- تفسير القرآن الكريم / ٠1التفسير المختصر
- /
- (010) سورة يونس
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
الإنسان المعتد بقوته ينسى أنه ضعيف وأمره بيد الله :
أيها الأخوة الكرام ؛ الآية الثانية والعشرون من سورة يونس ، وهي قوله تعالى :
﴿هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾
﴿ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23)﴾
هذه الآية أيها الأخوة ؛ تصور الإنسان قبل أن يعرف الله ، الله سبحانه وتعالى يستدرجه ، فإذا وقع في شدةٍ دع ربه مخلصاً ، وما من إنسان على وجه الأرض ، مستقيم ، غير مستقيم ، عاص ، فاجر ، إلا وقع في شدة .إنني سمعت بعضاً من الخبراء ركبوا طائرة ، وهؤلاء من الملحدين ، وكان الجو مضطرباً ، والمطبات كثيرة ، وجيوب الهواء عديدة ، وكانت الطائرة تهبط بهم مئة متر فجأةً قال لي من في الطائرة وأنا أثق بكلامه : هؤلاء الملحدون الخبراء ما كان منهم إلا رفعوا أيديهم ودعوا الله .
أي إنسان كائن من كان ؛ مستقيم ، غير مستقيم ، ملتزم ، غير ملتزم ، مؤمن ، كافر ، هذا هو الإنسان ، حينما يكون قوياً ينسى أنه ضعيف ، أما حينما يضعف فيذكر الله عز وجل ،
﴿هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ ﴾
.يوجد باخرة أيها الأخوة ، اسمها تيتانيك ، هذه صنعت عام 1912 ، هذه الباخرة صنعت بطريقة عجيبة ، صنعت بطبقتين ، وبين الطبقتين حواجز عرضية ، وقد كانت هذه الباخرة قمة الصناعة الأوربية في ذلك الوقت ، حتى أن كل ما في الحضارة الغربية من فن ، ومن تحف ، ومن أناقة ، كانت في هذه الباخرة ، الخشب من أرقى أنواع الخشب ، الثريات ، المسابح، المطاعم ، الملاهي ، أي مدينة عائمة . وفي أول رحلة لها من بريطانيا إلى أمريكا ، مع هذه الباخرة نشرة ، كتب على هذه النشرة : إن القدر لا يستطيع أن يغرق هذه الباخرة ، الباخرة التي لا تغرق ، لأن أي خلل هناك يوجد طبقتان وحواجز عرضية ، فلو خرقت من زاوية الماء لا يصل إلى داخلها .
لذلك هذه الباخرة لم تزود بقوارب نجاة ، وفي أول رحلة ركب هذه الباخرة أثرياء أوروبا ، الأثرياء ، الأغنياء ، قدر ثمن حلي النساء في هذه الرحلة بمئات الملايين ، حلي النساء، طبعاً مدينة سياحية ، المطاعم ، الملاهي ، المقاصف ، غرف النوم الفخمة ، المسابح ، كل شيء بالباخرة .
في أول رحلة لها اصطدمت بجبل ثلجي ، شطرها شطرين ، أنا قرأت عن هذه الباخرة قبل ستة أشهر أخرجوها ، وصلوا إليها فيها كنوز ، فيها ذهب ، فيها كل شيء .
المؤمن بالرخاء شكور وبالبلاء صبور :
الإنسان يجهل أنه ضعيف يعتد بقوته ، فهذه الآية ، تصور الإنسان قبل أن يؤمن ، إذا كان قوياً يعتد بقوته ، فإذا ساق الله له مصيبةً أظهر الخضوع والضعف ، هذا الخضوع والضعف عند الشدة لا قيمة له ، والدليل حينما ترتفع الشدة يعود إلى ما كان عليه ، من جبروت، وقوة ، واستعلاء ، اسمعوا الآية :
﴿ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) ﴾
هذا البحر ، تراه هادئاً ، رقيقاً ، جميلاً ، رائعاً ، فإذا هاج قد ترتفع الموجة عن خمس وعشرين متراً ، كالجبال ، والله قال :﴿ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (42) ﴾
﴿ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22)﴾
لا يوجد إنسان يمرض ابنه بالتهاب السحايا إلا ويقول : يا رب إذا شفي ابني سأصلي، يشفى ابنه فلا يصلي ، يا رب إن شفيت لي ابني سأترك هذا المعصية ، يشفى ابنه والمعصية قائمة ، يا رب إذا رزقتني ولداً سوف أحج ، يرزق بالولد ولا يحج ، يذهب لأوروبا ، أي هذا الإنسان قبل أن يؤمن ، بالرخاء متكبر ، بالشدة يخضع . المؤمن بالرخاء شكور ، بالبلاء صبور .﴿ فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23) ﴾
تطاول واستعلاء ، لاحظ الناس يمرض ابنه مرضاً شديداً ، يا رب إذا شفيته لي سوف أفعل كذا وكذا ، يشفى ، اسمع ماذا يتكلم : هذا الطبيب لا يوجد مثله ، هذا أشهر طبيب ، هذا كذا ، أعطاه دواء مرة وحدة استفدنا عليه ، ينسى أن الله شفاه ، يعزو الشفاء إلى الطبيب ، يوكل محامياً بقضية ، يا رب إذا نصرتني على خصمي لأفعل كذا ، وكذا ، ينجح بالدعوة ، هذا المحامي يده تطول كل شيء ، يعرف كل بالقضاة ، هذا كلام ، الله هو الذي نجاك .﴿ فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23) ﴾
الدنيا تنتهي بالموت فهي ليست عطاء :
يوجد خمسة أشياء ، لا أذكرها الآن كلها ، البغي يعود على صاحبه وهذه آية .
﴿إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ﴾
والمكر يعود على صاحبه .﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) ﴾
﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) ﴾
﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123)﴾
هذه الآية الثانية .﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10) ﴾
هذه الثالثة . هن خمس ، خمس آيات حصراً ، أن من كن فيه كن عليه .﴿إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ﴾
﴿فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23)﴾
المشكلة أن كل الدنيا تنتهي بالموت ، إذاً ليست عطاءً ، الموت ينهي غنى الغني ، وفقر الفقير، وقوة القوي ، وضعف الضعيف ، وصحة الصحيح ، ومرض المريض ، ينهي وسامة الوسيم ، ودمامة الذميم ، كل شي ينتهي بالموت إذاً .﴿مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾
شيء عارض طارق .﴿مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23)﴾
هذا الإنسان العادي .المؤمن متواضع في جميع أحواله :
المؤمن في الرخاء شاكر ، بالقوة متواضع ، بالعلم يقول : أنا لا أعلم ، الله يعلم ، أنا طالب علم ، بالغنى يقول : الله هو الغني . سئل رجل : لمن هذا القطيع من الإبل ؟ قال : هو لله في يدي ، الإنسان مستخلف في المال ، المال مال الله ، والدليل :﴿ وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (33) ﴾
﴿ آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ (7) ﴾
أنت مالك مالك ، المال تملك حق الانتفاع به وسوف تحاسب ، فالإنسان المؤمن ، وهو غني متواضع ، وهو قوي متواضع ، وهو صحيح متواضع .لذلك النبي عليه الصلاة والسلام كانت تعظم عنده النعمة مهما دقت ، الإنسان شرب كأس ماء ، هذا لو كان الطريق غير سالك ، لو صار الطريق مسدوداً يحس بآلام لا تحتمل ، يمشي ، هناك أناس لا يمشون ، مقعدون ، يرى ، هناك أناس لا يرون . فالمؤمن وهو متمتع بالنعم يشكر الله عليها ، حينما تأتي المصيبة يصبر ، يرى أنها من فعل الله ، وأن الله هو العادل، والرحيم ، والحكيم ، والعليم .
فالمؤمن عكس الكافر ، في الرخاء شكور ، في البلاء صبور ، في الرخاء متواضع، في البلاء متواضع ، لا يوجد عنده تجبر ، نسأل الله أن يرزقنا الحال الثاني حالة المؤمن الذي لا ينسى، والنبي الكريم يقول :
(( اِغْتَنِمْ خَمْساً قَبْلَ خَمْسٍ : شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغِكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ ))
. اغتنم ! الآن القلب ينبض ، لا يوجد مشكلة ، اعمل أعمالاً صالحة ، صلّ صلاة متقنة ، اطلب العلم ، ابذل من مالك ، لأنه قد يأتي يوم لا تستطيع ، قد يأتي يوم ليس معك ما تنفق ، فاغتنم خمساً قبل خمس .بطولة الإنسان أن يعرف حجمه عند الله :
والحديث الذي يعد قاصماً الظهر أن الإنسان لو أراد الدنيا ، وأصرّ عليها ، وأعرض عن الآخرة ، ماذا ينتظر من الدنيا ؟ قال : سبعة أشياء :(( بادروا بالأعمال الصالحة ، فماذا ينتظر أحدكما من الدنيا ؟ هل تنتظرون إلا فقراً منسياً - قد يأتي فقر مفاجئ ، أحياناً بقرار تفقد أملاكك كلها ، أو بكساد تفلس ، إذا كان عليك مسؤوليات لا يوجد بيع ، والبضاعة كاسدة ، تضطر أن تبيع ، إن لم تبع تفلس - هل تنتظرون إلا فقراً منسياً ، أو غنى مطغياً ، أو مرضاً مفسداً ، أو هرماً مفنداً ، أو موتاً مجهزاً ، أو الدجال ، فشر غائبٍ منتظر ، أو الساعة ، والساعة أدهى وأمر ))
أيها الأخوة : هذا النموذج الله ذكره حتى نتجنبه ، الإنسان لا يعتد بالرخاء ، لا يعتد بالصحة ، كل شيء زائل .ملك سئل وزيره ؟ قال له قل لي كلمةً إن كنت حزيناً أفرح ، وإن كنت فرحاً أحزن ، قال له : كل حالٍ يزول .
لا يوجد شيء دائم ، قف بسوق الحميدية ، انظر المحلات على الصفين الآن يوجد طقم ، أصحاب المحلات طقم غير الطقم الذي كان قبل خمسين سنة ، وغير الذي كان قبل مائة سنة ، طقم وراء طقم ، يكبر يموت يبيعون المحل ، يأتي شخص ثان ، والبيوت نفس الشي ، والمزارع كذلك ، كل شيء موقت ، أنت مستخلف :
﴿جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ (65)﴾
فهذا النموذج يجب أن نحذر أن نكون منه ، بالرخاء يعتد ، قوي متجبر بالشدة يصير مثل الطفل ، لا ، أنت بطولتك أن تكون بالرخاء متواضعاً ، تعرف حجمك ، عبد لله ، ضمن منهج الله ، حتى إذا جاءت الشدة تتقبلها ، وأغلب الظن الله عز وجل يحميك .