- تفسير القرآن الكريم / ٠2التفسير المطول
- /
- (050)سورة ق
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة الكرام، مع الدرس الثاني من سورة ق، ومع الآية الثانية عشرة.
توعد الله من حاد عن منهجه بالعذاب الأليم:
قال تعالى:
﴿ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ(12) وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ(13) وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ(14)﴾
ليس القصد في هذه الآية ذِكْر التفاصيل، إنما القصد أن هذا المنهج الذي جاء به الأنبياء كلّ مَن حاد عنه لقي العذاب الأليم.
الشيء الذي يلفت النظر هو أن تأويل القرآن أحياناً هو وقوع الوعد والوعيد، فهناك مبادئ نظرية، وهناك تصديقاتٌ عملية، المبدأ النظري أنّ هذا حلال وهذا حرام، وأنّ هذا حقٌ وهذا باطل، وأنّ الذي يفعل ما أُمِرَ به يلقى أحسن الجزاء، وأنّ الذي يقترف ما نهى الله عنه يدفع أكبر الجزاء.
إنزال العذاب الأليم بالأقوام السابقة:
لذلك:
قدرة الله عز وجل في إعادة خلق الإنسان من جديد كما خلقه أول مرة:
﴿ أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ(15)﴾
في الخلقِ الأول، خلق الله جلَّ جلاله الإنسان في أحسن تقويم، والذي خلقه أولَ مرة قادرٌ على أن يعيده في المرة الثانية.
الله سبحانه و تعالى يعلم السر و أخفى:
﴿
الوسوسة حديث النفس، ويمكن أن تُسمي ذلك الخواطر، الخواطر التي تَرِدُ على ذهنك، يمكن أن تسمي ذلك حديث النفس فيما بينك وبين نفسك، فالإنسان له حالتان؛ حالةٌ يتكلم بها مع الآخرين، وحالةٌ يصمت بها، وهو صامت هناك نشاطٌ ذاتي، هناك حديثٌ، وعرضٌ، وأخذٌ وردٌّ، وسؤالٌ وجوابٌ، واقتراحٌ ورفضٌ، وتطلّعٌ وأملٌ، ورغبةٌ ورهبةٌ وخوفٌ، حديث النفس لا ينقطع.
اركب مركبةً عامةً إلى بلدةٍ بعيدة، طوال الطريق وأنت تحدِّث نفسك، سَمِّها إن شئت الخواطر، سمِّها إن شئت حديث النفس، على كلٍ كل شيءٍ تُبطِنه يعلمه الله عزَّ وجل، بل إن الله سبحانه وتعالى يعلم السر وأخفى، يعلم ما أسررته في نفسك، وأخفيته عن الخلق، ويعلم ما خفيَ عنك، هذا معنى قول الإمام علي كرم الله وجهه:
﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ(14)﴾
تبدأ استقامة الإنسان عندما يعلم أن الله يعلم كل شيء:
أيها الإخوة، النقطة الدقيقة جداً أنك إذا أيقنت أنك مكشوف، وأن كل خواطرك مكشوفةٌ عند الله، وأن كل تطلّعاتك مكشوفة عند الله، وأن كل حواراتك الداخلية مكشوفةٌ عند الله، وأن حديث النفس يعلمه الله، وأن النوايا يعلمها الله، ما خبّأت عن الناس يعلمه الله
المشكلة أنك إذا أيقنت أن الله يعلم فلا شك أنك تستقيم، لأنك إذا أيقنت أن زيداً مـن الناس يعلم، وزيدٌ مقتدرٌ عليك، ويعلم فلا يمكن أن تحيد عن أمره، وهذا شأن الناس مع الأقوياء، إذا أيقنت أن زيداً أو عبيداً يعلم سرَّك وجهرك، يعلم ما تفعل، لا أقول: يعلم سرك، يعلم ما تفعل، وهو مقتدرٌ عليك فلا يمكن أن تعصي أمره، إذاً متى تبدأ بالاستقامة على أمر الله؟ ما هو المنطلق كي تستقيم؟ المنطلق أن تعلم أن الله يعلم، إذا علمت أن الله لا تخفى عليه خافية، يعلم السر وأخفى، يعلم حديثك الذاتي، طبعاً قد تقول: الذي تقوله يعلمه الناس، لكن الله سبحانه وتعالى أشار إلى حديثٍ ذاتيٍ نفسي، لا يمكن لأحدٍ أن يعلمه، هذا الذي تُخْفيه عن الناس يعلمه الله، فَلأَن يعلم جهرك من باب أَوْلى، إذا كان الله سبحانه يعلم سرك، وحديثك الذاتي الذي لا يمكن أن يطّلع عليه أحدٌ من البشر أبداً، اجلس بين قوم واسكت، هل يستطيع أحدٌ مهما أوتي من الذكاء والخبرة والفِراسة والعلم وقوة الشخصية أن يعلم ماذا يدور في خَلَدك؟ أبداً، قد تبتسم، وفي الداخل تبكي، قد تمدحه بلسانك، وفي الداخل تلعنه، أيستطيع إنسان كائناً من كان أن يعلم ما يدور في خلَدك؟ لكن الله يعلم
العلم والقدرة صفتان من صفات الرحمن:
أيها الإخوة، دققوا في هذه الآية:
﴿ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً(12)﴾
ربنا جلَّ جلاله اختار من بين أسمائه كلها اسمَين؛ العلم والقدرة، إذا أيقنت أيها الإنسان أن الله يعلم، وأنت في قبضته وسيحاسبك، وأنا أعني ما أقول، وفي حدود ما أقول، يستحيل أنْ تعصيه، لأنك لن تعصيَ مخلوقاً ولو كنت لا تحبه إذا كان علمه يطولك، وقدرته تطولك، أبداً لن تعصي مخلوقاً لا تحبه بشرط أنّ علمه يطولك، وأنّ قدرته تطولك، فكيف بخالق الأكوان؟
علم الله و محاسبته للإنسان تحمل العبادَ على طاعته:
لو أن شريكَين اتفقا على شراكةٍ أبدية، لكن في ذهن الأول أنه لمجرد أنْ يُتقن الخبرة من الثاني يلقيه خارج الشركة، فالله يعلم ذلك، لو تزوَّجت امرأةً وفق الشروط الشرعية؛ بمهرٍ وشهودٍ، وإيجابٍ وقَبولٍ، وفي نيتك أنْ تطلّقها بعد نهاية الدراسة، فالله يعلم، فكلمة: (يعلم) تحمل العبادَ على طاعة الله، يعلم وسيحاسب، يعلم وأنت في قبضته وسيحاسبك.
أرجو الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه الآية واضحةً لديكم: يعلم وأنت في قبضته وسيحاسب، لذلك فإن ذرة عقل تمنعك أنْ تعصيه، ولا يمكن ذلك، لأنك تعامل المخلوق هكذا، تعامل مخلوقاً من جنسك وهو بشر، وقد لا تحبه، قد تحتقره، لأنه يعلم مخالفتك لهذا القانون، ولأنك في قبضته، وسيحاسبك، لذلك تستقيم على أمره، فإذا كان هذا شأنك مع بني البشر، فكيف ينبغي أن يكون شأنك مع خالق البشر؟ الخواطر كلها يعلمها، النيَّات كلها يعلمها، التطلّعات يعلمها، التصميمات يعلمها، الخِطط التي ترسمها يعلمها، الذي تقوله ولا تعتقد به يعلمه، الذي تفعله، وتنوي عكسه يعلمه
إطلاع الله عز وجل على سريرة الإنسان:
لذلك ألا يستحي الإنسان من الله؟
﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ(88) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ(89)﴾
إذا نظر الله إلى قلبك فكان في قلبك السلامة والتواضع، والعبودية ومحبة الخلق، ورغبتك في خدمتهم وهدايتهم، والأخذ بيدهم فهنيئاً لك، أما إذا نظر الله إلى قلبك فإذا فيه الحقد والحسد، والضغينة والعداوة، والبغضاء والنيَّات الخبيثة، والرغبة في أنْ تزول النعم عن الخلق، وأن تأتي إليك، فالويل لهذا الإنسان،
و الله عزَّ وجل رب النيات
أقرب شيء إلى الإنسان هو حبل الوريد:
قال تعالى:
معنى القرب في: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ:
وظيفة التفكر في الموت:
أيها الإخوة، ذكرت مرةً أنّ التفكُّر في الموت له وظيفةٌ إيجابيةٌ جداً، وظيفته الإيجابية أنّ التفكر في الموت يبقيك على الصراط المستقيم، ويمنعك من الانزلاق يَمنةً أو يَسرة، وأن التفكر في الموت يدفعك إلى الله، هناك خطران ينتظران من يركب مركبةً، ويمشي بها في طريق:
إن التفكر في الموت يدفعك إلى الله، ويمنعك من السقوط، وأحد أسباب الاستقامة أنْ تعلم أنّ الله يعلم، إذا كان يعلم سرَّك فَلأَن يعلم جهرك من باب أَوْلى، إذا كان يعلم خواطرك وحديث نفسك ونيَّاتك المستقبلية فلَأَن يعلم أعمالك من باب أَوْلى، وحينما يعلم فهو قدير.
الله عزَّ وجل أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد علماً وقدرةً:
دقة التفسير أن الله عزَّ وجل حينما قال:
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ(186)﴾
قدرة الله عز وجل في نجاة الإنسان إذا كان ذا نية حسنة:
﴿ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ
والحقيقة أن الهلاك كان محقَّقاً، لأن أصحاب موسى شِرْذمةٌ قليلون، كما قال فرعون، وفرعون وما أدراكم ما فرعون بجبروته، وجيشه، وأتباعه، وقوته، وحقده، وتكبره، وهم يتبعون أصحاب موسى، والبحر أمامهم، قال تعالى:
﴿ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ
إذا كنتَ في كلِّ حالٍ معي فَعنْ حِملِ زادي أنَا في غِنَى
حفظ الله المؤمن و تأييده و توفيقه في كل أموره:
فالله عزَّ وجل علمه معك، وقدرته معك، أيضاً هناك آيةٌ يحسن أنْ نذكرها الآن، فالله عزَّ وجل يقول:
﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ
قالوا:
﴿ إِن تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِن تَنتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَعُودُوا نَعُدْ وَلَن تُغْنِيَ عَنكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ
﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ
قالوا:
كُنْ معَ اللهِ تَرَ اللهَ معَك واترُكِ الْكُلَّ وحاذِرْ طَمعَـك
وإذا أعطاكَ فمَنْ يمنعُهُ ثمَّ مَنْ يُعطِي إذا مَا مَنعَـــك
المؤمن الصادق خلوته كجلوته:
إحصاء أعمال الإنسان عليه من قبل الملائكة الذين وكلهما الله بهذا:
﴿ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ(17)﴾
المتلقيان الملَكان، أنت حينما تصلي تقول: السلام عليكم ورحمة الله يمنة، السلام عليكم ورحمة الله يسرةً، إنك تسلِّم على الملكين الذين أوكلهما الله بكتابة الحسنات والسيئات، المتلقيان سُمّيا كذلك؛ لأنهما يتلقيان أعمال الإنسان الخَيِّرة والشريرة، لكن الله عزَّ وجل يقول:
علم الله عز وجل بأعمال الإنسان:
﴿ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ(17) مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ(18)﴾
أيها الإخوة، لو أن إنساناً راقب إنساناً لحمله على الاستقامة، لو أن إنساناً رُوقِب في كلامه وفي حركاته، وفي غُدواته ورَوحاته، وفي تحركاته لوجدت منه العَجب العُجاب في الانضباط، يقول لك: أنا مراقب، فكيف إذا كان الذي يراقبك قيّوم السماوات والأرض؟
(( قلتُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم حسبُك من صفيةَ كذا وكذا, قال: غيرُ مُسَدِّدٍ تعني قصيرةً. فقال:
ماذا قالت؟ قصيرة فقط.
