سؤال:

 فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 سؤالي عن موضوع الإجهاض للمرأة، لان زوجتي حملت من 3 أيام فقط فهل يجوز إسقاط الحمل ؟.
 علما أننا نعيش حاليا في فرنسا وانأ طالب هنا ووضعي بهذه الفترة غير مستقر وليس لدي إقامة لأني لم استطع التسجيل حتى الآن في أي جامعة فرنسية وهنا يشترطون التسجيل من اجل تجديد الإقامة وأنا الآن بصدد البحث ولكن لست متأكد أن كنت سأنجح بذلك.
 ومما يدفعنا لهذا الأمر أيضا أن لدينا طفل والحمد لله لكنه مازال صغير عمره 9 أشهر وهو متعلق جدا بأمه وأنا ليس لدي خبرة ولا حتى وقت للاهتمام بهذا الطفل وأشعر دائما بالتقصير نحوه فكيف إذا رزقنا الله بآخر سيكون الأمر متعب جدا وخاصة في ظل هذه الظروف الصعبة ولا يوجد احد من عائلتي ولا من عائلة زوجتي هنا ليساعدونا قليلا كما لو كنا في بلادنا أرجو الإجابة بأقصى سرعة ممكنة.
وجزاكم الله عنا كل خير

الجواب:

 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد.
الأخ الكريم
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
 موضوع الإجهاض من الموضوعات التي كثر فيها الأخذ والرد في عصرنا هذا وقد ذهب الفقهاء قديماً فيه مذاهب يمكن تلخيصها بما يلي:
١- حرمة الإجهاض مطلقاً وباتفاق الفقهاء بعد نفخ الروح أي بعد مضي ١٢٠ يوماً على الحمل لم يخالف في ذلك أحد.
 ٢- إباحة الإجهاض قبل نفخ الروح لعذر وضرورة وهذا مذهب الحنفية وما يذكر من أعذار المسلمين اليوم لا يعد ضرورة في مذهب الحنفية ولا في مذهب غيرهم.
٣- الإباحة قبل الأربعين يوماً وهو قول لبعض فقهاء الشافعية وليس قول المذهب.
٤ - التحريم مطلقاً وهو مذهب المالكية وهو الأوجه عند الشافعية وهو مذهب الحنابلة.
إذاً يتضح مما سبق أن مذهب الجمهور هو التحريم مطلقاً وهو ما تفتي به المجامع الفقهية وهيئات العلماء والذي أرى أنه الصواب والحق والله أعلم.
 هذا من ناحية الحكم الفقهي أما من زاوية شرعية أخرى فإني أوصي من أكرمه الله تعالى ومن أكرمها الله تعالى بالولد أن تشكر الله تعالى على نعمته العظيمة فكم ممن يتمنى أن يكون عنده الولد ولا يجده ثم أن يقبل الوالدان بما أكرمهما الله تعالى به ولعله يكون خير أولادهم فليس من شأن المؤمن أن يرفض هدية الله ولا أن يعارض إرادته والله اعلم.