وضع داكن
27-12-2024
Logo
موضوعات إسلامية - مقتطفات إسلامية : 054 - طول العمر
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

حديث من طال عمره وحسن عمله.


زر بن حبيش, تابعيٌّ جليل، ومعنى التابعي الذي رأى من رأى رسول الله، الصحابي هو الذي صاحب رسول الله، والتابعيِّ هو الذي رأى, وصاحب أصحاب رسول الله، يُروى أن هذا التابعي عاش مئةً وعشرين عاماً.

(( قال عليه الصلاة والسلام عندما سأله أَعْرَابِيّ, قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ خَيْرُ النَّاسِ؟ قَالَ: مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَحَسُنَ عَمَلُهُ ))

[ أخرجه الترمذي في سننه ]

بالمناسبة: في بعض الأحاديث التي تتحدَّث عن طول العُمر، طول العمر له تفسيران:
إما أن يدعو لك أحدٌ بطول العمر, فيستجيب الله له، بمعنى أنه يهبك في هذا العمر المحدود من الأعمال الصالحة, كأنَّك عشت مئتين من السنين، فالإنسان عمره لا يُقاس بشهادة ميلاده, بل يقاس بحجم أعماله، هذه نقطة مهمَّة جداً.
النبي عليه الصلاة والسلام, عاش ثلاثاً وستين عاماً, وكان يقول دائماً:

(( معترك المنايا بين الستين والسبعين ))

[ أخرجه أبو يعلى ]

عاش عمراً متوسِّطاً ومعتدلاً، ومع ذلك ترك آثاراً على وجه الأرض, لا يستطيع إنسانٌ حتَّى الآن, أن يُدْرِكَ أبعادها.
لذلك هذا مايكل الذي ألَّف كتاباً سمَّاه: المئة الأوائل, هو كاثوليكي، وقرأ عن عظماء العالَم الشيء الكثير، واختار من عظماء العالَم في الشرق والغرب، قديماً وحديثاً, ألوف الشخصيات، واختار منها مئةً, عَدَّها من الأوائل، وجعل النبي عليه الصلاة والسلام على رأس هذه المئة، لا من باب الحُب، ولكن من باب التقدير، لأن وضع مقياساً دقيقاً هو: عمق التأثير، واتساع رقعة التأثير، وامتداد أمد التأثير، هذه المقاييس الثلاثة, طبَّقها على هؤلاء المئة، فكان النبي عليه الصلاة والسلام في طليعتها.
إذاً: البطولة أن تعيش العُمُرَ الذي قدَّره الله لك، ولكن بين أن يكون هذا العمر تافهاً، لا معنى له، مليئاً بالقيل والقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال، فبين أن يكون هذا العمر مصروفاً في التُرُّهات, والأباطيل, والشهوات، والمباهج الدنيويَّة، والمسرَّات, وبين أن يكون هذا العمر مصروفاً في معرفة الله، وفي التقرُّب إليه، وفي طاعته، وفي الدعوة إليه.
لذلك قال بعض العلماء: ذرَّةٌ من أعمال أهل القلوب توازي عمل الثقلين.
فطول العمر لا يتعلَّق بالمدَّة, ولكن يتعلَّق بحجم العمل, الذي تركته في هذه الحياة الدنيا.
أعطيكم مقياساً دقيقاً: أي عمل يمتدُّ أثره إلى الآخرة, فهو من الأعمال العَظيمة, من ترك صدقَّةً جاريةً، ساهم في بناء مسجد، من ترك علماً يُنْتَفَعُ به، من ترك ولداً صالحاً يدعو إلى الله عزَّ وجل، هذه الأعمال أجرها مستمرٌّ إلى يوم القيامة، لذلك:

(( إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ, انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلا مِنْ ثَلاثَةٍ: إِلا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ, أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ, أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ))

[ أخرجه مسلم عن أبي هريرة في الصحيح ]

الاستماع للدرس

00:00/00:00

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور