- التربية الإسلامية / ٠7موضوعات مختلفة في التربية
- /
- ٠1موضوعات مختلفة في التربية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، و زدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة الكرام، موضوع اليوم موضوع دقيق جدا، ذلك أن المؤمن بعد أن ترسخ قدمه في الإيمان، و بعد أن يسلك طريق الإيمان، وبعد أن يتقلب من حال إلى حال، و من منزلة إلى منزلة، و بعد أن يحرص على طلب العلم، وعلى الاستزادة منه، لو أنه وعاء، و النبي عليه الصلاة و السلام وصف النفوس بأنها أوعية، هذا الوعاء ألا ينبغي له أن يمتلئ بعد كذا سنة، سنتين، أربع سنوات، ست سنوات، عشر سنوات يستمع إلى خطبة و إلى درس تفسير و إلى درس حديث وإلى درس سيرة و إلى درس في معرفة الله عز وجل و أسمائه الحسنى، هذا الوعاء أما آن له أن يمتلئ، فإذا امتلأ لا بد له من أن يفيض، و معنى أن يفيض الوعاء أن يظهر أثر المؤمن في الناس، لأن الله عز وجل يقول:
﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)﴾
عرف الله
﴿وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾
طبق منهجه،
﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ﴾
دعا إليه،
﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)﴾
إذًا ما لم يكن في حياتك و في وقتك و في يومك أحد هذه الأربعة، أولا بد من أن تكون هذه الأربعة أنشطة مجتمعة، فأنت خاسر، و خسارتك محقق،
﴿وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) ﴾
إذًا كمؤمن تعرفت إلى الله و تعرفت إلى أهل الحق و سلكت طريق الإيمان، و التزمت بأوامر الدين، هذا الوضع مقبول منك إلى حين، التلقي، الأخذ و التعلم، لكن إلى ما شاء الله تأخذ فمتى تعطي ؟ إلى ما شاء الله تستمع فمتى تتحدث، إلى ما شاء الله يؤلف قلبك فمتى تؤلف أنت القلوب ؟ إلى ما شاء الله تأخذ العلم من دون أن تعطيه ؟ طبعا هذا الدرس له محور خاص، محور هذا الدرس أن المؤمن إذا استمع من خلال عمر مديد أو سنوات طويلة إذا استمع إلى شيء من عقيدة صحيحة، من فهم صحيح لكلام الله عز وجل، من إدراك عميق لسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم، من وقوف على مواقف النبي عليه الصلاة و السلام في سيرته، من وقوف على مواقف الصحابة في أحوالهم مع رسول الله، بعد أن تجمع هذه الحقائق، و بعد أن تختزن هذه الحقائق، و بعد أن تتلقى هذه الحقائق، الآن إذا أردت أن تلقي هذه الحقائق النبي عليه الصلاة و السلام هل علمنا كيف نلقي هذه الحقائق، هل هناك في أحاديث النبي عليه الصلاة و السلام أحاديث تربوية، كلكم يعلم أن التربية اختصاص، التربية الوسائل الفعالة المؤثرة المجدية التي تنقل بها المعلومات و الحقائق و المشاعر والمواقف، الآن عملية النقل، أحدكم بعد سنوات طويلة يستمع و يستمع و يستمع، ويتأثّر، و يقول: درس رائع، وهذه الآية عظيمة، وهذه الآية الكونية مذهلة، والحديث عميق يا أخي، و الموقف مشرِّف، إلى متى، لا بد من أن تلقى، لا بد من أن تترك آثارا فيمن حولك، في مستوى الأسرة، في مستوى القرابة، في مستوى العمل، لك زوجة، و لك أولاد، و لك جيران، و لك زملاء، لك إخوة و لك أخوات، لك أصدقاء، لا بد أن يظهر أثر المؤمن فيمن حوله، هو المؤمن وعاء، وامتلأ الوعاء، و بعد أن يمتلئ الوعاء لا بد من أن يفيض هذا الوعاء، فلذلك أنت حينما تختار شيئا - دققوا - أنت حينما تريد أن تشتري شيئا و معك مال وفير تبحث عن ماذا ؟ أقول: معك مال وفير، و تريد أن تشتري حاجة أنت في أمس الحاجة إليها، تختا ماذا ؟ تختار أفضل الأنواع، و أعلى المستويات، وأكثر الآلات متانة و جمالا و دقة و مردودا، طيب أنت حينما تعمل في الدنيا الأعمال الصالحة ألا ينبغي أن تختار أعظمها عند الله، ألا ينبغي أن تختار أكثرها ثوابا، أكثرها قربا من الله عز وجل، إذا فاض إناؤك على من حولك فهذا أعظم عمل تفعله، إليكم بعض الأمثلة.
