وضع داكن
29-03-2024
Logo
موضوعات في التربية - الدرس : 019 - قصة صلى الله عليه وسلم مع الوفد الأزدي.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما، وأرنا الحق حقاً وارزنا اتبعاه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا مما يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الأخوة الأكارم:
قال سويد الأزدي: وفدت سابعة سبعة من قومي على رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلما دخلنا عليه، وكلمناه.
الإنسان مخبوءٌ تحت طي لسانه لا تحت طيلسانه، قيمة المرء في علمه، قيمة المرء في حديثه، قيمة المرء في حكمته.
سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام كيف انتقل من سجين إلى عزيزٍ من سجين إلى أميرٍ، من سجين إلى حاكمٍ، كيف ؟.

﴿ فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54)﴾

(سورة يوسف: 54 )

 إذاً كلمه، والإنسان إذا تكلم يرتفع، وإذا تكلم يسقط، وكائن ترى من صامت لك معجبٍ، زيادته أو نقصه في التكلم، الإنسان قد يلتقي بشخص، يزينه من ثيابه، من هيئته، فإذا تكلم نسي هندامه وقيمه من كلامه، فإذا عامله نسي كلامه وقيمه من معاملته.
إذاً الإنسان لما يتعلم العالم له قيمة كبيرة جداً، طلب العلم فريضة ورتبة العلم أعلى الرتب.

 

﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾

 

( سورة الزمر: 9 )

 الآن مقياس البشر ما هو ؟ المال، الجمال، الذكاء، القوة الصحة، القوة العضلية، القوة الزهنية، القوة المالية، أما المقياس الذي أعتمده القرآن وجعله قيمة مرجحة بين عباده إنها العلم، قال:

(( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ))

 ومن لم تكن له بداية محرقة لم تكن له نهاية مشرقة، إذا لم تجلس على ركبتيك في بيوت الله لسنوات طويلة، تتعلم كتاب الله، تتعلم سنة رسول الله، تتعلم أحكام الدين تعرف شيئاً عن أحوال القلب، عن إقبال القلب، عن طهر النفس، عن سعادة الدين، هذا الذي ليس كذلك فارغ، لذلك ربنا عز وجل قال:

 

﴿فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105)﴾

 

( سورة الكهف: 105 )

 ما في وزن، تافه، لهم صغار عند الله، في الدنيا ما عرف الله ولا استقام على أمره، ولا أقبل عليه، ولا طهر قلبه، ولا فعل المعروف أنا لفت نظري في هذا الحديث قال:
فلما دخلنا عليه ـ على النبي عليه الصلاة والسلام ـ دخلنا عليه وكلمناه ـ اللهم صل عليه ـ في أشخاص عظام، الأضواء كلها عليه مسلطة يغفل كل تفوق حوله، مهما بدى الذين حوله متفوقون يهملهم، يضعهم في التعتيم، أما النبي عليه الصلاة والسلام، من جوانب بطولته، من جوانب عظمته، من كرم أخلاقه، أنه إذا رأى من حوله على علم، أو على خلق أو سمت، أو على بطولة، كان يثني عليهم.
سيدنا سعد، قال له: أرمِ سعد فداك أمي وأبي، طيره طيران أرمِ سعد فداك أمي وأبي، ما فدى النبي عليه الصلاة والسلام من أصحابه إلا سعد.
سيدنا أبو عبيدة، قال له: أبو عبيدة أمين هذه الأمة.
سيدنا خالد، سيف الله.
سيدنا الزبير قال له: أنت حواري رسول الله.
سيدنا عمر لو كان نبي بعدي لكان عمر.
سيدنا عثمان ألا استحي من عثمان.
سيدنا علي أنا مدينة العلم وعلي بابها.
 إذاً ما ترك النبي صحابي من أصحابه إلا وسلط عليه الأضواء كشفه، كشف حقيقته، رفع شأنه، عظمه هذا من جوانب بطولته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فالنبي لما رأى.
 قال: فلما دخلنا عليه وكلمناه أعجبه ما رأى من سمتنا وزينا يعني ثياب مقبولة، نظيفة، لا أقول لكم ارتدوا ثياب غالية الثمن، هذا كلام لا أقول أبداً، ولكن الإنسان بإمكانه أن يرتدي ثوباً مقبولاً، أنت تمثل الدين، أنت سفير هذا الدين، أنت على ثغرة من ثغر الإسلام، فلا يؤتين من قبلك، يجب أن تكون دكانك منظمة، بيتك منظم، يعني مظهرك مقبول مركبتك نظيفة، بيتك فيه نظافة، في ترتيب، أنت تمثل الدين، كيف تقول لإنسان يكره الدين، ويرى إنسان له زي ديني، أو له هوية دينية، أو له انتماء ديني، أو له خلفية دينية، وفوضوي، وغير مهتم، وغير مرتب شوف النبي ماذا قال:
 قال: فلما دخلنا عليه وكلمناه أعجبوه ما رأى من سمتنا وزينا يعني مظهر مقبول، وسمتنا حسن، في إنسان يضحك باعتدال، كلامه مهذب، منضبط، كلمة واحدة بذيئة تسقطك من عيون الناس، مزاح رخبص يجعلك في الوحل، كلمة نابية، كلمة قاسية، ذكر العورة أحياناً طرفة لها علاقة بأمور الجنس، هذا المؤمن بعيد عنه، لسانه طاهر لذلك ربنا عز وجل قال:

