- تفسير القرآن الكريم / ٠2التفسير المطول
- /
- (012)سورة يوسف
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
المكر أبرز حدث من أحداث قصة يوسف عليه السلام :
أيها الإخوة المؤمنون ؛ في الدرس الماضي انتهت قصة يوسف عليه السلام ، وقد ذكرت لكم في أول درس في هذه السورة أنّ هذه السورة فيها مقدمة وقصة وتعقيب ، والآن الآيات المتبقية من هذه السورة تعقيبات أساسية على هذه القصة .
ربنا سبحانه وتعالى يقول :
أولاً : ربنا سبحانه وتعالى في مطلع هذه السورة يقول :
قصة يوسف دليل على نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وعلى رسالته :
شيء آخر ، العلماء قالوا : ليس القصد نفي حضوره بل إثبات نبوته ، كلمة :
﴿
قال تعالى :
﴿
قال تعالى :
﴿ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ
﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)﴾
لا تكن مع الأكثرية كن مع الأقلية :
﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116)﴾
انظر إلى الأحجار في بعض المحافظات ؛ إنها تغطي الأرض ما أكثرها ! أما قطع الألماس فما أقلها ، الشيء الثمين قليل ، والشيء الكثير لا قيمة له ، لا تكن مع الدهماء ، لا تكن مع السوقة ، لا تكن مع الرعاع ، الإمام علي كرم الله وجهه يقول :
﴿ وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) ﴾
﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (8) ﴾
الإنسان مخير أُعطي المشيئة فإذا شاء الهدى آمن من تلقاء ذاته :
لذلك إذا اختار الإنسان الهدى تكفيه أبسط الآيات ، وإذا اختار طريق الدنيا وطريق الشهوات لو رأى بأم عينه كتاباً نزل من السماء ، لو كلمهم الموتى ، لو حشر الله عليهم كل شيء قُبُلاً ما كانوا ليؤمنوا :
﴿ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (80)﴾
هؤلاء موتى ، مقبورون في شهواتهم ، مقبورون في مصالحهم ، مقبورون في أهدافهم الرخيصة . إذاً :
﴿
الآية الثانية قوله تعالى :
﴿
الإنسان مخير ، أُعطي المشيئة ، فإذا شاء الهدى آمن من تلقاء ذاته ، آمن من كأس الماء رآه آية على عظمة الله ، البحر ملح أجاج ، وهذا عذب فرات ، من جعل هذا الملح الأجاج عذباً فراتاً ؟ الله سبحانه وتعالى ، الذي يختار الإيمان يؤمن من خلال الآيات التي بثها الله عز وجل في الأرض :
﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69)﴾
الماء آية ، خلق الإنسان آية ، الشمس آية ، القمر آية ، ابنك آية ، الثمرة آية ، الفواكه آية ، المحاصيل آية ، الخضراوات آية ، البساتين والأشجار المثمرة آية ، الحيوانات آية ، الأنعام آية ، هذه الغنمة التي سخرها الله سبحانه وتعالى لنا نستفيد من لحمها ، ومن صوفها ، ومن لبنها ، ومن جلدها ، ومن أحشائها ، ومن كل شيء فيها ، وقد ذللها الله لنا ، جعلها مذللة :
﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72)﴾
إذاً :
علامة الداعية الصادق أنه لا يسألك أجراً :
الآن جامعة لو أن قسط الجامعة يزيد عن عشرة آلاف ليرة من يستطيع دخول هذه الجامعة إلا الأغنياء ؟ إن كان للجامعة قسط مرتفع معنى ذلك أنّ التعليم الجامعي صار حكراً على الأغنياء ، لو أن الله سبحانه وتعالى كلف طلاب العلم أقساطاً باهظة أو نفقات كبيرة لكان طلب العلم قاصراً على الأغنياء ، ولكن الله سبحانه وتعالى لحكمة أرادها جعل الحق بلا مقابل ، جعل الحق مبذولاً للخلق كلهم ، لذلك
