- أحاديث رمضان / ٠04رمضان 1418 هـ - موضوعات مختلفة
- /
- 6- رمضان 1418 - موضوعات علمية
الحمد الله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
العلم طريق الإيمان :
أيها الأخوة الكرام ؛ مع بداية الدرس السابع من دروس الموضوعات العلمية في رمضان .
أيها الأخوة ؛ الآيات التي في القرآن الكريم و التي تتحدث عن العلم و مشتقات العلم هي سبعمئة و اثنتان و ثمانون آية ؛ سبعمئة و اثنتان و ثمانون آية لأنها خبر ، و الآيات التي تتحدث عن المعرفة هي تسع و عشرون آية ، فإذا جمعنا آيات العلم إلى آيات المعرفة فالمجموع ثمانمئة و إحدى عشرة آية ، دعوا هذا الرقم في مكان في ذاكرتكم .
الشيء الذي يلفت النظر هو أننا إذا جمعنا الآيات التي تتحدث عن الإيمان هي ثمانمئة وإحدى عشرة آية تطابق عجيب!
مجموع آيات العلم مع آيات المعرفة تساوي مجموع آيات الإيمان ، استنبط بعضهم أن الإيمان طريقه العلم ، وأن الإيمان يعني العلم ، وأن العلم يعني الإيمان ، العلم يؤدي إلى الإيمان والإيمان مبني على العلم ، والعلم طريق الإيمان هذه واحدة .
الخلية :
أيها الأخوة ؛ من موضوعات الجسم التي تأخذ بالألباب موضوع الخلية
الخلية التي نتحدث عنها لا كوحدة بنائية بل كوحدة وظيفية ، لأن الخلية ليست وحدة بناء ، هناك أجزاء من الخلية أصغر منها بكثير ، في جسم الإنسان أيها الأخوة مئة ترليون خلية أي مئة ألف ألف مليون ، ربنا عز وجل يقول :
﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ ﴾
أنت ترى الجلد ، أما مئة ألف ألف مليون خلية في جسم الإنسان أكبر هذه الخلايا الكرية الحمراء ، مع أنها أكبر الخلايا لا يمكن أن نراها بالعين المجردة ، إلا أن نستخدم مجهراً يكبر الأشياء التي تحته مئة وأربعين مرة ، أي إذا كبرنا أكبر خلية في الجسم الكرية الحمراء يمكن أن نراها بالعين المجردة بشكل رأس دبوس
أما وزن أكبر خلية فلا يزيد عن واحد من مليار من الغرام ، إذا قسمنا الغرام إلى مليار وزن ، أكبر خلية الكرية الحمراء واحد على مليار من الغرام ، الجسم البشري يستهلك في الثانية الواحدة مئة وخمسة وعشرين مليون خلية ، والجسم البشري يولد في كل ثانية مئة وخمسة وعشرين مليون خلية ، ونحن لا ندري ولا نشعر ، معنى ذلك أن الإنسان - الآن دقق - يتجدد كل سبعة أيام ، كل سبعة أيام أنت إنسان جديد ، عدا منطقتين الدماغ والقلب ، لو أن الدماغ تغير أنا البارحة كنت طبيباً واليوم لست طبيب ، كل خبراتك تضيع ، وكل ذكرياتك تضيع ، وكل معلوماتك تضيع ، وكل شخصيتك تضيع ، كل أقربائك لا تعرفهم ، تتغير من أنت ، أنا ابنك ، أنت ابني ، لو أن خلايا الدماغ تبدلت ، خلايا الدماغ لا تتبدل ولا تتغير ، وكذلك خلايا القلب سموها خلايا نبيلة راقية جداً .