 

﴿وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً﴾

 

( سورة البقرة: 83 )

 يعني ترفة مستواه متدني هابطة، كلمة قاسية، كلمة فاحشة، كلمة بذيئة، هذا كله المؤمن بعيد عنه، لأن المؤمن سفير هذا الدين، ماذا قال الله عز وجل في الحديث القدسي، قال:

 

((إن هذا دين ارتضيته لنفسي ولن يصلحه إلا السخاء وحسن الخلق فأكرموه بهما ما استطعتما ))

 

[ أخرجه الدارقطني في المستجاد عن جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ‏ ]

أعجبه ما رأى من سمتنا وزينا، فقال من أنتم.
 شيء ثاني تمام استنباط آخر، يعني إذا أنت التقيت بإنسان سلم عليك بحرارة، شفته أديب، تعرف عليه، لعل هذا اللقاء العابر ينعاد رأيت فيه سمة الصلاح، رأيت فيه ذكاء، رأيت فيه طيباً، رأيت فيه ورعاً، رأيت فيه تواضعاً، هذه صفات المؤمنين، اسألوه عن اسمه واسم أبيه، وعن عمله، لعل الله عز وجل يجعل هذا الأخ أخوك في الله، لعلك تنفعه وينفعك، النبي من سنته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا التقى بأخٍ يسأله عن اسمه وعن اسم أبيه وممن هو، هكذا، التقيت من أخ أساله عن اسمه وعن عمله، يعني هذا الشيء يزيد المودة بين المؤمنين.
فقال من أنتم ؟ فقلنا مؤمنون، قالوا كلام عام، فقلنا مؤمنون.
أراد النبي عليه الصلاة والسلام أن يعلمهم، أنت دائماً مهمتك أن تعطي، إياك أن تتكلم كلاماً فارغاً، إياك أن تمضي وقتاً بلا طائل، إياك أن تفعل شيئاً لا جدوى منه، لا معنى له.
قال من أنتم ؟ قالوا مؤمنون، هنا دخل النبي عليه الصلاة والسلام.
 أحياناً يزورني أخ، بحب أساله السؤال التقليدي كيف عرفت الله عز وجل، كل أخ له قصة، أحياناً أخ اهتدى إلى الله عن طريق كلمة طيبة قالها له أخ من هذا المسجد، كلمة طيبة سؤال لطيف، شرح آية شرح حديث، فإذا الإنسان سمع حقيقة وتفاعل معها، وحفظها، هي ذخر له، فإذا التقى بأخ وتوسم فيه سماء الصلاح يذكره بالحق، يذكره بآية كريمة، بحديث شريف، بآية كونية، تلفت النظر.
فقال عليه الصلاة والسلام: إن لكل قول حقيقة، فما حقيقة قولكم ؟
 واحد قال لك أنا طبيب قل له إذا كان ضغط ارتفع مليح، بلك ما بعرف، معناه مو طبيب، أنا مهندس، أخي نحنا بدنا نساوي عضايض من دون حديد بقلك بصير، معناها مو مهندس هذا، لا يفقه شيئاً في علم الهندسة، كل إنسان له أن يدعي ما يشاء، له أن يعطي عن نفسه حجماً كبيراً، بس في امتحان، القضية بالدعوة فقط.

﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي﴾

(سورة آل عمران: 31 )

 لما كثر مدعوه المحبة طولبوا بالدليل، والدليل طاعة الله عز وجل وطاعة النبي، فهذا كلام دقيق، حينما ادعى هؤلاء أنهم مؤمنون قال عليه الصلاة والسلام: إن لكل قول حقيقة، فما حقيقة قولكم ؟ ماذا قال عليه الصلاة والسلام ؟ في حديث آخر:
إن لكل شيءٍ حقيقةً، وما بلغ عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم، أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وإنما ما أخطئه لم يكن ليصيبه.
 الآن فرق المؤمن عن غير المؤمن، أن المؤمن يرى أن يد الله فوق أيدي البشر، وأن فعلهم هو فعله لا فعلهم، وأن لهذه الأفعال حكمةً ما بعدها حكمة، ومغزى ما بعده مغزى، وله مؤدى ما بعد مؤدى، فبين المؤمن وغير المؤمن أن المؤمن يرى الله ولا يرى معه أحد، وغير المؤمن يرى كل إنسان ولا يرى الله من خلال هؤلاء، فقلنا، هذا الوفد وفد الأزد.
 فقلنا خمسة عشر خصلة ـ نحن في عنا خمسة عشر خصلة هي حقيقة إيماننا، قال هؤلاء: خمس آمن بها، وخمس عملنا بها وخمس تخلقنا بها في الجاهلية، ونحن عليها للآن، فإن كرهتها تركناها حوار لطيف ـ فقال عليه الصلاة والسلام: فاذكروا ما عندكم ؟
 الحقيقة أن تدير حديثاً مع إنسان هذا توفيق من الله عز وجل تدير حديث مع إنسان توقظ فكره، تعطيه الدليل بيدك، تدفعه دفع إلى طاعة الله، تضعه أمام خيار صعب، تعرفه بذاته، بمسئوليته، بمهمته في الحياة، تعرفه بجوهر الحياة، من خلال حوار، وسؤال، وجواب أنا العبد الفقير مرة كنت مع إنسان من بلد أجنبي وفي مترجم، فلاحظني أغض بصري قال لي ما هذا ؟ قلت هذه تعليمات الصانع، يعني أردت أن أخاطبه بلغته، قلت هذه تعليمات الصانع، ترجمها، نحن آلة معقدة جداً معقدة جداً هذه الآلة ولها تعليمات، فإذا أردت أن تحب نفسك، إذا أردت سلامتك، من العطب والعطل، إذا أردت أن تسعد في الدنيا والآخرة طبق تعليمات الصانع، طبعاً هذا الإنسان تفيده هذه اللغة، إنسان آخر يفيده أن تقول له قال الله تعالى:

 

﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾

 

( سورة النور: 30 )

 كلام إله، ما في مجال، فالذي يؤمن بالكتاب تقول له الآية والذي لا يعرف ما الكتاب ولا الإيمان قل له هذه تعليمات الصانع، هذا الكتالوج تبعنا، وغض بصرك
فالنبي عليه الصلاة والسلام قال: فذكروا ما عندكم.
 بالمناسبة إذا كان جلست مع أخ لا تستأثر أنت بالكلام، أنت استأثرت بالكلام هو له أسئلة، له طلبات، في عنده قضية تجول في خاطره، في عنده سؤال كبير، في بنفسه حاجة، عنده مشكلة عما يعانيها أفسح له المجال، أن يتكلم، خلي يفضي ما عنده، من أخلاق المؤمن وتراه يصغ بالحديث بسمعه وقلبه ولعله أدرى به.
 يعني أحياناً يزعجني شيء أن أنت عم تحكي آية بكملها عنك شخص، وأنت حافظها، إذا كان سألك كمل هذه بحث ثاني، التدخل والدخول على الكلام، ومقاطعة المتحدث، تربك، هناك أدب للاستماع كما أن هناك أدب للحديث، فالنبي عليه الصلاة والسلام، سيد الخلق وحبيب الحق، وتراه يصغ بالحديث بسمعه وقلبه ولعله أدرى به.
قال: فذكروا ما عندكم.
 دائماً الحوار في متعة، السؤال والجواب، وتعليق، والبرهان والدليل، والاعتراض، ورد الاعتراض، يعني يقظة فكرية، فنحن حينما تعلمنا في كلية التربية أصول التدريس تعلمنا أن أسوء طريقة في تعليم الطلاب طريقة الإلقاء، هو الإنسان وعاء وأنت تملئ فيه، قد يكون هو شارد، أما طريقة السؤال والجواب والحوار والتعليق والتدقيق وطلب الدليل وإقامة الدليل ورد الدليل، هذا.
 فالنبي قال: اذكروا ما عندكم، فقال هؤلاء: أما خمس الإيمان فهي أن نؤمن بالله، خالقاً ومربياً ومسيراً، أسمائه الحسنة، صفاته فضلة إليه يرجع الأمر كله، يد الله فوق أيديهم، له الخلق والأمر، ما لهم من دونه من ولي، ولا يشرك في حكمه أحد، أما خمس الإيمان أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت.
هكذا قالوا، هذه أركان الإيمان خمس آمن بها، وخمس عملنا بها وخمس تخلقنا بها، شوف صار في عقيدة، وفي عبادة، وفي معاملة وفي خلق.
 وخمس تخلقنا بها في الجاهلية ونحن عليها إلى الآن فإن كرهتها تركناها، فقال اذكروا ما عندكم: قالوا أما خمس الإيمان هي أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت، وأما خمس العمل فهي أن نشهد أنه لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأن نقيم الصلاة ونؤتي الزكاة ونصوم رمضان ونحج البيت إن استطعنا إليه سبيلا.
ما في شك، أركان الإيمان، وأركان الإسلام خمس آمنوا بها وخمس عملوا بها.
قالوا وأما خمس الجاهلية فهي: الشكر عند الرخاء.
 يا ترى إذا أنت استيقظت صحيح الجسم، عطب ما في بالقلب بالكلاوي، بالشرايين، بالضغط، بالأعصاب بالعضلات، بالمعدة، جهة الجسم سليمة، لك مأوى، زوجتك وأولادك بخير، عندك قوت يومك صحيح ونشيط، والله عز وجل هداك إلى بابه، ومستقيم على أمره، هل تذوب شكراً لله عز وجل، أما تقول يا أخي ما في شغل، ما في بيع وشراء، سوق مسموم، ما عم نستفتح، فكل إنسان يتبرم يكون الله عز وجل أكرمه إكرام كبير لسبب طارئ أو عارض أخر عنه شيء يتبرم هذا ليس أهلاً أن يكون في هذا المقام.
قال: الشكر عند الرخاء.
 في الرخاء شكوراً، الإنسان دائماً وهذه نصيحة لكل أخ، إذا كان حب يعمل حسابات يعدد ما عنده، لا ما يفقده، المتشائم واللئيم والكفور والجحود والأناني والمادي واليائس والقنوط دائماً شو ناقصة، دائماً يفتقد أشياء كثيرة، أما المؤمن شو عنده، ماذا عنده، نعمة الهدى فوق كل نعمة.
 سيدنا عمر كان إذا أصابته مصيبة، قال: الحمد لله ثلاثاً، الحمد لله إذ لم تكن في ديني ـ دينك سليم، تنك، حديد، كله يتعوض، لكن الدين سليم، ما خرقت الاستقامة، ما وقعت في المعاصي، ما فعلت المنكرات، واحد ما شرب الخمر الحمد لله، ما زنى، ما سرق.

 

﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾

 

( سورة النساء: 31 )

 وغض بصره كمان، وحرر دخله، النبي عليه الصلاة والسلام يعني علمنا أن نشكر عند الرخاء، هناك نعمة الهدى ولا تعدلها نعمة وهناك نعمة الإيجاد ونعمة الإمداد ونعمة الإرشاد، هناك الهدى العام الله جعل لك حواس، سبح إنسان بمسبح عام أصابته جرثومة في عصبه السمعي، قال له الطبيب أشهر طبيب قال له مرضك نادر جداً 100ألف إنسان، إنسان واحد يصاب بهذا المرض، وأغلب الظن أنك سوف تفقد سمعك نهائياً، شاب في مقتبل الأمر، دخل على والدته ورمى نفسه على الأرض وصار يبحت، قال لها صرت أطرش، السمع نعمة كبيرة كثير التكلم النطق، العينين، الدعاء الشهير، ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، هذا الدعاء الشهير، أذكر أن والدته قالت له: لما تألم الألم الشديد، قال لها والله إذا الله يشفيني لأدفع خمسين ألف، القصة قديمة، قالت له: لا الآن أدفع، يعني هو حالة ميسورة المادية، رأساً وزعه على أشخاص يعرفهم محتاجين من أقربائه الله عز وجل نجاه، والنبي قال: داووا مرضاكم بالصدقات، شو الصدقة استرضاء لله عز وجل الله يسترض، وهذه خذوها قاعدة، إذا وقعت مشكلة هيك شبح مشكلة، مرض شخص منافس له عما يضايقه، ويضيق عليه، شخص أعلى منه عما يضايقه كثير، وما له أحد ضعيف، ما له إنسان يعينه، ما له إلا الله عز وجل، الله أقوى شيء الله عز وجل، إذا أردت أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله، هؤلاء أعداء الدين بقلك الدعاء سلاح الضعفاء، غلطان، أقوى سلاح وأمضى سلاح، لأنك بالدعاء تستعين بخالق الكون، كل خصومك بيده، قد يلقي في قلبهم الرعب، قد يصرفهم عنك، قد يوهمهم أشياء أنت لست فيها، فإذا أردت أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله.

 

﴿ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ (79)﴾

 

( سورة النمل: 79 )

﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)﴾

( سورة آل عمران: 139 )

 

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾

( سورة الحج: 38 )

 عبدي المؤمن أحب إلي من بعض ملائكتي، لو يعلموا المعرضون انتظاري لهم، وشوقي إلى ترك معاصيهم، لتقطعت أوصالهم من حبي ولماتوا شوقاً إلي، هذه إرادتي بالمعرضين، فكيف إرادتي بالمقبلين.
الآية الكريمة:

﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44)﴾

( سورة طه: 43 ـ 44 )

 قال يا رب: إذا كانت هذه رحمتك لمن قال: أنا ربكم الأعلى فكيف رحمتك بمن قال: سبحان ربي الأعلى. الذي قال أنا ربكم الأعلى قال:

(( اذهبا إلى فرعون إنه طغى، فقولا له قولا لينا ))

 " إذا كانت هذه رحمتك بمن قال: أنا ربكم الأعلى، فكيف رحمتك بمن قال سبحان ربي الأعلى، وإذا كانت هذه رحمتك بمن قال: ما أرى لكم من إلهاً غيري فكيف رحمتك لمن قال أشهد أن لا إله إلا الله.
قال: الشكر عند الرخاء، والصبر عند البلاء.
 الدنيا دار ابتلاء، دار امتحان، لا بد من أن تمتحن، يا رب هل أنت راض عني، فقال الإمام الشافعي لمن وراءه، إنسان يطوف بالحرم قال له: وهل رضيت عنه حتى يرضى عنك، قال: وكيف أرضى عنه وأنا أتمنى رضاه، قال له: إذا كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة فقد رضيت عن الله، كلمة صريحة مختصرة، كل واحد منا على الرخاء يا رب لك الحمد، القضية سهلة جداً، الدلال سهل ما في مشكلة، لكن أن يأتيك القضاء المر، أن يأتيك قضاء مكروه، أن يأتي شيءٌ على خلاف مرادك، على خلاف رغبتك، على خلاف سجيتك، وتقول الحمد لله معناها أنت عالم، تماماً كطبيب الأسنان، إذا جلس طفل على الكرسي يبكي، ويمسك يده، يصرخ ويصرخ، أيام يتكلم كلمات كبيرة، يجلس واحد كبير ساكت، الألم واحد، الكبير واعي، رأى أن هذا لمصلحته فكلما ازددت معرفة بالله عز وجل ترى أن يده يد رحيمة، حكيمة عليمة الأمر كله بيد الله، نعم.
قال: والصبر عند البلاء، والرضى بمر القضاء، والصدق والثبات عند الحرب واللقاء، وترك الشماتة للأعداء.
 المؤمن لا يشمت، لأن الإنسان إذا شمت فهو جاهل، لعل الله عز وجل يعافي هذا الذي شمت به ويبتليك، هذا شيء وقع كثيراً، لا تشمت بأخيك فيافيه الله ويبتليك، والذنب شئم على غير صاحبه، إن تكلم فقد اغتابه، وإن رضي به فقد شاركه بالإثم، وأن عيره ابتلي فالإنسان لا يشمت، اللهم لا شماتة هي قاعدة.
النبي عليه الصلاة والسلام سر بهذا الكلام سروراً عظيماً، قال ومن عظم سرور النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهم وبإيمانهم النقي وفطرتهم السليمة قال لهم:
 أنتم حكماء، علماء، فقهاء، كدتم أن تكونوا أنبياء، وأنا أزيدكم خمساً ليتم لكم عشرون ـ داخلين إلى عندي بخمسة عشر، أذهبوا بعشرين خمس أمنا بها، وخمس عملنا بها، وخمس تخلقنا بها، قال وأنا أزيدكم خمساً: ليتم لكم عشرون.
إن كنتم كم تقولون فلا تجمعوا ما لا تأكلون.
 يعني الإنسان أحياناً يكون له عمر محدود عند الله عز وجل يجمع أموالاً طائلة، لا يستطيع أن ينفقها لا هو ولا أولاده، فإن كانت من حلال فقد ضيع عمره سدى، وإن كانت من حرام فقد وقع في الإثم، لهذا قال النبي: خذ من الدنيا ما شئت، وخذ بقدرها هماً.
فقال إن كنتم كم تقولون: فلا تجمعوا ما لا تأكلون.
 يعني الدنيا ساعة أجعلها طاعة، والنفس طماعة عودها القناعة الدنيا إذا حلت أوحلت، وإذا جلت أوجلت، نعم في مجموعة كلمات بهذا المعنى، يعني القبر صندوق العمل والدنيا ساعة اجعلها طاعة.
قال: ولا تبنوا ما لا تسكنون،
الوجه الثاني للشريط.
 المشكلة طلعت على الفاضي كلها، بتلاقي دعوة طويلة بعدين شوف لموت أحد الطرفين، كثير في دعاوي تنتهي بموت أحد الطرفين الجلسة بعد جمعة مات البارحة، انتهت، لوفاة أحد المتقاضيين، فالحياة قصيرة، يعني ليست مستأهلة، النفس الطويل بالخصوم، والآمال الكبيرة والنبي عليه الصلاة والسلام رسم مستطيل ورسم خط على الرمل، مرره من داخل المستطيل وأخرجه منه فقال: هذا عمر الإنسان وهذا أمله الأمل يتجاوز أيام العمر، القصة تعرفونها قلتها كثير لأخوانا، بس فيها فائدة والله.
 مرة كنت في التعليم وفي مدير وفي مودة وفي صداقة بيني وبينه دخلت لعنده في الإدارة، كان في عندي ساعة فراغ، عما يحدثني قال: أنا ضاق خلقي من التعليم، ناوي أن أقدم طلب إعارة للجزائر قلت خير إن شاء الله، قال: مليت، قال لي: بدي تم خمس سنوات خير إن شاء الله قال لي: أول سنة بدي زور فرنسا، أنا ما بدي زورها بسرعة بدي أتملا من مساحتها، من مقاصفها، من فنونها، من كذا، قال لي ثاني صيفه أزور انجلترا، الثالثة إيطاليا، عدد لي خمس بلاد، وقال لي برجع، والله هذا كلامه حرفياً، بتقاعد بفتح محل هدايا، كريستال أشياء، بجيب أولادي بحطون بالمحل، بعمل المحل مثل ندوة إلي يعني صفنت أن هذا المشروع مداه طويل يعني عشرة أو أثنى عشرة سنة أو أكثر، يعني عامل ترتيب لخمسة عشرة سنة، طلعت على البيت تغذيت وانزلت في شغلة بالشام أنا طالع رأيت نعوته على الجدران، والله بنفس اليوم والله، انظر أين أمله ماشي.
قاعد مرة بمكان بدائرة اثنان تحدثوا قال له يا أخي هلكنا بالشوفاج تبعه، يظهر اثنان أصحاب مصالح، قال له هلكنا، حيرنا ساعة بدو الشوفاج تحت البلاط، ساعة خارجي، الناس كمان شككوه تحت البلاط بخاف يتعطل، كسر البلاط، ما في منه البلاط، وخارجي البلاط مبهدل قال له والله صار له ستة أشهر هلكنا فيه، بعدي بعد جهد جهيد نصحوه يساويه تحت البلاط، وبعد عشرين سنة بس يتعطل، لا تكسر البلاط ممده خارجي ساعتها، طلعت هيك لعشرين سنة قادمة، كثير في حالات بعد ساعتين مات، بعد جمعة مات، ويلي توفى أخو وترك له خمس أولاد وجاء يبكي تركوهم أنا فقير، قال ما خلف لهم شيء قال خلف شي يكفيهم سنة، قال عال، أنفق الأموال بس ينتهوا ساعتها أبكي، بكير على البكاء قالوا أنه مات بعد سبعة أشهر .
 إن كنتم كم تقولون فلا تجمعون ولا تأكلون ولا تبنوا ما لا تسكنون ولا تتنافسوا في شيءٍ أنتم عنه غداً زائلون واتقوا الله الذي إليه ترجعون وعليه تعرضون وارغبوا فيما أنتم عليه تقدمون، وفيه تخلدون.
أنا أعتقد الجنازة وحدها تكفي، لاقيت جنازة ماشية، ماذا بدخلها بداخلها إنسان، إنسان مثلنا، وعنده كان دفتر أعمال، قوائم وهي شطبها وهي لا شطبها، وعنده هموم وآمال، وعنده طموحات، وعنده رغبات وين الآن تركها وغادر، الإنسان بس يموت خصوصياته يفتحوها له، ما عاد في شيء مخبئ، فالبطولة والذكاء أن تعد لهذا اليوم عدته، البطولة والذكاء، البطل، ليس من يقطع الطرق بطلاً، إنما من يتقي الله البطل أعيد على أسماعكم هذا الحديث قراءة.
 قال سويد الأزدي وفدت سابع سبعة من قومي على رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فلما دخلنا عليه، وكلمناه أعجبه ما رأى من سمتنا وزينا، فقال من أنتم: فقلنا مؤمنون، فقال: إن لكل قول حقيقة، فما حقيقة قولكم، وصدق إيمانكم، فقلنا خمسة عشرة خلصة، خمس آمن بها وخمس عملنا بها، وخمس تخلقنا بها في الجاهلية، ونحن عليها للآن فإن كرهتها تركناها، فقال عليه الصلاة والسلام: فاذكروا ما عندكم فقالوا: أما الخمس الإيمان فهي: أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت، وأما خمس العمل فهي: أن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله، وأن نقيم الصلاة ونؤتي الزكاة ونصوم رمضان ونحج البيت إن استطعنا إليه سبيلا، وأما خمس الجاهلية فهي الشكر عند الرخاء، والصبر عند البلاء، والرضى بمر القضاء، والصدق والثبات عند الحرب واللقاء، وترك الشماتة بالأعداء.
 ومن عظم سرور النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بهم وبأيمانهم النقي وفطرتهم السليمة، قال لهم: أنتم حكماء علماء فقهاء، كدتم أن تكونوا أنبياء، وأنا أزيدكم خمساً ليتم لكم عشرون، إن كنتم كما تقولون، فلا تجمعوا ما لا تأكلون، ولا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تنافسوا في شيءٍ أنتم عنه غدا زائلون، واتقوا الله الذي إليه ترجعون، وعليه تعرضون وارغبوا فيما أنتم عليه تقدمون، وفيه تخلدون.
قال الإمام الشبلي: قرأ 400حديثاً لرسول الله فوجد فيها حديثاً واحداً يغنيه عن علم الأولين والآخرين، هذا الحديث يقول:
أعمل لدنياك بقدر بقائك فيها، وأعمل لأخرتك بقدر مقامك فيها واتقي النار بقدر صبرك عليها، واتقي الله بقدر حاجتك إليه.
كل كيانك بالله، أنت محتاجة، في كل أعضائك وأجهزتك، وفي علاقاتك الداخلية والخارجية، وفي كسب الرزق.
اعمل لله بدر حاجتك إليه، و اعمل للدنيا بقدر بقائك فيها، واعمل للآخرة بقدر مقامك فيها، واتقي النار بقدر صبرك عليها.
الآن قضية متعلقة بالمرأة يعني سؤال طرح، هذا السؤال نصه كما يلي:
 جاء بنهج البلاغة عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ‏ قوله: المرأة شر كلها ـ لا تستغربوا طول بالكم ـ وشر ما فيها أنه لا بد منها، فما تفسيركم لهذا القول، وهل هذا يمثل موقف الإسلام من المرأة أرجو الإيضاح والبيان وشكراً.
سؤال ورد لأحد العلماء، أعجبتني الإجابة ورأيت أن في هذه الإجابة خيراً كثيراً أول جواب:
 ما الذي يمثل موقف الإسلام من أي قضية، أي قضية، من موضوع المرأة، من موضوع الزواج، موضوع الطلاق، موضوع كسب المال، موضوع إنفاق المال، أي شيء يمثل موقف الإسلام من أية قضية من يجبني عن هذا السؤال ؟ العمل الصالح، ما رأي الإسلام في هذا الموضوع ؟ ما الذي يمثل الإسلام في هذا الموضوع ؟ حتى نأخذ رأيه ؟ شرع الله، مصلحة، القرآن والسنة، نستقي ديننا من الكتاب والسنة، أبداً لا نستطيع أن نفهم شيئاً عن قضية ما إلا من خلال الكتاب والسنة، نحن قلنا سابقاً القرآن الكريم، ما في معنى حركة واحدة، أو نشاط واحد وهو أن نفهمه، لأنه قطعي الثبوت، أن نفهمه كما أراد الله عز وجل، أما الحديث الشريف، أمامنا شيئان أن نصححه، وأن نفهمه كما أراد رسول الله، التصحيح لعله موضوع، لعله ضعيف، الآن النقطة الدقيقة جداً، أما شيء آخر غير الكتاب والسنة يجب أن نصححه أولاً، وأن نفهمه، وأن نقيمه بالكتاب والسنة، فكل إنسان يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذه القبة الخضراء.
 فمثلاً هذا القول، نحن قبل أن نقول ما له حق يحكي هيك سيدنا علي، لا في شغلة قبل منها ما هي ؟ قبل أن نتهم هذا الإمام العظيم، هذا الصحابي الجليل، ابن عم رسول الله، الذي قال عنه النبي أنا مدينة العلم وعلي بابها، قبل أن نتهم هذا الصحابي ماذا نفعل ؟ نبحث لعل هذا القول ليس له، لذلك أول جواب الذي يمثل موقف الإسلام من قضية ما هو الكتاب والسنة الصحيحة فقط، وأما قول الإمام علي، أول شيء يجب أن نبحث في صحة نسب هذا القول إليه، في نهج البلاغة أشياء كثيرة مضافة عليه، طيب، الآن لو أنه صح أن هذا الكلام قاله سيدنا علي ماذا نفعل ؟ ليس مشرعاً، إذا صح أن هذا الكلام كلامه، إذا صح لدينا بالسند المتصل أن هذا الكلام كلامه نقول عندئذٍ ليس مشرعاً، أما الأكمل من ذلك أن يكون هذا الكلام منحولاً عليه.
الآن يلي عنده ميزان صحيح، ماذا قال الله عز وجل، في القرآن والسنة، القرآن والسنة مقياسان دقيقان، قال:ٍ