أب له ابن غاب عن البيت، وغياب الابن عن البيت يؤلم إيلاما لا حدود له، و من كان أبا و كان له ابن يعرف عطف الأب على الابن، لو أن هذا الطفل غاب فجأة، لا تعرف أين هو، أين ينام، و ماذا يأكل، مع من، الآن الأشخاص الذين حولك، لو أن أحدهم أطعمه و جاءك و قال: أنا أطعمت ابنك، تقول له: تفضلت عليّ، شكرا لك، يقول لك آخر: أنا أسقيته، ويقول لك ثالث: أنا كسوته، أما جاءك واحد وجاءك به، و قد علمه و هذّبه و عرّفه بقدر أبيه و جاءك بابنك، هذا الذي جاءك بابنك أليس عمله أعظم من كل هؤلاء، أنت هذا العبد أطعمته، ولكنه شارد، أنت أسقيته، و أنت أمّنت له سكنا و أمّنت له زوجة، أمّنت له أعمالا، جميل، هي أعمال صالحة و اللهِ لا تقدّر بثمن، لكن هل تعلم أن أعظم هذه الأعمال أن تعرّف هذا العبد بربه وأن تردّه إليه، وأن تجعل هذا العبد يأوي إلى الله و يصطلح معه ويطيعه، هذه:
﴿وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً﴾
أنت حينما تريد أن تلقي على الناس هذه المعلومات، هذه الحقائق وهذه العقائد و هذه الأفكار، هذا الفهم لكتاب الله، وهذا الفهم لسنة رسول الله، ماذا تفعل، كيف تتحرك، بماذا تبدأ، أي أسلوب تستخدم، أسلوب السر، أسلوب الحوار، أسلوب القصة، أسلوب المثل، أسلوب التحذير، أسلوب التبشير، أسلوب الوعد، أسلوب الوعيد، أسلوب الفرض، أسلوب التخيير، هناك أساليب كثيرة جدا، هذا الدرس محوره أنت إذا أردت أن تلقي على الناس شيئا، إذا أردت أن تهدي الناس إلى الصراط المستقيم، إذا أردت أن تؤثر فيمن حولك، إذا أردت أن تترك بصمات واضحة فيمن حولك، إذا أردت أن تهدي أقرب الناس إليك ؛ زوجتك، أولادك، إخوانك، أصدقاءك، جيرانك، إخوتك، أخواتك، أبناء إخوتك، أبناء أخواتك، بنات إخوتك، بنات أخواتك، هؤلاء حولك، ماذا تفعل ؟ الحقيقة أرجو الله عز وجل أن يقدِّرني أو أن يمكنني من أن أعطيكم بعض الحقائق الدقيقة المستنبطة من القرآن الكريم ومن سنة النبي عليه الصلاة و السلام، الآن نحن بصدد أن نبحث عن الآيات و الأحاديث التي تتعلق بالتربية، كيف تربي، و كيف تعلم، و كيف تنقل الحقائق، وكيف تؤثر فيمن حولك، كيف تحمل الناس على طاعة الله، كيف تحملهم على الاستقامة، كيف تحملهم على أن يقبلوا على الله عز وجل، النبي عليه الصلاة والسلام بادئ ذي بدء ماذا قال عن نفسه ؟ قال عن نفسه حديثا متعلقا بالتربية
(( عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ مِنْ بَعْضِ حُجَرِهِ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَإِذَا هُوَ بِحَلْقَتَيْنِ إِحْدَاهُمَا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَدْعُونَ اللَّهَ وَالْأُخْرَى يَتَعَلَّمُونَ وَيُعَلِّمُونَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلٌّ عَلَى خَيْرٍ هَؤُلَاءِ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَيَدْعُونَ اللَّهَ فَإِنْ شَاءَ أَعْطَاهُمْ وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُمْ وَهَؤُلَاءِ يَتَعَلَّمُونَ وَإِنَّمَا بُعِثْتُ مُعَلِّمًا فَجَلَسَ مَعَهُمْ ))
((عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ))
أنا الآن أسألكم قبل أن أجيب، قبل أن أخوض في فقرات الدرس، هل عندكم قاعدة في نقل المعرفة للناس استنبطتموها من القرآن الكريم و الآية، أو من سنة رسول الله و الحديث ؟ قاعدة في تعليم الحق، قاعدة في نشر الحق، أسلوب رائع في إلقاء العلم على الناس، طريقة مجدية في تحبيب الناس بالحق، هل عنكم قاعدة، ليكن هذا الدرس حوارا، تفضل:
﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾
هذه قاعدة أساسها القرآن، لكن هذه القاعدة تحتاج إلى شرح، ما معنى الحكمة ؟ وضع الشيء في مكانه، قال بعض العلماء: أن تقول الذي ينبغي، بالقدر الذي ينبغي، للشخص الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي " واحد حضر عقد قران، فيربد أن يتكلم عن الموت، واللهِ ليس من الأصول أن تتكلم عن الموت في هذا الوقت، جماعة فرحين، فلا يُتكلم عن الموت، و لست حكيما بهذه الدعوة إلى الله عز وجل، واحد جلس مع خطيبته أول جلسة فحدّثها عن الموت، فكري بالموت، لم تر الحياة بعد حتى ترى الموت، هذا أول لقاء، أطل بالك، ليس هذا من الحكمة، أحيانا يلتقي إنسان بشخص غارق في المعاصي، يعطيه قوائل في المعاصي، هو يحتاج إلى تشجيع، يحتاج إلى تدرج، يحتاج إلى أن تأخذ بيده، فلذلك أنا أشعر أن هناك أشخاصا كثيرين يتمنون أن يلقوا على الناس العلم، و لكن لأنهم يفتقرون إلى الطريقة النبوية في التعليم يخفقون في مسعاهم، يجب أن تتبع طريقة النبي عليه الصلاة و السلام، النبي له وظيفتان ؛ هو معلم و مربي، معلم يعلم العلم، لكنه مربي، الحكمة سيد منير، إذًا أن تقول ما ينبغي بالقدر الذي ينبغي للشخص الذي ينبغي في الوقت الذي ينبغي، إنسا أضاع حاجة، حدثه عن الله عز وجل، ليس معك، ما دام له مشكلة دقيقة جدا هو مع مشكلته، و ليس معك، لذلك كما قال الله عز وجل:
﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾
الموعظة الحسنة، واحد قال لشخص ملِك:أنا سأنصحك و سأغلظ عليك، فكان الملِك افقه من الواعظ، قال له: و لِم الغلظة يا أخي ؟ لقد أرسل الله من هو خير منكَ إلى من هو شر مني، أرسل موسى إلى فرعون، ومع ذلك قال له:
﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً﴾
سيد منير: الحكمة و الموعظة الحسنة، هذه قاعدة تربوية، من أمر بمعروف فليكن أمره بمعروف، من تكلم الحكمة لغير أهلها فقد ظلمها، ومن منعها أهلها فقد ظلمهم، هذه قاعدة، قاعدة أخرى ؛ تفضل،
﴿وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾
شيء جميل، كلمة " أحسن" في اللغة ماذا تعني ؟ أحسن على وزن أفعل، هذه الصيغة ماذا ؟ اسم تفضيل، أي كان هناك مائة طريقة للمناقشة يجب أن تختار أحسن هذه الطرق، هل عندكم في القرآن الكريم تعلمنا كيف نجادل، تفضل:
﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24﴾
أنت حينما تجادل لا ينبغي أن تستعلي على من تجادل، و لا ينبغي أن توحي إليه أنك أنت على الحق و هو على الباطل، تعال لنتناقش، لا، كثير من الأشخاص يجادلون ويفرضون أنفسهم، هو العالم و الآخر الجاهل، هو الفهم و الآخر لا يفهم، هو على الحق و الآخر على الباطل، الله لم يعلمنا هكذا، قال: إذا جادلت يا محمد فقل لهم:
﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24﴾
أي أحدنا على الحق و الآخر على باطل، لنبدأ، هناك آية أخرى تؤكد معنى:
﴿وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾
قال تعالى:
﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً﴾
آية ثالثة، السيد سمير،
﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ﴾
و قال تعالى:
﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً﴾
قال تعالى:
﴿قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25)﴾
أعوذ بالله، النبي هكذا علّمه الله عز وجل، إذا لا تسألون عما أجرمنا، و لا تسألون عما كنتم تعملون، هناك تواضع إلى أقصى درجة، إذا أردت أن تجادل، و أن تناقش، ينبغي أن تستخدم ألطف عبارة، أرق تعبير، من دون سباب، ومن دون تجريح، من دون طعن، من دون إيذاء، ومن دون إيلام، أعتقد أن هذه الفكرة، وأعتقد بخلاف ما تعتقد، و إليك الدليل، هذه الطريقة، أما " لست تفهم " فليست هذه مناقشة، شيء جميل، إذًا أول قاعدة:
﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ﴾
قول ما ينبغي، بالقدر الذي ينبغي، للشخص الذي ينبغي، في الوقت الذي ينبغي، أيضا، تفضل، هذه قاعدة جديدة بارك الله بك، أي هذا الإنسان أمامك له نفس، وله مشاعر، وله حاجات، فأنت إذا أردت أن تقنعه بشيء، هو مستغن عن أفكارك، مستغن عن عقيدتك، هو معني بشيء، مهموم بقضية، فإذا أردت أن تفتح قلبه لك افتحه بالإحسان
(( عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله تعالى أمرني بمداراة الناس، كما أمرني بإقامة الفرائض ))
لا تستطيع أن تجعل هذا الإنسان يصغي إليك و يلقي لك بالا و يقبل عليك و يستمع إليك، و يفتح أذنيه تماما إلا إذا أحسنت إليه، فأي إحسان لمن حولك بغية أن تجعله يستمع إليك، أنا حدثني أخ أنا أحترمه كثيرا، قال لي: زرت أختي وجدتها في خصام مع زوجها، خصام شديد، و الخصام على مبلغ من المال تريد أن تأخذه منه كل شهر، وتنفقه على حاجاتها و حاجات أولادها، ويبدو أن الزوج ذو دخل محدود، وأنه رفض هذا الطلب، نشب صراع بينهما و قد دخل عليهما أخو هذه الزوجة، فالرجل له دخل، و لكنه ليس في بحبوحة كبيرة، فأراد أن يفصم هذه المشكلة و قال: يا أختي هذا المبلغ خذيه مني كل شهر، فسكتت و سكت زوجها، حدثني بالضبط، وقال: أول الشهر دفعت المبلغ، و ثاني شهر و ثالث شهر و رابع شهر، دفع المبلغ ستة أشهر، و بعد ستة أشهر طلبت منه أخته أن يجعل لهم درسا أسبوعيا في البيت، لها و لبناتها ففعل، شهر، شهران، ثلاثة، ستة أشهر، قريبا من سنة، البنات تحجبن جميعا، يسر الله له تزويج واحدة تلو الأخرى، من شباب مؤمنين، فالموضوع بدأ بثلاثمائة ليرة في الشهر و انتهى بهداية أسرة، لكن متى طلبت منه أخته أن يجعل لهن درسا أسبوعيا ؟ بعد ستة أشهر، و بعد هذا الإنفاق، فهذا الذي قاله أحد إخواننا الشيخ نجيب: عن عائشة رضي الله عنها قالت
(( قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الله تعالى أمرني بمداراة الناس، كما أمرني بإقامة الفرائض ))
هذه الباء في الإعراب باء الاستعانة، أي أنت تستعين على هدايتهم بمداراتهم، و المداراة في التعريف الدقيق بذل الدنيا من أجل الدين، و المداهنة بذل الدين من أجل الدنيا، فأنت إذا أردت أن تهدي أخا لك، صديقا، جارا، ابنا، قريبا، ابن أخ، ابن أخت، يجب أن تحسن و يجب أن تبذل، و يجب تقدّم، يجب أن تفتح قلبه قبل أن تفتح عقله، هذه قاعدة للهداية، المسيء، أعرف رجلا كان إذا رأى أولاده قد قصّروا في الصلاة ضربهم ضربا مبرحا و قسا عليهم، و كان بخيلا عليهم بخلا شديدا، لمجرد أن توفاه الله عز وجل هذه الأسرة انفجرت، أي عصوا ربهم كيدا له، لأنه قسا عليهم، و لأنه بخل عليهم، فكرهوا الدين من أجله.
