- الفتاوى / ٠09الطب
- /
- ٠2النفس
سؤال:
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الحبيب اللهم صل عليه: من فرج عن مؤمن كربة
أنا طالب علم وأستاذ في أحد معاهد القرآن الكريم تأتيني خواطر أو أفكار لا أستطيع أن أتكلم بها من شدة قبحها وأضيق ذرعا من كثرة ورودها علي حتى أنها تقريبا لا تفارقني. علما أن هذه القاذورات لم تكن ترد علي.
أمر آخر هذه الخواطر ليست شكوك في العقيدة بل هي <أستغفر الله > نوع من وصف الله بما لا يليق أبداً أبدا. وأنا الحمد لله أقوم الليل وأقرأ القرآن ولي ورد يومي وأتوجه إلى الله بالدعاء في كل أوقاتي أن يصرف عني هذا الأمر مع البكاء أحيانا أمر آخر أنا أعتقد وأعلم أن الله لن يحاسبني عليها ولكن أحيانا أشعر قلبي أنقبض انقباض شديد وأصبحت حياتي جحيم.
فهل من علاج لهذا السرطان الذي استشرى في عقلي وقلبي ؟
وجزاكم الله عنا كل خير
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد.
الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
أطمئنك أيها الأخ السائل ,بادئ ذي بدء ,أنك على حال خيرة إن شاء الله ,مادمت تنكر على نفسك تلك الخواطر,وتنقبض وتحزن لورودها على بالك. ولقد جرى لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك (عن أبي هريرة قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أحدث نفسي بشيء من أمر الرب عز وجل لأن أخر من السماء أحب إلى من أن أتكلم به قال ذلك محض الإيمان)وعنه (قال جاء أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله إنا نجد الشيء في أنفسنا ليتعاظم عند أحدنا أن نتكلم به قال وقد وجدتموه ؟ قالوا نعم قال ذلك صريح الإيمان ).ومن رحمة الله بعبده المؤمن أن لا يحاسبه عن خطرات النفس ووساوس الشيطان(سئل صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال: ذلك صريح الإيمان)وفي رواية(أن رجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة التي يوسوس بها الشيطان في أنفسنا أن يسقط أحدنا من عند الثريا أحب إليه من أن يتكلم به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وجدتم ذلك صريح الإيمان)والحديث الأخير يصح بشواهده.
فلا تبتئس واقرأ في كتب العقيدة الموافقة مذهب أهل السنة والجماعة ,فتعرف ربك حق المعرفة وتطرد عنك الشيطان
الدكتور محمد راتب النابلسي