وضع داكن
07-05-2024
Logo
برنامج فاسالو أهل الذكر - الندوة : 3 - آيات الله في الكون والإنسان
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :


المذيع :
نَتحدَّث اليوم أعزاءَنا المشاهدين الكرام عن آيات الله في الكون والإنسان ، والأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي له كتاب عن آيات الله في الكون ، وكتاب آخر عن آيات الله في الإنسان ، فله كتابان . حول هذا الموضوع سنُدندِن ، نتحدَّث دكتور أن هناك موجَة من الإلحاد تَهُبّ على المنطقة بين فينة وأخرى ولا بدَّ من مُجابِهة هذه المَوجات وصَدّ ذلك التسونامي الذي يحاول أن يَعصِف بإيمان الناس ودينهم .
 

الآيات هي القَنَوات الدَّالة على عَظَمَة الله :


الدكتور راتب النابلسي :
قبل أن نبدأ ما طَلبتَ مِنِّي ، الإنسان إذا أمسَكَ مديَة وطَعَنَ بها قلبه فهو بذلك قد انتَحَر، فإذا عصى الله وبقي على معصيَتِه وماتَ على مَعصيتِه نَحَرَ نفسه .
المذيع :
الله .
الدكتور راتب النابلسي :
فإذا أَلحَد نَحَر عقله .
المذيع :
الله . هذا جميل ، يحتاج إلى تفسير .
الدكتور راتب النابلسي :
بين أن تَنحَر جسمك لا سَمَح الله ، إنسان يائس بالحياة يَنحَر نفسه فيموت على مَعصِية ، أو ينحَر عقله أي يتَّخذ الإلحاد . 

سيدي هناك موضوع إن شاء الله في وقت آخر ، حوالي خمسة عشر مُلحِداً كبيراً
 دُعاة للإلحاد ، ماذا قالوا على فِراش الموت ؟ تراجعوا عن إلحادِهِم ، ثم نَدمِوا على موقِفِهِم وقال الله عن هؤلاء :

﴿  انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ ۚ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ 24  ﴾

[  سورة الأنعام  ]

المذيع :
الله . 

﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ  . ﴾

الدكتور راتب النابلسي :

﴿  سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ 53  ﴾

[  سورة فصلت  ]

الآيات هي القَنَوات الدَّالة على عَظَمَة الله . 
 طفل صغير يأخذ من عمه  خمسين ديناراً ، و من عمه الآخر يأخذ خمسين ، ومن خاله يأخذ خمسين ، ومن خاله الثاني يأخذ خمسين ، يقول لك : أنا معي مبلغ عظيم ، هذه مقولة طفل . 
المذيع :
نعم .
الدكتور راتب النابلسي :
و لكن مسؤول كبير في البنتاغون قال : أعدَدَنا لحرب العراق مبلغاً عظيماً ، ليس من المعقول أن يكون المبلغ مئتي دينار ، بل مئتي مليار. فإذا قال الله عز وجل :

﴿  وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ ۚ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا   (113﴾

[  سورة النساء  ]

المذيع :
الله .
الدكتور راتب النابلسي :
إله خالق الأكوان ، ربُّ الأرض والسماء ، الذَّاتُ الكامِلَة ، هذا الإله العظيم ، يَكفي أن تعرفَ أن هذا فضلٌ عظيم . 
 

طلب العلم فريضة على كل مسلم :


الآن :
 إذا أرَدت الدنيا فعليكَ بالعِلم ، وإذا أرَدت الآخرة فعليكَ بالعِلم ، وإذا أردتهُما معاً فعليكَ بالعِلم ، والعِلمُ لا يُعطيك بَعضَهُ إلا إذا أعطيتَه كُلّك ، فإذا أعطَيتَه بَعضَكَ لم يُعطِكَ شيئاً، ويَظلُّ المرءُ عالِماً ما طَلَبَ العِلم ، فإذا ظَنَّ أنه قد عَلِم فقد جَهِل ، طالبُ العِلم يُؤثِرُ الآخرة على الدنيا فيربَحهُما معاً ، بينما الجاهل يُؤثِر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً  
 الإمام الشافعي 
المذيع :
جميل .
الدكتور راتب النابلسي :

هذا مقعَد جَمَاد ، له وزن وحجم وطول وعرض وارتفاع ، أمَّا النَّبَات فيَزيد عليه بالنُّمو ، أمَّا الحيوان فيزيد عليهما بالحَرَكة ، أمَّا الإنسان فله وزن وحجم وطول وعرض وارتفاع كالجَمَاد وينمو كالنَّبَات ويَتَحرَّك كبَقيَّة المَخلوقات ، إلا أنَّ الله جلَّ جلاله أودَعَ في الإنسان قُوَّةً إدراكيَّة ، هذه القُوُّة الإدراكيَّة تُلَبَّى بَطَلَبِ العِلم ، فالإنسان إذا لم يَطلُب العِلم ، دَقِّق ، هَبَط عن مستوى إنسانيَّتِه إلى مستوى لا يليق به . أصِف ما قاله القرآن:

﴿  أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ ۖ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ 21  ﴾

[  سورة النحل  ]

نَبضُه 80 مِثالي ، ضغطه 8/12 ، عند الله مَيِّت ، لأنه ما عَرَف الله .
المذيع :
        لم يُؤدِّ الوظيفة .
الدكتور راتب النابلسي :
       لأنه ما بَحَثَ عن حقيقة هذا الكون ، ما تَقَرَّبَ إلى الله .