 

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَة﴾

 

( سورة النساء: 1 )

 

 

المرأة كالرجل من نفس واحدة، لها مشاعر، ولها عواطف وتؤمن، وتتقي، وتعبد الله عز وجل، وترقى عند الله، وتدخل الجنة.

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً﴾

( سورة النساء: 1 )

 المرأة كالرجل، تماماً، في التكليف، وفي التشريف، وفي الحساب، وفي التكريم، وفي دخول الجنة، وفي الرقي عند الله عز وجل هذا كلام ربنا عز وجل، آية ثانية:

 

﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً(35)﴾

 

( سورة الأحزاب: 35 )

 ماذا أراد الله عز وجل من هذه الاثنيين بهذه الآية ؟ لو أن الله عز وجل قال إن المسلمين والمؤمنين والقانتين والخاشعين والمتصدقين والصائمين والحافظين فروجهم والذاكرين الله كثيراً، لكان المعنى والذاكرات، إذا خاطبت الذكور فالإناث مشمولون في الذكور.
 باللغة العربية، إذا دخل إلى الصف تسعة وثلاثون طالبة ودخل معهم طالب نقول دخل الطلاب، هيك باللغة العربية، فإذا خاطب الله الذكور فالإناث مشمولون بالتغليب، إذاً لما ربنا عز وجل ذكر المؤمن والمؤمنة، والقانت والقانتة، والصادق والصادقة، والصابر والصابرة والخاشع والخاشعة، والمتصدق والمتصدقة، والصائم والصائمة، والحافظ لفرجه والحافظة، والذاكرين الله كثيراً والذاكرات، معنى ذلك النساء كالرجال تماماً، قد تعرف الله، وقد تفنى في محبته، رابعة العدوية السيدة رابعة.

 

فليتك تحلو والحياة مــريرة  وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بين وبينك عامر وبين  وبين العالمين خــــراب

 دليل ثالث:

 

 

﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى﴾

 

( سورة آل عمران: 195 )

 

 

واحد، دليل خامس:

﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾

( سورة البقرة: 187 )

 في تكامل، دليل سادس:

 

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾

 

( سورة الروم: 21 )

 دليل سابع:
قال عليه الصلاة والسلام: إنما النساء شقائق الرجال.
 مرأة، كائن له عقل، عواطف، ممكن يعشق الله عز وجل ممكن تلاقي عما يقدم خدمات للمجتمع مذهلة، ممكن يربي أولاد، يدفعهم للمجتمع أطهار طيبين، يعرفون الله صادقين مخلصين، إنما النساء شائق الرجال، دليل ثامن:
الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة.
دليل تاسع:
من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح.
ودليل عاشر:
من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه، فليتقي الله في الشطر الآخر.
دليل حادي عشر:
أربع من أوتيهن فقد أوتي خير الدنيا والآخرة منها زوجة صالحة لا تبغيه حبواً في نفسها وماله.
 فمعقول يكون كلام سيدنا علي الإمام العظيم، أنا مدينة العلم وعلي بابها، يقول المرأة شر كلها، وشر ما فيها أنه لا بد منها، طيب سوف نسأله سؤال لسيدنا علي، ما قولك في زوجتك السيدة فاطمة، هل هي شر كلها، سيدة نساء العالمين، فاطمة بضعة مني، من أحبها فقد أحبني ومن أبغضها فقد أبغضني، حينما جاءته فاطمة ضمها وشمها وقال: ريحانة أشمها وعلى الله رزقها ,
 يا أخوان المؤمن فقيه، في معه مقاييس دقيقة يقيس بهما الأقوال التي ليست ثابتة، هذا القول يقوله عامة الناس، بقلك المرأة شر كلها وشر ما فيها أنه لا بد منها، ما عندك أولاد، تحبهم كروحك، من جاء بهذه الأولاد ؟ زوجتك.
 أما في نقطة مهمة، النقطة النبي عليه الصلاة والسلام يقول: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء، الحديث رائع جداً قال: إن إبليس طلاع رصاد، وما هو من فخوخه، شو معنى فخوخ جمع فخ، مصيدة يعني، عنده كثير مصايد إبليس، وما هو من فخوخه بأوثق لصيده في الرجال من النساء، عنده خمسين ستين فخ إبليس، فخ الحسابات، بقلك ضيف صفر، ضيف خانة بالمصاريف، بقل الربح على شريك، الحسابات فخ هذا، وكسب المال فخ، وإنفاق المال فخ، في أشياء كثيرة، أما الفخ المتين هو المرأة، إن إبليس طلاع رصاد وما هو من فخوخه بأوثق لصيده في الرجال من النساء، لهذا النبي يقول: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء، نقطة ضعف بالإنسان فإذا تساهل واختلط، وأنس بحديثهن، وخرق حدود الشرع قد ينتهي.

 

﴿إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ﴾

 

( سورة التغابن: 15 )

 والمرأة فتنة، فإذا اتقيت الله بها وجعلتها زوجة طاهرة عفيفة سعدت بها، فإذا أغوتك سقطت وسقط معها، لذلك إذا كان في تعليق على القول النبي عليه الصلاة والسلام حذر الرجال من فتنة النساء، لهذا جاء غض البصر، وجاء ترك المصافحة، وعدم الاختلاط، وعدم الخلوة عدم الخلوة والمصافحة والاختلاط وغض البصر، هذه كلها تدابير احترازية من الزنى، كل هذه التدابير تجعل بينك وبين الزنى هامشاً هامش آمان.
 فالذي أحببته من هذه الفتوى، إذا الإنسان سمع شيء مخالف للكتاب والسنة لا يقبله، في عندك مقياس أنت، معك مقياس دقيق، مقياس أصولي، أم كل ما حكوا الناس قضية بنحكيها، أخ سبحان الله، الله خلق الناس للعذاب، لكن ربنا لم يقول هكذا قال:

 

﴿إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ﴾

 

( سورة هود: 119 )

 العذاب ليس مقصوداً لذاته، لذلك القضية في هذا الموضوع أن المؤمن وقاف عند كتاب الله، عشرة أدلة من الكتاب والسنة، تؤكد أن المرأة خير كلها، وخير ما فيها أنه لا بد منها، يصح القول هذا.
السيدة عائشة، سألت النبي عليه الصلاة والسلام كيف حبك لي قال كعقدة الحبل، فكانت تقول له من حين لآخر، كيف العقدة ؟ يقول على حالها، كان زوج ناجح اللهم صل عليه، كان إذا دخل بيته بساماً ضحاكاً كان في علاقات طيبة جداً مع زوجاته، فالإنسان إذا سعد في بيته سعد خارج البيت، فالمرأة خير كلها وخير ما فيها أنه لا بد منها.
 أقول هذا مؤكداً أنك إذا بعت شيئاً ديناً ثم اشتريته نقداً بسعر أقل واحتلت حيلة شرعية من أجل أن تأكل الربا، يعني تنكة زيت يأتيك شخص بقلك هذه كم حقها ؟ تقول له هذه حقها 1500 ليرة ديناً، بقلك أعطينها، ما حملها، خلاها بمحلها، قيدها علي، على أبو فلان 1500 ليرة تنكة زيت، بعدين قال اشتريها مني، بقول نعم، قديش، 1200 ليرة، أعطيني، بعطيه 1200 ليرة، التنكة ما في غيرها، يبعها ويشتريها بالنهار مئة مرة، هذا البيع سماه العلماء بيع العينة، بيع حرام هذا ربا على صورة بيع، هذا مرابي الإنسان، يبع التنكة بـ 1500 ليرة ديناً، وهي هي، في مكانها يشتريها 1200 ليرة نقداً والفرق هو الربا والفائدة، ربنا عز وجل لا يعرف أنك تحتال عليه، للدرجة جاهل أنت خالق هذا الكون الذي يعرف السر وأخفى، يعرف الظاهر والباطن يخفى عليه هذه الحيلة الشرعية، قال لي بعض أخوتي أن هناك أناس يفعلون هذا تجار، يبيع ويشتري هذه التنكة على شكل يقرض الناس بالربا والمظهر بيع وشراء، وهذا حراماً بإجماع العلماء ومن دون استثناء وليست هذه قضية خلافية.
 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا وأكرمنا ولا تهنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وارضى عنا واجعل جمعنا هذا جمعاً مباركاً مرحوما، واجعل تفرقنا من بعده تفرقاً معصوما، ولا تجعل فينا ولا منا ولا معنا شقيا ولا محروما وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

تحميل النص

إخفاء الصور