وضع داكن
23-11-2024
Logo
الدرس : 11 - سورة المائدة - تفسير الآية 11 النعم والمنعم
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على سيدنا محمد الصّادق الوعد الأمين. 
اللّهمّ لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهمّ علِّمنا ما ينْفعنا وانْفعنا بِما علَّمتنا وزِدْنا عِلماً، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة الكرام؛ مع الدرس الحادي عشر من دروس سورة المائدة، ومع الآية الحادية عشرة، وهي قوله تعالى: 

﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُوٓاْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ ۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ (11)﴾

[ سورة المائدة ]


التلازم الحتمي بين رؤية النعمة ومحبة المُنعم:


أيها الإخوة؛ من خصائص النفس البشرية أنها جُبلت على حب من أحسن إليها، فهنالك تلازم حتمي بين رؤية النعمة وبين محبة المنعم؛ هذا شيء قطعي، إلا أن الإنسان قد ينسى النِّعم، فالإنسان أحيانًا يبحث عن الشيء الذي ينقصه، فإذا هو في همّ وحزن وأحيانًا سخط، وأحيانًا يبلغ درجة النقمة وهو مغمور بالنعم، ولأن هذا الدين أساسه محبة الله ومحبة الله أساسية في العبادة؛ لأن من أدق تعريفات العبادة: طاعة طوعية ممزوجة بمحبة قلبية، ما عبدَ الله من أطاعه ولم يحبه، كما أنه ما عبد الله من أحبه ولم يطعه، لا بد من طاعة طوعية وليست قسرية، وأن تكون هذه الطاعة الطوعية ممزوجة بمحبة قلبية، فمن أجل أن تحب الله ينبغي أن ترى نعمه، والإنسان نسّاء  - قد ينسى-، قد يكون متزوجاً والزواج نعمة، وقد يكون سليم الأعضاء والسلامة نعمة، وقد يملك عقلاً راجحاً والعقل نعمة، وقد يكون عنده أولاد نجباء والأولاد نعمة، لكن بعض مشكلات الحياة تصرفه عن شكر الله، فلذلك البطولة أن ترى ما عندك، فالذي عندك كبير، وإذا أردنا أن نعدد النِّعم فالنِّعم لا تُعد ولا تُحصى، بل إن النعمة الواحدة لا يمكن أن نستقصي خيراتها طوال الحياة، من هنا جاء قوله تعالى: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ﴾ أية نعمة أنعم الله بها عليك ينبغي أن تملأ قلبك محبة له، ورد في بعض الآثار القدسية أن أحد الأنبياء قال: "يا رب أيّ عبادك أحب إليك حتى أحبه بحبك؟ قال: أحبُّ عبادي إلي تقي القلب نقي اليدين، لا يمشي إلى أحد بسوء، أحبني وأحب من أحبني، وحببني إلى خلقي، فينبغي أن تحب الله، وينبغي أن تحب من يحب الله، "أحبني وأحب من أحبني، وحببني إلى خلقي، فقال: يا رب إنك تعلم أنني أحبك، وأحب من يحبك، فكيف أحببك إلى خلقك؟ قال: ذكّرهم بنعمائي، وآلائي، وبلائي" ، النعمة تدعوك إلى محبة الله، والبلاء يدعوك إلى الخوف منه، والآلاء تدعوك إلى تعظيمه، لا بد من أن تعظمه؛ لأن هذا الذي في النار يخبر الله عنه: 

﴿ إِنَّهُۥ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ ٱلْعَظِيمِ (33)﴾

[ سورة الحاقة ]

ينبغي أن تعظّمه، وينبغي أن تحبه، وينبغي أن تخاف منه؛ مشاعر ثلاثة ينبغي أن تكون مستقرة في قلب المؤمن، فالله -عزَّ وجلَّ- يأمرنا، وكل أمر يقتضي الوجوب: ﴿ٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ فـأنت لستَ ملاحقاً، أليست هذه نعمة أنك حر؟ ليس عندك فضيحة في البيت، أحياناً يُستدعى إنسان إلى قسم الشرطة ليُسلَّم ابنته الزانية مثلاً، ما الذي يحصل لهذا الأب؟ عندك بنات شريفات مصونات، عندك أولاد لهم سمعة طيبة، لك زوجة تُرضيك وتُرضي الله -عزَّ وجلَّ-، لك دخل قليل أقلُّ من حاجتك، هذا ممكن، هذه الدنيا دار ابتلاء، ومعنى دار ابتلاء أن الله امتحنك بها بزمرتين من الامتحانات؛ امتحنك فيما أعطاك، وامتحنك فيما زوى عنك؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- جعل حقيقة الدنيا الابتلاء. 