أيها الإخوة الأكارم يجب أن تعلموا أن هناك مَن يدعو إلى الله، و أن هناك من يقوم بدور معاكس، إن صح التعبير منفِّر ن هذا يدعو و هذا ينفِّر، هذا يقرِّب و هذا يبعِّد، هذا يحبب و هذا يكرِّه، هذا يجعل الإيمان ينمو في قلبك، وهذا يجعل الإيمان يتلفت منك، فلذلك: يا داود ذكر عبادي بإحساني إليهم، فإن النفوس جبلت على حب من أحسن إليهما و بغض من أساء إليها، حدثني رجل بعيدا عن الدين بُعد الأرض عن السماء، بل إنه من أكبر أعداء الدين، بل إنه يكيد لكل مؤمن، وقع في مرض عضال و احتاج إلى مساعدة، هناك أناس ممن حوله جمعوا له بعض الأموال و ساعدوه حتى أجريت له عملية خارج القطر و نجحت هذه العملية، فإذا هذا الإنسان البعيد المعادي الحاقد المبغض، فإذا هو أحد رواد المسجد، وإذا هو من المؤمنين الصادقين، إن هذا الإحسان ملَك قلبه.
فيا أيها الإخوة الأكارم، إذا أردت أن تدعو إلى الله فاعلم علم اليقين أن هذا القلب يجب أن تفتحه بإحسانك حتى يُفتح العقل لكلامك، هذا معنى قول النبي عليه الصلاة و السلام
(( بعثت.....بمداراة الناس))
" رأس العقل بعد الإيمان التودد إلى الناس، اي إذا أطعمت الناس الطعام بغية أن تقرِّبهم إلى الله فنعما تفعل، و إذا قدّمت لهم بعض الهدايا، لك أخت جاءها مولود، دفعت من مالك الذي جمعته من حلال، و قد تكون أنت في ضائقة مالية، وقد تكون أنت في أمس الحاجة لهذا المبلغ،ـ لكن إذا قدمت لأختك هذه الهدية أو لأخيك أو لجيرانك أو لمن حولك، لا تدري ماذا تفعل هذه العطاء في نفس الإنسان.
هذه قاعدة ثالثة، طيب قاعدة رابعة مستنبطة من القرآن و السنة، بعثت بمداراة الناس،
﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ﴾
أيضا السيد أحمد:
﴿خُذِ الْعَفْوَ﴾
الحاقد لا يهدي الناس، لا يجتمع الحقد مع الهداية، أنت إذا أردت أن تدعو لباب الله، فباب الله لا يحقد، باب الله لا ينتقم، باب الله لا يتشفى، باب الله لا يروي غليله من خصومه أبدا، لو فعلت هذا لطردك الله من رحمته، أنت أب، الأخ غير الأب، إذا دعوت إلى الله ينبغي أن تضع نفسك تحت قدميك، ينبغي أن تضع حضوضك تحت قدمك، ما الذي يفرحك ؟ الذي أعطاك أم الذي أخذ منك ؟ إن كنت فرحت بمن أعطاك فأنت من أهل الدنيا، وإذا فرحت بمن أخذ منك فأنت من أهل الآخرة، هذا المقياس، لأن أساس حياة المؤمن مبنية على العطاء لا على الأخذ، يا من جئت الحياة فأعطيت و لم تأخذ، يا من قدّست الوجود كله ورعيت قضية الإنسان، أعداء الإنسانية أخذوا من الناس كل شيء و لم يعطوهم شيئا، أما الأنبياء أعطوا كل شيء و لم يأخذوا شيئا، لا تركوا لا درهما و لا دينارا، من كنت جلدت له ظهرا فهذا ظهري فليقتد مني، و من كنت أخذت منه مالي فهذا ملي فليأخذ منه، و من كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليقتد منه، ولا أخشى الشحناء فإنها ليست من شأني و لا من طبيعتي، هذا الدين، إذًا العفو يجب أن تعفوَ عمن ظلمك، وتعطي من حرمك، وأن تصل من قطعك، و أن تدفع بالتي هي أحسن، قال تعالى:
﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34﴾
قال تعالى:
﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ﴾
درجة، قال تعالى:
﴿وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾
كاظم الغيظ يغلي من داخله، و لكنه خائف من الله عز وجل، لكنه يغلي، و يتمنى لو أن الله سمح له لقطّعه إربا إربا، هذا خصمه، هذا كظم الغيظ، درجة، و هي جيدة، مضبوط، من داخل فيه غليان، ومن خارج فيه انضباط، أما:
﴿وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ﴾
من الداخل فيه عفو، لا عليك يا أخ:
﴿قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (92)﴾
ماذا فعلوا به ؟ وضعوه في غيابت الجب، و لماذا وضعوه في غيابت الجب ؟ ليموت جوعا، ليموت مكوتا محققا، من كرم هذا النبي العظيم أنه حينما حمد الله عز وجل بعد أن جعله الله عزيز مصر قال أمام إخوته:
﴿ وَقَدْ أَحْسَنَ بِي﴾
ما قال: إذ أخرجني من الجب، لئلا يزعجهم، و لئلا يذكرهم بعملهم، لئلا يخجلهم، و لئلا يحرجهم، قال:
﴿وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ﴾
و الحقيقة السجن ليس فيه خطر الموت، أمّا أين يوجد خطر الموت ؟ الجب، هناك موت محقق، فهذا الكمال،
﴿وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ﴾
و لم يقل: من الجب لئلا يذكرهم بعملهم و جريمتهم و بكيدهم، وبمحاولة قتله من قِبَلهم، فالعفو طريقة من طرق الدعوة إلى الله عز وجل، والإحسان طريقة من طرق الدعوة إلى الله، و لا أعتقد ولا أصدّق أن هناك إنسانا يمكن أن يسيء إليك أكثر مما لو اتهم ابنتك الطاهرة العفيفة التقية النقية بالزنا، شيء لا يحتمل، إنسان له فتاة، له بنت متزوجة صائمة قانتة طائعة، أن تُتهم بالزنا و أن يُروّج هذا الخبر في المدينة، هذا الذي حدث مع سيدنا الصديق، مسطح كان يعطيه و يحسن إليه، حدثته نفسه أن يمنع عنه العطاء، لأنه ليس معقولا أن يعطيه، إنسان أساء أشد الإساءة، و بلغ أقصى درجات الإساءة، فلما فكر الصديق عليه رضوان الله أن يمنع العطاء جاء العتابُ الإلهي:
﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ﴾
فبكى وبكى و بكى، وقال: أحب أن يغفر الله لي، هذا الموقف، داعية حاقد لا يوجد، داعية ينتقم من خصومه لا يوجد، داعية تشفى من الناس لا يوجد، الداعية إلى الله يجب أن يتسم باعفو والإحسان حتى يستميل قلوب الناس إليه، هذه الثانية، شيء جميل.