عندما كان سيدنا جعفر بن أبي طالب في الحبشة ، وسأله النجاشي عن دعوة النبي عليه الصلاة والسلام قال :
(( عن أم سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة : لمَّا نزلنا أرضَ الحبشةِ جاورَنا بِها حينَ جاءَ النَّجاشيُّ، فذَكَرَ الحديثَ بطولِهِ ، وقالَ في الحديثِ قالت : وَكانَ الَّذي كلَّمَهُ جعفرُ بنُ أبي طالبٍ قالَ لَهُ : أيُّها الملِكُ كنَّا قومًا أَهْلَ جاهليَّةٍ نعبدُ الأصنامَ ، وَنَأْكلُ الميتةَ ، وَنَأْتي الفواحِشَ ، ونقطَعُ الأرحامَ ، ونُسيءُ الجوارَ ، ويأكلُ القويُّ منَّا الضَّعيفَ - هذه الجاهلية ، هذه الجاهلية الأولى ، وهذه الجاهلية الآخرة ، وهذه هي طبيعة الجاهلية ، وأي مجتمع أعرض عن الله عز وجل هذه صفاته ، هذه الجاهلية ، وهناك جاهليات على مرّ العصور والدهور - فَكُنَّا على ذلِكَ حتَّى بَعثَ اللَّهُ إلينا رسولًا منَّا نعرفُ نسبَهُ ، وصِدقَهُ ، وأمانتَهُ ، وعفافَهُ ، فدعانا إلى اللَّهِ لتوحيدِهِ، ولنَعبدَهُ ونخلعَ ما كنَّا نعبدُ نحنُ وآباؤُنا من دونِهِ منَ الحجارةِ والأوثانِ ، وأمرَنا بصِدقِ الحديثِ ، وأداءِ الأمانةِ ، وصلةِ الرَّحمِ ، وحسنِ الجوارِ ، والكفِّ عنِ المحارمِ والدِّماءِ، ونَهانا عنِ الفواحشِ، وقولِ الزُّورِ، وأَكْلِ مالِ اليتيمِ، وقذفِ المُحصنةِ، وأن نعبُدَ اللَّهَ لا نشرِكُ بِهِ شيئًا، وأمرَنا بالصَّلاةِ والزَّكاةِ والصِّيامِ قالَت: فعدَّدَ عليهِ أمورَ الإسلامِ، فصدَّقناهُ وآمنَّا بِهِ، واتَّبعناهُ على ما جاءَ بِهِ مِن عندِ اللَّهِ، فعَبدنا اللَّهَ وحدَهُ، ولم نشرِكْ بِهِ وحرَّمنا ما حرَّمَ علينا، وأحلَلنا ما أحلَّ لَنا، ثمَّ ذَكَرَ باقيَ الحديثِ ))
هذا هو الدين ، الدين خلق ، بني الإسلام على خمس ، هذه الخمس ليست هي الإسلام ، وإنما هي دعائم الإسلام ، الإسلام بناء آخر ، الصلاة دعامة ، والصيام دعامة ، والزكاة دعامة ، والحج دعامة ، والشهادتان دعامة ، والإسلام بناء أخلاقي بني على هذه الدعائم ، فإذا أزيح البناء فهل هذه الدعائم هي الإسلام ؟ لا والله ، من صلى ، وصام ، وزكّى ، وحج ، وزعم أنه مسلم ، وكان في عمله سوء ، وكانت أمانته مخدوشة ، وعدالته مجروحة ، واستقامته مشكوك فيها ، أهذا هو الإسلام ؟
﴿ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (9)﴾
لو أن الداعية إلى الله عرف الله لما طمع بأحد ، لأن الله سبحانه وتعالى إذا أعطى أدهش ، أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني :
﴿ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى
علامة صدقهم ، وعلامة أنهم على حق أنهم لا يسألونكم أجراً أبداً : عن أبي هريرة رضي الله عنه :
(( إنَّما أنا رَحمةٌ مُهداةٌ ))
علامة النبي أنه يعطي ولا يأخذ ، وعلامة الكافر أنه يأخذ ولا يعطي ، كالأخطبوط يأخذ ولا يعطي ، أما النبي الكريم فيعطي ولا يأخذ ، لذته في العطاء لا في الأخذ ، والمنحرف الخطير يأخذ ولا يعطي ، وعامة الناس بينَ بين ، يأخذون ويعطون ، " فيا من جئت الحياة فأعطيت ولم تأخذ ، يا من قدست الوجود ورعيت قضية الإنسان ، يا من زكيت سيادة العقل ونهنهت غريزة القطيع ، يا من هيأك تفوقك لتكون واحداً فوق الجميع ، فعشت واحداً بين الجميع " ، هذا إهداء قرأته في كتاب يتحدث عن النبي عليه الصلاة والسلام .