﴿ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٍۢ وَإِن كُنَّا لَمُبْتَلِينَ (30)﴾

[ سورة المؤمنون ]


وجوب تذكّر نِعم الله تعالى وشكره عليها:


الله -عزَّ وجلَّ- يقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذْكُرُواْ﴾ إذاً التحدث للنفس بنعم الله، سبحان الله! فَهِمَ بعضهم التحدث بنعم الله أن تجلس في مجلس وأن تتحدث عن رحلاتك، وعن إنفاقك للمال، وعن ولائمك، وعن أصحابك، وعن مصروفك الشهري فتدخل الأسى على قلوب هؤلاء الذين حولك، التحدث بنعم الله أن تحدّث نفسك بنعم الله، أكبر نعمة أنعم الله بها عليك أنك موجود. 

﴿ هَلْ أَتَىٰ عَلَى ٱلْإِنسَٰنِ حِينٌ مِّنَ ٱلدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْـًٔا مَّذْكُورًا (1)﴾

[ سورة الإنسان ]

نعمة أخرى: جعلك من أبوين ولست لقيطاً، لك أب ولك أم، نعمة ثالثة: منحك السلامة في الأعضاء والأجهزة، هذه نعمة ثالثة، نعمة رابعة: عرفك بذاته وهذه أعظم النعم، النعم إذا صُنّفت يقع على رأسها معرفة الله -عزَّ وجلَّ-، فأنت في حياتك حلال وحرام، وشيء مسموح وشيء ممنوع، عندك مجموعة قيم تنتظم سلوكك، هؤلاء الذين يديرون بيوت الدعارة هل عندهم قيم؟ الذين يبنون رزقهم على إفساد الآخرين، يبنون حياتهم على موت الآخرين، يبنون أمنهم على خوف الآخرين، يبنون عزّهم على إذلال الآخرين، كنت أقول دائماً: في آخر الزمان إن لم تكن طرفاً في مؤامرة قذرة لإفقار المسلمين أو لإضلالهم أو لإذلالهم أو لإفسادهم فأنت في نعمة لا تُقدّر بثمن، تنام مساءً مرتاح البال، لست سبباً في شقاء إنسان، أنا أذكركم بالنعم السلبية، قبل أن تكون غنياً، قبل أن تكون قوياً، فما لم تكن سبباً في شقاء الخلق فهذه نعمة كبرى، لك نسب واضح، لك أم وأب، تتمتع بصحة، لك مأوى تأوي إليه، لك زوجة تحصّنك عن أن تتطلع إلى ما عند الآخرين، لك أولاد يملؤون البيت بهجة وسروراً؛ هذه كلها من نعم الله، وقد وعدنا الله -عزَّ وجلَّ- فقال: 

﴿ إِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِى لَشَدِيدٌ (7)﴾

[ سورة إبراهيم ]

الشكر يحصّن النعمة، بل إن علة خلقك في الدنيا أن تعرفه وأن تشكره، بدليل قول الله -عزَّ وجلَّ-: 

﴿ مَا يَفْعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَءَامَنتُمْ ۚ وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147)﴾

[ سورة النساء ]

ينبغي أن تشكره بعد أن تعرفه، فحينما تتعرف إليه، وحينما تشكره تحقق الهدف من وجودك: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ نعمة الإيجاد، نعمة الإمداد، نعمة الهدى والرشاد، نعمة أنه أسمعك الحق، لو ذهبت إلى بلاد بعيدة شرقاً وغرباً حيث لا زواج ولا يوجد عقد مدني، ولا عقد الكنيسة-تعايش-، يعاملها كزوجة، وفي أية لحظة يركلها بقدمه، هكذا يعيش الغرب والشرق، أنت لك زوجة بعقد شرعي، تشعر أنك تحت غطاء الله -عزَّ وجلَّ-، ولك أولاد نسبهم معروف، أنا أذكّر بالنعم التي نتمتع بها والتي لا تقدر بثمن، في حياة المسلمين شيء اسمه حرام، وشيء اسمه حلال، شيء اسمه مكروه، شيء اسمه واجب، شيء اسمه مستحب؛ أشياء كثيرة، هذه من الخيرات التي ينعم الله بها على المسلمين المتمسكين بدينهم، أما هؤلاء الذين لم يتمسكوا فقد خسروا الدنيا والآخرة، فلا هم مع أهل الكفر بقوتهم واستمتاعهم بالحياة كما يحبون، ولا هم مع أهل الإيمان بتطلعهم إلى جنة عرضها السماوات والأرض، ولا هم راضون عن الله -عزَّ وجلَّ-، لا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء.