قضية في القضاء والقدر، قضية لا يحتملها الناس، قضية فيها صدمة، يختل توازن الإنسان فيها، إياك أن تلقيها على الناس، مثلا ؛ لو قلت للناس ورد في صحيح البخاري أن النبي عليه الصلاة و السلام قال
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ ))
ألقيت الحديث و لم تشرح هذا الحديث، ماذا فهم الناس من هذا الحديث، لابد أن تلحقوا أنفسكم ببعض الذنوب و إلا تأكلوها، معنى خطير جدا، هذا الحديث لا يُلقى على الناس إلا مع شرح طويل، وإلا إلقاء هذا الحديث بلا شرح يسبب مشكلة، لأنه حسب الظاهر
((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ ))
عام، لا بد من أن يذنب، هنا يأتي دور الشرح و التفصيل و البيان، و حديث صحيح و رائع جدا، و لكن أنتم أيها الناس إن لم تشعروا بذنوبكم، إن لم تحسوا بذنوبكم، تلبد حسكم، اغتبتم لم تتأثروا، أكلتم المال الحرام فلم تخافوا، فعلتم الموبقات فلم ترتجفوا، لم تشعروا بذنوبكم، لم تحسوا بها، فقدتم الإحساس بالذنب، أي انتهيت، إذا وضع الطبيب يده و قال: لا يوجد نبض، أعوذ بالله، لا يوجد نبض، تعال لترى، هاتوا الجهاز، هاتوا مرآة، وضعها على أنفه فلم يجد البخار، هاتوا بين وضعها بعينه فلم تضق الحدقة على الضوء الشديد، هذا انتهى، و عظّم الله أجركم، خلاص، انتبهوا يا إخوان
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ ))
أي أنتم ملتهون، إذا الواحد لم يشعر بذنبه و قال: ماذا فعلنا ؟ هذه " ما فعلنا " معناها هناك موت قلبي، القلب ليس فيه حياة،
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُم﴾
هنا فيه موت
(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ ))
أي إن لم تشعروا بذنوبكم، إن لم تحسوا بها، إن لم تبكوا عليها، إن لم تندموا، إن لم تستغفروا، إن لم تبادروا إلى التوبة منها، إن لم تقلقوا، لا قلق، ولا خوف و لا ألم و لا هناك ندم و لا وجل، ماذا فعلنا ؟ الله غفور رحيم، لا تدقق، هذا إنسان ميت منتهي، عندئذ لذهب الله بكم و أتى بقوم إذا أذنبوا يستغفرون، يتألمون ويخافون، هذا الحديث لا يلقى على الناس بلا شرح، بلا تعليل بلا تبيين، وإلا فهم الناس منه عكس ما أراد النبي عليه الصلاة و السلام
(( عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي فَأَخْبَرَنِي أَوْ قَالَ بَشَّرَنِي أَنَّهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ قُلْتُ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ قَالَ وَإِنْ زَنَى وَإِنْ سَرَقَ ))
أعوذ بالله، قال تعالى:
﴿وَلَا يَزْنُونَ ﴾
كيف وإن زنى وإن سرق، هذه " وإن زنى أي في الماضي ثم تاب، ما قال: و إن يزني، بل قال: وإن زنى، لا بد أن تبينها، في الماضي زنى ثم تاب، أقيم عليه الحد و تاب، الله يقبله، فلا تيئس الناس، و ليس معنى ذلك أن الزنى و السرقة يمكن أن تفعلها و أنت مؤمن، هذا شيء مستحيل، الذي أريده أن ليس كل آية ؛ مثلا:
﴿وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13)﴾
الله عز وجل يقدر أن يهدي الناس جميعا، لكنه لا يحب أن يفعل ذلك، يحب أن يملأ جهنم بالناس، هذا المعنى من الآية ؟ هذا المعنى ليس مرادا من قِبل الله عز وجل، أنتم تدّعون أيها العباد أني أجبتكم على المعاصي، لو أردت أن أجبركم لأجبرتكم على الهدى لا على المعصية، و لكنكم مخيرون، منحتكم حرية الاختيار، فـأنتم مخيرون، فإذا فعلتم المعاصي فهذه من كسبكم، و من اختياركم و سوف تدفعون ثمنها باهظا، هذا المعنى الذي يليق بحضرة الله عز وجل، أما:
﴿وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13)﴾
هذا المعنى الذي يفهمه عامة الناس لا يليق بحضرة الله عز وجل، هل تقبل أنت من إنسان من جهة رسمية بنت سجنا ممتازا،و لكن لا يوجد أحدا يخالف القوانين، ليس معقولا أن نتركه فارغا، وضعنا حاجزا في الطريق فأخذنا ناس ووضعناهم في السجن، نملأه، هذا المعنى مرفوض و لا يليق بإنسان، فآيات قرآنية متشابهة تحتاج إلى توضيح و بيان، وإلى تأويل رائع،:
﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا﴾
إذا كان نبيا كريما كسيدنا يوسف هم بها بعد ذلك ندم، معنى ذلك أنه بدر، هذا المعنى لا يليق بالأنبياء:
﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا﴾
وقف،
﴿وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾
لولا أن الله أودع فيه نورا كاشفا، لوقع، هذا المعنى، هناك معنى آخر: و لقد همت به.." أي همّت بإغرائه، وهم بدفعها، فهمّه غير همها، إن رأيت أفعى في غرفة هي تهم أن تلدغ و أنت تهم أن تقتلها، همها غير همك، فمثل هذه الآيات المتشابهات ينبغي أن تفسر و تؤول وأن توضَّح و تبيَّن، قال داوود: يا ربي من أحب عبادك إليك حتى أحبه بحبك ؟ قال: أحب العباد إلى تقي القلب نقي اليدين، لا يأتي إلى أحد بسوء، أحبني وأحب من أحبني " أما الشاهد، وحببني إلى خلقي " أنت كمؤمن يجب أن تبين للناس أجمل شيء الذي يليق بحضرة الله، لأن الله عز وجل يقول:
﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾
أخي الله متكبر، نعم متكبر، لأنه فعلا كبير، واحد مليء و قصدته أنت بقرض ، فقال لك: أنات ليس معي شيء، أنا فقير، هذا لا يليق بالغني، يقول لك: أنا غني أعطيك، الله عز وجل عظيم، كبير محسن، لكن إذا العبد قال: أنا معي، عبد تكبر، التكبر في العباد صفة نقص، لكن التكبر في الخالق صفة كمال، فأنت إذا حدثت عن الله عز وجل لا بد من أن تحدث عن أسمائه الحسنى وعن صفاته الفضلى، وعن كمال الأنبياء، وعن كمال أصحاب رسول الله، إذًا لا بد من أن تحدث الناس على قدر عقولهم، أحيانا تجلس مع ناس ثقافتهم وسط، تدخل معهم في متاهات القضاء و القدر، ومتاهات أشياء معقدة، أحيانا تجد قصتين أو ثلاثة فيها مغزى رائع أبلغ من الموضوع الذي تكلمت فيه، فهذه قاعدة.
هناك قاعدة أخرى
((عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ وَمُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا وَتَطَاوَعَا وَلَا تَخْتَلِفَا ))
هناك شخص دائما يتكلم عن جهنم، تكلم لنا عن الجنة قليلا، والله عز وجل من حكمته البالغة أنه يدعو عباده إليه رهبا و رغبا، مرة يرهبنا، يقدم لنا مشاهد من عذاب جهنم، قال تعالى:
﴿وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37)﴾
و مرة يبشرنا، و يصف لنا مشاهد من الجنة:
﴿ َأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27)﴾
إذًا التبشير و التحذير، وصف الجنة وما قرب إليها من عمل، ووقف النار وما قرّب إليها من عمل، هذا من أسلوب الدعوة الناجحة.
أيضا ؛
﴿ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾
المشاورة، إنسان، أحيانا الأب في بيته يسأل أولاده في البيت: ماذا تريدون أن نأكل اليوم ؟ في مودة، المؤمن يأكل بشهوة أهله، في بعض الأقوال، المشاورة تسبب الود و المحبة بين المؤمنين، فأنت إذا شاورت و أخذت رأي من حولك، إنك إذ شاورت الناس استعرت عقولهم، كل خبراتهم استعرتها بهذا السؤال، طبعا الموضوع كثير دقيق، لكن أنا بدأت فيه على أساس حوار، لكن عندنا موضوع مثلا ؛ أنت ما لم تعرِّف الناس بالآمر قبل الأمر لن يستقيموا على أمر الله، أن تبدأ بالطريق المعكوس، النبي عليه الصلاة و السلام بقي في مكة ثلاثة عشر عاما يدعو الناس إلى معرفة الله، عن طريق الكون، وفي المدينة جاء التشريع و بدأ يبيِّن للناس الأمر و النهي، إذًا هناك مرحلة مكية و مرحلة مدنية، مرحلة الإيمان، مرحلة بيان شرعه، مرحلة معرفته، مرحلة عبادته، مرحلة الوصول إليه، ومرحلة التقرب منه، هناك مرحلتان، فإذا عكستا أخفقنا في الدعوة إلى الله، بدأنا بتعريف الناس بأمره قبل أن نعرفهم به، بدأنا ببيان أمره و نهيه و نسينا أن نبين لهم أسماءه الحسنى فلذلك إذا عرفنا الناس بأمره قبل أن نعرفهم بذاته فقد سرنا طريقا طريقا معكوسا، وهذا الطريق المعكوس لا يجدي، فلما يعرف الإنسان الأوامر يحتال علبها، تجد حيلا لا تنتهي، يراد بالحيلة، يبيع هذه الحاجة بعشرة، ويبيعها دينا بعشرة، يشتريها بعد دقيقة نقدا بثمانية، فالفرق هو الربا، أما الظاهر فبيع و شراء، لماذا احتال على التحريم، لأنه ما عرف الآمر، عرف الأمر و ما عرف الآمر، فأيَّة حيلة شرعية أساسها الجهل بالله عز وجل، فإذا أردت أن تدعو إلى الله بتعريف الناس، قعدت مع أهلك، تعالوا ندرس أحكام المياه، أول درس، ثاني درس، ثالث درس، أول جمعة، ثاني جمعة، ثالث جمعة، هم ما عرفوا الله عز وجل، حكم الوضوء بماء الحمص، أحكام لا تنتهي، أنت بهذا الموضوع يقال بكلمة واحدة، الماء الذي تشرب