يا من جئت الحياة فأعطيت ولم تأخذ راقب نفسك أتحب الأخذ أم العطاء ؟ هناك من يحبون الأخذ ، من يحبون أن يغنوا ولو على حساب الناس ، أن يشبعوا ولو على جوع الناس ، أن يكبروا ولو على أشلاء الناس ، أتحب أن تسعد الآخرين ؟ أتحب أن تخدم الناس ؟ أتحب أن تكون مفتاح الخير لا مفتاح الشر ؟ أتحب أن تُقضى حوائجهم على يدك ؟ إذا أحب الله عبداً جعل حوائج الناس إليه :
(( عن عبد الله بن عباس : إنَّ اللهَ قال : أنَاْ خلقتُ الخيرَ والشَّرَّ ، فطوبَى لِمَنْ قَدَّرْتُ على يدِه الخيرَ ، ويلٌ لِمَنْ قَدَّرْتُ على يدِه الشَّرَّ . ))
إذا أردت أن تعرف مقامك فانظر فيما استعملك ، راقب عملك هل عملك فيه عطاء أم فيه أخذ ؟ هل عملك يبنى على إيذاء الناس أم على إكرام الناس ؟ شتان بين العملين ، لذلك :
(( عن حذيفة بن اليمان : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : هَلُمُّوا إِليَّ . فأَقبَلُوا إليه فجَلَسُوا ، فقال : هذا رسولُ ربِّ العالمِينَ ؛ جِبريلُ نَفَثَ في رُوعِي : إنَّه لا تَموتُ نفسٌ حتى تسْتكمِلَ رِزْقَهَا وإنْ أبطأَ عليهَا ، فاتَّقُوا اللهَ ؛ وأجْمِلُوا في الطَّلَبِ ، ولا يحْمِلَنَّكم اسْتِبْطاءُ الرِّزقِ أن تَأخذُوهُ بِمعصيةِ اللهِ ، فإنَّ اللهَ لا يُنالُ ما عِندَه إلا بِطاعتِه . ))
واستجملوا مهنكم ، لا ترض بمهنة سيئة ، اختر مهنة صالحة فيها نفع عميم ، لا تجعل مهنتك فتنة :
(( عن أنس بن مالك : الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها . ))
الحق مبذول لكل الناس :
شيء آخر ، مما يدل على عدالة الله عز وجل أنه جعل الحق مبذولاً ، الخلق كلهم عيال الله ،
كلكم مدعوون إلى الحق ، أبيضكم وأسودكم ، عربيكم وأعجمكم ، كبيركم وصغيركم ، مدنيكم ، أيّ إنسان :
﴿ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) ﴾
فرعون الذي قال :
﴿ فَقَالَ
والذي قال :
﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38)﴾
والذي قال :
﴿ وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ
هذا هو نفسه دعاه الله إليه :
﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ
الدعوة إلى الله أفضل عمل على الإطلاق :
قال بعض العلماء : من تصدر للإرشاد فإن عليه اجتناب ما يمنع من قبول كلامه ، فالورع حسن ، لكن في العلماء أحسن ، هذا الذي تدعوه إلى الله يجب أن تكون قدوة له ، يجب أن تكون سباقاً إلى الخير ، يجب ألا يأخذ الناس عليك مأخذاً :
﴿
بعد أن أتمهم :
﴿
يجب أن تصبر ، ويجب أن تضحي ، ويجب أن تبذل ، ويجب أن تتواضع ، ويجب أن ترحم من أجل أن يشرفك الله بأن تكون جندياً من جنود الحق ، ما من حرفة أرقى في الأرض من أن تكون داعياً إلى الله عز وجل :
﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)﴾
وسيأتي بعد قليل آية خطيرة جداً ، بمعنى أن الذي لا يدعو إلى الله ليس مؤمناً ، من سمات المؤمن أنه يدعو إلى الله ، فلو تخلى عن الدعوة فقد إيمانه .
الآن هناك قاعدة ؛ نفي الشيء إثبات لضده ، فإذا كان للإنسان غرض دنيوي من دعوته إلى الله ، إذا أثبتنا هذا الغرض نفينا الإخلاص عنه ، فإذا نفينا هذا الغرض أثبتنا الإخلاص ، فإذا نفيت عن إنسانٍ أن تكون له مآرب من دعوته الدنيوية فهذا النفي هو في حدّ ذاته إثبات لإخلاصه .
آيات الله الدالة على عظمته لا تعد ولا تحصى :
﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30) ﴾
لو أن سنوات القحط والجفاف استمرت ، ما قيمة هذه الطوابق العليا ؟ ما قيمة هذه البيوت الفخمة لو لم يكن فيها ماء ؟ ما قيمة الشام ؟ لا قيمة لها لولا الماء ، إذا جلست إلى الطعام هذا الخبز الذي تأكله هل تعلم أن هذا القمح غذاء كامل للإنسان ؟ ما هذا التوافق بين بنية القمح وبين بنية الجسم ؟ هذا الحليب الذي تشربه غذاء كامل ، من جعل هذا التوافق بين حليب الغنم وحليب البقر وبين حاجة الجسم ؟ هذا اللحم الذي تأكله من سخره لك ؟ هذه الخضراوات التي تأكلها من زرعها لك ؟
﴿ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (64)﴾
تلقي الحبة وتذهب إلى البيت ، هذه الحبة والرشيم والسويق والجذير من يشق الحبة عن الرشيم ؟ كيف ينمو هذا الرشيم ؟ كيف تنبت الأوراق ؟ كيف تظهر الأزهار ؟ كيف تنعقد الثمار ؟ كيف تصبح هذه الثمار ناضجة ؟ هذه الفواكه التي تأكلها تصميم من ؟ بستان فيه التفاح وفيه العنب وفيه الإجاص وفيه المشمش وفيه التوت وفيه الدراق وفيه الكرز يسقى بماء واحد :
﴿ وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ
آيات ، آيات دالات على عظمة الله ، ما الفرق بين الكرز وبين الدراق ؟ فرق كبير ، اكتب الفرق كتابة ، لن تستطيع ، هذا حلو وهذا حلو ، ولكن حلاوة الكرز غير حلاوة الدراق ، غير حلاوة الإجاص ، غير حلاوة التفاح ، غير حلاوة العنب ، غير حلاوة التمر .
التمر ، هذه الشجرة التي تعيش أكثر من ستة آلاف عام ، هناك أشجار نخيل قبل سيدنا عيسى بكثير ، قبل الميلاد ، هذا التمر الذي فيه مادة سكرية ، تتمثل في أقل من عشرين دقيقة ، من الفم إلى الدم في عشرين دقيقة ، فيه مادة تمنع النزيف ، فيه مادة تمنع الكتم ، ملينة ، فيه مادة تغذي الدماغ ، أي آيات بليغات عن التمر .
