أحكام التجويد - الحلقة ( 015 - 113 ) - أحكام النون الساكنة والتنوين - المحاضرة(5-7) : الأدغام الناقص.
- ٠05أحكام النون الساكنة والتنوين
- /
- ٠05أحكام النون الساكنة والتنوين
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو
اضغط هنا
×
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله أجمعين، أخواننا الكرام، كانت أحاديثنا الأخيرة تتعلق بصفات الحروف الناشئة من تجاور حرفين من حروف اللغة، فتكلمنا على أحكام كثيرة تنشأ فقط عن هذا التجاور، وهي ما تسمى بالصفات العرضية من جملة ذلك تكلمنا عن الإدغام، وبينا أن الإدغام هو أن يلتقي حرفان بينهما تناسب معين، إما أن يكون تماثلاً أو تجانساً أو تقارباً، ففي تلك الحالة يتحول الحرف الأول إلى الحرف الثاني تماماً فيصير النطق بحرف واحد مشدد من جنس الثاني.
لكن أحياناً يا أخوة، يكون الحرف الأول أقوى من الثاني نعم بينهما تناسب، نعم هما من مخرج واحد أو من مخرجين متقاربين، و لكن صفات الحرف الأول أقوى من صفات الحرف الثاني، فهل يدغم هذا الحرف القوي بالحرف الضعيف؟ من أمثلة ذلك: الطاء والتاء، نحن نعلم بأن الطاء والتاء من مخرج واحد، فإن تقدمت الطاء على التاء وكانت الطاء ساكنة كقوله تعالى على لسان الهدهد مخاطباً سليمان عليه السلام: (أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ)، كلمة (أحطت )، هنا طاء ساكنة بعدها تاء، هل تدغم الطاء بالتاء فنقول مثلاً: ( أحت )، هذا لم تفعله العرب، وهو لو تأملتموه لوجدتموه ممجوج ( أحت )، يشبه كلام الأولاد الصغار، ولو أظهرنا الطاء، لا بد من قلقلتها، لوجدنا الطاء ثقيلة، لأن اللسان يذهب إلى المكان نفسه مرتين، فالعرب كانوا في مثل هذا الموضع يدغمون الطاء بالتاء لكنهم لا يدغمونها كلها بل يبقى من الطاء صفة الإطباق ظاهرة، والإطباق كما مر معنا هو انحسار الصوت بين مقدمة اللسان ومؤخرته عندما يكون اللسان محاذياً إلى غار الحنك الأعلى، هذا الانحسار للصوت يعطي الحرف قوةً واستعلاءً وتفخيماً، ففي مثل هذه الحالة كانت العرب تدغم الطاء بالتاء مع إبقاء صفة الإطباق، كيف يكون ذلك يا أخوة؟ يكون بإطباق اللسان بأن يقرع اللسان مخرج الطاء من غير قلقلة، ثم لمَّا يفتح لا يفتح على طاء بل يفتح عل تاء، هكذا (أَحَطتُ بِمَا)، وفي قصة بني آدم في سورة المائدة، (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ)، نطبق اللسان على طاء من غير قلقلة، ثم نفتح على تاء، فلا نحن أظهرنا، ولا نحن أدغمنا إدغاما كاملاً، هذا الإدغام يسميه العلماء الإدغام الناقص، لِمَ سُمُّيَ إدغاما ناقصاً؟ لأن جزءً من الحرف الأول لم يدخل في الحرف الثاني ولم يتحول إليه تحولاً تاماً هذا النوع الأول من التقاء الحرفين إن كان الأول قوياً، النوع الأول أن يكون في الحرف الأول إطباق فيبقى الإطباق ولا يدغم، كالأمثلة التي ذكرتها.
نلاحظ ذلك على الشاة من خلال درسنا اليوم، الإدغام الناقص هو إدغام حرف قوي الصفات بحرف أضعف منه، بحيث تبقى الصفة القوية ظاهرة ومن تلك الصفات:
صفة الإطباق: وذلك عند إدغام الطاء في التاء نحو: (أحطت، بسطت، فرطتم، فرطت)، هذه هي الأمثلة التي في النوع الأول من الإدغام الناقص، هناك نوع ثان من الإدغام الناقص ذكره العلماء رحمهم الله، في كتب التجويد وهو إذا التقى في القراءة، قاف ساكنة بعدها كاف متحركة، نحن نعلم بأن القاف من أقصى اللسان مع ما يحاذيها من الحنك، والكاف أسفل منها بقليل، القاف مفخمة والكاف مرققة، وهي لم تأت في رواية حفص إلا في كلمة واحدة في سورة المرسلات في الآية عشرين، وهي قوله تعالى: (أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ)، أصلها (نَخْلُقْكُمْ ٍ)، قاف بعدها كاف، فهنا قاف ساكنة وفيها صفة الاستعلاء نعم ليس فيها إطباق كالطاء التي مرت معنا منذ قليل، فيها استعلاء والاستعلاء، أيضا صفة قوة فهل تدغم القاف في الكاف إدغاماً كاملاً؟ هذا الموضع العلماء لهم فيه مذهبان، ليس كالأول الأول فيه اتفاق، لأن الإطباق معه استعلاء، يعني بعبارة أخرى كل حرف مطبق فهو مستعل، ففي الطاء مع التاء صفتا قوة، الإطباق و الاستعلاء، أما هنا فالقاف مازت على الكاف بصفة واحدة وهي صفة الاستعلاء، لم تمز عليها بصفة الإطباق أيضا، لذلك من العرب من كان يدغم القاف في الكاف إدغاما كاملاً، فيقول(أَلَمْ نَخْلُكّمْ)، وعلى هذا القاف تتحول إلى كاف ويصير النطق بكاف مشددة ( ألم نخلكُّم ).
ومن العرب من كان يبقي هذه القاف أيضاً من غير قلقلة كما ذكرنا ويدغمها بالكاف إدغاماً ناقصاً، هكذا، (أَلَمْ نَخْلُقْكَم )، فيكون إغلاق المخرج على قاف ساكنة من غير قلقلة ويكون الفتح على كاف متحركة، لكن حفصاً عن عاصم، رحمه الله، سواء هذه الرواية سلاسلها الواردة من طريق الشاطبية أو من طريق طيبة النشر في القراءة العشر لابن الجزري، من كلا الكتابين لم ترد فيهما هذه الكلمة إلا بالإدغام الكامل، يعني إدغام القاف بالكاف إدغاماً كاملاً، بحيث لا يبقى من القاف شيء، إذاً لو وجدنا في بعض كتب التجويد أو في منظومة الجزرية قول بن الجزري:( والخلف بنخلقكم وقع )، نعم وقع الخلف في ذلك ولكن بحسب الطريق الوارد منه.
أعود، فأقول رواية حفص عن عاصم سواء كانت من منظومة الشاطبية أو من منظومة طيبة النشر لابن الجزري، هي في كلا الكتابين بإدغام القاف في الكاف إدغاماً كاملاً مستكملاً التشديد يكون النطق فيه بكاف مشددة، لذلك لو فتحتم على سورة المرسلات في آخر جزء تبارك على الآية العشرين تجدون بأن علماءنا علماء علم الضبط القرءاني قد جردوا القاف من الحركة ووضعوا على الكاف شدة وضمة،(أَلَمْ نَخْلُقْكُّم )، بينما لو فتحنا المصاحف على ( فرطتم،وبسطت،أحطت) الأمثلة التي ذكرناها منذ قليل فإننا نجد أن علماءنا قد جردوا الطاء من الحركة ولكنهم لم يضعوا شدة على التاء بعدها، دلالة على أن هذا الإدغام ليس إدغاماً كاملاً بل هو إدغام ناقص.
إذاً ما علامة الإدغام الناقص بالنسبة لإدغام الطاء في التاء في ( أحطت، بسطت، وفرطت)؟ علامته تجريد الطاء من الحركة من السكون وعدم تشديد الحرف الثاني، هذا العمل يشبه الضبط في إخفاء الحرف.
أما بالنسبة ( لنخلقكم ) في سورة المرسلات فإن العلماء جردوا القاف من السكون ولكنهم شددوا الكاف التي بعدها، إشارة إلى وقوع الإدغام الصحيح فيه.
إذاً أعود وأذكركم بنطق هذا الحرف، كاف مشددة، ولو سمعتم أحد يقرأ، بإبقاء صفة الاستعلاء لا تتظنوا بأنه خطأ هو صحيح ولكن أعود وأقول على روايات أخرى ليست من طريق حفص عن عاصم.
كثير من مشاهدينا يقرأون برواية ورش، بالنسبة لورش إن كان من طريق الشاطبية فهو كذلك، بإدغام القاف بالكاف إدغاماً كاملاً، نرى في اللوحة التعليمية الثانية ما ذكرته من موضوع التقاء القاف مع الكاف وإدغامها فيها إدغاماً ناقصاً، نرى على الشاشة ثانياً يعني الحالة الثانية من حالات الإدغام الناقص، صفة الاستعلاء وذلك عند إدغام القاف في الكاف من: ( ألم نخلقكم) في سورة المرسلات الآية20، وحفص يقرأها ( ألم نخلكُّم ) بالإدغام الكامل. لذلك ترون على الشاشة أن الكاف عليها شدة وضمة، إذاً هذا بحثنا اليوم الإدغام الناقص وهو من توابع الأبحاث التي تتعلق بالصفات الناشئة عند تجاور الحروف مع بعضها البعض، وصلى الله وبارك على سيدنا محمد وعلى صحبه وسلم.
لكن أحياناً يا أخوة، يكون الحرف الأول أقوى من الثاني نعم بينهما تناسب، نعم هما من مخرج واحد أو من مخرجين متقاربين، و لكن صفات الحرف الأول أقوى من صفات الحرف الثاني، فهل يدغم هذا الحرف القوي بالحرف الضعيف؟ من أمثلة ذلك: الطاء والتاء، نحن نعلم بأن الطاء والتاء من مخرج واحد، فإن تقدمت الطاء على التاء وكانت الطاء ساكنة كقوله تعالى على لسان الهدهد مخاطباً سليمان عليه السلام: (أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ)، كلمة (أحطت )، هنا طاء ساكنة بعدها تاء، هل تدغم الطاء بالتاء فنقول مثلاً: ( أحت )، هذا لم تفعله العرب، وهو لو تأملتموه لوجدتموه ممجوج ( أحت )، يشبه كلام الأولاد الصغار، ولو أظهرنا الطاء، لا بد من قلقلتها، لوجدنا الطاء ثقيلة، لأن اللسان يذهب إلى المكان نفسه مرتين، فالعرب كانوا في مثل هذا الموضع يدغمون الطاء بالتاء لكنهم لا يدغمونها كلها بل يبقى من الطاء صفة الإطباق ظاهرة، والإطباق كما مر معنا هو انحسار الصوت بين مقدمة اللسان ومؤخرته عندما يكون اللسان محاذياً إلى غار الحنك الأعلى، هذا الانحسار للصوت يعطي الحرف قوةً واستعلاءً وتفخيماً، ففي مثل هذه الحالة كانت العرب تدغم الطاء بالتاء مع إبقاء صفة الإطباق، كيف يكون ذلك يا أخوة؟ يكون بإطباق اللسان بأن يقرع اللسان مخرج الطاء من غير قلقلة، ثم لمَّا يفتح لا يفتح على طاء بل يفتح عل تاء، هكذا (أَحَطتُ بِمَا)، وفي قصة بني آدم في سورة المائدة، (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ)، نطبق اللسان على طاء من غير قلقلة، ثم نفتح على تاء، فلا نحن أظهرنا، ولا نحن أدغمنا إدغاما كاملاً، هذا الإدغام يسميه العلماء الإدغام الناقص، لِمَ سُمُّيَ إدغاما ناقصاً؟ لأن جزءً من الحرف الأول لم يدخل في الحرف الثاني ولم يتحول إليه تحولاً تاماً هذا النوع الأول من التقاء الحرفين إن كان الأول قوياً، النوع الأول أن يكون في الحرف الأول إطباق فيبقى الإطباق ولا يدغم، كالأمثلة التي ذكرتها.
نلاحظ ذلك على الشاة من خلال درسنا اليوم، الإدغام الناقص هو إدغام حرف قوي الصفات بحرف أضعف منه، بحيث تبقى الصفة القوية ظاهرة ومن تلك الصفات:
صفة الإطباق: وذلك عند إدغام الطاء في التاء نحو: (أحطت، بسطت، فرطتم، فرطت)، هذه هي الأمثلة التي في النوع الأول من الإدغام الناقص، هناك نوع ثان من الإدغام الناقص ذكره العلماء رحمهم الله، في كتب التجويد وهو إذا التقى في القراءة، قاف ساكنة بعدها كاف متحركة، نحن نعلم بأن القاف من أقصى اللسان مع ما يحاذيها من الحنك، والكاف أسفل منها بقليل، القاف مفخمة والكاف مرققة، وهي لم تأت في رواية حفص إلا في كلمة واحدة في سورة المرسلات في الآية عشرين، وهي قوله تعالى: (أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ)، أصلها (نَخْلُقْكُمْ ٍ)، قاف بعدها كاف، فهنا قاف ساكنة وفيها صفة الاستعلاء نعم ليس فيها إطباق كالطاء التي مرت معنا منذ قليل، فيها استعلاء والاستعلاء، أيضا صفة قوة فهل تدغم القاف في الكاف إدغاماً كاملاً؟ هذا الموضع العلماء لهم فيه مذهبان، ليس كالأول الأول فيه اتفاق، لأن الإطباق معه استعلاء، يعني بعبارة أخرى كل حرف مطبق فهو مستعل، ففي الطاء مع التاء صفتا قوة، الإطباق و الاستعلاء، أما هنا فالقاف مازت على الكاف بصفة واحدة وهي صفة الاستعلاء، لم تمز عليها بصفة الإطباق أيضا، لذلك من العرب من كان يدغم القاف في الكاف إدغاما كاملاً، فيقول(أَلَمْ نَخْلُكّمْ)، وعلى هذا القاف تتحول إلى كاف ويصير النطق بكاف مشددة ( ألم نخلكُّم ).
ومن العرب من كان يبقي هذه القاف أيضاً من غير قلقلة كما ذكرنا ويدغمها بالكاف إدغاماً ناقصاً، هكذا، (أَلَمْ نَخْلُقْكَم )، فيكون إغلاق المخرج على قاف ساكنة من غير قلقلة ويكون الفتح على كاف متحركة، لكن حفصاً عن عاصم، رحمه الله، سواء هذه الرواية سلاسلها الواردة من طريق الشاطبية أو من طريق طيبة النشر في القراءة العشر لابن الجزري، من كلا الكتابين لم ترد فيهما هذه الكلمة إلا بالإدغام الكامل، يعني إدغام القاف بالكاف إدغاماً كاملاً، بحيث لا يبقى من القاف شيء، إذاً لو وجدنا في بعض كتب التجويد أو في منظومة الجزرية قول بن الجزري:( والخلف بنخلقكم وقع )، نعم وقع الخلف في ذلك ولكن بحسب الطريق الوارد منه.
أعود، فأقول رواية حفص عن عاصم سواء كانت من منظومة الشاطبية أو من منظومة طيبة النشر لابن الجزري، هي في كلا الكتابين بإدغام القاف في الكاف إدغاماً كاملاً مستكملاً التشديد يكون النطق فيه بكاف مشددة، لذلك لو فتحتم على سورة المرسلات في آخر جزء تبارك على الآية العشرين تجدون بأن علماءنا علماء علم الضبط القرءاني قد جردوا القاف من الحركة ووضعوا على الكاف شدة وضمة،(أَلَمْ نَخْلُقْكُّم )، بينما لو فتحنا المصاحف على ( فرطتم،وبسطت،أحطت) الأمثلة التي ذكرناها منذ قليل فإننا نجد أن علماءنا قد جردوا الطاء من الحركة ولكنهم لم يضعوا شدة على التاء بعدها، دلالة على أن هذا الإدغام ليس إدغاماً كاملاً بل هو إدغام ناقص.
إذاً ما علامة الإدغام الناقص بالنسبة لإدغام الطاء في التاء في ( أحطت، بسطت، وفرطت)؟ علامته تجريد الطاء من الحركة من السكون وعدم تشديد الحرف الثاني، هذا العمل يشبه الضبط في إخفاء الحرف.
أما بالنسبة ( لنخلقكم ) في سورة المرسلات فإن العلماء جردوا القاف من السكون ولكنهم شددوا الكاف التي بعدها، إشارة إلى وقوع الإدغام الصحيح فيه.
إذاً أعود وأذكركم بنطق هذا الحرف، كاف مشددة، ولو سمعتم أحد يقرأ، بإبقاء صفة الاستعلاء لا تتظنوا بأنه خطأ هو صحيح ولكن أعود وأقول على روايات أخرى ليست من طريق حفص عن عاصم.
كثير من مشاهدينا يقرأون برواية ورش، بالنسبة لورش إن كان من طريق الشاطبية فهو كذلك، بإدغام القاف بالكاف إدغاماً كاملاً، نرى في اللوحة التعليمية الثانية ما ذكرته من موضوع التقاء القاف مع الكاف وإدغامها فيها إدغاماً ناقصاً، نرى على الشاشة ثانياً يعني الحالة الثانية من حالات الإدغام الناقص، صفة الاستعلاء وذلك عند إدغام القاف في الكاف من: ( ألم نخلقكم) في سورة المرسلات الآية20، وحفص يقرأها ( ألم نخلكُّم ) بالإدغام الكامل. لذلك ترون على الشاشة أن الكاف عليها شدة وضمة، إذاً هذا بحثنا اليوم الإدغام الناقص وهو من توابع الأبحاث التي تتعلق بالصفات الناشئة عند تجاور الحروف مع بعضها البعض، وصلى الله وبارك على سيدنا محمد وعلى صحبه وسلم.