معنى يلفظ:
فكل كلمةٍ تقولها
معنى رقيب عتيد:
(( اليمينُ الكاذبةُ مُنفِّقَةٌ للسلعةِ مُمحِقةٌ للبركةِ. ))
العاقل من يفكر بكل كلمة قبل أن يقولها و يحاسب عليها:
قبل أنْ تقول قولاً فاعلم أن القول مسجل، سهرتَ في مكان، ورأيت آلة تسجيل مفتوحة تسجل عليك، فكيف تتكلم عندئذٍ؟ وهم أصدقاؤك، وليس هناك أحد غريب، ولو أنهم أصدقاء فأنت تتحرّج، فكيف إذا علمت أنّ كل كلمةٍ تقولها مسجلة.
﴿
ما قول هذا الإنسان حينما يأتي يوم القيامة تعرض عليه أعماله كما هي كشريط؟ أحياناً حتى يوفروا على أنفسهم الأخذ والرد، فعلت أم لم تفعل؟ يعرضون عليه شريطاً فيه أعماله، فيسكت، أنت خالفت، كنت في هذا الطريق في الساعة الفلانية، السرعة زائدة عن المقرر، يقول: لم أكن في هذا الطريق، كنت في ذاك الطريق، فتُبرَز له صورة سيَّارته وسرعتها والوقت والزمان وكل شيء، يسكت، أحياناً عرضُ الصورة يُسكِت، فما قول هذا الإنسان يوم القيامة إذا عُرضت عليه أعماله كأنه يراها؟
﴿ اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً(14)﴾
عرض أعمال الإنسان يوم القيامة عملاً عملاً:
اكتشفوا مؤخراً أنّ الإنسان إذا مشى مع الضوء توقَّف الزمن، فإذا سبق الضوء تراجع الزمن، نحن في هذا المجلس أجسام عاكسة للضوء، هذا منبع ضوئي، ونحن أجسام عاكسة، إذاً يخرج منا موجات، هذه الموجات تسير بسرعة ثلاثمئة ألف كيلو متر في الثانية، هذه سرعة الضوء، لو تصورنا أن إنساناً سار معها لتوقف الزمن، هذا المجلس يبقى إلى أبد الآبدين، ما دامت هذه الموجات تنتقل عبر الفضاء الخارجي، ومادام هذا الذي يسير معها يراها إذاً: هذا المنظر يبقى إلى أبد الآبدين، مع أننا قد نكون جميعاً تحت أطباق الثرى، فإذا سار الإنسان مع الضوء توقَّف الزمن، وإذا سبق الضوء تراجع الزمن.
ومن باب الخيال العلمي يمكن لو سبقنا الضوء أن نرى معركة اليرموك، يمكن أن نرى معركة القادسية كما هي حقيقةً، لأن هذه المعركة صدر عنها موجات ضوئية إلى الفضاء الخارجي، وإذا سجَّل الإنسان الصوت والصورة، ونقلهما عبر الأقمار، فهو عن طريق الحاسوب يقرأ أربعمئة وخمسين مليون حرف في الثانية الواحدة، هذا حال الإنسان، فهل يعظم هذا على الواحد الديَّان؟
ازدياد حرص الإنسان على طاعة الله إذا عرف أن الله يعلم كل شيء:
تأكدوا أيها الإخوة، أن أعمالنا جميعاً مسجَّلة علينا صورة وصوتاً، ملونة، ويوم القيامة تُعرَض عليك، ويقال لك: لماذا فعلت كذا؟
كتابة الحسنة فوراً والسيئة لا تكتب إلا بعد الإصرار عليها:
الإنسان إذا فعل حسنةً سارعَ ملك اليمين فيكتبها له عشر حسنات، أما إذا اقترف سيئةً فملَك اليمين يأمر ملَك الشمال أن يتريَّث سبع ساعات، فلعله يستغفر، فلعله يتوب، فلعله يندم، لا تُكتَب إلا بعد أن يصر، وهذا معنى قوله تعالى:
﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ
والزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى، أي أن الإنسان حينما يفعل سوءاً تُدرَس نيَّته، ويُدرس قصده، ويعطى مهلةً للتوبة وللندم، فإذا كان قاصداً هذه المعصية، ولم يندم عليها، وأصر عليها عندئذٍ تُكتَب، إذاً: ملك اليمين أميرٌ على ملك الشمال، الحسنة تكتب مباشرةً بعشر أمثالها، والسيئة لا تُكتَب إلا بعد الإصرار عليها.
وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ: من معاني هذه الآية:
﴿
النبي عليه الصلاة والسلام سيد الخلق وحبيب الحق، سيد ولد آدم، حبيب الله، خليل الله، ومع ذلك حينما جاءته سكرة الموت قال:
(( لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ. ))
1 ـ أن سكرة الموت جاءت بالحق الذي سمعه الإنسان في الدنيا:
مثلاً: قيل لك: وراء الجدار نار، هذا كلام، لكن نظرت فرأيت دخاناً وراء الجدار، فقلت بعقلك: لا دخان بلا نار، أول شيء كان كلاماً يحتمل الخطأ والصواب، فهذا خبر يحتمل الكذب والصدق، لكنك حينما رأيت دخاناً وراء الجدار دلّك عقلك على أنه لا دخان بلا نار، فتحرَّكت وراء الجدار، فرأيت لهيب النار، كنت أولاً بالخبر، ثم صرت باليقين العقلي بعلم اليقين، ثم لما رأيت لهب النار صرت بحقّ اليقين، فاقتربت من النار، فشعرت بوهجها، فصرت في عين اليقين، أولاً خبر، ثم علم يقين، ثم حق يقين، ثم عين يقين.
حينما يستمع الإنسان في حياته الدنيا إلى خطب في المساجد، إلى دروس تفسير، مواعظ، يقرأ كتباً، يستمع إلى أشرطة، كلها معلومات هذه، آيات، وأحاديث، وأدلة، وأقوال علماء، وفكرة عن الجنة والنار... إلخ، أما حينما يموت فكل هذا الذي سمعه يراه رأي العين
طلب العبد من الله أن يؤخر أجله:
لذلك يقول الإنسان عند الموت:
﴿ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ
هناك طلبٌ من العبد أن يُؤخره الله:
﴿ وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ
ندم الإنسان بعد رؤية الموت رأي العين:
عند الموت:
﴿ يَقُولُ
عند الموت:
﴿ وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ
عند الموت:
﴿ يَٰوَيْلَتَىٰ
عند الموت:
2 ـ الموت جاء بالحق:
خيار الإنسان مع الإيمان خيار وقت فقط:
فلذلك إخواننا، سأقول لكم كلمة: نحن مُخيَّرون، لكن خِيارنا مع أشياء كثيرة خِيَار قَبول أو رفض، أتسافر؟ يقول لك: لا، أتسكن هذا البيت؟ يقول: لم يعجبني، أتشتري هذه المركبة؟ لا أحبها، أتتاجر؟ يقول لك: نعم أتاجر، هناك أشياء كثيرة تُعرَض عليك، وأنت تقبل بعضها، وترفض بعضها الآخر، نقول: أنت مخيَّر، وخيارك خِيار قبولٍ أو رفض، إلا أن خيارك مع الإيمان هو خيار وقت فقط، دقق في هذه الكلمة: خيار وقت، أي أنّ أكفرَ كُفَّار الأرض حينما أدركه الموت قال:
﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ
هذا الذي قال:
﴿ فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ(24)﴾
هذا الذي قال:
﴿ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ
هذا الذي ادعى الألوهية، حينما مات، وغرق قال:
(( اغتنِمْ خمسًا قبلَ خمسٍ شبابَك قبلَ هَرَمِك، وصحتَك قبلَ سقَمِك، وغِناك قبلَ فَقرِك، وفَراغَك قبل شُغلِك، وحياتَك قبلَ مَوتِك. ))
ما مضى فاتَ والمُؤمَّلُ غيبٌ ولكَ الساعة التي أنتَ فيها
الموت ينقل الإنسان من علم اليقين إلى حق اليقين:
لا تملك إلا الساعة التي أنت فيها، فالماضي لا يعود، والمستقبل لا تملكه، من عدّ غداً من أجله فقد أساء صحبة الموت فإذا قلت: غداً سأدفع ما عليّ من رسوم الهاتف، سأسدد إيصال الهاتف غداً، أنت لا تعرف الموت، الموت أسرع من ذلك، يخطف الناس خطفاً خلال ثانية، يكون شخص ملء السمع والبصر فإذا هو كلماتٌ على الجدران، المرحوم فلان، عميد أسرتهم، الشاب، الشابة، إثر حادث أليم، إثر نوبة قلبية، ألا ترون هذا كل يوم؟
على الإنسان أن يكثر من ذكر الموت لأنه يذكر بالآخرة:
هناك أناسٌ لا يحبون سماع القرآن، لأنه يذكِّرهم بالآخرة، أو لأنه يُتلَى في المناسبات الحزينة، هناك أناسٌ لا يحبون أن يرَوا قبراً، بل إنّ هناك بلاداً تقيم فيها خمسين عاماً لا ترى فيها جنازة، ولا نعوة، ولا إعلاناً عن موت، كل شيءٍ يُنبِئ بالحياة لا بالموت، مع أن ذكر الموت مفيد جداً، النبي الكريم قال:
(( أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ. ))
(( يامحمد عش ماشئت فإنك ميت واعمل ماشئت فإنك مجزى به وأحبب من شئت فإنك مفارقه وأعلم أن شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه استغناؤه عن الناس. ))
إكرام الله عز وجل للمؤمن بأن يأتيه الموت بأحلى صورة:
﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ(6)﴾
تمنّي الموت مِحَكٌ خطير، الإنسان المستقيم، التائب، الذي عمله طيب وفق منهج الله لا يخيفه الموت، يقول: مرحباً بلقاء الله، بل إن الله سبحانه وتعالى يُكَرِّم عبده المؤمن بأن يأتيه ملَك الموت بصورة أحب الناس إليه على الإطلاق، أناسٌ كثيرون، وهو على فراش الموت يقول: هذا عمكم قد جاء، أي أخوه، يَعجب أولاده أنّ عمهم قد مات منذ سنواتٍ عدة! فملك الموت يأتي في صورة أحب الناس إلى المؤمن، والمؤمن حينما يرى مقامه في الجنة، ويرى رضوان الله قد أسبغ عليه، يقول: لم أرَ شراً قط، كل شيءٍ ساقه الله له في الدنيا من متاعب هذه يراها وكأنها إكرامات إلهية،﴿ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ﴾ لذلك اعمل عملاً يسرّك.
من أدخل الموت في حساباته اليومية أصبح حسابه يوم القيامة يسيراً:
إن الإنسان حينما يولد كل من حوله يضحك فرحاً به، لكنه يبكي وحده، أما حينما يموت كل مَن حوله يبكي، فإذا كان بطلاً فهو وحده الذي يضحك، فإن استطعت عند الموت أن تضحك وحدك فأنت بطل، لأن ساعة الموت إذا أدخلتها في حساباتك اليومية؛ في قبض المال، وإنفاقه، بإطلاق البصر، وبغضه، بزواجك، بتزويج بناتك، بكل نشاطاتك، إن أدخلت حساب الموت في حياتك فقد وصلت إليه، وقد حاسبت نفسك حساباً عسيراً، فجعل الله لك حسابك يسيراً.
(( وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة وإذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة. ))
فنحن كلنا سوف نموت، صدر قرار مع وقف التنفيذ بأن نموت، القرار صادر منتهٍ، لكن مع وقف التنفيذ.
﴿ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ(30)﴾
الإنسان لن يفلح بشيء إلا إذا جعل الموت نصب عينه:
مرة سألوا طالباً نال المرتبة الأولى على القطر في الشهادة الثانوية: قالوا له: اذكر لنا أحد الأسباب التي حملتك على التفوُّق؟ فأجاب إجابة رائعة، قال: إن لحظة الامتحان لم تغادر مخيلتي طوال العام، طوال السنة، والطلاب المتفوقون تكون ساعة الامتحان ماثلة أمامهم طوال العام الدراسي، فكلما نازعته نفسه ليتفلّت من منهجه الدراسي عاد إلى غرفة درسه ليدرس، ويذاكر، لذلك نحن نفلح إذا جعلنا الموت نصب أعيننا، ولا يقولنّ أحدكم: الموت يدعو إلى التشاؤم، لا، على الإنسان أنْ يدرس، ويتزوج، ويتاجر، ويؤسس عملاً، لأن النيات طيبة، هذا جزء من رسالتك في الحياة، فالأعمال المباحة بالنيات الطيبة تنقلب إلى عبادات، لم يعد لديك ازدواجية في حياتك، لأن زواجك من العبادة، وعملك من العبادة، وكل نشاطاتك من العبادة، فعندما يفكر الإنسان في الموت، ويحسب له حساباً دقيقاً، ويرتب كل أموره وفق هذه الساعة التي يلقى الله بها ليس معنى ذلك أنه سيُقيّد، لا، بالعكس سيتحرر، كان عبداً لشهوته فأصبح حراً، كان عبداً لبطنه، أو لفرجه، أو لخميصته، أو للدرهم والدينار، فأصبح حراً، أساساً ربنا عزَّ وجل قال:
﴿
الإيمان قيود و حدود و الفسق تفلت و انحراف:
الإيمان كله قيود، كله حدود، افعل، لا تفعل، حرام، حلال، ومع ذلك الهدى يرفعك إلى أعلى عليين، وأما الفسق والفجور فكله تفلُّت، ومع ذلك:
﴿ أَفَمَن شَرَحَ ٱللَّهُ صَدْرَهُۥ لِلْإِسْلَٰمِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍۢ مِّن رَّبِّهِۦ ۚ فَوَيْلٌ لِّلْقَٰسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ ٱللَّهِ ۚ
فهو إما أنه يعاني مرضَ كآبةٍ، وإما أنه مودَعٌ في السجن، لأنه تفلّت من منهج الله عزَّ وجل.
احتضار الإنسان و عرض جميع أعماله أمامه:
و كمثال على هذا: إذا دعي شخص إلى خمسين وليمة، وكل وليمة أفخر من الثانية، وأصابه ألمٌ شديد في أسنانه في الليل، لو تذكر الولائم الخمسين هل تنسيه هذا الألم؟ يتذكر ألوان الأطعمة التي أكلها؛ أنواع الفواكه والحلويات واللحوم، هل تذكُّر ألوان الطعام ينسيه ألم أسنانه؟ لا، لأن واقعه الراهن أنه في عذاب.
وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ: فالسائق و الشهيد هما:
﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ(20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ(21)﴾
يوم القيامة.
1 ـ الملكان الموكلان بحفظ أعمال الإنسان:
أرجح التأويلات أنهما الملكان المُوكلان بحفظ أعماله، ملَكٌ يسوق النفس إلى الله، وملكٌ يشهد عليها.
2 ـ أو أعمال الإنسان:
بعضهم قال: أعماله هي الشهيد.
3 ـ أو جوارح الإنسان:
وبعضهم قال: جوارحه هي الشهيد.
على كلٍ، أرجح الأقوال أن الملكَين الموكَلين بكتابة أعماله واحدٌ يسوقه والثاني سيشهد عليه.