هذا العنب لو أمسكت بعنقود العنب بكلتي يديك ، وشددته ، وتعلقت به لما انقطع ، فإذا فعلت هكذا انقطع ، تصميم من هذا ؟ مهما هبت الرياح فلا يقع العنب ، لكنك إذا حركت العنقود حركةً معاكسةً لزاوية ذنبه ينقطع فوراً ، هناك تصميم .
من جعل هذه الفواكه تنمو تباعاً ؟ الكرز أولاً ، ثم المشمش ، ثم الدراق ، ثم الإجاص ، ثم التفاح ، ثم العنب ، ثم التين ، لو أنّ هذه الفواكه تنضج جميعاً في يوم واحد ، أو في أسبوع واحد لأتلفت ، لم نستفد منها ، نستفيد منها إذا نضجت تباعاً ، والفاكهة الواحدة تنضج أيضاً على مدى شهر ، على مدى أربعة أسابيع ، التفاح على مدى شهرين ، من جعل هذه الخضراوات تنضج تباعاً ؟ كل يومين يوجد قطف كوسا ، الكوسا والباذنجان والبندورة كل يومين يوجد قطف ، لو أنها كالقمح تنضج في يوم واحد ماذا نفعل بها ؟ لكنّ القمح لو أنه نضج تباعاً كيف نحصده ؟ مستحيل ، الحمص والقمح والعدس والشعير هذه المحاصيل من آيات الله الدالة على عظمته أنها تنضج في يوم واحد رحمة بنا
دمشق ، هذه البيوت ، اصعد إلى جبل قاسيون ، وألقِ نظرة على دمشق من علٍ ، ما من بيت إلا وفيه سكر وشاي وبن ورز ومؤونة ، من وزع هذه الأقوات ؟ الله سبحانه وتعالى .
الشرك شرك في الطاعة وشرك في النية :
العلماء لهم في هذه الآية أقوال عديدة ، بعضهم قال : يؤمن أكثرهم باللسان ، وهم مشركون بالقلب ، يؤمن أكثرهم باللسان وهم مشركون بالعمل ، يؤمنون في الشدة ويشركون في الرخاء ، باللسان والعمل ، باللسان والقلب ، بالشدة والرخاء ، والعلماء قالوا : هناك شرك بالطاعة ، فالذي يطيع غير الله هو عند الله مشرك ، وهناك شرك في النية ، الذي ينوي في قلبه التقرب إلى فلان من دون الله عز وجل فهو مشرك ، وهناك شرك في الوجهة ، الذي يتوجه بكليته إلى غير الله فهو مشرك ، وهناك شرك في العمل ، الذي يعمل لغير الله فهو مشرك ، والحقيقة أنه ليس في الكون إلا حقيقة واحدة وهي الله ، فإذا عرفتها فأنت مؤمن ، وإذا جهلتها فأنت مشرك ، إذا تقربت إليها فأنت مؤمن ، وإذا تقربت إلى غيرها فأنت مشرك ، إذا خفتها فأنت مؤمن ، وإذا خفت من غيرها فأنت مشرك ، إذا عملت لها فأنت مؤمن ، وإذا عملت لغيرها فأنت مشرك .
أنواع الشرك :
لكنّ العلماء قالوا : الشرك نوعان ؛ شرك كبير لا يُغفر :
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)﴾
أن تعبد مع الله إلهاً آخر ، أن تطيع إنساناً في معصية الخالق ، هذا شرك أكبر لا يُغفر ، أن تتخذ إلهاً غير الله ، ولو كان من بني البشر ، أن تعبد غير الله ، أن تطيع غير الله ، أن ترضى بقربة غير القربة من الله عز وجل .
وقال بعضهم : هذا الشرك هو النفاق ، ذلك المنافق يعمل إذا عمل رياء الناس وهو مشرك بعمله ، وهناك حديث قدسي يقول : عن أبي هريرة رضي الله عنه :
(( قال اللهُ تعالَى : أنا أغْنَى الشُّركاءِ عنِ الشِّركِ ، مَنْ عمِلَ عملًا أشركَ فيه معِيَ تركتُهُ وشِركَهُ . ))
لا أقبله ، أنا أغنى الأغنياء عن الشرك ، ومن كان أشرك في عمل عمله لله فليطلب ثواب هذا العمل من عند غير الله ، فإن الله أغنى الأغنياء عن الشرك ، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول :
(( عن عبد الرحمن بن غنم : إنَّ أخوفَ ما أخافُ على أُمَّتِي الإِشراكُ بِاللهِ أمَا إنِّي لَستُ أقولُ يَعبدُونَ شَمسًا ولا قمرًا ولا وثَنًا ولَكِنَّ أعمالًا لِغيرِ اللهِ وشَهوةً خَفِيَّةً.))
هذا هو الشرك ، الشرك أخفى من دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء :
(( عن عائشة أم المؤمنين : الشِّركُ أخفى من دَبيبِ الذَّرِّ على الصَّفا في اللَّيلةِ المُظلمةِ وأدناهُ أن تحبَّ على شيءٍ منَ الجَورِ وتبغضَ على شيءٍ منَ العَدلِ وَهلِ الدِّينُ إلَّا الحبُّ والبغضُ فإنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يقولُ اتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ . ))
أي إذا أحببت صديقاً لك ليس مستقيماً ، جائراً قليلاً ، منحرفاً قليلاً ، إذا أحببته فأنت مشرك ، وإذا نصحك ناصح ، وكان في نصيحته منصفاً فكرهته فأنت مشرك ،
﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165)﴾
هذا من الشرك :
﴿ تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (97) إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (98) ﴾
هذا هو الشرك ، قال : كيف يسوى من خُلِق من تراب برب الأرباب ؟ كيف يسوى العبيد بمالك الرقاب ؟ أي أنت إذا أطعت فلاناً وعصيت الله هل تعلم أنك جعلت من هذا الإنسان خالقاً ؟ رفعته إلى مستوى الخالق ، أي هذا شيء كبير ، خالق السماوات والأرض من بيده كل شيء ، يُطعِم ولا يطعَم ، بيده مقاليد السماوات والأرض :
﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
هو القديم الأزلي السرمدي الأبدي ، لا شيء قبله ، ولا شيء بعده ، بيده الأمر تعصيه وتطيع مخلوقاً يفنى ؟! يموت ؟! كل مخلوق يموت ، ولا يبقى إلا ذو العزة والجبروت ، أيعقل هذا ؟! أيعقل أن تسوي رب العالمين ببعض البشر؟ أو أن تسوي بعض البشر برب العالمين ؟! سبحان الله ؟!
