- موضوعات متنوعة / ٠3دورات للطلاب الأجانب / ٠2دورة عام 1999
- /
- ٠1عقيدة
العدل
ـ هو الذي يتصرف بالعدل في عباده، فهو على صراطٍ مستقيم في قوله وفعله، وقضائه وقدره، وثوابه وعقابه. فخبره كله صدق، وقضاؤه كله عدل، وأمره كله مصلحة، والذي نهى عنه كله مفسدة، وثوابه لمن يستحق الثواب بفضله، ورحمته لمن يستحق العقاب بعدله وحكمته.
ـ وقوله عليه الصلاة والسلام ـ مخاطباً الله عزَّ وجل ـ
(( عدلٌ فيَّ قضاؤك ))
يتضمن جميع أقضيته في عبده من كل الوجوه ؛ من صحة وسقم، وغنى وفقر، ولذة وألم، وحياة وموت، وعقوبة وتجاوُزٍ، وغير ذلك. قال تعالى:
﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾
فكل ما يقضى على العبد فهو عدلٌ فيه.
ـ وكل نعمة منه فضل، وكل نقمة منه عدل، وأنه أرحم بعباده من الوالدة بولدها، وأنه أفرح بتوبة عبده من واجِد راحلته التي عليها طعامه وشرابه في الأرض المهلكة بعد فقدها واليأس منها، وأنه سبحانه لم يكلف عباده إلا وسعهم وهو دون طاقتهم، فقد يطيقون الشيء ويضيق عليهم، وأنه سبحانه لا يعاقب أحداً بغير فعله، ولا يعاقبه على فعل غيره، ولا يعاقبه بترك ما لا يقدر على فعله.
وإن الله سبحانه أرسل رسله، وأنزل كتبه ؛ ليقوم الناس بالقسط وهو العدل الذي قامت به السماوات والأرض... فإذا ظهرت إمارات العدل، وأسفر وجهه بأي طريق كان، فهو من شرع الله.
ـ بل قد بين سبحانه بما شرعه من الطرق:
أن مقصوده إقامة العدل بين عباده، وقيام الناس بالقسط، فأي طريق وجد فيها العدل فهو من الدين.
ـ والعدل وضع الأشياء في مواضعها التي تليق بها، وإنزالها منازلها، كما أن الظلم وضع الشيء في غير موضعه.
ـ والمقصود: أنه ـ سبحانه وتعالى ـ أعدل العادلين في قضائه ؛ فما قضى في عبده بقضاء إلا وهو واقع في محله الذي لا يليق به غيره، إذ هو الحكم العدل.