﴿
مرض الغفلة عن الله أخطر مرض على الإنسان بالنسبة لآخرته:
أحياناً تكون هناك عصابة تسرق وتنهب، وتقتل وتأخذ الأموال، وتشرب الخمور، وتتعاطى المخدرات، ويأكلون أطايب الطعام، ويسرقون السيارات، ثم يقعون جميعاً في قبضة العدالة، ويُساقون إلى السجن، يقال لهم: كنتم في غفلةٍ عن هذا المصير، هذا المصير ما حسبتم حسابه إطلاقاً.
﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ ٱلْجِنِّ وَٱلْإِنسِ ۖ
﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى ٱلْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَآ أَوْ ءَاذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ
الأحمق من ترك كل ما هو مشروع إلى ما هو غير مشروع:
العاقل من يتيقن من الحقائق فبل فوات الأوان:
هل تستطيع أن تتيقن من الحقائق قبل كشف الغطاء كما هي بعد كشف الغطاء؟ أحياناً يتنبأ طبيب لمدخّن بمرض قلبي، قال لي مرة طبيب قلب: تنبأت لإنسان مدمن على التدخين بمرض، قال له: أنت سوف تصاب بجلطة بعد ستة أشهر، قال لي: والله كما قلت وقع، فإذا تنبأ الإنسان بالحقيقة قبل أن تقع يكون بطلاً، سيدنا علي قال:
(( مَرَّ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال له: يا حارِثُ، كيف أصبحْتَ؟ قال: أصبحْتُ مُؤمِنًا حقًّا، قال: انظُرْ ما تقولُ! إنَّ لكلِّ شَيءٍ حقيقةً، فما حَقيقتُك؟ قال: ألسْتُ قد عزَفْتُ الدُّنيا عن نَفْسي، وأظَمأْتُ نَهاري، وأسَهرْتُ لَيْلي، وكأنِّي أنظُرُ إلى عَرشِ ربِّي بارِزًا، وكأنِّي أنظُرُ إلى أهْلِ الجنَّةِ يَتَزاورونَ فيها، وكأنِّي أنظُرُ إلى أهْلِ النَّارِ يَتضاغَونَ فيها -يعني: يَصِيحونَ- قال: يا حارِثُ عرَفْتَ، فالْزَمْ ثلاثَ مرَّاتٍ. ))
النار عاقبة كل إنسان عنيد مُصرّ على كفره:
أنت مثلاً مدرس عريق، ورأيت طالباً مهملاً في الدراسة، من ملعب إلى ملعب، من صديق إلى صديق، كونك بالتدريس وعندك خبرة طويلة تقول: هذا الطالب بعد عشرين سنة سوف ينكمش، وينزوي حين يرى أصدقاءه بمراتب عليا، وهو متخلِّف عنهم، سيتألم، هذا ليس علم الغيب، هذا علم قوانين.
﴿
إما أنه المَلَك الذي قارنه طوال حياته، أو الشيطان الذي كان معه.
﴿ وَقَالَ قَرِينُهُ هَٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ(23( أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ(24( مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ(25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ(26)﴾
صفات أهل النار:
1 ـ الكفر و العناد:
2 ـ منع الخير:
3 ـ الشك و العدوان:
4 ـ الإشراك بالله:
﴿ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ(26) قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ(27)﴾
﴿
إخواننا الكرام، الشيطان ليس له علينا سلطان بنص القرآن الكريم، وكل كلام خلاف ذلك خطأ ووهم وضلال.
القرين هو:
1 ـ إما الشيطان:
2 ـ أو الملك لشدة هول العذاب:
أو أنه الملك لشدة هول العذاب قال له: يا رب، أنا كتبت أعماله فقط، لم أفعل شيئاً، ما زدت على أن كتبت، فإمّا أنه الملك، وإما أنه القرين، والقرين هو الشيطان.
دعوة الله الناس إلى عدم الاختصام لأن الوقت وقت حساب:
﴿
ليس هذا الوقت وقت اختصام، أو أن الاختصام لا يجدي، كل شيء قد انتهى.
﴿ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ(28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ(29)﴾
والحمد لله رب العالمين.