز ، وابحث عن آيات أفلح ، قال تعالى :﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى ﴾
﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾
﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ﴾
ابحث عنها في القرآن الكريم ، والذي عنده جهاز كومبيوتر اكتب فاز تأتك الآيات متتابعة ، اكتب في البحث أفلح ، ثم انظر ، هذا كلام خالق الكون ، الذي خلقك ، الخبير يقول : أنت تفلح عندما تفعل كذا وكذا ، مثلاً طالب بمدرسة ، يا ترى متى يفلح ؟ إذا اختار مقعدًا على النافذة يتسلى بالمارة أم يختار مقعدًا من الجهة التي بها الشمس ؟ لو وضع موالح على المقعد ومجلات وجرائد وألعاب كومبيوتر والدرس يلقى عليه يا ترى انشغاله بهذه الأشياء السخيفة هو الفوز أم يصغي إلى المدرس وأن يراجع الدرس وأن ينال الشهادة وأن يحتل منصباً رفيعاً هذا الفوز؟ كل واحد منا شاء أم أبى يوجد عنده مقاييس للفوز ، ولو كان يرتاد المساجد قد يكون الفوز عنده المال ، لذلك عندنا حالة إنسان في بدايات حياته هناك أشياء كبيرة جداً عنده ، كلما تقدمت به السن تصغر ، تصغر إلى أن يصل إلى فراش الموت فيراها لا شيء إطلاقاً ، لو أنه عرف الحقيقة التي أخبر الله بها في بداية حياته لما ضيع عمره سدى ، لذلك يصاب الإنسانُ بالندم حينما يكتشف أن الأشياء التي ينبغي أن يسعى إليها أهملها ، قال تعالى :﴿يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ﴾
﴿يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾
﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ﴾
﴿يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي﴾
اقرأ الآيات التي فيها تحسر :﴿ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ ﴾
الترف ليس من صفة المؤمنين إطلاقاً :
أخواننا الكرام ؛ أصر على هذه المقولة : احرص أن تكون مقاييس الفوز والفلاح عندك مطابقةً لمقاييس الفوز والفلاح في القرآن الكريم ، أما إذا كانت المفارقة حادة بين مقاييسك ومقاييس القرآن الكريم فأنت إنسان عطل عقله ، ولا تفلح ولا تسعد لا في الدنيا ولا في الآخرة .
الشيء الآخر ، لاحظ أن الذين كذبوا بلقاء الآخرة ، وأترفناهم في الحياة الدنيا ، هذا الترابط في ثماني آيات ، في ثماني آيات المكذب مترف ، فهل يعد الترف قيمةً يسعى إليها ؟ في ثماني آيات حصراً الكافر مترف ، والمترف مكذب ، أو كافر ، الترف ليس من صفة المؤمنين إطلاقاً ، فالإنسان إذا رأى بناء فخماً جداً أو مركبة يقول لك : هذه المركبة ثمنها حوالي اثني عشر مليوناً ، ما مميزاتها ؟ كلها على الكلام ، تتكلم كلمة ينفذ كل شيء ، ليس فيها كبس أزرار، ما أسعد هذا الذي عنده هذه السيارة ! لما خرج قارون على قومه بزينته قال تعالى :
﴿قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾
ماذا قال الذين أوتوا العلم ؟ قال تعالى :﴿وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً﴾
فأنت ممن ؟ هل تقول لإنسان مترف : هنيئاً له ، ما أسعده ! أم تقول لإنسان طائع لله : هنيئاً له ، كلمة واحدة :﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ﴾
﴿وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً﴾
هذه الملاحظة الثانية .معاناة المسلمين من الظلم و الجور في آخر الزمان :
الملاحظة الثالثة : في آخر الزمان يوم يذوب قلب المؤمن في جوفه مما يرى ، ولا يستطيع أن يغير ، إن سكت استباحوه ، وإن تكلم قتلوه .
تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً ، ثم يأتي أخي عيسى ، ويملؤها قسطاً وعدلاً ، وفي الحديث عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
((لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَمْتَلِئَ الْأَرْضُ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا ، قَالَ : ثُمَّ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي أَوْ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلَؤُهَا قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَعُدْوَانًا))
الإنسان يقتل إذا كان سافك دم ، أو منتهك عرض مثلاً ، أو سالب مال ، أما أن يقتل ولا ذنب له إطلاقاً ، كم من ألف ، بل كم من مئة ألف ، بل كم من مليون قتلوا في هذه العصور الأخيرة ؟ قتل ستالين خمسين مليونًا ، هؤلاء الطغاة في العالم كم قتلوا ؟ لماذا قُتِل هؤلاء؟ لأنهم مسلمون فقط ، يوجد إشارة قرآنية دقيقة :﴿ وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ﴾
أي شعوب غربية يأكل كلابها من اللحم ما لا يأكله شعب الهند بأكمله ؟ تسعمئة مليون كلب في أمريكا يأكلون من اللحم ما لا يأكله الشعب الهندي بأكمله ، عشرون مليون رأس غنم أطلق عليهم الرصاص في أستراليا ، ودفنوا حفاظاً على السعر المرتفع ، إنهم وحوش .إذا مات إنسان عندهم ديته خمسمئة مليون ليرة سورية ، أي عشرة ملايين دولار ، أما مئات الألوف - الذين قتلوا في حرب الخليج الأولى مئتان وخمسون ألفاً - وعشرات الألوف الذين قتلوا في الحرب الثانية ، وعشرات الألوف في أفغانستان يقتلون بلا سبب وبلا ثمن ، تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً فيأتي أخي عيسى فيملؤها قسطاً وعدلاً ، أين سيدنا عيسى ؟
﴿وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ﴾
قال معظم المفسرين : هي ربوة دمشق ، ومعظم المفسرين على أن سيدنا عيسى عليه و على نبينا أطيب الصلاة والسلام سيظهر في دمشق ، لذلك عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :((إِنَّ فُسْطَاطَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ بِالْغُوطَةِ إِلَى جَانِبِ مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ مِنْ خَيْرِ مَدَائِنِ الشَّامِ))
أنا ذهبت لأول مرة في حياتي في رمضان إلى خارج دمشق ، أيها الأخوة والله البون يصعب تصوره بين بلاد أخرى في رمضان وبين الشام في رمضان ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :((بَيْنَا أَنَا فِي مَنَامِي أَتَتْنِي الْمَلَائِكَةُ فَحَمَلَتْ عَمُودَ الْكِتَابِ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي فَعَمَدَتْ بِهِ إِلَى الشَّامِ أَلَا فَالْإِيمَانُ حَيْثُ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ))
رمضان في الشام عرس إيماني ، الناس جميعاً يزحفون إلى المساجد ، هناك لا ترى أحداً .الأشياء في الدنيا موقوفة في تقييمها على طريقة إنفاقها :
أيها الأخوة ؛ الشيء الثاني هذا الوهم عند الذين تفوقوا في الدنيا ، وهم على معصية، أي إذا سألته عن أحواله يقول : فضّلها عليّ الله عز وجل ، لأن دخله كبير ، يأكل ما يشتهي ، يسكن بيتًا مساحته أربعمئة متر ، عنده أربع سيارات :﴿أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَا يَشْعُرُونَ ﴾
هذا ليس إكراماً ، ولكنه استدراج :﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ﴾
هذه مقولته :﴿وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَن﴾
اسمع الجواب :﴿كُلّاً﴾
أداة ردع ونفي ، لا يا عبادي ، ليس عطائي إكراماً ، ولا منعي حرماناً ، عطائي ابتلاء ، وحرماني دواء ، أيّ شيء نلته من الله هو ابتلاء ، ليس نعمة ، و ليس نقمة ، شيء امتحنت به موقوف على طريقة إنفاقه ، فالمال نعمة ؟ ليس نعمة ، نقمة ؟ لا ، كيف تنفق المال؟ شيء موقوف في تقييمه على طريقة إنفاقه .ليست الدنيا عطاء ، و ليست عقاباً ، بل الدنيا أحقر من أن تكون عطاء وعقاباً ، لأن الله جعل المترفين فيها من أهل الكفر والعصيان والفجور ، فلينظر ناظر بعقله أن الله أكرم محمداً أن أهانه حين زوى عنه الدنيا ؟ فإن قال : أهانه فقد كذب ، وإن قال : أكرمه فلقد أهان غيره حيث أعطاه الدنيا .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(( رُبَّ أَشْعَثَ مَدْفُوعٍ بالأبواب لو أقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ ))
حينما كنتم صغاراً ألم تركبوا هذه القلابة ؟ يكون الإنسان بأعلى مكان ، بعد حين في أسفل سافلين ، هذه القارعة ، هذه الواقعة :﴿إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ ﴾
الذي كان بأعلى مكان هو في أدنى مكان ، والذي كان بأدنى مكان هو الآن في أعلى مكان :﴿خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ ﴾