- ندوات تلفزيونية
- /
- ٠67برنامج روح الحج - الديوان الوطني للحج والعمرة- القناة الرسمية الجزائر
الابتعاد عن ترك فريضة من أجل سنة :
أخوتنا الحجاج الجزائريون؛ بارك الله بكم، وأكرمكم بحج مقبول، وسعي مشكور، وذنب مغفور.
الحقيقة هناك قاعدة أساسية في الدين، ينبغي ألا ندع فريضة من أجل سنة، السنة إذا ألغت الفريضة وقعنا في خطأ كبير، وتناقض أكبر.
أنا حينما أتمنى تقبيل الحجر، أيعقل أن أضرب هذا، وأن أدفع هذا، وأن أشدد على هذا؟ أنا من أجل سنة تركت فريضة، هذا خطأ كبير، وتناقض أكبر عند الحاج يؤكد جهله بحقائق الحج، يؤكد جهله بحكمة الحج، هذا الحج ينتهي بك إلى إنسان كامل، رقيق المشاعر، لطيف، رحيم، هذا أخوك، جاء ليحج بيت الله الحرام مثلك، لماذا تدفعه؟ لماذا تبعده؟ لماذا تستأثر بالمكان من دونه؟ هذه أعمال كلها لا ترضي الله، فنحن في أصل هذا الدين لا نسمح أن نؤدي سنة أدت إلى ترك واجب، لا نؤدي سنة تفضي إلى ترك واجب، رعاية الحجاج، التلطف بهم، إكرامهم، هذا هو الواجب، من أجل سنة ولو تركت هذا لا شيء عليك، فالذي يضعف فهمه لحقيقة الحج من أجل سنة تؤدي إلى ترك واجب، هذه حقيقة دقيقة جداً، وقد يقع بها الحجاج غير المؤهلين.
المؤمن إنساني و حضاري :
لفت نظري وقد كنت في بلدة في شرق آسيا، هناك مدرسة للحجاج، لا يسمح للحاج أن يحج بيت الله الحرام إلا إذا أدى دراسة معمقة لستة أشهر، فإذا نجح يسمح له أن يحج بيت الله الحرام.
والذي يلفت النظر أن هؤلاء الحجاج تراهم في الحج بسمت راقٍ جداً، بهدوء، بنظام.
فهذا الإنسان المؤمن حضاري، المؤمن إنساني، المؤمن راق، فهذا الذي يدفع ويفعل ما يؤذي الحجاج بعيد بعد الأرض عن السماء عن حقيقة الحج، لذلك الحج يحتاج إلى توعية.
ولا أنسى مرة ثانية تلك المدرسة التي أسست لا يسمح لإنسان أن يحج بيت الله الحرام إلا إذا أمضى ستة أشهر في آداب الحج، وفرائضه، ومناسكه.
أرجو الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا جميعاً حجاً مبروراً، كما يقول الحاج: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.