وضع داكن
22-02-2025
Logo
أحكام التجويد - الحلقة ( 055 - 113 ) - مخارج الحروف - المحاضرة(01-11) : اللام الشمسية والقمرية.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
  ما زلنا يا أخوة، نتابع الكلام في الأحكام التي تنشأ عند التقاء الأحرف كنا قد درسنا أول ما درسنا مخارج الحروف، ثم ثنينا بصفات الحروف الذاتية التي للحرف من حيث هو بغض النظر عن جيرانه من الحروف، ثم ثلثنا الكلام بالصفات الطارئة بتجاور الأحرف، فقلنا عند التجاور الأصل أن يبقى كل حرف لوحده والإظهار هو أصل الأحكام كلها، ولكن بعض الأحرف عندما تلتقي قلنا بأنها إن كانت متماثلة فالإدغام واجب وإن كانت متجانسة فالإدغام واجب، إن كانت متقاربة فحفص من الذين يظهرون الحرفين المتقاربين إلا في أربعة أمور، كنا قد تكلمنا على إدغام اللام الساكنة في الراء كقوله تعالى:

﴿ بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ﴾

[ سورة النساء: 158]

 وتكلمنا على إدغام القاف الساكنة في الكاف وقلنا ليس لها إلا مثال واحد في القرآن الكريم، وهو قوله تعالى في سورة المرسلات:

﴿ أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ﴾

[ سورة المرسلات: 20]

ننطقه بكاف مشددة.
 وثلثنا الكلام على بحثنا اليوم الذي هو لام التعريف، العرب يا أخوة،عندهم لام تسمى لام التعريف، وبعض الناس يسمونها أل التعريف لأن هذه اللام ساكنة والعرب لا تبدأ بساكن، فيجلبون لها همزة الوصل وهي مفتوحة فبدل أن يقولوا مسجد يقولون المسجد، وبدل أن يقولوا كتاب يقولون الكتاب، هذه اللام لام التعريف تدخل على كل الحروف، نحن نعلم بأن الحروف العربية تسعة وعشرون حرفاً، فإذا استثنينا منها الألف لأن الألف لا تكون إلا ساكنة ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحاً، فيستحيل أن يأتي بعد لام التعريف ألف.
 إذاً يبقى عندنا ثمانية وعشرون احتمالاً، بعدد أحرف الهجاء إلا الألف، هذه الثمانية والعشرون حرفاً التي تأتي بعد لام التعريف، كانت العرب تدغم لام التعريف في نصفها في أربعة عشر حرفاً، وتظهر لام التعريف عند الأربعة عشر الأخرى، لماذا أدغمت العرب لام التعريف في هذه الأربعة عشر التي أدغمت فيها؟ لقرب المخارج، دائماً قرب المخارج موجب للإدغام، بُعْد المخارج موجب للإظهار، فالعرب كانت تدغم لام التعريف في أربعة عشر حرفاً هي لو تأملتم مخرج اللام كما ذكرنا سابقاً من أدنى حافة اللسان إلى منتهاها، (ال)، فتدغم هذه اللام ومع الدال والتاء والطاء مع السين والصاد والزاي مع الظاء والذال والثاء، هذه تسعة مع الشين هذه عشرة، وأيضاً مع اللام، أيضاً لأن اللام من قبيل إدغام المتماثلين، والراء والنون فصار المجموع أربعة عشر حرفاً، هذه الأحرف جمعها بعض العلماء بأوائل الحروف من كلمات بيت مشهور وهي قول الشاعر:
طب ثم صل رَحِماً تفز ضف ذا نعم دع سوء ظن زر شريفاً للكرم
 الحرف الأول حرف الطاء، مثلاً نقول الطلاق، ما نقول الطلاق، هذا هو البيت أمامنا، إذاً الأحرف الشمسية هي الأحرف المذكورة في أوائل كلمات هذا البيت:
طب ثم صل رَحِماً تفز ضف ذا نعم دع سوء ظن زر شريفاً للكرم
 نأخذ حرف الطاء من كلمة طب، والثاء من كلمة ثم، والصاد من كلمة صل، والراء من كلمة رَحماً، وهكذا بقية الكلمات، فهذه الحروف كلها مثل الطاء الطلاق، الثاء الثواب، الصاد الصلاة، الراء الرحمن، وهكذا بقية الأحرف.
سؤال يبدو أنه مستعجل، أحب أعرف ما الفرق بين التعويذ والبسملة، في أول السورة ومنتصفها؟
 قلنا يا أخوة التعوذ لا بد منه في تلاوة القرآن الكريم أياً كان موضع التلاوة سواء كان أول سورة أو وسط السورة، لا بد للقارئ أن يتعوذ لعموم قوله تعالى: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم، أما البسملة فلا بد منها في ابتداء السور وأما في أواسط السور فالقارئ مخير، إن شاء بسمل وإن شاء لم يبسمل، إذاً التعوذ لا بد منه مطلقاً، أما البسملة فلا بد منها في ابتداء السور وأما في أواسط السور فالقارئ مخير.
 نعود إلى درسنا هذه الأحرف الأربعة عشر، كانت العرب تدغم لام التعريف فيها وصلنا إلى حرف الراء مثلاً الرحمن، التاء من كلمة تفز، التَّواب، الضاد من كلمة ضف الضَّلال، الذال نقول الذَّاكرين، النون من كلمة نعم، مثلاً النَّعيم، الدال من كلمة دع، الدَّاعي مثلاً والسين من كلمة سوء، مثلاً السَّبيل، وهكذا الظاء والزاي والشين، أما اللام من كلمة للكرم فهي من قبيل إدغام المتماثلين لأننا حينئذ ندغم اللام في اللام كقولنا الليل، فيكون النطق بلام مشددة، إذاً هذه الأحرف التي كانت العرب تدغم فيها لام التعريف الأربعة عشر حرفاً الأخرى التي كانت العرب تظهر لام التعريف عندها جمعها العلماء بعبارة وهي فيها الأحرف كلها، ( إبغ حجك وخف عقيمه )، الهمزة من كلمة إبغ، الإنسان، الباء البلاغ، لا نقول ابلاغ، بل نقول البلاغ، الغين الغل، الحاء الجيم الكاف الواو الخاء الفاء العين القاف الياء الميم الهاء، كل هذه الأحرف لام التعريف تظهر عندها، وغالباً أبناء العرب في العاميات لا يخلطون بين هذه الحروف بالسليقة إلا حرفاً واحداً وهو حرف الجيم من الأحرف القمرية فكثيراً ما نسمع بعض الناس من يقولون: ( الجَّنة، ويقولون الجَّبل، ويقولون الجَّحيم )، هذا لا يصح، ولعل السبب عند هذا الحرف بالذات قرب مخرجه من اللام، لكن الفصحى أن نقول الْجبل، الْجنة، الْجحيم، إلى آخره من الأمثلة في حق الجين، وصلى اللهم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 خلاصة الأمر أنا أريد من الأخوة أن يحفظوا، ( إبغ حجك وخف عقيمه )، و طب ثم صل رَحِماً تفز ضف ذا نعم دع سوء ظن زر شريفاً للكرم، يكفينا يا أخوة أن نحفظ هذه الجملة، إن مررنا على كلمة ووجدنا بعد لام التعليل حرفاً من حروفها فاللام مظهرة يشبهونها باللام من كلمة القمر، ولا نقول اقمر، إن لم نجد الحرف في ( إبغ حجك وخف عقيمه )، يكون من الحروف الشمسية وندعم اللام فيه كقولنا الشمس.
وهذا كما قلنا ليس أبناء العرب بحاجة إلى هذا البحث، لكن أخواننا الذين يريدون أن يتعلموا العربية بحاجة، وصلى اللهم وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

إخفاء الصور