- موضوعات علمية
- /
- ٠1موضوعات علمية من الخطب
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
من دلائل إعجاز القرآن الكريم :
أيها الأخوة الأكارم، من دلائل إعجاز القرآن الكريم، قول الله عزَّ وجل:
﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ﴾
دققوا في حروف العطف, قال تعالى:
﴿ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ﴾
والقرار المكين هو الرحم, قال تعالى:
﴿ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً﴾
جاءت الفاء, قال تعالى:
﴿جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً﴾
من العلقة إلى المضغة (الفاء)، ومن المضغة إلى العظام (الفاء)، ومن العظام إلى اللحم (الفاء)، أما من النطفة إلى العلقة ( ثم), ثم: حرف عطف، والفاء: حرف عطف، لكن ثم للترتيب على التراخي، بينما الفاء للترتيب على التعقيب .
أحدث ما في علم الجنين، أن هناك فترةً زمنيةً بين مرحلة النطفة، ومرحلة العلقة، تزيد هذه الفترة عن أسبوعين، فيها يتباطأ نمو الجنين، لأن هذه المرحلة مرحلة انغراز النطفة في جدار الرحم، والجنين في هذه المرحلة لا ينمو، ولكنه يوطد طرائق امتصاصه للغذاء من الرحم، لذلك لا يكون الجنين في هذه المرحلة إلا كقرصٍ من الخلايا المنتظمة على شكل صفَّين متوازيين, فهذا البطء في مرحلة نمو الجنين في الأسبوع الثاني والثالث من اللقاح، عبَّر الله عنه بحرف (ثم)، أما من العلقة إلى المضغة:
﴿فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً﴾
أما في مرحلة واحدة:
﴿ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً﴾
تتجه هذه البويضة الملقَّحة التي تكاثرت إلى عشرة آلاف خلية خلال أسبوعين، تتجه لا إلى النمو بل إلى تمكين نفسها من جدار الرحم, لذلك يتباطأ النمو, فجاء القرآن وهو كلام الخالق معبِّراً عن هذه الحقيقة العلمية بحرف (ثم), قال تعالى:
﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾
هذا كلام رب العالمين، هذا كلام خالق الكون، وآيات إعجاز القرآن لا تنقضي، كلَّما تقدَّم العلم كشف وجهاً من وجوه إعجاز القرآن الكريم .