﴿ وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ
ظلم لهذه النفس ، أي أنت في هذا العمر الثمين تتجه بكليتك ، بإمكاناتك ، بعقلك ، بتفكيرك ، بعلمك ، بخبرتك ، بقيمك ، بمبادئك ، تتجه للإنسان وتدع الله عز وجل يغضب عليك ؟ أهذا هو العقل ؟ ما قولكم :
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
ابن الملقن : البدر المنير: خلاصة حكم المحدث : صحيح : أحمد ، والطحاوي في
بأولادي ، أأولادك أغلى عليك من الله ؟
(( مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ أَشْرَكَ ))
(( عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أنَّهُ جاءَ في رَكْبِ عشرةٍ إلى رسولِ اللهِ فبايعَ تسعةً وأمسَكَ عن رجلٍ منهُم فقالوا ما شأنُهُ ؟ فقالَ : إنَّ في عضدِهِ تميمةً فقطعَ الرَّجلُ التَّميمَةَ فبايعَهُ رسولُ اللَّهِ ثمَّ قالَ : مَن علَّقَ فقَد أشرَكَ . ))
وضع حدوة ، وكتب : " عين الحاسد تبلى بالعمى " ، هذا شرك ، وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( مَن ردَّتْه الطِّيَرةُ من حاجةٍ فقد أشرَكَ، قالوا يا رسولَ اللهِ ما كفَّارةُ ذلك؟ قال: أنْ يقولَ أحَدُهمُ: اللَّهُمَّ لا خَيرَ إلَّا خَيرُكَ، ولا طَيْرَ إلَّا طَيْرُكَ، ولا إلهَ غَيرُكَ . ))
أراد أحدهم أن يسافر ، ولم يجد غير يوم الأربعاء ليسافر ، فقال : أنا لا أسافر يوم الأربعاء ، أتشاءم من هذا اليوم ، هذا شرك :
عن عبد اللَّه بنَ مسعودٍ قال :
(( من أتى عرَّافًا أو ساحرًا أو كاهنًا فسألَهُ فصدَّقَهُ بما يقولُ فقد كفرَ بما أنزلَ على محمَّد . ))
وعَنْ صَفِيَّةَ عَنْ بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
عن أنس بن مالك :
(( أتى كاهنًا فصدَّقَه بما يقولُ فقد برئَ مما أُنزلَ على محمدٍ ، ومن أتاه غيرَ مصدِّقٍ له لم تُقبل صلاتُه أربعين يومًا . ))
هذا كله شرك ، إذا قرأت في المجلات حظك هذا الأسبوع ، أنت ولدت في كانون الأول ، وكان برجك الدلو مثلاً ، تنظر إليه ، هذا شرك ، إذا جلست إلى ساحر ولم تصدقه لم تقبل لك صلاة أربعين صباحاً ، رقم ثلاثة عشر لم يعجبني ، هذا شرك ، دخل صديقك إلى المحل فلم تتم البيعة فقلت : إن هذا الشخص قدمه نحس ، هذا شرك ، ليس له علاقة ، هذا كله كلام لا معنى له ، فلذلك باب الشرك واسع :
عن أبو بكر الصديق :
(( ذَكَرَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الشِّركَ، فقال: هو فيكُم أَخفَى مِن دَبِيبِ النَّملِ، فسأَدُلُّكَ على شَيءٍ إذا فَعَلْتَهُ ذهَبَ عنك صِغارُ الشِّركِ وكِبارُه، أو: صغيرُ الشِّركِ وكبيرُه. قال: قُلْ: اللَّهمَّ إنِّي أَعوذُ بكَ أنْ أُشرِكَ بكَ وأنا أَعلَمُ، وأَستغفِرُكَ لِمَا لا أَعلَمُ"، يَقولُها ثلاثَ مرَّاتٍ. ))
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
(( قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ : الكبرياءُ ردائي ، والعظمةُ إزاري ، فمَن نازعَني واحدًا منهُما ، قذفتُهُ في النَّار . ))
أن تقول : أنا ، فهذا شرك ، أن تقول : فلان ، فهذا شرك ، أن تقول : هذا الطبيب أنقذ ابني من موت محقق ، فهذا شرك ، التقيت بإنسان عجبت له ، حينما تكلم وضع يده هنا وضغط زراً فتكلم ، قال: أنا استؤصلت حنجرتي ، وذكر دولة أجنبية ، هؤلاء الذين أنقذوا حياتي ، أنقذوني من السرطان ، ركبوا لي هذه الحنجرة ، هم إنسانيون وأصحاب مبادئ ، أي عزا كل الفضل إليهم ، ونسي الله عز وجل ، هذا شرك .
