- أحاديث رمضان / ٠10رمضان 1424هـ - موضوعات مختلفة
- /
- 1- رمضان 1424 - مكارم الأخلاق
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
تعريف الورع و أنواعه :
أيها الأخوة ؛ موضوع الدرس اليوم : " الورع " فقد قيل في الورع : ترك ما يريبك ، ونفي ما يعيبك ، والأخذ بالأوثق ، وحمل النفس على الأشق .
وقيل : النظر في المطعم واللباس وترك ما به بأس .
وقيل : تجنب الشبهات ومراقبة الخطرات .
والورع أيها الأخوة ؛ اجتناب عن الشبهات إما فعلاً أو تركاً ، فقد تفعل شيئاً من الورع، وقد تدع شيئاً من الورع ، لكن بعض العلماء يرى أن كمال الورع أن يعلم الإنسان خير الخيرين ، وشر الشرين ، ويعلم أن الشريعة مبناها على تحصيل المصالح ، فقد قال بعض العلماء : الشريعة مصلحة كلها ، رحمة كلها ، حكمة كلها ، عدل كلها ، فأية قضية خرجت من المصلحة إلى المفسدة ، ومن العدل إلى الجور ، ومن الحكمة إلى خلافها فليست من الشريعة ، ولو أدخلت عليها بألف تأويل وتأويل ، لكن الورع ليس في الواجبات ، وليس في الفرائض ، ولكن في المحرمات والمكروهات ، هناك ورع واجب ، وهو الإحجام عن المحرمات ، وهذا فرض ، وهناك ورع مندوب ؛ ترك الشبهات ، وهناك ورع من الفضائل ؛ هو الكف عن المباحات ، والاقتصار على أقل الضرورات ، وذلك للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين .
ورع فرض ، وورع واجب ، وورع فضل ، فالفرض ترك المحرمات ، والواجب ترك الشبهات ، والفضيلة أن تدع المباحات احتياطاً .
الورع أيها الأخوة ؛ متعلق أحياناً بالأعضاء ، فهناك ورع في النظر ، وورع في السمع، وورع في الشم ، وورع في اللسان ، وورع في اليد ، وورع في البطن ، وورع في الفرج ، وورع في السعي ، وورع في الشراء والبيع ، وقد قيل : " ركعتان من ورع خير من ألف ركعة من مخلط " .
هذه تعريفات .
أمثلة الورع التي رواها النبي عليه الصلاة والسلام :
لكن النصوص الشرعية وعلى رأسها أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة يقول عليه الصلاة والسلام :
((فضل العلم خير من فضل العبادة))
أي إذا كنت متفوقاً في العلم أفضل ألف مرة من أن يكون العلم قليلاً والعبادة كثيرة ، فضل العلم خير من فضل العبادة ، لأن العابد ينتفع لنفسه ، لكن العالم ينفع غيره ، العالم أمة ، أما العابد فهو واحد ، مع أن العبادة شيء ثمين جداً ، لكن لو وازنا العبادة مع العلم لكان العلم أفضل ، لكن لو وازنا العبادة مع المعصية ، العبادة قمة ، العبادة شيء ثمين جداً ، لكن لو وازنها مع العلم لكان العلم أفضل ، أما لو وازنها مع التفلت لكانت العبادة قمة الفلاح والنجاح ، يقول عليه الصلاة والسلام :((فضل العلم خير من فضل العبادة ، وخير دينكم الورع))
فأعلى درجة في الدين أن تكون ورعاً .عن واصبة بن معبد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم ، قال :
((جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم أسأله عن البر والإثم ، فقال عليه الصلاة والسلام : جئت تسأل عن البر والإثم ، فقلت : والذي بعثك بالحق ما جئت أسألك عن غيره ، فقال : البر ما انشرح له الصدر والإثم ما حاك في صدرك وإن أفتاك الناس وأفتوك))
كأن الله سبحانه وتعالى فطر الإنسان فطرة سليمة ، هذه الفطرة تكشف له خطئه ، فقد تنقبض نفسه من فعل معه فيه فتوى .ويقول عليه الصلاة والسلام :
((أيها الناس : اتقوا الله وأجملوا في الطلب ؛ فإن نفساً لن تموت حتى تستوفي رزقها ، وإن أبطأ عنها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، خذوا ما حل ، ودعوا ما حرم))
هذا من الورع ، من أمثلة الورع التي رواها النبي عليه الصلاة والسلام قال : اشترى رجل من رجل عقاراً له ، فوجد الرجل الذي اشترى العقار جرة فيها ذهب ، فقال له الذي اشترى العقار : خذ ذهبك مني ، إنما اشتريت منك الأرض ، ولم أبتع منك الذهب ، من يفعل هذا الآن؟ قال : أنا اشتريت أرضاً ولم أشترِ منك ذهباً ، فقال الذي باع الأرض : إنما بعتك الأرض وما فيها ، فتحاكما إلى رجل فقال الذي تحاكما إليه : ألكما ولد ؟ قال أحدهما : لي غلام ، وقال الآخر : لي جارية ، قال : أنكحوا الغلام الجارية ، وأنفقوا على أنفسهما منه وتصدقا .كما سمعت بُنِيَ على هذا الحديث فيلم كرتون ، للصغار ولقد لاق نجاحاً كبيراً جداً ، لو أن ما نعطيه للصغار مقتبساً من أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام لوجدت جيلاً غير هذا الجيل ، لكن حتى الذي يعطى للصغار يعطى فيه الفسق والفجور والإباحية والإلحاد ، ونحن في أمسّ الحاجة اليوم إلى مادة تقدم للصغار مقتبسة من دين هذه الأمة ، بينما الذي يقدم للصغار مقتبس من قيم ومبادئ بعيد كل البعد عن تراث هذه الأمة .
أحاديث تطمئن الورعين :
الآن يقول عليه الصلاة والسلام يطمئن الورعين :
((إنك لن تدع شيئاً- لن لتأبيد النفي - اتقاء لله عز وجل إلا أعطاك الله خيراً من))
وأنا أذكر دائماً أنه ما ترك عبد شيئاً لله إلا عوضه الله خيراً منه في دينه ودنياه .((إنك لن تدع شيئاً اتقاء لله عز وجل إلا أعطاك الله خيراً منه))
ويقول عليه الصلاة والسلام :((أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا : حفظ أمانة ، وصدق حديث ، وحسن خليقة ، وعفة في طعمة))
العفة من الورع ، ويقول عليه الصلاة والسلام :((إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين))
هناك مقولة شائعة بين الناس : كلما طلبت من إنسان أن يكون مستقيماً ، قال لك : أنا لست نبياً ، ومن قال لك إنك نبي ؟ لكنك مؤمن ، وأنت مأمور أن تفعل ما يفعله الأنبياء ، إذا أمرنا الممرض أن يعقم الإبرة هل صار طبيباً جراحاً ؟! لكن تعقيم الإبرة مكلف به أعلى طبيب في الأرض ، وأقل ممرض في الأرض ، وليس المعنى إذا طالبنا أن يعقم هذه الحاجة ارتقى إلى مستوى طبيب جراح ، لا ، يبقى ممرضاً ، فإذا كلفك الله عز وجل أن تستقيم ما معنى أنك نبي ، لست نبيًا ، ولا واحدًا بالمليار ، من الآخر أنت مؤمن ، لكنك مكلف أن تطيع الله عز وجل .للتقريب : لو أن أعظم إنسان في الأرض عنده مستودع للوقود السائل ، هل يمكن أن يكون هذا المستودع غير محكم ؟ مستحيل ، وأفقر إنسان على وجه الأرض عنده مستودع للوقود السائل هل يقبل أن يكون هذا المستودع غير محكم ؟ الإحكام قضية حدية لكل الناس ، أما البذل والعطاء فبحسب الوسع ، وبحسب الإخلاص والإيمان ، العطاء نسبي أما الاستقامة فحدية .
الفطرة تُعرف الإنسان بخطئه :
أيها الأخوة ؛ وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، ويقول عليه الصلاة والسلام :
((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فإن الصدق طمأنينة ، وإن الكذب ريبة))
إذا تناول واحد منكم طعام الإفطار ، اشترى طعاماً بماله الحلال ، والزوجة طبخت هذا الطعام ، وجلس هو وأولاده على هذه المائدة التي اشتراها من ماله الحلال وأكل ، ممكن تجد إنساناً في الأرض يأتي لشيخ ويسأله : أنا هل فعلت شيئاً ؟ بالفطرة ما فعلت شيئاً ، لكن لا تسأل عن قضية إلا وأنت شاك فيها ، لمجرد أنك تسأل ففي النفس قلق ، يا ترى أنا على حق ؟ على باطل ؟ على صواب ؟ على خطأ ؟ فأنت مجبول جبلة راقية جداً حيث إنك إذا أخطأت نفسك تنبئك أنك أخطأت ، من دون إنسان آخر .﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾
هذه الجبلة العالية ، هذه الفطرة ، الفطرة تكشف خطأك بنفسك ، بل إن هذه الفطرة مركبة في الحيوان ، والدليل القطة إن خطفت قطعة لحمة تأكلها بعيدة عنك ، لأنها تعلم أنها أخطأت ، أما إذا أطعمتها قطعة لحم فتأكلها أمامك ، ولا تهرب بها ، هذه بفطرتها أيضاً ، فأنت مجهز بطريقة عجيبة أنك تعرف خطأك بنفسك ، والنبي عليه الصلاة والسلام حينما سئل عن البر قال :((البر حسن الخلق ، والإثم ما حاك في صدرك ، وكرهت أن يطلع عليه الناس))
يقدِر بائع الحليب أن يضيف الماء إلى الحليب أمام الشاري ؟ مستحيل ، لأنه يضيفه خفية عنه فالعمل غير صحيح ، الحق تفعله تحت ضوء الشمس ، الحق تلقيه في الإذاعة ، الحق لا يستحى به ، ولا يخشى البحث ، ولا يحتاج أن تكذب له ، ولا أن تكذب عليه ، ولا أن تبالغ به، ولا أن تقلل من خصومه ، الحق هو الله ، فالشيء الحق تقوله بملء صوتك وعلى مسمع الناس ومرآهم ، وتحت ضوء الشمس ، والباطل يحتاج إلى أقبية ، إلى أمكنة مظلمة ، يحتاج إلى مواربة ، يحتاج إلى همس ، أما الحق فتنطق به جلياً واضحاً .طلب الحلال من الورع :
أيها الأخوة ؛ من الورع طلب الحلال ، وطلب الحلال من الدين ، وطلب الحلال فريضة بعد الفريضة ، ملايين الطرق لكسب المال أكثرها محرمة ، ولحكمة بالغة بالغة بالغة جعل الله كسب المال الحلال صعباً ، وجعل كسب المال الحلال سهلاً ، الآن أربح تجارة على وجه الأرض المخدرات ، أحياناً الربح من بلد الزراعة إلى بلد الاستهلاك ألف ضعف ، الكيلو ألف بمكان زراعته ، ومليون بمكان استهلاكه ، ألف ضعف ، فقضية كسب المال الحرام قضية سهلة جداً .
الآن امرأة تعمل ثماني ساعات تأخذ ما تأخذه العاهرة في دقائق ، فالحلال شاءت حكمة الله أن يكون صعباً امتحاناً للبشر ، تصور لو أن الحلال سهل والحرام صعب لأقبل الكفار على الحلال ، لم بعد هناك جنة ، التغت الجنة ، لكن الله جعل الحلال صعباً ، والحرام سهلاً ، غض بصرك تأخذ خمسة ملايين ، إذا كنت بمكان حساس ، غضضت بصرك فقط ، مستودع تجاهلنه هذه خمسة ملايين ، لأنه يوجد بضاعة بخمسمئة مليون ، إذا عملت مشكلة تبيعه كل شيء يملكه ، لكن إذا غضضت البصر تأخذ خمسة ملايين ، فطلب الحلال واجب على كل مسلم ، يقول عليه الصلاة والسلام :
((اتق المحارم تكن أعبد الناس))
أي قيام ليل ، وصيام الاثنين والخميس ، وصلاة الضحى ، والأوابين ، والقيام ، والتلاوة ، والحفظ ، ومن لم يقرأ خمساً ينس ، لو أنك ورع وتترك المال الحرام تكون أفضل العابدين ، لذلك قال بعض العلماء : "ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد الإسلام" .دانق من حرام ، لأنك إذا كسبت المال الحرام هذا المال الحرام حجاب بينك وبين الله .
((اتق المحارم تكن أعبد الناس ، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس))
هذه زوجتك ، دائماً ناقم على سوء اختياره لهذه الزوجة ، هذه زوجتك الله أكرمك بها.((وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ، وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً ، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلماً ، ولا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب))
أفعال النبي في الورع :
لكن الورع الذي يرتقي إلى مستوى الواجب ، لا يبلغ العبد أن يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذراً مما به بأس ، هذا من أقوال النبي ، فما عن أفعاله في الورع ؟
للنبي عليه الصلاة والسلام سيرة ، وأحاديث ، سنة قولية ، وسنة عملية ، وسنة إقرارية، فمن سنته العملية عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الحسن بن علي رضي الله عنهما أخذ تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه ، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام :
((كخ كخ أما تعرف أنّا لا نأكل تمر الصدقة))
يعلم طفلاً صغيراً ، هذا التمر من تمر الصدقة ، أما مثل الجبانة لا يرد ميتًا ، كل شيء يأخذه ، هكذا الناس الآن ، ويعد نفسه شاطراً ، والمشكلة أيها الأخوة أن القيم تبدلت ، فالذي يأكل مالاً حرام يعد عند الناس ذكياً شاطرًا ، يقول لك : دبر أموره ، والفتاة المتفلة اسمها (سبور) ، والإنسان الذي يأكل المال الحرام اسمه شاطر ، والمنافق اسمه لبق ، والذي يقحم نفسه في هموم المسلمين ، ويبحث عن حل لها اسمه : متهور ، والذي يتمسك بأهداب الشريعة اسمه متزمت ، لذلك قال عليه الصلاة والسلام :(( كيف أنتم إذا لم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر ؟ قالوا : أو كائن ذلك يا رسول الله ؟ قال : نعم والذي نفسي بيده ، وأشد منه سيكون ، قالوا : وما أشد منه يا رسول الله ؟ قال : كيف أنتم إذا رأيتم المعروف منكراً ورأيتم المنكر معروفاً ؟ قالوا : أو كائن يا رسول الله ؟ قال : نعم وأشد منه سيكون ، يقول الله : بي حلفت لأتيحن لهم فتنة يصير الحليم فيها حيراناً))
تبدلت القيم ، القيم كلها تبدلت .من سنته العملية أيضاً أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول :
((إني لأنقلب إلى أهلي فأجد التمرة ساقطة على فراشي فأرفعها لآكلها ثم أخشى أن تكون صدقة فألقيها))
تمرة رآها النبي على فراشه ، أمسكها ليأكلها ثم أحجب ، قال : لعلها من تمر الصدقة ، هذا من ورع النبي عليه الصلاة والسلام .وسيدنا الصديق حينما علم أنه شرب لبناً بمالٍ حرام تقيأه .
زينة العلم الورع والحلم :
أيها الأخوة الكرام ؛ كما يقولون : زينة العلم الورع والحلم ، وقد قال بعض العلماء : إنما أهلك الناس فضول الكلام وفضول المال ، أي مال مكتسب من شبهات .
والله زرت صديقاً لي في أحد الأعياد ، والده عمره حوالي ست وتسعين سنة ، قال لي بالحرف الواحد : أجريت تحليلات كاملة فكانت النتائج كلها طبيعية ، إنسان يجري تحليل دم ، وتحليل بول بالسادسة و التسعين ، ولا نسبة غير طبيعية !! قال لي : والله ما أكلت في حياتي درهماً حراماً ، وأضاف : ولا أعرف الحرام بالمعنى الآخر .
من عاش تقياً عاش قوياً ، هذا الشيخ السفرجلاني رحمه الله الذي بدأ بالتعليم بالثامنة عشرة من عمره ، وتوفاه الله بالسادسة والتسعين ، علّم تقريباً ثمانين سنة ، فكان إذا رأى شاباً يقول له : أنت كنت تلميذي ، وكان يا بني أبوك تلميذي ، وكان جدك تلميذي .
هذا الذي تمتع بصحة لا تصدق ، قامة منتصبة ، بصر حاد ، سمع مرهف ، أسنانه في فمه ، وأمدّ الله بعمر زوجته حتى توفيت بعده ، فكان إذا سئل : يا سيدي ما هذه الصحة التي حباك الله بها ؟ قال : يا بني حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر ، من عاش تقياً عاش قوياً .
أفضل العلم الورع والتوكل :
يقول بعض العلماء : يكفي من الدعاء مع الورع اليسير منه ، تصور دعاء محفوظًا غيباً بأعلى مستوى من اللغة ، مأخوذًا عن النبي ، وتدعو الله نصف ساعة ، وليس هناك ورع ، لا ينفع ، لكن إذا دعوت باللغة الدارجة ولم تحفظ ولا دعاء مأثورًا ، لكن كنت مستقيمًا فهذا الذي ينفع ، فالدعاء مع الورع ينفع ، من دون ورع لا ينفع .
ويقول بعض العلماء : لا يعجبكم كثرة صلاة المرء ، ولا صيامه ، ولكن انظروا إلى ورعه ، فإذا كان ورعاً مع ما رزقه الله مع العبادة فهو عبد الله حقاً ، إذا مع هذه العبادة الرائعة ورع جمع مجدي الخير .
يقال : الورع في الفتنة كعبادة النبيين في الرخاء ، نحن مؤمنون إن شاء الله في زمن الشدة ، وزمن الفتنة ، وزمن الشهوات ، وزمن النساء الكاسيات العاريات ، وزمن الضلالات ، أن يستقيم أحدنا في هذا الزمن ، قال : عبادة المؤمنين في زمن الشدة كعبادة الأنبياء في زمن الرخاء.
قال بعض العلماء لغلام : ما ملاك الدين ؟ أي ما أهم شيء في الدين ؟ قال : الورع، قال : فما آفته ؟ قال : الطمع ، ملاك الدين الورع وآفته الطمع .
وقال بعض العلماء : ما عبد العابدون بشيء أفضل من ترك ما نهاهم الله عنه ، وأفضل العلم الورع والتوكل .
كملخص : الورع من أعلى مراتب الإيمان ، ومن أفضل درجات الإحسان ، ويحقق للمؤمن راحة البال ، وطمأنينة النفس ، والورع كف عن الحرام ، وبعد عما لا ينبغي ، والورع إشاعته في المجتمع يجعله مجتمعاً صالحاً نظيفاً ، والورع يحبه الله عز وجل ويحبه من خلقه ، الورع يستجاب دعاؤه .