- ندوات تلفزيونية
- /
- ٠67برنامج روح الحج - الديوان الوطني للحج والعمرة- القناة الرسمية الجزائر
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، وارض عنا وعنهم يا رب العالمي، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
رسالة مؤثرة إلى كل مسلم أراد تأدية فريضة الحج :
أيها الأخوة المؤمنون في دنيا العروبة والإسلام؛ أيها الحجاج الجزائريون بارك الله بكم، يذهب المسلم إلى بيت الله الحرام، ويخلف في بلدته هموم المعاش والرزق، هموم العمل والكسب، هموم الزوجة والولد، هموم الحاضر والمستقبل، وبعد أن يحرم من الميقات يبتعد عن الدنيا كلياً، ويتجرد إلى الله عز وجل، ويقول: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا
شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.
أيها الأخوة الأحباب؛ هذه التلبية كأنها استجابة لنداء ودعوة يقعان في قلبه أن يا عبدي خلِّ نفسك وتعال..
تعال يا عبدي لأريحك من هموم كالجبال تجثم على صدرك..
تعال يا عبدي لأطهرك من شهوات تنغص حياتك..
إلى متى وأنت باللذات مشغول وأنت عن كل ما قدمت مسؤول؟
***
تعال يا عبدي وذق حلاوة مناجاتي..
لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.
تعال يا عبدي لأريك من آياتي الباهرات..
تعال يا عبدي لأريك ملكوت الأرض والسماوات..
تعال يا عبدي لأضيء جوانحك بنوري الذي أشرقت به الظلمات، لأعمر قلبك بسكينة عزت على أهل الأرض والسماوات..
تعال يا عبدي لأملأ نفسك غنى ورضى شقيت بفقدهما نفوس كثيرات..
تعال يا عبدي لأخرجك من وحول الشهوات إلى جنات القربات..
تعال يا عبدي لأنقذك من وحشة البعد إلى أنس القرب..
تعال يا عبدي لأخلصك من رعب الشرك وذلّ النفاق إلى طمأنينة التوحيد وعز الطاعة..
لبيك اللهم لبيك، لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك..
تعال يا عبدي لأنقلك من دنياك المحدودة، وعملك الرتيب، وهمومك الطاحنة إلى آفاق معرفتي، وشرف ذكري، ولذة قربي..
تعال يا عبدي واذكر حاجاتك وأنت تدعوني فأنا أضمن لك قضاءها..
إن بيوتي في الأرض المساجد، وإن زوارها هم عمارها، فطوبى لعبد تطهر في بيته ثم زارني، وحق على المزور أن يكرم الزائر، فكيف يكون إكرامي لك إذا قطعت المسافات الشاسعات، وتحملت النفقات، وزرتني في بيتي الحرام، ووقفت على عرفة تدعوني وتسترضيني، لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، ولا شريك لك..
تعال يا عبدي وزرني في بيتي لتزاح عنك الهموم، ولتعاين الحقائق، ولتستعد للقاء، يقول الله عز وجل في الأثر القدسي:
(( إن عبداً أصححت له جسمه، ووسعت عليه في المعيشة، تأتي عليه خمسة أعوام لم يتب إلي لمحروم))
تعال يا عبدي وطف حول الكعبة طواف المحب حول محبوبه، واسع بين الصفا والمروة سعي المشتاق لمطلوبه..تعال يا عبدي وقبّل الحجر الأسود يميني في الأرض، واذرف الدمع على ما فاتك من عمر ضيعته في غير ما خلقت له، وعاهدني على ترك المعاصي، والمخالفات، والإقبال على الطاعات والقربات، كن لي كما أريد أكن لك كما تريد، كن لي كما أريد، ولا تعلمني بما يصلحك، فإذا سلمتني ما أريد كفيتك ما تريد، وإن لم تسلمني فيما أريد أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا كما أريد.
تعال يا عبدي إلى عرفات يوم عرفة فهو يوم اللقاء الأكبر..
تعال للتعرض لنفحة من نفحاتي تطهر قلبك من كل كدر، وشهوة تصفي نفسك من كل شائبة، وكبوة، وهذه النفحات تملأ قلبك سعادة وطمأنينة، وتشيع في نفسك سعادة لو وزعت على أهل بلد لكفتهم، عندئذ لا تندم إلى على ساعة أمضيتها في قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال.
أيها الأخوة الكرام؛ هذه بعض نفحات الحاج إذا أدى هذه الفريضة العظيمة فريضة الحج، وأرجو الله لكم نجاحاً في حجكم، وصلة بربكم، ومغفرة لذنوبكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته