- تفسير القرآن الكريم / ٠2التفسير المطول
- /
- (009)سورة التوبة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
مخاطبة الله عز وجل الكفار وعامة الناس بأصول الدين :
أيها الإخوة الكرام، مع الدرس الثالث والثلاثين من دروس سورة التوبة، ومع الآية الثامنة والثلاثين وهي قوله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ(38) إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(39) ﴾
إخوتنا الكرام، ما من آية لصيقة بكل واحد منكم وأنا معكم كهذه الآية، إنها آية تبين لكم أن الله -سبحانه وتعالى- إن رأى من المؤمن تكاسلاً أو ضعفاً ساق له بعض الشدائد، ليُحفِّزه إلى الطريق إلى الله -عز وجل-، فالله -عز وجل- يسأل:
﴿
لأن علة وجود الإنسان في الأرض أن يعبد الله، أنت في الدنيا من أجل أن تعبد الله، هذه الحقيقة خطيرة، أنت في مكان ما لك مهمة واحدة، فلو ذهب طالب إلى باريس كي يدرس الدكتوراه، هذه المدينة الكبيرة العملاقة التي فيها كل شيء تقريباً، معامل، مصحات، مستشفيات، بيوت للسكن، مراكز للدولة، جامعات، ملاعب، حدائق، أماكن لهو، هذه المدينة العملاقة، هذا الطالب الذي ذهب إلى هذه المدينة لينال الدكتوراه، نقول: علة وجوده في هذه المدينة نيل الدكتوراه.
علة وجود الإنسان في الأرض أن يعبد الله :
هل تصدق أيها الأخ أن علة وجودك في هذه الدنيا، العلة الوحيدة أن تعبد الله، الدليل لولا الدليل لقال من شاء ما شاء، الدليل قوله تعالى:
﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(56)﴾
مخلوق في الدنيا من أجل أن تعبد الله، كما أنك في الجامعة وجودك في الجامعة لعلة واحدة، أن تنال الدكتوراه فقط، وجودك في المستشفى من أجل أن تشفى، وجودك في السوق من أجل أن تربح، علة الوجود مهمة جداً، وكل واحد في أي مكان موجود ينبغي أن يسأل لماذا أنا هنا؟ لو إنسان سافر إلى مدينة إن جاءها تاجراً تحرك نحو المتاجر، والأسواق، والمعامل، وإن جاءها سائحاً تحرك نحو المتنزهات، والمقاصف، والآثار، وإن جاءها سائحاً نحو الأماكن الجميلة، تاجر نحو المعامل، طالب علم نحو الجامعات، أي لا تصح حركة الإنسان إلا إذا عرف سرّ وجوده، في أي مكان أكبر سؤال، أخطر سؤال، أن تقول كل يوم: لماذا أنا في الدنيا؟ أنت في الدنيا من أجل أن تعبد الله، والآية تقول:
منهج الله منهج تفصيلي واسع جداً :
ينبغي أن نعلم أن العبادة بالمفهوم الضيق الساذج أن تؤدي خمس عبادات، أن تؤدي الصوم، والصلاة، والحج، والزكاة، وأن تنطق بالشهادة، لكن العبادة بأوسع معانيها أن تخضع لمنهج الله خضوعاً كاملاً، وإياك أن تظن أن منهج الله هو هذه العبادات الخمس، والله الذي لا إله إلا هو منهج الله يقترب من خمسمئة ألف بند، هذه البنود تبدأ من أخص خصوصيات الإنسان من فراش الزوجية، وتنتهي بالعلاقات الدولية بين الأمم، منهج كامل، كيف تتزوج، كيف تختار زوجتك، كيف تربي أولادك، كيف تعامل جيرانك، كيف تكسب مالك، هذا هو المنهج.
إخواننا الكرام، من لوازم التوفيق أن تعلم علم اليقين وأنت في مكان ما لماذا أنا هنا؟ وأكبر سؤال لماذا أنت في الدنيا؟ أنت في الدنيا بنص القرآن الكريم من أجل أن تعبد الله، والآية:
فلذلك منهج الله منهج تفصيلي واسع جداً، من هنا كان الذي يحرص على سلامته وسعادته لا بد من أن يقف بعلم دقيق على منهج ربه، منهج الله -عز وجل- افعل ولا تفعل، منهج الله -عز وجل- من عند الخبير، من عند العليم، منهج الله -عز وجل- يحقق لك علة وجودك، وهي السلامة والسعادة، فالإنسان قد ينطلق من حبه لذاته، من حرصه على سلامته، من حرصه على سعادته، فيتبع منهج ربه.
العبادات الشعائرية لا تقطف ثمارها إلا إذا صحت العبادات التعاملية :
لذلك أتمنى أن تكون متيقناً أن العبادات الشعائرية خمسة بنود في منهج تفصيلي يقترب إلى خمسمئة ألف بند، الصلاة فرض، والصيام، والحج، والزكاة، والنطق بالشهادة، هذه عبادات شعائرية، لكن العبادات التعاملية أهم، الدليل أن العبادات الشعائرية لا تُقطَف ثمارها إلا إذا صحت العبادات التعاملية، النبي -عليه الصلاة والسلام- سأل أصحابه فقال:
(( ما المُفْلِسُ؟ -فظن أصحابه أنه يسأل عن المفلس حقيقة- قالوا: المفْلسُ فينا من لا درهم له ولا متاع. قال: إن المفْلسَ مَنْ يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شَتَمَ هذا، وقذفَ هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا ، وضرب هذا، فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنيَتْ حَسَناتُهُ قبل أن يُقْضى ما عليه، أُخِذَ من خطاياهم فطُرِحَتْ عليه، ثم يُطْرَحُ في النار ))
الصلاة معها استقامة، الصلاة معها صدق، معها أمانة، معها عفة، معها إتقان عمل، معها حكمة، معها رحمة، معها لطف، معها مؤاثرة، الإيمان هو الخُلق فمن زاد عليك بالخلق زاد عليك بالإيمان.
من أراد أن يُحدث الله عز وجل فليدعه :
أيها الإخوة الكرام، الإيمان أن تعرف الله أولاً، ثم تتوجه إليه ثانياً، وتتقرب منه بالاستقامة والعمل الصالح.
فلذلك الله -عز وجل- يقول:
من يعرف الله يسارع إليه :
﴿ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ(16) ﴾
فأن تضع كل ثقتك بإنسان وتظنه قوياً وتنسى الله عز وجل هذا نوع من الشرك، فصار عندنا الكفر: أن تنكر، الشرك: أن تؤمن بجهة قوية غير الله، بعد ذلك هناك ارتكاب الكبائر -والعياذ بالله-، أو ارتكاب الصغائر، أو التحريش بين المؤمنين، أو التوسع بالمباحات، فكأن هذه الآية تلفت نظر المؤمنين إلى أنك إذا توسعت في المباحات، وآثرت الراحة على العمل الصالح فأنت من الخاسرين.
﴿
المسارعة مطلوبة لأن الوقت محدود، والحياة فرصة ثمينة لا تتكرر، فرصة ذهبية لأن تنال من خلالها جنة الله التي أعدها لعباده المؤمنين.
أنواع الجهاد :
1 ـ جهاد النفس و الهوى :
﴿
هذا الجهاد النفسي، يأتي بعده الجهاد الدعوي، قال تعالى:
﴿ فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ
ويأتي بعد ذلك الجهاد البنائي:
﴿
ويأتي بعد ذلك الجهاد القتالي، الجهاد الأول جهاد النفس والهوى، هذا الجهاد الأساسي، حتى إن بعض الصحابة عاد من معركة فقال: رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر جهاد النفس والهوى، لابد من أن تجاهد.
﴿
أول مجاهدة جهاد النفس والهوى، غض البصر مجاهدة، إنفاق المال مجاهدة، ضبط اللسان مجاهدة، ضبط الحواس مجاهدة، رعاية الأهل والأولاد مجاهدة، رعاية الجيران مجاهدة، جاهد قال تشاهد، إن أردت أن تشاهد عظمة الله ادفع ثمن هذه المشاهدة جهاداً،
2 ـ الجهاد الدعوي :
الجهاد الثاني: الجهاد الدعوي،
(( خيرُكمْ ـ مطلقاً ـ من تعلّمَ القُرآنَ وعَلَّمَهُ ))
خيركم، الخيرية المطلقة، من تعلم القرآن وعلمه، أول جهاد جهاد النفس والهوى، الجهاد الثاني الجهاد الدعوي.
3 ـ الجهاد البنائي :
الجهاد الثالث الجهاد البنائي، إتقان عملك جهاد، الطبيب الذي يتقن عمله مجاهد، يطور خبراته، يخضع لدورات، أي إنسان بأي عمل، تطوير العمل، وتعميق الخبرة فيه، وتقديم خدمة للمسلمين جيدة متقنة، هذا جهاد أيضاً، جهاد نفسي، جهاد دعوي، جهاد بنائي، والجهاد البنائي شاهده في القرآن الكريم هو قوله تعالى:
4 ـ الجهاد القتالي :
والجهاد الرابع: الجهاد القتالي، لكن لا ينبغي أنه لمجرد أن تستمع إلى كلمة جهاد أن يتجه ذهنك إلى الجهاد القتالي، الجهاد مستويات كثيرة، وأهمها على الإطلاق جهاد النفس والهوى، فما لم تجاهد نفسك وهواك، ما لم تحمل نفسك على طاعة الله، ما لم تحملها على البذل والتضحية، لن تكون مؤهلاً للجهادات التالية، جهاد النفس والهوى هو الجهاد الأول، وأصل كل جهاد، كيف عندنا تعليم أساسي من الأول حتى التاسع، هناك تعليم ثانوي، وتعليم جامعي، ودراسات عليا، ودكتوراه، ونوبل، فالجهاد مستويات، الحد الأساسي الذي لا بد منه، الذي هو أصل كل جهاد، جهاد النفس والهوى، أن تحمل نفسك على طاعة الله، أن تحملها على البذل والعطاء، أن تحملها على أن تلتزم، أن تأتمر بما أمر، وأن تنتهي عما عنه نهى وزجر.
على الإنسان أن يستعد للقاء الله عز وجل و لو كان شاباً :
فالإنسان لا يعرف متى توافيه المنية، لذلك البطولة أن تستعد للقاء الله ولو كنت شاباً.
المؤمن همته عالية يلبي أي دعوة للعمل الصالح :
﴿ إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ ۚ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ
أكبر رقم تتصوره أمام اللانهاية صفر، ما هذا الرقم؟ ألف؟ لا، أريد مليوناً، ألف ألف؟ لا، أريد مليون مليون، أريد مليون مليون مليون، أريد مليار مليار، أريد مليار مليار حتى ينقطع نفسي، أريد مليار ليوم القيامة، كل هذه الأرقام صفر أمام اللانهاية، واحد بالأرض وأصفار للشمس، تصور مئة وستة وخمسين مليون كيلو متر أصفار، كل ميلي صفر، هذا الرقم إذا نُسب إلى اللانهاية، واسألوا أهل الاختصاص قيمته صفر، واحد بالأرض وأصفار إلى الشمس، فالدنيا لو عشت مئة وثلاثين سنة، أنا معلوماتي المتواضعة، أعرف شيخاً أزهرياً عاش مئة وثلاثين سنة، أطول عمر سمعت به، لو عاش مئة وثلاثين أمام الأبد صفر، لو كنت بعهد سيدنا نوح والحياة ألف سنة أمام الأبد صفر، لو عشت مليار سنة أمام الأبد صفر، أنت تضحي بالآخرة.
الإنسان بضعة أيام كلما انقضى يوم انقضى بضع منه :
والله أيها الإخوة لا يوجد إنسان يرتكب خطأ يفوق حدّ الخيال كالذي يضيع وقته، لأنه هو وقت، عندنا تعبير دقيق دراسة الوقت، أو إدارة الوقت، إدارة الوقت من صفات الكبار، الأشخاص المتفوقون يحسنون إدارة الوقت، هناك وقت للدراسة، وقت للنوم، وقت للراحة، وقت تجلس مع أهلك، وقت تطالع، تقرأ، أنا اطلعت على إحصائية دقيقة أن الإنسان الغربي يقرأ بالسنة ثمانين كتاباً، وسافرت كثيراً، ما رأيت في ركاب القطارات أو الطائرات إلا من يقرأ، الإنسان في الشرق الأوسط كل ثمانين إنساناً يقرؤون كتاباً واحداً بالسنة، الواحد يقرأ ثمانين كتاباً في السنة بالعالم الغربي، والثمانون بالشرق الأوسط يقرؤون كتاباً واحداً، لا أحد يقرأ، القراءة محدودة جداً، المعلومات محدودة، التصور محدود، القرار خاطئ.
حجم الإنسان عند الله بحجم عمله الصالح :
(( بينما رجلٌ يَمشي بطريق اشْتَدَّ عليه العطشُ، فوجد بئرا، فنزل فيها فشرب، ثم خرج، فإذا كلبٌ يَلْهَثُ، يأكل الثَّرَى من العطش، فقال الرجلُ: لقد بلغ هذا الكلبَ من العطشِ مثلُ الذي كان بلغَ مِني، فنزل البئر، فملأَ خُفَّهُ ماء، ثم أمْسَكه بِفيهِ، حتى رَقِيَ، فسقى الكلبَ، فشكرَ اللهُ له، فغفر له، قالوا: يا رسول الله، إِن لنَا في البَهَائِمِ أجرا؟ فقال: في كُلِّ كَبدٍ رَطبَةٍ أجرٌ ))
أطعمت هرة أحياناً، أطعمت طيراً، والله أعرف أخاً يشتري طعام الطيور بكميات كبيرة، يضع هذا الطعام على سطح البيت، تأتي الطيور وتأكل، له عمل، يا أخي لك عمل صالح، أكلنا، هذا ليس عملاً صالحاً، نمنا نوماً عميقاً هذا ليس عملاً صالحاً، أنجبنا أولاداً طبعاً الابن محبب، رعيت ابنك، ألبسته، والله شيء جميل، الابن طفل جميل، يلبس لباساً جميلاً، شيء جيد، شيء ممتع بالبيت، أنت ماذا فعلت من أجل الله؟ هل واليت فيّ ولياً؟ طلبت العلم؟ خدمت الناس؟ نصحتهم بعملهم؟ والله هناك أعمال لا يعلمها إلا الله، يؤديها أناس كبار عند الله، أنا أريد ألا يكون العمل الصالح بالتعبير المعاصر، أنك قمت به صدفة، إنسان عرض عليك عملاً لبَّيته، العمل الصالح هدف واضح يومي عندك، معظم المسلمين إذا عُرض عليهم عمل صالح يؤدونه، هذا أداء عفوي، أريد أن يكون العمل الصالح هدفاً مركَّزاً جداً في حياتك، لأن الإنسان عندما يغادر الدنيا يقول:
﴿ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ
تميز صلاة الجمعة بخطبتها :
﴿
افتح كل كتب التفسير ما هو ذِكر الله؟ الخطبة، الجمعة متميزة بالخطبة، عبادة دعوية كل جمعة، هو إذا ظنّ أنه إذا لحق الركعة الثانية أدرك الجمعة، لا لم يدركها، الجمعة من أجل الخطبة، وينبغي أن تأتي في أول ساعة، كي تستمع إليها بأكملها، الجمعة عبادة، الصوم عبادة، الحج عبادة، الصلوات عبادة، هذه عبادات شعائرية، أما الأهم العبادة التعاملية، إنفاق المال، رعاية الفقير، رعاية اليتيم، رعاية الأرملة، تعليم العلم، الدعوة إلى الله، الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق.
الدنيا لا تتناقض مع الإيمان والعمل الصالح والسعي للآخرة :
والله أعرف شخصاً اشترى بيتين، بلاطة كاملة بالطابق الثاني عشر، مطل على الشام، وبقي سنتين يكسو هذين البيتين، قال لي مهندس يعمل عنده: أذواقه ليست معقولة إطلاقاً، أفضل نوع من الرخام، حتى هناك نوع شفاف وضع تحته إضاءة، الأرض مشتعلة، انتهت الكسوة، وانتهى أجله مع انتهاء الكسوة، وغادر الدنيا.
هذه الحياة، معي مئة قصة بهذا الموضوع، فأنت فكر بالآخرة، اشتغل، أسِّس عملاً، ادرس، خذ دكتوراه، توظف، تزوج، أنجب أولاداً، هذا كله وفق منهج الله، هذا ضروري، لكن إياك أن تنسى الآخرة، إياك أن تنسى الجنة والنار، إياك أن تنسى العمل الصالح، إياك أن تنسى طاعة الله، إياك أن تنسى الاستقامة، الدنيا من مصادر مشروعة، وبمنهج مشروع، لا شيء فيها، لكن هذه لا تتناقض مع الإيمان، والعمل الصالح، والسعي للآخرة.
العاقل من يعد لساعة الموت عدتها :
إنسان في مصر يعمل بالفن، سمعت عنه، أنه لم يأكل بحياته طعاماً في المساء، حفاظاً على صحته، يأكل فواكه، و لم يركب طائرة بحياته خوف أن تسقط فيموت، وله قصص طويلة، ووصل للثالثة والتسعين، لكن بعد ذلك مات.
كل مخلوق يمـــــوت ولا يبقى إلا ذو العزة والـجبروت
* * *
والليل مهما طـــــال فلابد من طلوع الفـــــــجر
والعمر مهما طـــــال فلا بد من نزول القـــــــبر
* * *
وكل ابن أنثى ولو طالت سلامته يوماً على آلة حدباء محمــول
فإذا حملت إلى القبور جنــازة فاعلم أنك بعدها محمـــــول
متاع الحياة الدنيا قليل إذا قيس بالآخرة :
قال:
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً ۚ وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلَا أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ ۗ
أي كم سنة؟ الآن إذا أراد إنسان أن يعمل إحصاء دقيقاً، عاش ثلاثاً و ستين سنة، كم مرة عُزم فيها؟ وكم مرة عمل نزهة؟ عدة مرات نستطيع عدها، فالإنسان بضعة أيام، كلما انقضى يوم انقضى بضع منه.
مادام القلب ينبض فباب التوبة مفتوح :
أما الآية الكريمة:
(( لو بلغتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السماءِ، ثم استَغْفَرتَني غَفَرْتُ لك، ولا أُبالي ))
مادام القلب ينبض فالتوبة مقبولة، توبة كاملة، اعمل توبة نصوحة، واعمل برنامجاً دينياً، وأدِ الصلوات الخمس أداء متقناً، وأنفق جزءاً من مالك، واذكر الله -عز وجل-، واقرأ القرآن، حتى الله -عز وجل- يقبلك في عباده الصالحين.
الملف مدقق
والحمد لله رب العالمين.