ويقول الله عز وجل :
لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق :
جاء بعض الخلفاء إلى الحج ، وكان في الحرم المكي ، فالتقى بعالِمٍ جليل ، فقال لهذا العالِم : سلني كل حاجتك ؟ ملك ، فقال : والله أستحيي وأنا في بيت الله أن أسأل غير الله ، فلما التقى به خارج الحرم قال له : سلني كل حاجتك ؟ قال : والله ما سألتها من يملكها أفأسألها من لا يملكها ؟ قال له : سلني كل حاجتك ؟ فقال له : أنقذني من النار ؟ قال : هذه لا أملكها ، قال : إذاً ليس لي عندك حاجة ، وقد قيل : استغنِ عن الرجل تكن نظيره ، واحتج إليه تكن أسيره ، قال له : يا أبا حنيفة ، لو تغشيتنا نأنس بك ، نسعد بقربك ، نفتخر بك ، قال : ولِمَ أتغشاكم وليس لي عندكم شيء أخافكم عليه ؟ وهل يتغشاكم إلا من خافكم على شيء ؟ لا ينبغي للمؤمن أن يُذل نفسه ، ابتغوا الحوائج بعزة الأنفس ، فإن الأمور تجري بالمقادير ، شرف المؤمن قيامه بالليل ، وعزه استغناؤه عن الناس :
﴿ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213) ﴾
لا تنام الليل ، والله لم أقل هذه الكلمة ، هكذا قال أنا قلتها ، كيف سأرضيه ؟ لا تنام ليلتك ، الإنسان لئيم ومعلوماته قاصرة ، فقد يسمع فيك قولاً ما قلته ، ويحكم عليك وأنت بريء ، لذلك :
﴿ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98﴾ ﴾
﴿
أي لا يأمن بأس الله إلا القوم الضالون ، لا يأمن بأس الله إلا الغبي .
كان أحدهم يركب سيارة وهو ظالم لنفسه ، كسبه حرام ، بنى ثروة من أموال الناس غصباً ، استعلى عليهم ، ضايقهم ، كان يمشي في سيارته عندما نزل المطر بشكل بطيء ، وضع قدمه على المكبح ، دار قليلاً ، اصطدم بسيارة شحن ، نزعوا رأسه من المقعد الخلفي ، في ثوان ، من أنت ؟ حركة ، أحياناً يتوقف ينفجر شريان في الدماغ ويكون الرجل جالساً ، وفي غضون ثانية واحدة يكون قد انتهى ، هذه سكتة دماغية أسرع شيء ، ينفجر شريان في الدماغ ، يرتفع الضغط قليلاً للاثنتين والعشرين ، ينفجر الشريان ، فيمشي الدم في الدماغ وينتهي ، هناك مليون طريق ، إذا عصى أحدنا الله عز وجل ولم يبالي بالدين ، ولم ينضبط بالشرع ، ولم يهتم بالآخرة ، ما هو الإنسان ؟ من أي سبب يأتيه ملك الموت .
الدعوة إلى الله بالدليل والبرهان :
﴿
بين نقطتين لا يمر إلا مستقيم واحد ، أما المنحنيات والمنكسرات فيمر ألف خط ، الباطل متعدد ، والحق واحد ، الباطل متعدد هناك باطل غربي ، باطل شرقي ، باطل شهواني ، باطل عقائدي ، باطل سلوكي ، باطل لهو ، أي الباطل أنواع منوعة ، أما الحق فواحد لا يتبدل ، ولا يتغير :
﴿ فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ
تمشي على الطريق لو خرجت منه فهذا هو الضلال :
(( ليأتينَّ على أمَّتي ما أتى على بني إسرائيل حَذوَ النَّعلِ بالنَّعلِ ، حتَّى إن كانَ مِنهم من أتى أُمَّهُ علانيَةً لَكانَ في أمَّتي من يصنعُ ذلِكَ ، وإنَّ بَني إسرائيل تفرَّقت على ثِنتينِ وسبعينَ ملَّةً ، وتفترقُ أمَّتي على ثلاثٍ وسبعينَ ملَّةً ، كلُّهم في النَّارِ إلَّا ملَّةً واحِدةً ، قالوا : مَن هيَ يا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : ما أَنا علَيهِ وأَصحابي . ))
الملف مدقق
والحمد لله رب العالمين