تمام النعمة الهدى:


أيها الإخوة؛ لكن يجب أن تعلم علم اليقين أن نعمة الهدى لا تعدلها نعمة، وتأكّد أن نعمة الهدى تشبه الرقم واحداً، فإذا كنت صحيحاً فأمام هذا الواحد صفر، وإذا كنت مُنعَماً عليك بقدرات معينة مهنية أو عقلية فهذه نعمة ثانية، الصحة نعمة، القدرات العقلية نعمة، الزوجة نعمة، الأولاد نعمة، كلها أصفار، لكن لو سحبت هذا الواحد من هذا الرقم ماذا بقي من هذا الرقم؟! أصفار؛ لذلك قالوا: تمام النعمة الهدى، والإمام علي-كرم الله وجهه- يرى أنه من أولى النعم بالشكر هدايتك إلى الله -عزَّ وجلَّ-، تأتي بعدها الصحة، وبعدها الكفاية. 

(( مَن أصبحَ منكم آمنًا في سربِهِ، مُعافًى في جسدِهِ عندَهُ قوتُ يومِهِ، فَكَأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا ))

[ أخرجه الترمذي، وابن ماجه عن عبيد الله بن محصن ]

أي مطمئنّاً إلى الله -عزَّ وجلَّ-، مطمئنّاً إلى مصيره مع الله.

﴿ قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَىٰنَا ۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ (51)﴾

[ سورة التوبة ]

أصبغ الله عليه بنعمة الأمن، الأمن خاص بالمؤمنين. 

﴿ وَكَيْفَ أَخَافُ مَآ أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِٱللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِۦ عَلَيْكُمْ سُلْطَٰنًا ۚ فَأَىُّ ٱلْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِٱلْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (82)﴾

[ سورة الأنعام ]

الآن ربنا -عزَّ وجلَّ- في آيات أخرى يقول: 

﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَآ أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَذَكِّرْهُم بِأَيَّىٰمِ ٱللَّهِ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5)﴾

[ سورة إبراهيم ]

أيام الله هي الأيام العصيبة التي لاح لك فيها شبح مصيبة كبيرة ثم نجاك الله منها بقدرة قادر، هذا يوم ينبغي ألاّ تنساه ﴿وَذَكِّرْهُم بِأَيَّىٰمِ ٱللَّهِ﴾ ، ما من مؤمن إلا وله مع الله أيام؛ بامتحان، بتهمة هو بريء منها، بعقدة في عمله، بعقدة في زوجته، بصحة زوجة، بمرض داهم أحد أولاده ثم شفاه الله -عزَّ وجلَّ-، هذه الأيام ينبغي أن تذكرها ﴿وَذَكِّرْهُم بِأَيَّىٰمِ ٱللَّهِ﴾ .

 البطولة أن نرى الإيجابيات والسلبيات معاً:


يبدو أن تذكُّر النعم من العبادة، وحينما يذكر الإنسان الإيجابيات تصغر عنده السلبيات، أذكر مرة أنه جاءني أخ أجمعَ على أن يطلق زوجته، أنا استدرجته إلى ميزاتها دون أن يشعر، قلت له كلمة لكنها قاسية: لعلها تكون كذا؟ قال لي: معاذ الله يا أستاذ، إنها امرأة شريفة، لعلها لا تحسن الطبخ؟ قال لي: والله طبخها ممتاز، لعلها ليست نظيفة؟ قال لي: لا والله، إنها نظيفة، فهو دون أن يشعر ذكر أنها شريفة، وأنها نظيفة، وأنها طباخة ماهرة، وأنها أم أولاده ثم استحيا أن يتابع الموضوع واستأذن وانصرف، لقد كان غافلاً عن هذه النعم، كل بطولتك أن ترى الإيجابيات والسلبيات معاً، وهذا الذي يرى السلبيات شيطان، لما التقى النبي -عليه الصلاة والسلام- بصهره بين الأسرى، ما معنى أن يكون صهره بين الأسرى؟ أي أنه كان مشاركاً في معركة ضده، وإذا شارك إنسان في معركة ماذا يُنتظر؟ أن يَقتل، أليس كذلك؟ فلما نظر إلى صهره بين الأسرى قال: والله ما ذممناه صهراً، فهو كصهر ممتاز، أرأيت إلى الإنصاف؟! حتى إنك إن أردت أن تعاتب إنساناً أو أن تلفت نظره إلى تقصير، يقول علماء النفس: ينبغي أن تبدأ بإيجابياته، وهكذا فعل النبي -عليه الصلاة والسلام- حينما دخل إنسان وأحدث جلبة وضجيجاً بالمسجد ليلحق بركعة مع رسول الله، فلما انتهت الصلاة قال له النبي -عليه الصلاة والسلام-: 

(( أنَّهُ انْتَهَى إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو رَاكِعٌ، فَرَكَعَ قَبْلَ أنْ يَصِلَ إلى الصَّفِّ، فَذَكَرَ ذلكَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: زَادَكَ اللَّهُ حِرْصًا ولَا تَعُدْ ))

[ صحيح البخاري عن أبي بكرة نفيع بن الحارث  ]

ميزة (زَادَكَ اللَّهُ حِرْصًا ولَا تَعُدْ) ؛ لأنك شوشت علينا، لكن زادك الله حرصاً، وطّن نفسك أنك إذا أردت أن تنتقد إنساناً انتقده نقداً بناء، أو أن تلفت نظره إلى قضية وطّن نفسك أن تذكر له ما يتمتع به من إيجابيات كي يطمئن إلى إنصافك، النموذج الذي لا يُحتمل في المجتمع أنه لا يرى إلا العيوب، لذلك كان عليه الصلاة والسلام يستعيذ بالله من إمام سوء، إن أحسنت لم يَقْبل، وإن أسأت لم يغفر، وكان يستعيذ عليه الصلاة والسلام بجار سوء، إن رأى خيراً كتمه، وإن رأى شراً أذاعه، وبين المسلمين إنسان لا يرى إلا الخطأ، وهو قناص، فإن أصاب خطأ شهّر بهذا الخطأ، ويكون صاحب هذا الخطأ مليئاً بالفضائل، هذا الذي يحب:

﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَٰحِشَةُ فِى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْأٓخِرَةِۚ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19)﴾

[ سورة النور ]

هذا الذي ينشر القصص السيئة، أو قصة لم يتحقق منها، حتى إنه قد قيل في الأثر: "قذف محصنة يهدم عمل مئة سنة" ، هذه التي قالت لأختها: قصيرة، السيدة عائشة قال لها النبي -عليه الصلاة والسلام-:

(( قلتُ للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم- حسبُك من صفيةَ كذا وكذا، قال: غيرُ مُسَدِّدٍ تعني قصيرةً، فقال: لقد قلتِ كلِمَةً لو مُزِجت بماءِ البحرِ لمزجته ))

[ أخرجه أبو داود، والترمذي عن عائشة أم المؤمنين ]


ما وسائل محبة الله؟


على الإنسان دائماً أن يكتب النعم؛ نعمة البيت، لك مأوى، لك عمل، لك زوجة، لك أولاد، لك مسجد، أنت على شيء من العلم، لا تضجر، الله -عزَّ وجلَّ-أراد أن يمتحنك في الدنيا، وقد قال الله -عزَّ وجلَّ-: 

﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَىْءٍۢ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍۢ مِّنَ ٱلْأَمْوَٰلِ وَٱلْأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِ ۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ (155) ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَٰجِعُونَ (156)﴾

[ سورة البقرة ]

فلو أن واحداً -لا سمح الله ولا قدر- كانت زوجته لا ترد يد لامس كيف يعيش في عمله؟ مضطرباً، قلقاً، خائفاً، في شك، في اضطراب، ليس مرتاحاً لعفة زوجته، أما نعمة الزوجة العفيفة هذه لا تقدر بثمن، تسافر وتغيب وأنت مطمئن أن أحداً لم يدخل بيتك في غيبتك، وأن إنساناً لم يضع يده على يدها؛ نعمة هذه، فكلما ذكرت نعم الله -عزَّ وجلَّ -أحببته، وقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: 

(( أحِبُّوا اللهَ لِمَا يَغْذُوكم به من نِعَمِه، وأحِبُّوني لحُبِّ اللهِ، وأحِبُّوا أهْلَ بَيْتي لحُبِّي ))

[ أخرجه الترمذي عن عبد الله بن عباس  ]

أي يجب أن تحب الله، ووسائل محبة الله أن تذكر نعمه، لذلك علمنا النبي -عليه الصلاة والسلام- أنك إذا رأيت إنساناً مبتلى بمرض عضال ينبغي أن تشكر الله على أنه عافاك من هذا المرض من دون أن تُسْمعه ذلك، من أدبك مع الناس تدعو له بالشفاء، لكن فيما بينك وبين نفسك ينبغي أن تشكر الله على أنه عافاك من هذا المرض، عافاك من هذه المشكلة، عافاك من هذه المصيبة، نِعم الله لا تُعد ولا تُحصى، نحن عاجزون لا عن شكرها، بل عن إحصائها، وكنت أضرب هذا المثل دائماً؛ ثمة رجل جاءه مولود فجاءته مئة هدية، أيهما أسهل أن يمسك ورقة وقلماً ويكتب عدد هذه الهدايا ومن قدمها بربع ساعة أم أن يرد على كل هذه الهدايا بهدية مثلها، أيهما أهون؟ الإحصاء أهون بكثير، فإذا كان الإنسان عاجزاً عن إحصاء النعم فلأن يكون عاجزاً عن شكرها من باب أولى.
والله أيها الإخوة: نعمة البصر، نعمة السمع، نعمة النطق، نعمة إفراغ الفضلات، هذا الذي يحمل كيساً إلى جانبه وثمنه مبلغ كبير يريد تبديله كل فترة، ولا يعرف متى خرج هذا الغائط منه، أناس كثيرون معهم هذا المرض، إنسان يضطر أن يغسل كليته كل أسبوع ثلاث مرات، وكل مرة بثلاثة آلاف أو أربعة آلاف ليرة، وكل مرة أربع أو خمس ساعات، كليتاك تستعملان بانتظام فهذه نعمة، والنبي علّمنا أدعية كثيرة، عند الاستيقاظ:

(( إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ عَنْ فِرَاشِهِ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ فَلْيَنْفُضْهُ بِصَنِفَةِ إِزَارِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ بَعْدُ فَإِذَا اضْطَجَعَ فَلْيَقُلْ: بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي وَبِكَ أَرْفَعُهُ فَإِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْهَا وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ فَإِذَا اسْتَيْقَظَ فَلْيَقُلْ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي فِي جَسَدِي وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي وَأَذِنَ لِي بِذِكْرِهِ ))

[ أخرجه الترمذي عن أَبِي هُريرة ]

هناك إنسان يأتي إلى البيت بعد الفجر، لكن من الملهى لا من المسجد، شتان بين أن تأتي البيت بعد الفجر من المسجد وبين أن تأتيه من الملهى، أليس كذلك؟

ما الفرق بين المؤمن والكافر من حيث التعامل مع النعمة؟ 


أيها الإخوة؛ ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ كن مع الله بنعمه، إخواننا الكرام؛ الفرق الكبير والجوهري بين المؤمن والكافر أن الكافر مع النعمة، لكن المؤمن مع المُنعم، المؤمن خرق النعمة إلى المنعم، فإذا كان في بحبوحة يرى فضل الله عليه، وإذا كان في أمن يرى فضل الله عليه، وإذا كان في صحة يرى فضل الله عليه، وإذا كانت له زوجة يرى فضل الله عليه، له أولاد يرى فضل الله عليه، هذه النعم إذا شُكرت حُصّنت، وإذا كُفرت أُتلفت، حتى إن الله -عزَّ وجلَّ- إذا أنعم على عبد نعمة وبخل بها عن الناس حوّلها إلى غيره، يقرّها فيهم ما بذلوها، فإن منعوها أهلها صرّفها عنهم، وأروي قصة قديمة، عن بيت من بيوت دمشق العريقة فيها شجرة ليمون تُنتج في العام أربعمئة حبة أو أكثر، كل أهل الحي كلما احتاجوا إلى حبة ليمون يطرقون الباب، وفي هذا البيت امرأة متدينة صالحة كبيرة في السن، فكلما سُئلت حبةَ ليمون قدّمت للسائل هذه الحبة، ثم توفيت، عندها زوجة ابن شابة رعناء، طُرق الباب فطردت السائل، والثاني طردته، في العام الثاني يبست هذه الشجرة، وقيسوا عليها كل شيء، تبذل يمدك الله، تمنع فضلك يحرمك الله، بل إذا أراد الله إظهار فضله عليك خلق الفضل ونسبه إليك، وإن الله يحب أن يكون الخير على يديك، بدليل قوله تعالى: 

﴿ فَإِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرْبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰٓ إِذَآ أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّواْ ٱلْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَآءً حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَٰلِكَ وَلَوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَٱنتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَاْ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَٰلَهُمْ (4)﴾

[ سورة محمد ]

الله قادر ألاّ يبقِي كافراً، لكن قال لك: يا عبدي أُحب أن تقوم أنت كي أُجري على يديك هذا النصر. ﴿ وَلَوْ يَشَآءُ ٱللَّهُ لَٱنتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَاْ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ﴾ فالله -عزَّ وجلَّ- فتح لنا في الدنيا أبواب جنته على مصاريعها عن طريق الأعمال الصالحة، وأجمل شيء يمكن أن يُقال في هذه الآية: إن الطريق إلى الله واحد، لكن طرق الباطل لا تُعد ولا تُحصى، والدليل: 

﴿ وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِى مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِۦ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)﴾

[ سورة الأنعام ]

﴿صِرَٰطِى﴾ مفرد، ﴿مُسْتَقِيماً﴾ فبين نقطتين لا يمر إلا مستقيم واحد، الثاني يأتي فوقه تماماً، ارسم نقطتين على ورق وائتِ بمسطرة، وارسم خطّاً بينهما، ارسم خطّاً ثانياً، يأتي فوق الأول، والخط الثالث فوق الثاني، فالحق لا يتعدد أبداً ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِى مُسْتَقِيمًا﴾ ، لكن بين هاتين النقطتين يمر مليون خط منكسر، ومليون خط منحنٍ، فالباطل متعدد والحق واحد ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِى مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ﴾

﴿ يَهْدِى بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوَٰنَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَٰمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِهِۦ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ (16)﴾

[ سورة المائدة ]

﴿ٱلظُّلُمَٰتِ﴾ جمع: ﴿إِلَى ٱلنُّورِ ﴾ وقد يقول قائل: لِمَ لمْ تكن الآية: يخرجهم من الظلمات إلى الأنوار، أو من الظلمة إلى النور، لا! من الظلمات، الباطل ظلمات بعضها فوق بعض، الباطل متعدد، أمّا الحق فلا يتعدد؛ لذلك قالوا: الحرب بين حقين لا تكون، لماذا؟ لأن الحق لا يتعدد؛ مستحيل، وبين حق وباطل لا تطول؛ لأن الله مع الحق، وبين باطلين لا تنتهي، مع العمر تنتهي، وبين حق وباطل لا تطول، بين حقين لا تكون، بين باطلين لا تنتهي.

أنواع النِّعم:


أيها الإخوة؛ من العبادة أن تذكر نعمة الله عليك النعم العامة والنعم الخاصة، النعم الخاصة أيام الله، الصحة نعمة عامة، والزواج نعمة عامة، لكن مرة لاح شبح مرض أصاب ابنك - لا سمح الله- فدعوت الله وتصدقت، وأخذته إلى طبيب تثق بعلمه فشفاه الله، وأصبح المرض ذكرى؛ هذا من أيام الله أن الله استجاب لك وشفى لك ابنك، لكن المؤمن أحياناً كما قال الله -عزَّ وجلَّ-: 

﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَىْءٍۢ مِّنَ ٱلْخَوْفِ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍۢ مِّنَ ٱلْأَمْوَٰلِ وَٱلْأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِ ۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ (155) ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَٰجِعُونَ (156) أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَٰتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ (157)﴾

[ سورة البقرة ]

لذلك من النعم الظاهرة ما تتمتع به من صحة ومال... إلخ، ومن النعم الباطنة ما زوي عنك؛ لذلك كان عليه الصلاة والسلام يدعو ويقول:

(( اللَّهمَّ ارزُقني حبَّكَ، وحبَّ من ينفعُني حبُّهُ عندَكَ، اللَّهمَّ ما رزقتَني ممَّا أحبُّ فاجعلهُ قوَّةً لي فيما تحبُّ، اللَّهمَّ ما زويتَ عنِّي ممَّا أحبُّ، فاجعَله فراغًا لي فيما تُحِبُّ ))

[ ضعيف الترمذي عن عبد الله بن يزيد الخطمي   ]

أي رزقتني صحة، أن تكون في طاعة الله، رزقتني مالاً، أن يكون في رضوان الله، (ما زويتَ عنِّي ممَّا أحبُّ) أي فلانة كنت أتمنى أن أتزوجها لكن الأمر لم يُيسر، (ما زويتَ عنِّي ممَّا أحبُّ، فاجعَله فراغًا لي فيما تُحِبُّ)
كان طالب علم مرةً في درس أمامي، قال لي: ما حكمة الزوجة التي هي أقلُّ من طموح زوجها؟ قلت له: حتى نراك في الدرس، أحياناً يعبد الإنسان امرأته من دون الله وينسى أنه يعبدها، لحكمة بالغة كانت هذه زوجتك، ارضَ بها تكن أغنى الناس.
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ﴾ لكن الآية تشير إلى نعمة خاصة؛ أن النبي  -عليه الصلاة والسلام- كان بينه وبين بني النضير عهد، فلما زارهم لينفذ بنود العهد ائتمروا على قتله، فأجلسوه في مكان وأعطوا إشارة لمن يأتي إلى السطح ويرمي النبي بصخرة تقتله، فجاءه الوحي وغادر قبل أن يفعلوا فعلتهم، فالملمح في الآية أن هذه نعمة ليست للنبي بل للمؤمنين، والإنسان قوته في مرجعيته الدينية، فإذا كان لك مرجع ديني أنت واثق منه، مرتاح له، تثق بورعه وعلمه وتستشيره ويدلك على الله -عزَّ وجلَّ- فهذه نعمة كبيرة، وأنا أقول لك: أكبر مصيبة أن يفقد الناس المثل الأعلى، حينما نفقد المثل الأعلى نضيع ونتيه في الحياة، وهذه إحدى أكبر مشكلات المسلمين أنه ليس لهم مثل أعلى، ومن بعض المؤامرات على المسلمين أن يهزّوا المُثل العليا الآن حتى نيأس، يقال لك: ليس هناك مثلٌ جيد، هذا فقرة من فقرات الكيد للمسلمين أن تهتز عندك المثل العليا، فمثلاً أنت لك قريب بجامع وهو مستقيم وسمته حسن وصالح، وله أعمال طيبة، فلا يُرضي الله أن تهز له مثله الأعلى، ما دام التزم بالمسجد وهو يمشي بشكل صحيح، ويغلب عليه الصلاح والتستر، عقيدته سليمة، يؤدي الفرائض تماماً، لا يأكل مالًا حرامًا، فمن الخطأ الكبير أن تهز له مثله الأعلى، البطل من يأتِي بإنسان من ملهى إلى مسجد، لا من جامع إلى جامع، إذا كنت بطلاً فأتِ بالعاصي إلى المسجد، من تارك صلاة إلى المسجد، أما أن تذهب إلى جامع آخر لتفسد هذا الطالب على شيخه فهذا سلوك غير مقبول إلا إذا كان فيه انحراف خطير في العقيدة هذا موضوع ثانٍ، وتصير هذه نصيحة له، أما أن يغلب على هذا المسجد الصلاح والتستر وليس فيه مشكلة كبيرة في العقيدة، فالأولى أن يكون الإنسان أداة جمع لا أداة تفريق، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُوٓاْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ ۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ﴾

﴿ قَالَا رَبَّنَآ إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ أَوْ أَن يَطْغَىٰ (45) قَالَ لَا تَخَافَآ ۖ إِنَّنِى مَعَكُمَآ أَسْمَعُ وَأَرَىٰ (46)﴾

[ سورة طه ]

﴿وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ﴾ إذا كان الله معك فمن عليك؟ وإذا كان عليك فمن معك؟ ويا رب ماذا فقد من وجدك؟ وماذا وجد من فقدك؟ 

الملف مدقق

والحمد لله رب العالمين. 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

إخفاء الصور