- الفتاوى / ٠09الطب
- /
- ٠2النفس
سؤال:
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ أيام، سمعت خبرا في المذياع،اعتبرته الإذاعة طريفا ولكنه ربما لم يكن كذلك قالوا إن رجلا مشردا في إحدى المدن اليابانية، دخل حديقة الحيوان وأكل أحد أثمن الطيور النادرة. وقال الخبر إن الطير كان نوعا نادرا جدا من أنواع العندليب، ويقدر ثمنه بحوالي ثمان مائة ألف دولار. ولا يوجد من هذا الطير سوى اثنان في أوروبا وعدد قلقل جدا في أمريكا. وأن العلماء يحاولون المستحيل لمنع انقراض هذا الطير وغيره من المخلوقات.
هنا برز في ذهني سؤال
لماذا لا تـنقرض إلا المخلوقات التي تعتبر متعة للإنسان وليست أساسية لحياته ؟
وما هي أهمية طائر كالعندليب وما هي حكمة خلقه ؟
وكان الجواب مما تعلمناه من دروسكم الطيبة بأن الله خلق كثيرا من المخلوقات لمتعة الإنسان وإكراما له فالطيور اللطيفة والأزهار الجميلة والعطور الفواحة وكثيرا غيرها مما خلق الله عز وجل إنما خلقت لإمتاع هذا المخلوق المكرم وهو الإنسان. ولا ننسى طبعا أن الغاية من هذا الإمتاع هو تحقيق أسماء الله الحسنى وخاصة اسم الجميل واللطيف والكريم.
فعندما نسي الإنسان التائه حقيقة خلق هذه المخلوقات، وأنها إنما خلقت لتذكره بالجليل الأكرم كانت عقوبة الله لهذا الإنسان هو حرمانه من المتعة بهذا المخلوقات وقرضه لها وهذا الانقراض التدريجي للمخلوقات إنما هي إنذارات وتنبيه للإنسان التائه ليؤوب إلى الله تعالى ويعيش حياته ليشكره على نعمه كلها، نعم المتعة والنعم الأساسية. والحذر من أن لا نفهم هذه الرسائل التي يرسلها لنا ربنا لتنبيهنا، لأنه بعدها سيأتي دور حرماننا من المخلوقات الأساسية وأهمها الماء والغذاء وبهيمة الأنعام.
أرجو من الله أن ينور قلوبنا بعظيم معرفة وأن نتعلم من التنبيهات الصغيرة وأن لا نحتاج للدروس الأكبر والله الموفق لكل خير والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزاكم الله عنا كل خير
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد.
الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
بارك الله بكم، ويمكن أن أضيف إلى ملاحظاتكم القيمة أن الله جل جلاله خلق آلافاً من أنواع النباتات لمتعة النظر فقط بدليل أن بعضها سم قاتل لو أكلها الإنسان "الديفيمباخيا" وقالوا إن واحداً من الناس أعطى دابة فُلَّة فأكلها ولم يفقه أنها للإنسان ليسبح الله من خلال رائحتها وليست طعاماً للدواب.
الدكتور محمد راتب النابلسي