((  يا بن آدم، اطلُبني تَجدني , فإن وَجَدَّتَني وجَدَّتَ كلَّ شيء , وإن فِتُّك فاتَك كلَّ شيء , وأنا أَحَبُّ إليك من كلِّ شيء  ))

[  ورد في الأثر  ]

بعض العارفين قالوا : 
       

     فـلو شاهدت عيناك من حسننــــــا           الذي رأوه لما وليت عنــــا لغيرنــــــا

   

        ولو سمعت أذناك حسن  خطابـنا           خلعت عنك ثياب العجب وجئتنـــــا

          

 ولو ذقت مـن طعــــــم المحـبة ذرة           عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنــــــــا

         

  ولو نسمت من قربنا لك نسمــــــة           لمــــت غريباً واشتياقــــــــــاً لقربنـــــــا

       

    فما حبنا سهل وكل مــــن ادعـــــى        سهولته قلنا له قـــــــــــد جهلتنـــــــــــا

 فأيسر ما في الحب بالصب قتله        وأصعب من قتل الفتى يوم هجرنا

***

[   منقول  ]

والله لا أُبالِغ إن لم يَقُل من عَرَفَ الله ، وعَرَفَ مَنهَجه ، وطَبَّقَ مَنَهجه ، وأَحسَن إلى خَلقِه ، إن لم يَقُل : ليس على وجه الأرض من هو أسعدُ مِنِّي إلا أن يكون أتقى مِنِّي . هناك  مشكلة في دينه .
 

من اتصل بأصل الجمال والكمال والنوال اشتقّ منه الرحمة :


لذلك سيدي المُؤمِن اتَّصَل بالله ، أَصْلُ الجمال والكَمال والنوال ، اشَتَقَّ منه الرحمة :
 

﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14﴾

[  سورة طه  ]

لماذا نُصَلِّي ؟ يمكن الحج يَسقُط عن الفقير والمريض ، والزكاة عن الفقير ، و الصِّيام عن المريض ، إلا الصلاة الفَرْض المُتَكَرِّر الذي لا يَسقُط بحال . هذا الكائن الحادث الفقير ، الخائف ، الشهواني ، أُتيحَ له أن يَتَّصِل بأصل الجمال والكمال والنوال .
المذيع :
الله .
الدكتور راتب النابلسي :
اشتَقَّ منه الكمال ، اشتَقَّ منه الرحمة . انظر : فبما ، الباء للسبب :
 

﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖو أنت أنت يا محمد افتراضاً .وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾

[  آل عمران  ]

المذيع :
حاشاه.
الدكتور راتب النابلسي :
ما الذي يحصل ؟ الذَّات الكاملة أصْلُ الجمال والكمال و النوال ، إنِ اقتَرَبتَ منها أخَذتَ الرحمة ، أخَذتَ الحِلم ، كادَ الحليم أن يكون نبيَّاً ، أخذتَ العطاء . يا سيدي يوجد أَخْذ و عطاء . 
 

الالتفاف والانفضاض :


الهَرَم البشري على رأسه يوجد زُمْرَتان ، هذا واقع ، الأقوياء والأغنياء . الأقوياء مَلَكوا الرِّقاب ، والأنبياء مَلَكوا القلوب ، الأقوياء أَخَذوا ولم يَعطوا ، الأنبياء أَعطَوا ولم يأخذوا ، الأقوياء عاشَ الناس لهم ، والأنبياء عاشوا للناس ، الأقوياء يُمدَحون في حضرتِهِم ، والأنبياء في غَيْبَتِهم، وبطولة الأقوياء أن يتَخَلَّقوا بأخلاق الأنبياء   

﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ۖوَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ . ﴾

هذا القانون ، يحتاجه الأب ، الأم ، المُعَلِّم ، المُدَرِّس ، أستاذ الجامعة ، أي مَنصِب قيادي يحتاج هذه الآية    

﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ  ﴾

يا محمد 

﴿ لِنْتَ لَهُمْ  ﴾


بسبب رحمةٍ أخذتها في أثناء صلاتك ، اشتققتَ هذه الرَّحمَة من خلال اتصالك بالله ، انعكست لِينَاً كُنتَ ليناً معهم ، وأنت أنت يا محمد افتراضاً لو كُنتَ مُنقَطِعاً عنَّا ، لامتَلَأ القلب قَسوةً ، و لانعكَست القَسوة غِلظةً فينفض الناس من حولك ، هذا اسمه قانون الالتفاف والانفضاض ، تحتاجه الأم ، والأب، والمُعَلِّم ، والمُدَرِّس ، وأي مَنصِب قيادي . يوجد رحمة ولين وعطاء ، عندئذٍ يَلتَفُّ الناس حولك.
المذيع :
جميل . سيدي تحدَّثتَ عن العِلم ونعلَم أن طَلَبَ العِلم فريضة على كل مسلمٍ و مسلمة لكن ما وجه الِوفْق و الفرق بين العبادة والعِلم ؟
 

الدين حياتنا وتألقنا وسعادتنا :


الدكتور راتب النابلسي :
إذا قُلنا : العِلم فريضة ، كأن نقول : استنشاق الهواء فريضة بالضبط ، وشُرْب الماء فريضة ، وتناوِل الطعام فريضة ، أي حياة الإنسان لا تقوم إلا بالعِلم ، لأنه في عالم الأَزَل : 

﴿  إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا 72  ﴾

[  سورة الأحزاب  ]

رُكِّبَ المَلَكُ من عَقلٍ بلا شهوة ، ورُكِّبَ الحيوان من شَهوةٍ بلا عَقل ، ورُكِّبَ الإنسان من كليهما ،  فإن سَمَا عقلُه على شهوتِه أصبح فوق الملائكة ، وإن سَمَت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان .
المذيع :
صحيح .
الدكتور راتب النابلسي :
فالإنسان مُهَيأ أن يكون فوق الملائكة : 