منه توضأ منه و انتهى الأمر، و التفت لأمور أخرى، فإذا أردت أن تفصل في الأحكام قبل أن تعرِّف بالواحد الديان تجد الناس لم يستقيموا، لا يستقيم الناس إلا إذا عرفوا أن لهم ربًّا يراقبهم، وسيعطيهم عطاء لا حدود له إذا أطاعوه، وسيحاسبهم حسابا دقيقا، من خلال آية، من خلال حديث، من خلال قصة، من خلال آية كونية، فإذا عرّفت الناس بأسماء الله الحسنى وصفاته الفضلى، و ما عنده من عطاء و ما عنده من عقاب، الآن إذا جاء الأمر صار هناك طاعة لله عز وجل، هذه قاعدة، طيب أنت معقول أن ترى إنسانا في يده خاتم ذهب، لا يصلي ولا يصوم لا يتعرف على الله أبدا، تريد أن تقنعه أن الذهب حرام، هذا غلط في الطريق، و هذه من فروع الدين، عرفه بأصول الدين، عرفه بوجود الله عز وجل، حينما تبدأ مع أهل الغفلة و الإعراض و الكفر بفروع الدين و تنسى أصول الدين فقد ضللت سواء السبيل، لا تخاطب عامة الناس بفروع الدين، خاطبهم بأصول الدين، قال تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ﴾
أما:
﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾
أنت تخاطب مؤمنا فأعطه الأمر الدقيق، أما إذا خاطبت غير المؤمن عرفه بوجود الله، فلذلك إذا خاطبت الناس بأصول الدين فقد ضللت سواء السبيل، عامة الناس يُخاطَبون بأصول الدين، و المؤمنون يخاطَبون بفروع الدين، إذا عرّفت الناس بفروع فقد ضللت سواء السبيل، العوام بأصول الدين، تقول له: أنت لا تؤمن بالجن ؟ يقول لك: لا واللهِ أين هؤلاء الجن، كفرت، ما آمن بالله أولا حتى يؤمن بالجن، الجن لا يراهم بعينه، الإيمان بالجن إيمان إخباري تصديقي، فأنت إذا آمنت بالله عز وجل و آمنت بكتابه، الله عز وجل ذكر عن الجن، فأنت إذا أردت أن تحاول أن تقنع إنسانا بوجود الجن، وهو لم يؤمن بالله بعد طريق مسدود، لأن الإيمان بالجن و الإيمان بالآخرة و الإيمان بالحوض و الإيمان بالصور و الإيمان بالصحف نشرت، هذه كلها أقسام يسمونها السمعيات أو الإخباريات أو الإيمان التصديقي، أنت ابدأ بالإيمان التحقيقي، ابدأ مع الناس بوجود الله عز وجل، ثلاث أشياء يمكن أن تبدأ بها ؛ وجود الله عز وجل، وحدانيته و كماله، شيء جميل، الآن منهجه و كتابه، الآن رسوله، هذه إذا بدأت بها تفلح، الإيمان بالله بوجوده ووحدانيته وكماله، و الإيمان بكتابه المنزَل و رسوله المبيِّن، هذه المعقولات، هذه من مهمات العقل، هذه منوطة بالعقل، فإذا آمن بوجود الله و آمن بوحدانيته و آمن بكماله و آمن بكتابه و آمن برسوله، الآن الكتاب الذي آمنت به يقول لك: هناك جن، وهناك صراط، وهناك حوض، وهناك جنة، وهناك نار، و الإنسان بدأ من سيدنا آدم، فأنت لا تستطيع أن تلق على الناس القسم الإخباري في العقيدة، أو القسم التصديقي أو القسم السمعي إلا إذا آمن بقائل هذا الكلام.
إن شاء الله هذا الموضوع يحتاج إلى عناية بالغة، و السبب أن هذه الوجوه النيرة أراها كل أسبوع، فصار هناك ثبات و الحمد لله، صار هناك استقرار، هذا الأخ ثبت و استقر، إذًا الأخ إذا أراد أن يرقى إلى الله عز وجل يتفوق، كيف يدعو إلى الله، هناك أصول، لما يتعرف الإنسان على الله عز وجل و يعرف الناس هل يعلم أن صنعته هي صنعة الأنبياء، أعلى صنعة في الكون أن يسمح الله لك أن تهدي الناس إليه، أن يسمح الله لك أن تبث الهدى في الناس، أن يسمح الله لك أن تكون داعية إليه، هذه أعظم صنعة، لكن تحتاج إلى أساليب، و الحقيقة أنه سهل كثيرا أن تعالج خشبة، خشنة هناك فارة، طويلة هنالك منشار تقصها، قصيرة هناك وصلة، شغل سها، و خشب سهل، الحديد نفس الشيء، يقص الحديد:
لكل شيء آفة من جنسه حتى الحديد سطا عليه المبرد
تقصه بالمبرد، لكن نفس البشرية القضية فيها أصعب بكثير، بكلمة واحدة تنفرها، ابتسامة ساخرة تبعدها، فكرة غير منطقية يقول لك: ما هذه السحبة، قضية غير منطقية ينفر منك، يقول لك: الدين كله خلط، أنت كذلك بالمناسبة كثير من الحلقات الدينية أساس الدعوة كرامات، كلها خرق عادات، هذا أخي هذا صلى بالكعبة و رجع ثاني يوم صلى بالقدس، وثالث يوم صلى..، تنظر إليه وهو شاب منطقي متعلم مثقف، ما هذا الكلام ؟ ضيّعه، الكرامات أنا أؤمن بها، ولكن أنا قاعدتي في الكرامات أني أؤمن بها، لا أنكرها و لا أرويها، لا أنكرها لأنها ثابتة في القرآن، أهل الكهف أما لبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين، ثابتة، السيدة مريم ألم تنجب من دون زوج، هذه ثابتة، فالكرامات نؤمن بها بما ورد منها بالنص القطعي، أما أنا فلست مضطرا و لست مستعدا كلما قص علي واحد قضية خرافية أو غير منطقية أو شطحة أن أقول له: واللهِ صحيح، فقد انتهى الدين بهذه العملية، فالكرامات لا ينبغي أن تتخذ محورا في الدعوة إلى الله عز وجل، الكرامات معاملة خاصة من الله لك، هذه أنت من أنت حتى تتحدث عنها، أما النبي وحده حينما يؤيَّد بالمعجزة مكلف أن يتحدى بها الناس، النبي بشكل مختصر إذا قال الناس للنبي: إنك لست نبيا، فكيف يشهد الله لهم أنه نبيٌّ ؟ بمعجزة، الطريق الوحيد ليشهد لله لهؤلاء الناس أنّ هذا الإنسان هو رسوله بالمعجزة، هذه للأنبياء فقط، أما كلما واحد دعا إلى الله، أنا أخي البارحة وضعنا صحن أكل فأكل منه ثلاثون رجلا، شبعوا وتضايقوا لكثرة ما أكلوا، لا تضبط، صحن أكل، فكل يوم تسمع قصة، وهذه القصص تنفِّر و تجعل الدين بعض خرافات، و بعض سحبات، ويجوز أن الله عز وجل يطرح البركة و لكن هذه لا تحكَى، يمكن أن يخرق العادات إكراما للمؤمن، والبارحة ذكرنا في الخطبة أن الإمام الغزالي يقول:- يا لطيف ما أجمل هذه الكلمة - قال: إذا رأيتم إنسانا يطير في الهواء - واللهِ صعد - أو يمشي على وجه الماء، ولم يكن مستقيما فاعلموا أنه شيطان.
هناك واحد يتحدث عن كراماته وليس مستقيما، فقالوا عنه: لقد وصل إلى الله، فقال العلماء الأصوليون: لقد وصل إلى سقر لا إلى الله عز وجل، إذا الإنسان لم يكن منضبطا بالشرع لا تعبأ لا بكلامه و لا بدعواه و لا بكراماته ولا بمناماته، هذه كلها تصير دعوى، ممكن أن الإنسان إذا رأى رؤيا صالحة نسمعها منه، و نقول له: الله يهنئك، أما إذا رأى رؤيا تأمره بترك الصلاة، نقول له: اركل هذه الرؤيا بقدمك فإنها من الشيطان، لو أن أحدا قال: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم، وجاء في مضمون الرؤيا ما يخالف الشرع يثبت الشرع و تُرد الرؤيا، ديننا مبنيٌّ على العلم، ديننا مبني على العقل، العقل أصل ديني، فأنت في الدعوة إلى الله إياك، أنا أضرب مثلا ؛ لو فرضنا أبا مرض مرضا شديدا، و له ابن بار أنفق الوقت كله في خدمته و عنده شهادة رسمية، بعد أن أبل من مرضه بقي أسبوعين أو ثلاثة، هذا الابن درس، إذا الله عز وجل ألهمه بطريقة أو بأخرى الجهة التي يأتي منها السؤال فرضا، وهذا الولد توفق، هذه كرامة من الله له، لأه ضحّى في سبيل بر والديه، طيب هذه القصة تُحكى للطلاب ؟! لا يدرسون، لو أنها وقعت فلا يجوز أن تلقى على الطلاب، لأنها تشوِّش، تربك، فنحن الكرامات نؤمن بها ولا ننكرها، وفي الوقت نفسه لا نرويها أبدا، لأن في رواية الكرامات ما يجعل الاضطراب في الأفكار و التكذيب، إذا الإنسان مثقف و منطقي و سمع قصة ليست صحيحة وغير معقولة، واللهِ قرأت مرة في كتاب أن رجلا له شيخ يحضر عنده دائما، كم أحب هذا الشيخ ذاب ذاب وذاب صار كقليل من الماء على الأرض، أين فلان ؟ هذا فلان، ليس هذا بفلان، مكتوبة في كتاب، قص الخشبة فوجدها قصيرة، فقال: نسيت، فشد، فشددنا حتى ركزناها، إذا انبنى الدين على هذه القصص فقد انتهى الدين، الدين فيه قواعد و فيه أخذ بالأسباب، قال تعالى:
﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً (84) فَأَتْبَعَ سَبَباً (85)﴾
هذا الموضوع إن شاء الله يحتاج إلى متابعة، إذًا هذه أكثر من عشرين قاعدة، ولكن الإخوة الكرام ذكروا بعض هذه القواعد، وهناك قواعد دقيقة جدا، التدرج مثلا، الإحسان، المتابعة والحوار، واعتماد النقل والعقل والفطرة والواقع، التحسين، النبي الكريم أراد أن ينفِّرنا من العودة في الهبة،
((فَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَقِيءُ ثُمَّ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ ))
واحد استقاء كم هذا القيء كريه محمض، قال له: كله، شيء لا يحتمل، قال
(( عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَائِدُ فِي هِبَتِهِ كَالْكَلْبِ يَقِيءُ ثُمَّ يَعُودُ فِي قَيْئِهِ ))
فالنبي كان يحسن الحسن ويقبح القبيح، من أساليب الدعوة إلى الله تحسين الحسن وتقبيح القبيح
إن شاء الله في درس قادم إذا مكنني الله ع