- تفسير القرآن الكريم / ٠1التفسير المختصر
- /
- (010) سورة يونس
خيار الإنسان مع الإيمان خيار وقت فقط :
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد ؛ فمن قصة سيدنا موسى مع فرعون ، التي وردت في سورة يونس عليه السلام ، فقرة مهمة جداً ، هذه الفقرة تؤكد أن خيار الإنسان مع الإيمان ليس خيار قبول أو رفض ، بل هو خيار وقت ، خيار الإنسان مع الإيمان ليس خيار قبول أو رفض ، كيف ؟
يعرض عليك محل تجاري كي تشتريه ، لك أن تشتريه ولك ألا تشتريه ، خيارك معه خيار قبول أو رفض ، تخطب فتاة تنظر إليها كما أمر الشرع ، ثم تتخذ قراراً ، إما أن تُقدم ، وإما أن تُحجم ، فخيارك مع هذه الفتاة في الزواج منها خيار قبول أو رفض ، لكن الإنسان لو أن له ابناً ، خياره مع ابنه خيار قبول أو رفض ؟ لا ، صبر أو عدم صبر ، ابنه قدره ، لا يستطيع أن يتبرأ منه ، ولا أن يلقيه خارج البيت ، فخياره مع ابنه ليس خيار قبول أو رفضاً خيار صبر أو ضجر .
قدمت هذه الأمثال لأصل أن أخطر فكرة في هذه القصة أن خيار الإنسان مع الإيمان ليس خيار قبول ولا رفض ، لكنه خيار وقت فقط .
﴿وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴾
الإنسان كلما ارتقى يخاف بعقله :
أذكركم بقوله تعالى :﴿لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾
ضعاف العقول ، ضيقو الأفق ، هم الذين يأخذون بمظاهر العظمة ، والبذخ ، والرفاه ، والسيطرة ، والقوة ، وما إلى ذلك .﴿لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴾
﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ﴾
﴿وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾
بالمناسبة : الإنسان كلما ارتقى يخاف بعقله ، وكلما تدنى يخاف بعينه ، العوام عندما يصاب ابنهم بالمرض يتألمون ، لكن المثقفين ثقافة صحية يحتاطون قبل أن يأتي المرض، من تعقيم ، من نظافة بأخذ الحيطة ، بالتلقيح ، دائماً الراقي يخاف بعقله ، والإنسان الأقرب للتفكير المحدود يخافه بعينه ، فربنا عز وجل يصف هؤلاء الكفار بأنهم محددون ، قال :﴿رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾
أي حتى يواجه المشكلة يقول لك : والله صحيح ، إلى أن يدمر المال يقول لك : والله الربا حرام ، الله دمر لي مالي ، هناك آيات ، وأحاديث ، وقصص ، اتعظ قبل أن ترى المصيبة ، حتى تخونه زوجته يقول : الاختلاط حرام ، لم أكن أعرف أن الاختلاط حرام ، اختلاط، اختلاط ، رفاقه دخلوا عليه ، أخي لا يوجد مانع ، أنا سبور ، أنا منفتح ، زوجتي واثق منها ، إلى أن يواجه الخيانة يقول : والله الحق مع فلان الذي نهى عن الاختلاط ، دائماً الإنسان الضعيف الفكر بخاف بعيونه ، إلى أن يواجه المشكلة ، والراقي يخاف بعقله .﴿فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
على الإنسان أن يكون على منهج الله واثقاً من كلامه :
يقول بعض المفسرين : الفترة بين قول الله سبحانه وتعالى لسيدنا موسى : أجيبت دعوتكما ، وبين غرق فرعون كانت أربعين عاماً ، فالإنسان عليه ألا يلج دائماً ،
﴿ وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ ﴾
أي يا محمد وأنت حبيبنا إما أن ترى وعيدنا بالكفار ، وإما ألا ترى ، أنت عليك أن تكون على منهج الله ، ويجب أن تكون واثقاً من كلام الله .﴿قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ﴾
أذكركم ماذا قال سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام في الطائف لما ضربوه ، هل قال: ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم ؟ لا ، قال :(( اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ، لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحده ))
ماذا قال أصحاب موسى لموسى :﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾
ماذا قال أصحاب النبي ؟ قالوا : والله لو خضت بنا هذا البحر لخضناه معك ما تخلف منا رجلاً واحداً ، إنا لصبر في الحرب ، صدق عند اللقاء ، فلعل الله يريك منا ما تقر به عينك ، يا رسول الله صل حبال من شئت ، واقطع حبال من شئت ، وسالم من شئت ، وعاد من شئت ، وخذ من أموالنا ما شئت ، والذي بعثك بالحق للذي تأخذه من أموالنا أحب إلينا مما تدع لنا ، هكذا أصحاب النبي .﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾
هذا معنى أن النبي سيد الأنبياء وأصحابه سادة الصحابة .﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾
خيار فرعون مع الإيمان خيار قبول أو رفض ؟ لا ! خيار وقت ، في النهاية آمن ، وأسلم ، لكن بعد فوات الأوان ، كما لو عرف الطالب جواب السؤال لكن بعد فوات الأوان ، بعدما قدم الورقة بيضاء وأخذ صفراً ، فتح الكتاب عرف الجواب ، هذه معرفة جاءت متأخرة .العاقل من يعدّ لساعة الموت عدتها :
أخواننا الكرام ؛ فرعون قال :
﴿أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى﴾
فرعون أكثر الكفار ومع ذلك قال :﴿آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾
إذاً نحن خيارنا مع الإيمان ما هو خيار قبول أو رفض ، خيار وقت فقط .أي ملخص الكلام ، إما أن تؤمن قبل فوات الأوان ، أو لا بد من أن تؤمن بعد فوات الأوان ، إما أن تؤمن وفي العمر بحبوحة ، تصلي ، وتصوم ، وتنفق من مالك ، وتطلب العلم ، وتأمر بالمعروف ، وتنهى عن المنكر ، وإما أن تعرف الحقيقة على فراش الموت :
﴿فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾
هي قدرة خطير جداً أي القضية ليست كما تريد ، إن لم تؤمن الآن ، لابد من أن تؤمن ولكن الإيمان الذي يكون عند الموت حسرة على صاحبه ، لذلك ربنا عز وجل يقول :﴿فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ﴾
ساعة خطيرة جداً ، والله الذي لا إله إلا هو ما رأيت أعقل ، ولا أرشد ، ولا أحكم ، ولا أعظم ممن يعدوا لهذه الساعة الحرجة التي لابد منها ، عنده خمسة أولاد أو ستة ، واحد ذهب إلى المقبرة يشتري قبراً ، والثاني ذهب إلى قراء القرآن الكريم ، والثالث إلى المطبعة ، ليصمم الإعلان ، هذه الساعة الحرجة ، والأهل بعضهم فرح إذا كان الأب بخيلاً ، يقول لك : ارتحنا منه، وبعضهم حزين إذا كان الأب كريماً ، لكن إن فرحوا أو حزنوا لن يتغير شيء ، اللحظة الحرجة لحظة لقاء الله عز وجل ، فالإنسان العاقل يعد لهذه اللحظة ، يوجد الكثير من الأشخاص الذين طغوا وبغوا ، عند هذه اللحظة انهاروا ، وهلكوا ، وشعروا بتفاهة حياتهم ، لهذا قال عليه الصلاة والسلام :((اغتنم خمساً قبل خمس ))
شبابك ـ إذا واحد ما في شي فكره فاضي ، إذا في معه مشكلة بجسمه كبيرة خلص فات بدوامة التحاليل والأطباء والتصوير والأدوية ، دخل بمتاهة القلق على صحته ، الإنسان ما عند مشكلة ، صحته وقته شبابه .(( اِغْتَنِمْ خَمْساً قَبْلَ خَمْسٍ : شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ ، وَفَرَاغِكَ قَبْلَ شُغْلِكَ ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ ))
ويقول عليه الصلاة والسلام :((بادروا بالأعمال الصالحة ، فماذا ينتظر أحدكم من الدنيا ؟ هل تنتظرون إلا فقراً منسياً أو غنى مطغياً ؟ ))
دققوا والله ولا أبالغ ، إن من أكبر المصائب أن يحملك الغنى على معصية الله ، هذا هو الغنى المطغي .((هل تنتظرون إلا فقراً منسياً ، أو غنى مطغياً ، أو مرضاً مفسداً ، أو هرماً مفنداً ، أو موتاً مجهزاً ، أو الدجال فشر غائباً ينتظر ، أو الساعة والساعة أدهى وأمر ))
الموت عرس المؤمن :
ولكن أبشركم ، بأن الموت بالنسبة للمؤمن تحفته ، وعرسه ، يمكن بكل حياته لا تمر علية لحظة يسعد بها أشد من لحظة لقائه مع الله ، كل هذا التعب لهذه الساعة ، تصور طالباً لا ينام الليل دراسة تسعة أشهر ليلاً ونهاراً ، قرع جرس الامتحان ، والسؤال متوقعه ، وعنده تعليقات جيدة ، وهو قارئ مراجع أوسع ، وقلمه سيال ، ولغته قوية ، يرقص قلبه رقصاً ، إذا قرع جرس الامتحان ودخل إلى قاعة الامتحان ، وهو مستعد ، يكتب وينطلق ، هكذا سئل أحد العلماء، قيل له : كيف القدوم على الله ؟ قال : أما المؤمن مثل الغائب عاد إلى أهله ، ألم يقل الله عز وجل :﴿وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾
﴿وَلَئِنْ مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ ﴾
إلى أين أنت ذاهب ؟﴿لَإِلَى اللَّهِ تُحْشَرُونَ﴾
إذا شخص ألقينا القبض عليه ، وسقناه إلى والدته ، يرى عند والدته كل الإكرام ، وكل المحبة ، وكل الدلال .العاقل من عرف الله وطبق منهجه قبل فوات الأوان :
لذلك أيها الأخوة ؛ محور الجلسة ، هذه الكلمة ، خيارنا مع الإيمان ليس خيار قبولٍ أو رفضٍ ، بل هو خيار وقت فقط ، إما أن تؤمن قبل فوات الأوان ، وإما أن تؤمن بعد فوات الأوان ، إما أن تؤمن وتنتفع بإيمانك ، وإما أن تؤمن ويكون الإيمان حسرة على قلبك مثل فرعون، كلام دقيق ، الآن ؟! الآن تأخرت كثيراً .
﴿فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴾
يروي التاريخ أن فرعون الذي غرق ، وألقاه البحر إلى الشط ، لولا أن ألقاه إلى الشط ما صدق الناس أنه غرق ، لأنه بزعمهم إله ، فربنا عز وجل نجاه ببدنه ، لفظه البحر إلى الشاطئ ، وحنط ، وقبل سنوات أخذ إلى فرنسا ، واستقبل في المطار استقبال الملوك ، رمم تحنيطه لأنه تلف هو نفسه ، بعد فحصه الدقيق وجدوا آثار ملوحة مياه البحر في جسمه .هذا معنى قوله تعالى :
﴿فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ﴾
ونحن الآن في بحبوحة ، القلب في صحة ، هناك بقية بالحياة لنبادر إلى معرفة الله، وإلى معرفة منهجه ، وإلى طاعته قبل فوات الأوان .