(( إنِّي والإنسُ والجِنُّ في نبأ عظيم ؛ أَخلُق ويُعبد غيري ، أَرزق ويُشكر سواي ، خيري إلى العباد نازل ، وشرهُم إليَّ صاعد ، أتودَّد إليهم بالنعم وأنا الغني عنهم ، ويتبغَّضون إليَّ بالمعاصي وهم أفقرُ ما يكونون إليَّ ، من أتاني منهم تائبًا تلَقَّيتُه من بعيد، ومَن أعرَضَ عَنِّي ناديتُه من قريب ، أهْلُ ذِكْرِي أَهْلُ مُجَالَسَتِي ، وَأَهْلُ شُكْرِي أَهْلُ زِيَادَتِي ، وَأَهْلُ طَاعَتِي أَهْلُ كَرَامَتِي، وَأَهْلُ مَعْصِيَتِي لَا أُقَنِّطُهُمْ مِنْ رَحْمَتِي . إِنْ تَابُوا فَأَنَا حَبِيبُهُم ، وَإِنْ لَمْ يَتُوبُوا فَأَنَا طَبِيبُهُم . أَبْتَلِيهِم بِالْمَصَائِبِ لِأُطَهِّرهُم مِنَ الْمَعَايِبِ  ))

[  ورد في الأثر  ]


فلذلك هذا الدِّين سيدي حياتنا ، تَأَلُّقنَا ، سعادتُنا ، توفيقُنا ، الحقيقة لا تُعَدُّ ولا تُحصَى ثِمَار هذا الدِّين ، وبالمقابل البُعْد عن هذا الدِّين قَسوة ، غِلظَة ، ظُلم ، تَجَبُّر، تَكَبُّر ، عفواً كَطُرفَة لديك كيلو لَبَن ، جاءك عشرة ضيوف ، فصَنَعتَه عَيْران .
المذيع :
تخلُطه .
الدكتور راتب النابلسي :
تُضيف له خمسة لترات من الماء ، لو أُضيفَ لهذا الشَّراب نُقطَة زيت ، هذا الكِبر . 
 

معية الله عامة وخاصة :


الكِبر يُتلِفُ كل شيء ، المُتَكَبِّر أحمَق ، المُتَكَبِّر أعمى ، المُتَكَبِّر بعيد عن الله عز وجل ، والله عز وجل كُلَّمَا خَضَعتَ له كُلَّمَا افتَقرتَ إليه ، الصحابة الكرام قِممُ البشر وسَادة البشر ، في بدر افتقروا فانتصروا :
 

﴿ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 123  ﴾

[  آل عمران  ]

هم هم وفيهم سَيِّدُ الخَلْق وحبيب الحق في حُنيْن لم ينتصروا ، قيل :  لن نُهزَم من قِلَّة  ، حينما تقول : أنا ، يتخلَّى الله عنك .
المذيع :

﴿  لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ۙ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ 25  ﴾

[  سورة التوبة  ]

الدكتور راتب النابلسي :
إذا قُلتَ : الله ، يتولَّاك ، اذا كان الله مَعَك فَمَن عليك ؟ واذا كان عليك فَمَن مَعَك ؟ ويا ربِّي ماذا وَجَدَ من فَقَدَك ؟ وماذا فقد من وَجَدك ؟
هذه مَعَيَّة الله ، عفواً يوجد مَعيَّتان : مَعَيَّةٌ عَامَّة ومَعَيَّةٌ خاصَّة .
المَعَيَّة العامَّة : تُغَطِّيها الآية الكريمة :

﴿  هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا  وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ 4  ﴾

[  سورة الحديد   ]

مَعيَّة العِلم ، أما المَعيَّة الخاصة :

﴿  إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ ۖ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ۖ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ  (19﴾

[  سورة الأنفال   ]

معهم بالحِفظ ، بالتَّوفيق .
المذيع :
بالنَّصر .
الدكتور راتب النابلسي :
بالنَّصر ، بالتَّألق .
المذيع :
جميل .  الآن سيدي : 
 

﴿ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ  (6﴾

[  سورة الجاثية  ]

كل هذه الآيات في السماوات ، في الأرض ، في البِحار ، في النبات ، في الأشجار، تَدُلُّ على وجود الله ، وعلى وَحدانيَّة الله . 

  آيات الله كلها تدل على وجوده ووحدانيته :


الدكتور راتب النابلسي :
وعلى كماله .
المذيع :

﴿  سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ 53  ﴾

[  سورm فصلت  ]

 
و بعد ذلك تَجِد من يَنكُر وجوده 

﴿ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ  . ﴾

الدكتور راتب النابلسي :
أخي الكريم جزاك الله خيراً على هذا السؤال . 

كل الناس يعلَمون أن الشمس والأرض آيتان من آيات الله ، الأرض تدور دورة حول الشمس ، في العام مَرَّة ، إلا أنَّ مَسَارها إهليلجي لا دائري ، والشكل الإهليلجي له قُطران ؛ أطول وأصغر، هي الآن بالقطْر الأطول ، تَسير نحو القُطْر الأصغر . القانون القاطِع المانِع الجامِع : الجاذبية ، الكتلة الأكبر تَجذِب الكتلة الأصغر ، والمسافة الأقصر تَجذِب البُعد الأكبر.
إذاً الجاذبية علاقتها بالكتلة والمسافة ، الشكل بيضوي إهليلجي ، الأرض هنا ، عندما انتَقلت إلى هنا ، المسافة انخَفَضت ، فلا بدَّ من أن تَنجَذِب إلى الشمس ، وإذا انجَذَبَت إلى الشمس تَبَخَّرَت في ثانِيةٍ واحدة . ما الذي يحصل ؟ تَرفَعُ الأرض سرعتها ، لينشَأ من رَفعِ السرعة قُوَّةٌ نابِذةٌ تُكافئ القُوة الجاذِبَة .
المذيع :
يا سلام .
الدكتور راتب النابلسي :
فتَبقَى على مَسارِها .
المذيع :
الله .
الدكتور راتب النابلسي :
شيء دقيق جداً . 
المذيع :
عظيم .
الدكتور راتب النابلسي :

﴿  إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ۚ وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا 41  ﴾

[  سورة فاطر  ]

عن مَسارِها ، تابَعَت . عندما تابَعَت دَخَلَت في المسافة الأطول ، الجاذبية ضَعفَت .
المذيع :
المفروض تَبعُد .
الدكتور راتب النابلسي :
فإذا تَفَلَّتَت ، الحرارة أصبحت مئتين وستين تحت الصفر ، تَنتَهي الحياة . 
المذيع :
نعم تَتَجَمَّد .
الدكتور راتب النابلسي :
تَنتَهي الحياة إذا انجَذَبَت وتنتهي إذا تَفَلَّتَت . ما الذي يحصل هنا ؟ تَخفضُ الأرض سُرعتَها ، لينشَأ من خَفضِ السرعة قُوة نابِذة أقل تُكافِئ القُوَّة الجَاذِبَة الأقل ، بِيَد من ؟ 
المذيع :
الله .
الدكتور راتب النابلسي :
عِلْم من ؟ حكمة من ؟ رحمة من ؟ 

﴿  سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ 53  ﴾

هذا النظام سيدي نظام مُذهل . 

  لكل آية مدلول وهدف في القرآن الكريم :


بالمناسبة أخي الكريم ، جزاك الله خيراً .
المذيع :
و إيَّاكم شيخنا .
الدكتور راتب النابلسي :
آية الأمر في القرآن تقتضي أن نَأتَمِر ، آية النَّهي ؟
المذيع :
أن نَنتهي .
الدكتور راتب النابلسي :
آية القصة عن النبي العظيم أن نَتَّعِظ . كل آية لها مَدلول ولها هدف ، فإذا كان في القرآن ألف وثلاثمئة آية تتحدث عن الكون والإنسان   

﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ  ﴾

 معنى ذلك : 

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ  ﴾

، والسماوات والأرض مُصطَلحٌ قرآني يعني الكون ، والكون ما سِوى الله .

﴿  إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ 190 الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلً ا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ 191  ﴾

[  سورة آل عمران  ]

هل يوجد حالة رابعة ؟ واقف ، جالس ، مُضطَجِع . 
المذيع :
على كل حال .
الدكتور راتب النابلسي :
على كل حال  

﴿ وَيَتَفَكَّرُون  ﴾

فعل مضارع . 
المذيع :
استمراريَّة .
الدكتور راتب النابلسي :
الاستمرار   

﴿ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾

  والسماوات والأرض مُصطلَحٌ قرآني يعني الكون ، والكون ما سِوى الله . 
 

الحق هو الشيء الهادف والثابت والباطل هو الشيء العابث والزائل :


﴿  رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا ﴾

  ما هو الحق ؟ الحق الشيء الثَّابت والهادِف بالضبط . الهادِف والثَّابِت. 
نحن نُنشئ جامعات كي نُخَرِّج عُلَمَاء ، دُعاة ، خُبراء ، أمَّا السيرك فمُتعة آنِيَة  .
المذيع :
نعم ، مُهَرجون . 
الدكتور راتب النابلسي :
الباطل هو الشيء العابِث و الزائِل . الحق هو الشيء الهادِف والواضح ، هذا الحق، فدائماً و أبداً الباطل شيء أولاً غير الحق ، عابِث و زائِل . فلذلك : 
 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ 35  ﴾

[  سورة المائدة  ]

أي إن لم يَقُل المُؤمِن من أعماق أعماقه : ليس على وجه الأرض من هو أسعَد مِنِّي إلا أن يكون أتقى مِنِّي عنده مشكلة في دينِه ، لأنه هو مع أصل الكمال والجمال والنوال ، مع الذات الإلهية .
المذيع :
سيدي رُبَما الإنسان يرى هذا الكون ، ويرى آيات الله في الكون ، وربما يأتي على باله سؤال يقول : مادام الله سبحانه وتعالى هو الحق ، وأن الله سبحانه وتعالى هو العدل ، ونحن مؤمنون به ، يقول لك : أنتم لماذا أوضاعُكم تعيسة ؟ انظروا إلى غيركم يا أخي مِمَّن يكفر ويُلحِد يعيش أجمل عيشة ، وأبهى صورة ، إلى هنا عادل ، نحن نؤمن به ، لماذا أعطانا الشقاء والفقر وقِلَّة الماء وقِلَّة الزَّاد وهم أغناهم ؟
 

من أحبه الله ابتلاه :


الدكتور راتب النابلسي :
سيدي ، بِرَبِّك لو أنَّك طبيب ، ولديك مريض لديه التهاب معدة حاد ، وهذا المرَض قابل للشفاء تماماً ، أخضَعته لِحميَةٍ قاسية جداً جداً ، ستة أشهر على الحليب فقط .
المذيع :
ضَيَّقتَ عليه .
الدكتور راتب النابلسي :
وجاءك مريضٌ آخر معه وَرَم خبيث مُنتشر .

المذيع :
يا لطيف .
الدكتور راتب النابلسي :
سألكَ الثاني ماذا آكل ؟ قال له : كُلْ ما شِئت . أيّهما أفضل أن تَخضَع لحميةٍ قاسيةٍ جداً أم أن يُقال لك كُلْ ما شِئت ؟
المذيع :
لا ، أن أَخضع .
الدكتور راتب النابلسي :
الآية الكريمة :

﴿  فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ 44  ﴾

[  سورة الأنعام  ]

المذيع :
الله .
الدكتور راتب النابلسي :
فالإنسان أفضل مليار مَرَّة أن يُعالِجَه الله عز وجل : 

((  إذا أحَبَّ الله عَبدَهُ ابتَلاه ، فإن صَبَر اجتَباه ، وإن شَكَر اقتَناه  ))

[  ورد في الأثر  ]

المذيع :
الله . نقف عند شَكَر ، نحن في نِعَم كثيرة في هذا البلد بحَمد الله سبحانه وتعالى ، نعيش الأمن والأمان ، وسُترَة الحال ، لكن بعض الناس كلَّمَا تجلس معهم يتَذَمَّر ، ربما كان بعضهم لديهم ملايين ، أنا لا أتكلم عن الفقراء ، يتَذمَّر . كيف نُعَلِّمُهم الشكر ؟
 

كيفية تعليم الناس الشكر :


الدكتور راتب النابلسي :

((  النِّعمَة إذا أُلِفَت نُسِيَت  ))

[  ورد في الأثر  ]

المذيع :
الله .
الدكتور راتب النابلسي :
والدُّعاء النبوي :

((  اللَّهُمَّ أرِنَا نِعَمِكَ بدَوامِهَا  ))

[  ورد في الأثر  ]

والله لا أُجَامِل ، ولا أُبَالِغ ، ولا أُحابِي ، أي التَّديُّن في هذا البلد ليس تُهمَةً تُحاسَب عليها . يوجد بلاد ضُبِط مُتَلَبِّسَاً بالصلاة .
المذيع :
نعم .
الدكتور راتب النابلسي :
هذه نِعمَة كبيرة جداً ، لكنَّها أُلِفَت فَنُسِيَت ، والشعب أطياف كأي شعب آخر ، لا يوجد بين طَيفين أحقادٌ تاريخية ، تَقتَضي القتل ، ويوجد دولة قويَّة تُحاسِب وتُعاقِب ، هذه نِعَمٌ أُلِفَت فَنُسِيَت . الدعاء النبي :

((  اللَّهُمَّ أرِنَا نِعَمِكَ بدَوامِهَا لا بِزواِلهَا  ))

[  ورد في الأثر  ]

المذيع :
فعلينا أن نُكثِر من حَمدِ الله وشُكرِه حتى تدوم هذه النِّعَم . 
الدكتور راتب النابلسي :
نعم .
المذيع :
سيدي ، آيات الله في الآفاق وفي أنفسنا هي لغةٌ عالمية ، يقرؤها الجميع ، للمؤمن وغير المؤمن ، الصيني ، هي لُغة ، كيف نقرأ هذه الآيات وكيف ينبغي أن نقرأها ؟
 

التفكر في آيات الله في الآفاق :


الدكتور راتب النابلسي :
إليك شاهد آخر: الشمس تُكبُر الأرض بمليون و ثلاثمئة ألف مَرَّة ، أي يَدخُل في جوفِ الشمس مليون وثلاثمئة ألف أرض .
المذيع :
الله .
الدكتور راتب النابلسي :
وبين الشمس والأرض مئة وستة وخمسون مليون كيلو متر .
المذيع :
الله .
الدكتور راتب النابلسي :
الآن ، الله عز وجل يقول : 

﴿  وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ 1   ﴾

[  سورة البروج  ]

الأرض في دَورَتِها حول الشمس تَمُر باثني عشر بُرجَاً ، أحَدُ هذه الأبراج ، كنتُ في أميركا ، ودَخَلتُ إلى متحفٍ فضَائي ، قِبَّة كبيرة جداً وبُرج العَقرب رأيتُه بعيني ، يَصِلُ بين نجومه وكأنه عَقرَب بالتَّمام والكمال .

المذيع :
كلمة بُرج ، معنى البُرج ؟
الدكتور راتب النابلسي :
مجموعة نُجوم   

﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ﴾

  هي مجموعة نُجوم .
المذيع :
جميل .
الدكتور راتب النابلسي :
في هذا البُرج بُرج العَقرب نَجمٌ صغير مُتَأَلِّق أحمرُ اللون ، اسمه قَلبُ العقرب .
المذيع :
يا سلام .
الدكتور راتب النابلسي :
يَتَّسِعُ للشمس والأرض مع المسافة بينهما .
المذيع :
الله .
الدكتور راتب النابلسي :
هذه من مُسَلَّمَات عِلمُ الفَلَك . 
الشمس أكبر من الأرض بمليون وثلاثمئة ألف مرة ، أي يَدخُل في جَوفِ الشمس مليون وثلاثمئة ألف أرض ، بينهما مئة وستة وخمسون مليون كيلو متر ، وبُرج العَقرب ، هناك نجوم كثيرة بالملايين ، أحدُ هذه النُّجُوم الصغيرة اسمه قَلبُ العَقرب ، يَتَّسِعُ للشمس والأرض مع المسافة بينهما . 
المذيع :
الله أكبر .
الدكتور راتب النابلسي :
هذا الإله العظيم يُعصَى ؟
المذيع :
أبداً .
الدكتور راتب النابلسي :
ألا يُخطَبُ وِدّهُ ؟ ألا تُرجَى جَنَّتُه ؟ ألا تُخشى نارُه ؟         

 تَعْصِي الإِله وَأنْتَ تُظْهِرُ حُبَّه    ذاك لعَمري في المقالِ شَنَيعُ        

         

لَوْ كانَ حُبُّكَ صَادِقاً لأَطَعْتَـــــهُ    إنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيــعُ 

[  الإمام الشافعي   ]

 

الماء يتَمَدَّد بالحرارة ويَنكَمِش بالبرودة وهذا من آيات الله الدالة على عظمته :


لذلك ألف وثلاثمئة آية في القرآن ، آية الأمر نأتِمر ، آية النَّهي ننتهي ، آية القصة نَتَّعِظ ، ماذا نفعل بهذه الآيات؟

﴿  إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ 190 الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ 191  ﴾

[  سورة آل عمران  ]

ويتفكَّرون : فعل مضارع . أخي الكريم ، الشيء بالشيء يُذكَر ، أي عُنصر كلمة عُنصُر قد يكون غازياً - هواء - وقد يكون سائلاً - ماء - وقد يكون صُلْباً - صَخر - أي عُنصُر على الإطلاق بالتَّسخين يَكبُر ، وبالتَّبريد يَنكَمِش ، من دون استثناء . 
المذيع :
يتَمَدَّد بالحرارة ويَنكَمِش بالبرودة .
الدكتور راتب النابلسي :
أبداً ، إلا أنه يوجد استثناء واحد لولاه لما كان هذه اللقاء .
المذيع :
عجيب .
الدكتور راتب النابلسي :

