- (080) سورة عبس
- /
- (080) سورة عبس
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين ، وعلى صحابته الغر الميامين ، أمناء دعوته ، وقادة ألويته ، و ارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
أسماء يوم القيامة :
أيها الأخوة الكرام ؛ قال تعالى :
﴿ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ ﴾
صوت عظيم يصعق له من في السموات والأرض ، قال تعالى :
﴿ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ ﴾
من أسماء يوم القيامة ، يوم القيامة هو يوم الدين ، يوم تسوى فيه الحسابات ، يوم يؤخذ للمظلوم من الظالم ، من القوي للضعيف ، من المستَغل إلى المستغِل ، من المقهُور إلى القَاهر ، هذا اليوم يوم الحساب ، يوم الجزاء ، يوم تصفية الحسابات ، يوم الدين ، وأي إنسان لا يدخل هذا اليوم في حساباته هو غبي من أغبى الأغبياء ، أي إنسان يتصرف وكأنه مطلق لا يحاسب ، أي إنسان يتحرك حركة قد يبني مجده على أنقاض الآخرين ، قد يبني حياته على موتهم ، قد يبني عزه على ذلهم ، قد يبني غناه على فقرهم ، أي إنسان يتحرك في الحياة الدنيا بلا منهج ، قال تعالى :
﴿ وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ ﴾
﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾
الإنسان أي إنسان إذا عرف الواحد الديان ، وعرف منهجه ، وتحرك وفق هذا المنهج ، يسعد ويسلم في الدنيا والآخرة ، أي إنسان خرج عن منهج الله تجاوزاً أو عدواناً أو ظلماً أو كبراً واستعلاءً يدفع الثمن باهظاً في الدنيا والآخرة ، فكما أنه لمن خاف مقام ربه جنتان الذي يتحرك بلا منهج يدفع الثمن في الدنيا وفي الآخرة ، قال تعالى :
﴿ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ ﴾
يوم الدين ، يوم الحساب ، يوم العذاب ، يوم السداد ، يوم تصفية الحسابات .
تعطل العلاقات الاجتماعية يوم القيامة :
ثم يقول تعالى :
﴿ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ * يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ﴾
أي في الدنيا الإنسان إذا ألمت به ملمة يلجأ إلى أخيه ، في الأعم الأغلب أبوه تقدم في السن ، وابنه الصغير لا يستطيع أن يفعل شيئاً ، يفر من أخيه ، هذه العلاقات التي في الدنيا تتعطل يوم القيامة ، قال تعالى :
﴿ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾
﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ﴾
لذلك الإنسان يوم القيامة كل ما كان يحيط به من مكانة وقوة وهيمنة وعلو في الأرض ينتهي يوم القيامة .
﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾
حجم الإنسان عند الله بحجم عمله الصالح :
لذلك أيها الأخوة الكرام ؛ البطولة والتفوق والنجاح أن تتحرك في ضوء ذلك اليوم ، هذا العمل يرضي الله أم يسخطه ؟ هذه العلاقة ترضي الله أم تسخطه ؟ هذا اللقاء ؟ هذا الحفل؟ هذه السياحة ؟ الإنسان كائن متحرك ، هذه الطاولة كائن ساكن ، الإنسان كائن متحرك ، ما الذي يحركه ؟ الحاجة إلى الطعام والشراب حفاظاً على بقائه كفرد ، ما الذي يحركه ؟ الحاجة إلى الزواج حفاظاً على بقاء النوع ، ما الذي يحركه ؟ الحاجة إلى التفوق حفاظاً على بقاء الذكر، هذه الحاجات الثلاث تلبى كاملة ضمن منهج الله عز وجل ، فالبطولة أن نتحرك وفق منهج الله ، افعل ولا تفعل ، وهذا القرآن الذي بين أيدينا فيه توجيهات ، فيه أمر ونهي ، فيه أمر يقتضي الوجوب وفيه نهي يقتضي الترك ، فأنت إذا تحركت في حياتك والحركة حتمية ، إنك كائن يحتاج إلى الطعام والشراب لذلك تتحرك ، إنك كائن تحتاج إلى أن تتزوج إذاً أنت تتحرك ، أنت كائن بحاجة إلى التفوق إذاً أنت تتحرك ، في الطعام لإبقاء الفرد ، وفي الزواج لإبقاء النوع، وفي التفوق لإبقاء الذكر ، فأنت حينما تأتي إلى الدنيا وتغادرها هل تركت بصمة ؟ هل لك عمل صالح ؟ هل أحسنت إلى فقير ؟ هل أحسنت إلى مريض ؟ هل أعنت من حولك ؟ هل كنت سبباً في سعادة الناس أم سبباً في شقائهم ؟ هل كنت تعطي أم تأخذ ؟ الأقوياء أخذوا ولم يعطوا، الأنبياء ملكوا القلوب ، والأقوياء ملكوا الرقاب ، الأقوياء عاش الناس لهم ، والأنبياء عاشوا للناس، كل البشر تبع لقوي أو نبي ، البطولة أيها الأخوة ؛ أن تكون من أتباع الأنبياء ، الذي هو من أتباع الأنبياء يسعده أن يعطي لا أن يأخذ ، أما أتباع الأقوياء فيسعدهم أن يأخذوا ، تسأل نفسك سؤالاً محرجاً : ما الذي يسعدك أن تعطي أم أن تأخذ ؟ لذلك الناس جميعاً في القارات الخمس تبع لقوي أو نبي ، لذلك العطاء من خصائص الأنبياء وأتباعهم ، والأخذ من خصائص الأقوياء وأتباعهم ، والبطولة أن تأخذ وأن تعطي ، أعط بقدر ما تأخذ ، أي أنت حجمك عند الله بحجم عملك الصالح ، والدليل قال تعالى :
﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ﴾
يوم الحساب يوم يفر فيه المرء من أخيه :
إذاً هذا اليوم يوم الحساب ، يوم التصفية ، يوم المحاسبة ، يوم الدينونة ، يوم الدين، يوم يفر المرء من أخيه ، قال تعالى :
﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ ﴾
تقول الأم لابنها : يا بني ، هل من حسنة يعود عليّ خيرها ؟ يقول لها ابنها : يا أمي ، ليتني أستطيع ذلك إنما أشكو مما أنت منه تشكين ، قال تعالى :
﴿ وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ﴾
قال تعالى :
﴿ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾
(( يُحْشَر الناسُ حفاة عراة غُرْلا ، قالت عائشةُ ، فقلت : الرجالُ والنساء جميعاً ينظر بعضهم إلى بعض ؟ قال : الأمرُ أشدّ من أن يُهِمَّهم ذلك ))
مثل إنسان ساقوه للإعدام ورأى امرأة متفلتة هل ينظر إليها ؟ هو في شأن آخر ، شأن الموت ، شأن نهاية الحياة ، فلذلك أيها الأخوة ؛ البطولة والعقل والذكاء والتفوق والنجاح والفلاح أن تتحرك حركة صحيحة وفق هذااليوم ، لذلك فرق العلماء بين النجاح والفلاح أي قد تنجح في جمع المال ، وقد تنجح في تسلم منصب رفيع ، شيء جيد ، ولكن الفلاح أن تنجح في تحقيق الهدف الذي خلقت من أجله ، هذا هو الفلاح ، فإذا مرّ في القرآن الكريم كلمة :
﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾
أي حققوا الهدف من وجودهم ، عرفوا ربهم ، وطبقوا منهجه ، وسعدوا بالقرب منه .
البشر على اختلاف مللهم ونحلهم لا يزيدون عن نوعين :
من هنا جاء البشر على اختلاف مللهم ، ونحلهم ، وأعراقهم ، وأنسابهم ، وطوائفهم لا يزيدون عن نوعين ، قال تعالى :
﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ﴾
أي هذا الذي عرف الله وعرف منهجه بنى حياته على العطاء ، قال تعالى :
﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ﴾
البشر على اختلاف مللهم ، ونحلهم ، وأعراقهم ، وأنسابهم ، وطوائفهم ، وتياراتهم وتابع هذه التقسيمات التي لا تنتهي هم عند الله في حقلين اثنين لا ثالث لهما :
﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴾
الترتيب معكوس لحكمة بالغة ، صدق بالحسنى بناء على هذا التصديق ، اتقى أن يعصي الله ، وبناء على هذا التصديق جعل العطاء ديدنه ، قال تعالى :
﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴾
والآخر ، كذب بالحسنى ، آمن بالدنيا ، فلما كذب بالحسنى وآمن بالدنيا بنى حياته على الأخذ ، بخل واستغنى عن طاعة الله ، وبنى حياته على الأخذ ، قال تعالى :
﴿ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ﴾
النجاح الحقيقي أن تنجح عند الله و تكسب الآخرة :
لذلك أخواننا الكرام ؛ هذا اليوم يوم الدين ، قال تعالى :
﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ ﴾
هذا النجاح الحقيقي ، أن تكسب الآخرة ، قال تعالى :
﴿ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾
النجاح الحقيقي أن تنجح عند الله ، لذلك المؤمن يوم القيامة مسفر ، بل إن بعض الآثار تقول : حينما يرى المؤمن مقامه في الجنة يقول : لم أر شراً قط ، وحينما يرى غير المؤمن مكانه في النار يقول : لم أر خيراً قط ، قال تعالى :
﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ ﴾
أنت انظر إلى صور المجرمين عند القبض عليهم ، بصره نحو الأرض ، قال تعالى :
﴿ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ ﴾
وجه داكن ، لا يوجد به إشراق ، و لا نور ، هناك خوف و قلق و شعور بالذنب ، قال تعالى :
﴿ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ﴾
ترهقها ؛ صفات الوجه الخائف ، قال تعالى :
﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ﴾
بطولة الإنسان أن يصل إلى باب الآخرة بسلام :
هذه الحياة تنتهي بيوم الدين ، تنتهي بيوم الحساب ، تنتهي بيوم الدينونة ، تنتهي بيوم يؤخذ للضعيف من القوي ، فالإنسان بطولته أن يصل إلى باب الآخرة بسلام ، بطولته الكبيرة أن يطبق منهج الله في الأرض ، لذلك :
((اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا ))
والمطلق على إطلاقه ، وحينما يحذف المفعول به يطلق معنى الفعل ، ما المفعول به المقدر ؟ الخيرات ، لن تحصوا الخيرات ، المستقيم متوازن ، المستقيم سعيد ، المستقيم في بيته سعادة كبيرة ، بعمله يوجد تفوق ، بعلاقاته يوجد نضج ، رؤيته عميقة سليمة ، إذاً قال تعالى :
﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ﴾
هؤلاء الأقرباء يفر منهم ، قال تعالى :
﴿ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾
يوم الحساب ، يوم العذاب ، يوم الدينونة ، يوم أن تدفع ثمن المعصية ، أن تدفع ثمن القوة في الدنيا ، أن تدفع ثمن أن تكون ظالماً ، هذا اليوم يحاسب فيه الإنسان عن كل أعماله ، قال تعالى :
﴿ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾
من كانت حركته وفق منهج الله سلم و سعد و العكس صحيح :
الآن على اختلاف الملل والنحل والانتماءات والأعراق والأنساب البشر صنفان لا ثالث لهما ، قال تعالى :
﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ ﴾
قلق ، خوف ، مصير سيئ ، وجل ، قال تعالى :
﴿ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ﴾
القترة علائم الخوف ، ترهق هذا الإنسان ، قال تعالى :
﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ﴾
لذلك أيها الأخوة الإنسان كائن متحرك ، وهذه الحركة إن كانت وفق منهج الله سلم وسعد ، وإن كانت بخلاف منهج الله شقي وهلك ، والأمر لا ثالث لهما ، والبطولة والذكاء والتفوق أن تكون مؤمناً مطبقاً ، والدليل قال تعالى :
﴿ أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ ﴾
﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾
والله أيها الأخوة ؛ زوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين ، الله وعد المؤمن بحياة طيبة ، قال تعالى :
﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾
وتوعد الكافر بالمعيشة الضنك ، قال تعالى :
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾
فأنت بين حياتين ؛ حياة المؤمن الطيبة ، وحياة غير المؤمن الضنك ، ولا ثالث لهاتين الحياتين ، فإن كنت مؤمناً وعدك الله بالحياة الطيبة ، وهذا الوعد الإلهي فوق الزمان والمكان ، وفوق كل المعطيات ، ووعيد الله لغير المؤمن بالمعيشة الضنك لكل الناس قاطبة ، لذلك سأل أحدهم : ما بال الأقوياء والطغاة ؟ قال : ضيق القلب . غير المؤمن الذي تحرك وفق هوى نفسه وشهوته يشعر بضيق في قلبه لو وزع على أهل بلد لكفاهم .
الإنسان يقوده إيمانه ومنهج ربه إلى طريق سلامته وسعادته :
إذاً نهاية هذه السورة سورة عبس ، قال تعالى :
﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ * أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ ﴾
لذلك أيها الأخوة ؛ الإنسان يقوده إيمانه ، ويقوده منهج الله ، يقوده كلام النبي الكريم إلى طريق سلامته وسعادته ، و مستحيلٌ وألف ألف مستحيل أن تطيعه وتخسر ، ومستحيلُ وألف ألفِ مستحيل أن تعصيه وتربح ، المؤمن له معاملة ، وغيره له معاملة ، المؤمن ينتظر كل خير من الله ، وغير المؤمن ينتظر كل عقاب مؤلم من الله عز وجل ، فالبطولة أن تتحرك وفق منهج الله ، وأن تتحرك وفق سنة رسول الله ، وأن تسعى للآخرة ، لجنة عرضها السموات والأرض .