الخلية وحدة وظيفة لا وحدة بناء :
أيها الأخوة ؛ شيء آخر قال تعالى :
﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ ﴾
هذه الخلية فيها نواة ، وفيها هيولى ، وفيها غشاء ، وعلى النواة مورثات ، وأنا سمعت بأذني مرة حديثاً إذاعياً من إذاعة تحترم نفسها ، يقول : هناك على المورثات خمسة آلاف مليون معلومة مبرمجة ؛ لنا أخوان أطباء قالوا : لا بل مليون ؛ و هناك من قال : مئة مليون ؛ أو خمسة آلاف مليون ؛ على كل مئة مليون ؛ مليون ؛ مليون أمر مبرمج بزمن معين على نوية الخلية ؛ الخلية التي إذا كبرناها أكبر خلية موجودة إذا كبرناها مئة و أربعين مرة نراها كرأس دبوس ؛ هذه الخلية لها غشاء و هيولى و نواة ؛ على النواة مليون أمر مبرمج .الشاب عندما يكبر يثخن صوته ؛ ما الذي جعل هذا الصوت يصبح ثخيناً ؟ أمر بنواة الخلية مبرمج بسن معين ؛ الآن عرفوا أعتقد ثمانمئة مورثة ؛ الآن أكبر علم بالعالم الهندسة الوراثية .
أيها الأخوة ؛ مرة ثانية : الخلية وحدة وظيفة لا وحدة بناء ، البناء أصغر منها مع أن في الإنسان مئة ألف ألف مليون ، هذه وحدة وظيفية لا وحدة بناء ، لذلك بكل الجامعات وبكل كليات العلوم الطبيعية ، حتى في الطب أول موضوع هو الخلية ، لأن هذه الخلية أصغر وحدة وظيفية في الإنسان ، هي عالم قائم بذاته ، أي لا يوجد وقت للتفاصيل ، ولكن يوجد تفاصيل مدهشة ، بحث الخلية فقط ، يوجد مادة في الخلية كتاب سبعمئة صفحة تقريباً ، يدرسه طلاب الجامعات عن الخلية فقط ، وعن خصائصها ، وعن تشريحها ، وعن وظيفتها ، وعن مشكلاتها .شيء آخر . . . كلكم يعلم أن نقي العظام يولد كل ثانية اثنين ونصف مليون كرية حمراء ، والإنسان يستهلك كل ثانية اثنين ونصف مليون كرية حمراء ، لكن يوجد لفتة دقيقة جداً في جسم الإنسان الخلايا الميتة كل ثانية تقدر باثنين ونصف مليون ، وفي كل دقيقة ضرب ستين ، بالساعة ضرب ستين ، باليوم ضرب أربع و عشرين ، يصبح الرقم فلكياً ، أين تذهب الكريات الميتة ؟ تذهب إلى مقبرة اسمها الطحال ، هذه المقبرة تفرز إلى هيموغلوبين ، وإلى حديد ، والحديد يرسل إلى نقي العظام مرة ثانية ليعاد تصنيعه ، والهيموغلوبين يذهب إلى الكبد فيشكل الصفراء ، أليس هذا الموقف اقتصادياً ؟ أي حللنا الخلية الميتة إلى مكونات ، وأعدنا استخدام المكونات مرة ثانية ، الهيموغلوبين صار صفراء ، والحديد أعيد إلى نقي العظام ليعاد تصنيعه من جديد .
جسم الإنسان من أعظم الآيات الدالة على عظمة الله :
أيها الأخوة الكرام
موضوع جسم الإنسان من أعظم الآيات الدالة على عظمة الله ، على وجود الله ، وعلى حكمته ، وعلى علمه ، وشيء لاصق بك ، أي أقرب شيء لك جسمك من باب أولى الإنسان يعرف حقيقة جسمه حتى يعرف من خلقه ، وهذا الذي خلقه يعصى ؟ هذا الذي خلقه يهمل أمره ؟ هذا الذي خلقه يزهد في وعيده ؟ يزهد في جنته ؟
" لا تنظر إلى صغر الذنب ولكن انظر على من اجترأت "، أي انظر إلى الإنسان ، يفكر في شعره ووجهه وعينيه ،
إنسان سافر إلى بلاد باردة ، يوجد بلاد باردة فيما أذكر اسكندنافيا الحرارة هناك تقدر بتسع وستين درجة تحت الصفر
الإنسان هناك يلبس قفازات ، ويضع طاقية من الصوف ، وجوارب من الصوف ، حذاء فرو ، وألبسة داخلية من الصوف ، ومعطف . . . لكن لا يستطيع أن يغلق عينيه ، عيناه على تماس مباشر مع الهواء ، وإذا كانت درجة حرارة الجو تسع وستين تحت الصفر لا بد من أن تبقى العين مفتوحة ، من يصدق أن الله سبحانه وتعالى أودع في ماء العين مادة مضادة للتجمد ، أي إذا بكل عمرك سافرت سفرة إلى فلندا أو اسكندنافيا عينك مجهزة لتلامس هواء حرارته تقدر بتسع وستين تحت الصفر ، هذا من عظمة الله عز وجل ، ويوجد أشياء بديهية جداً مثلاً لا يوجد بشعرك أعصاب حس ، لو يوجد أعصاب حس تقول لأحدهم : إلى أين أنت ذاهب ؟ يقول لك : ذاهب أعمل عملية حلاقة ، لأنه يتخدر وإلا يصرخ بشدة ، لو كان هناك أعصاب حس في الأظافر عملية قص أظافر تحتاج إلى تخدير ، الآن يوجد أعصاب حس في نقي العظام ليس لها فائدة !
العلماء يقولون : لو صار كسر ، شدة الألم في العظم تحمل صاحب الكسر على إبقاء رجله كما هي ، إبقاء رجله كما هي أربعة أخماس العلاج ، الله جعل أعصاب حس داخل العظام ، وجعل أعصاب حس في الأسنان ، لو لم يكن هناك أعصاب حس لا يوجد إنسان يعالج أسنانه ، فجأة يرى سنه يأكله مع الطعام ، أما عندما يصل التسوس إلى العصب الحسي بلب السن لا ينام الليل ، يقول : ليلة لا أنساها في عمري ، يسارع إلى الطبيب ويحافظ على سنه ، فهذه أعصاب الحس اسمها أجهزة إنذار مبكرة في الإنسان .
أيها الأخوة ؛ يوجد في جسمك آيات كثيرة جداً ، الثلاثمئة ألف شعرة في الرأس كل شعرة لها وريد وشريان وعصب وعضلة وغدة دهنية وغدة صبغية ، اضربهم بثلاثمئة ألف ، هذا الشعر ، العينان مئة وثلاثون مليون عصية ومخروط ، بالأنف كم خلية حسية ؟ عشرون مليون، وكل خلية سبعة أهداب ، والهدب مغطى بمادة مخاطية ومادة مذيبة ومادة حساسة تتفاعل مع الرائحة ، وتشكل شكلاً هندسياً يرسل إلى الدماغ على شكل مفتاح ، أو شكل مربع ، أو مستطيل، ويوجد في الدماغ عشرة آلاف ذاكرة شمية ، يستعرض هذه الرائحة الجديدة مع كل الذكريات حتى تعرف أن هذه الرائحة ياسمين ، فتقول : هذه الرائحة ياسمين ، وهناك ذاكرة سمعية يمكن أن تحفظ مئة ألف صوت على الهاتف ، فلان عرفتك ، من نبرة صوته ، وعندنا ذاكرة صوتية ، وذاكرة شمية ، وذاكرة ألوان ، وأسماء ، وأرقام ، والإنسان ذاكرته حجمها بحجم حبة العدس ، ذاكرة الإنسان تتسع لسبعين مليار صورة ، والدماغ مؤلف من مئة وأربعين مليار خلية استنادية لم تعرف وظيفتها بعد ، أما القشرة فأربعة عشر مليار خلية تقوم بأخطر الوظائف.
أنا مرة قرأت مقالة لو أرادوا أن يصنعوا كمبيوتر - حاسب - يقوم بوظائف الدماغ لاحتاجوا إلى أكبر شارع في نيويورك ناطحات سحابه عن اليمين والشمال من الداخل والخارج كلها صمامات حتى يصنعوا حاسباً يكافئ عمل الدماغ .
مرة ثانية : الآيات الكونية في جسم الإنسان أكبر هذه الآيات أقصر طريق لمعرفة الله ، وأوسع باب لأن تدخل منه على الله ، ولا أبالغ إذا قلت : إن ثلث الآيات الكريمة في كتاب الله ، الثلث تتحدث عن الكون ، فإذا الإنسان لم يفكر في الكون عطل هذه الآيات .