ولما كانت الأردن ، ولما كان أي بلد بالعالم ، هذا الماء ، حرارته أربعون ، قمتَ بتَبريده للدرجة الخامسة والثلاثين ثم للثلاثين ثم للخامسة والعشرين ثم للعشرين ثم بردته لتصبح حرارته عشر درجات ثم خمس ثم +4 ، شيء لا يُصَدَّق ، و الله قرَأَتُ عن هذا الشيء حوالي ثمانين صفحة ، شَعرتُ بوجع في رأسي ، تنعكس الآية يزداد حجمه .
المذيع :
عجيب .
الدكتور راتب النابلسي :
فإذا زادَ حجمُه قَلَّت كثَافتُه ، فإذا قلَّت كثَافَتُه طَفَا على سَطح البِحار ، لولا هذا الاستثناء ما كان هناك حياة في الأرض ، ما الذي يحصل ؟ كلَّمَا تَجَمَّدَت طَبَقَة في البحار  ازدادت كثَافَتُها فَهَوَت ، الطَّبَقة الثانية إلى أن تَتَجَمَّد البحار بأكملها . يَنعدِم البُخار ، تَنعَدِمُ الأمطار ، يموتُ النبات ، يموتُ الحيوان ، يموتُ الإنسان ، كل حيوات البشر وغير البشر والحيوانات مربوطة بهذا الرقم ، من أعطى هذا الماء هذه الخاصَّة الاستثنائية ؟ عفواً ، ائتِ بقارورة واملأها تماماً وأغلِقها إغلاقاً مُحكَماً ، ضَعهَا في الثلاجة تَنكَسِر ، الماء إذا أرادَ أن يَتَمَدَّد لا يوجد قُوَّة تَقِف في وجهه . الآن كيف يأخذون الصَّخر ؟ يَحفِرون أربع حُفَر يَملؤونَها بالماء ثم يجمدون الماء . يَدُ من ؟ قُدرَة من ؟ حكمة من ؟ هذا هو الإله العظيم . 
المذيع :
الله . جزاكم الله خيراً و أحسنَ إليكم . 
أعزائي المشاهدين الكرام ، نَخرُج إلى فاصلٍ قصير ثم نعود إلى حضراتكم مرة أخرى. 
أهلاً ومرحباً بكم ثانية أحبَّائي المشاهدين الكرام مع حلقةٍ جديدة من برنامجكم :      " فاسألوا أهل الذِّكر" ، أُرَحِّب ثانَيةً بضيفنا العزيز فضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي العَلَّامة و الدَّاعية الإسلامي المعروف .
تَحَدَّثنا سيَّدي عن آيات الله في الكون ، وكيف أنَّها تَجذِبُ الإنسان لساحاتِ الإيمان، وتَبتَعِد عن مسألة انتحار العقل ونَحْرِ العقل ، لكن بعض الناس يُصِرُّ على مَوقِفِه ، لكم دينكم و لي ديني ، يا أخي أنا لا أريد أن أُؤمِن أُريدُ أن أبقى مُلحِداً بعيداً عن هذا الدِّين ، ما مَصير هذا الإنسان إذا عَزَفَ عن هذا الدِّين ؟ 
 

مصير من عزف عن دين الله :


الدكتور راتب النابلسي :
سيِّدي ، النُّقطَة الدَّقيقة أنه مثلما قلتُ قبل قليل ، بين الأرض و الشمس مئة وستة وخمسون مليون كيلو متر ، إذا كل ميليمتر يوجد رقم ، ما هذا الرقم ؟ انظر ، واحد في الأرض  وأصفار للشمس ، كم المسافة ؟ مئة وستة وخمسون مليون كيلو متر ، هذا الرقم بدايته في الأرض نهايته في الشمس ، إذا وُضِع هذا الرقم صورة إلى مَخرَج اللانهاية قيمته صفر ، أي رقم مهما بدا لك كبيراً نحن خُلِقنَا للانهاية ، لجنَّةٍ عَرضُهَا السماوات والأرض فيها ما لا عينٌ رأَت ، ولا أُذُنٌ سَمِعَت ، ولا خَطَرَ على قلبِ بَشَر . إنسان مخلوق للأبد ، الأبد شيء صعب ، لا يستطيع الإنسان أن يتصوَّره ، أنا أتيتُ بِمَثَل بسيط ، واحد في الأرض و أصفار للشمس ، مئة وستة وخمسون مليون كيلو متر ، وكل ميليمتر صفر ، هذا الرقم إذا نُسِبَ للانهاية صِفر ، نحن خُلِقنَا لَجَنَّةٍ عَرضُها السماوات والأرض ، فيها ما لا عينٌ رأَت ، ولا أُذُنٌ سَمِعَت ، ولا خَطَرَ على قلب بَشَر .

((  إذا أرَدت الدنيا فعليكَ بالعِلم ، وإذا أرَدت الآخرة فعليكَ بالعِلم ، وإذا أردتهُما معاً فعليكَ بالعِلم ، والعِلمُ لا يُعطيك بَعضَهُ إلا إذا أعطيتَه كُلّك ، فإذا أعطَيتَه بَعضَكَ لم يُعطِكَ شيئاً، ويَظلُّ المرء عالِماً ما طَلَبَ العِلم ، فإذا ظَنَّ أنه قد عَلِم فقد جَهِل ، طالبُ العِلم يُؤثِرُ الآخرة على الدنيا فيربَحهُما معاً ، بينما الجاهل يُؤثِر الدنيا على الآخرة فيخَسرَهُما معاً   ))

[  ورد في الأثر  ]

المذيع :
نعم ، سيدي نحن الآن ربَّما هذه العَولَمَة التي نعيشها ، ومحاولة زَعزَعَة الإيمان ، نَتَمَسَّكُ بإيماننا والإنسان يشعُر أنه غريب ، يُحافِظُ على عباداته ، الصلاة ، الصيام ، قراءة القرآن ، ما حُكَم العبادات حتى نُنير ونُعطي إضاءات للناس ؟ حُكم العبادات ؟ 
 

حُكم العبادات :


الدكتور راتب النابلسي :
خُلِقنَا لَجَنَّةٍ عَرضُها السماوات والأرض ، والعبادة طاعَةٌ طَوعيَّة ، انظر طاعَةٌ طَوعيَّة، الذي خَلقَنا حياتُنا بِيَدِهِ ، موتُنا بِيَدِهِ ، الغِنى بِيَدِهِ ، الفَقر بِيَدِهِ ، الصحة بِيَدِهِ ، المرض بِيَدِهِ ، القُوَّة بِيَدِهِ ، الضَّعف بِيَدِهِ ، ومع كل ذلك ما قَبِلَ أن نَعبده إكراهاً . قال :

﴿  لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انْفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 256  ﴾

[  سورة البقرة  ]

المذيع :
يا سلام .
الدكتور راتب النابلسي :
أراد أن نَأتَيَهُ طَائِعين ، أراد أن نأتيَه من تلقاء أنفسنا ، أن نأتيَه بمبادرةٍ منا . فلو أَلغيتَ حرية الاختيار ، تخيَّل لو الله كما قال سيدنا علي : 
 لو أنَّ الله أجبَرَنا على الطَّاعَة لَبَطُل الثَّواب ، ولو أجبَرَنا على المَعصية لَبَطُلَ العِقاب  .
المذيع :
صحيح .
الدكتور راتب النابلسي :

((  لو تَرَكَنا هَملاً لكان عَجزاً في القُدرَة ، إن الله أَمَرَ عباده تخييراً ونَهاهُم تَحذيراً ، و كَلَّفَ يَسيراً ولم يُكَلِّف عسيراً ، و أعطى على القليل كثيراً ، ولم يُعصَ مَغلوباً ، ولم يُطَع مُكرَهاً ))

 

[ ورد في الأثر  ]

أنت حُر ، فعلى الإنسان أن عَرَفَ سِرّ وجودِه وغاية وجودِه ، لذلك طَلَبُ العِلم فريضة ، كيف استنشاق الهواء فريضة. 
المذيع :
نعم .
الدكتور راتب النابلسي :
يوجد شيء تحسيني وشيء وُجودي . 
المذيع :
نعم ، ضروري .
الدكتور راتب النابلسي :
لا يتَحًقَّق وجود الإنسان إلا بَطَلَبِ العِلم ، والعلم مبذول للجميع . هل تستطيع أن تدخل لعند طبيب من دون مبلغ من المال ؟
المذيع :
أبداً .
الدكتور راتب النابلسي :
أو مهندس ، إلا رجل الدِّين ، الجوامع مفتوحة .
المذيع :
نعم الحمد لله . 
الدكتور راتب النابلسي :
بلا مقابل .
المذيع :
سيِّدي ذكرتم شيئاً عندما كنَّا في الفاصل عن العبادة والأجر ، المسافة ، المَعصِية والعُقوبة والمسافة ، لِمَ كانت هذه المسافة ؟
 

وجوب أن تكون علاقة الإنسان مع ربه علاقة حبّ :


الدكتور راتب النابلسي :
لو فَرضَنا لو أنَّ الله أَجبَرَ عباده على الطاعة ، أي إنسان ما صَلَّى يَفقُد بَصره مثلاً كُلُّهم يُطيعُونَه ، الله ما أرادنَا أن نَعبُدَه إكراهاً ، الإله قال : لا إكراه في الدين . أرادَ أن نَعبُدَه مَحَبَّةً : 
 الحُبُّ في الله عَينُ التَّوحيد ، والحُبُّ مع الله عَينُ الشِّرك 
 منقول 

أراد أن تكون العلاقة علاقة حُبّ :

﴿  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ 54  ﴾

[  سورة المائدة  ]

قي القرآن . ما هو الحُبّ سيدي ؟ مَيل القلب ، وما هو الوِدّ ؟ سلوك .

﴿  وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ 14  ﴾

[  سورة البروج  ]

المذيع :
الله .
الدكتور راتب النابلسي :
تودَّد إلينا بزوجة صالحة ، بِصحَّة تامَّة ، بدَخِل معقول ، بِمكَانَة اجتماعية .
 

نعم الله عز وجل لا تعد ولا تحصى :


الآن لو أرَدنا أن نَعُدَّ نِعَمَ الله لا تُحصى ، الآية دقيقة جداً . 

﴿  وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ 18  ﴾

[  سورة النحل  ]

لا تُحصَى فضائل نِعمَة واحدة ، فالإنسان إذا عَرَفَ الله ، وعَرَفَ فَضَلَه ، وعَرَفَ قُوَّتَه ، وعَرَفَ حِلمَه ، وعَرَفَ كَمَالَه ، أسماء الله الحسنى كلّها كَمَالات . أرادنا أن نُحِبَّه ، أرادنا أن نكون معه :

((  وإذا كان الله معكَ فَمَن عليك ؟ ))

[  ورد في الأثر  ]

الحقيقة ثِمَار الدِّين والله لا تُحصَى ، الآية دقيقة جداً 

﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ ﴾

  الهُدى سيدي أعظُم نِعمَة على الإطلاق ، الهُدى بمكان مرتفع ، يوجد إطلالة أمَّا الضّعف على البحر واقف تأتي موجة تأخُذُك إلى البحر .
المذيع :
يا لطيف .
الدكتور راتب النابلسي :
أمَّا الإيمان بمكان بعيد ، بعيد عن الوسوسة ، عن الشَّك ، بعيد عن الشَّقَاء . 
الله عز و جل يُحِبُّنا أن نسعَد به . قُلتَ لك : إن لم يَقُل المؤمن : ليس على وجه الأرض من هو أَسعدُ مِنِّي ، لكن لا بدَّ من اتَّباع المنهَج ، إذاً لا بدَّ من طَلَبِ العِلم ، لا بدَّ من طَلَبِ العِلم ، والعِلم مَبذُول بأي مكان ، ولا بدَّ من أن تكون مع المسلمين .
 

حاجة كل إنسان إلى حاضنة إيمانية :


يا أيها الذين آمنوا ، هنا دخلنا بموضوع ثان : 
 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ 119  ﴾

[  سورة التوبة  ]


تُريد حَاضِنة إيمانيَّة ، تُريد إنساناً ناصِحاً أميناً ، تُريد صديقاً مُؤمِناً ، سهرة مع مؤمنين ، رحلة مع مؤمنين ، نزهة مع مؤمنين ، شَراكة مع مؤمنين ، مُؤمِن صَادِق أمين ، تَسعَد به ويَسعُد بك ، وهناك تعاون ، عفواً سأقول كلمة مؤلمة جداً : الطَّرَف الآخر لا أُسَمِّيهِم ، أي في الغرب يتعاونون تعاوناً مذهلاً ، وبينهم 5 % قواسِم مشتركة ، ونحن مع الأسف الشديد الشديد لا نتعاون ، بل نتَنافس وأحياناً نَتَقَاتل ، وبيننا 95 % قواسِم مشتركة ، هذه ينبغي أن نُحارِبَها ، ينبغي أن نتعاون ، التعاون حضارة ، التعاون قُوَّة ، التعاون تفوق ، والطَّرَف الآخر يتعاونون كما قلتُ قبل قليل تعاوناً مذهلاً وبينهم 5 % قواسِم مشتركة ونحن لا نتعاون بل نتنافس ، بل نتقاتل ، وبيننا 95 % قواسِم مشتركة . 
المذيع :
سيدي ، عندما ننظر إلى الساحة نَجِد هنالك من يَتَمَسَّك بدينه ويَحرص على أخلاقه وقيمه ، ومن الناس من آثَرَ الانسِلاخ ، بعض الناس أيضاً جَابَه أهل الدِّين ليس فقط انسَلَخَ بل أعلَن عَداوتَه لأهل الدِّين ، عندما يُعلِن الإنسان عداوته لأهل الدِّين في أي فُسطاط يقف ؟
 

الحبّ نوعان ؛ الحبّ في الله والحبّ مع الله :


الدكتور راتب النابلسي :
والله من أشقى الناس ، من أشقى الناس ، هناك حُبٌّ في الله وحُبٌّ مع الله ، انظر إلى دقة الآية : 

﴿  قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ  123﴾

 

[ سورة طه  ]

لا يَضِلُّ عقله ولا تشقَى نفسه . 
المذيع :
يا سلام .
الدكتور راتب النابلسي :
فَمَن اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ عقله وَلَا يَشْقَى نفسه .

﴿  قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ 38﴾

 

[ سورة البقرة  ]

اجمع هاتين الآيتين ، الذي يَتَّبِع هُدى الله ، مَنهَج الله ، تعليمات الصَّانِع ، لا يَضِلُّ عقلُه ، ولا تشقَى نفسه ، ولا يندَمُ على ما فات ، ولا يخشى ممَّا هو آت . 
أربع كلمات : لا يَضِلُّ عقله ، ولا تشقى نفسه ، ولا يَندَم على ما فات ، ولا يخشى مما هو آت . هذا الدِّين ، الدِّين سعادة .
 

اللذة والسعادة :


 يوجد لدينا لذَّة وسعادة ، اللذة حِسيِّة ، حِسيِّة فقط ، تحتاج إلى وقت ، وإلى صحة ، وإلى مال . 
في البدايات لا يوجد مال ، يوجد صحة ووقت ، ينقُصُك شرط أساسي لا يوجد مال، بالوسط يوجد صحة ويوجد مال ولا يوجد وقت ، في المرحلة الأخيرة يوجد وقت ويوجد مال و لكن لا يوجد صحة - أسيد أوريك ، فَشَل كلوي ، تَشَمُّع كَبِدِي - شاءَت حكمة الله ألا تكون الدنيا مُسعِدة ، إلا لمن عَزَفَ عنها ، إلا لمن عَزَفَ عنها ، أمَّا من أَقبَلَ إليها فتُخَيب ظَنّه .
المذيع : 
لذلك نسأل الله  سبحانه و تعالى أن يجعلنا ممن عزَفَوا عنها فَأَتَتْ إليهم ، قالوا : إن عزَفتَ عنها أَتَتْ إليك ، كلمة أخيرة .
الدكتور راتب النابلسي :
 أوحى ربُّكَ إلى الدُّنيا أنه من خَدَمكِ فاستخدِميه ، ومن خَدَمَني فاخدميه 
 ورد في الأثر 
المذيع :
الله .
الدكتور راتب النابلسي :
والله يا أخي النَّجاح مُسعِد لدرجة مذهلة ، النَّجاح مع الله ، قد تَنجَح في صحتك ، و قد تَنجَح في عَمِلك ، أمَّا النَّجاح مع الله فهو قِمَّة السَّلامة والسَّعادة .
 

خاتمة وتوديع :


المذيع :
نعم ، جزاكم الله خيراً وأحسَنَ إليكم شيخنا فضيلة الأستاذ العلَّامة الدكتور محمد راتب النابلسي الدَّاعية الإسلامي الكبير .
كما أشكركُم أحبَّائي مشاهدينا الكرام على حُسْن المتابعة إلى أن نلتقي بحلقةٍ جديدة ، أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائِعُه .
والسلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته

الملف مدقق

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور