- تفسير القرآن الكريم / ٠2التفسير المطول
- /
- (005)سورة المائدة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا بما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الإنسان المعرض عن الله فيه صفتان جامعتان مانعتان أنه سَمَّاعٌ للكذب أَكَّالٌ للسحت:
أيها الأخوة المؤمنون؛ مع الدرس الثالث والعشرين من دروس سورة المائدة، ومع الآية الثانية والأربعين، وهي قوله تعالى:
﴿ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42) ﴾
أيها الأخوة الكرام؛ هؤلاء الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب وصفهم القرآن الكريم بقوله:
﴿
وصف بعضهم بأنهم: ﴿ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ﴾ الإنسان المعرض عن الله عز وجل هو الذي يتبع هوى نفسه، وما من صفتين ألصق به من هاتين الصفتين، أنه سَمَّاعٌ للكذب، أَكَّالٌ للسحت، وفي اللغة العربية دقة بالغة في بناء الكلمة، فكلمة ﴿ سَمَّاعُونَ ﴾ جمع سَمَّاعٍ، والسَمَّاعٌ صيغة مبالغة من سامع، فهناك فعل سمع، واسمع الفاعل سامع، وصيغة المبالغة من اسم فاعل سماع.
الذي يستمع لينقل وكأنه يتجسس هذه صفة المنافقين وصفة البعيدين عن الدين :
هناك آكل، وهناك أَكَّالٌ ﴿ أَكَّالُونَ ﴾ جمع أَكَّالٍ، السماع ليس الذي يسمع لمرة واحدة، فأي واحد منا قد يكون في مكان ويقال فيه كلام ليس صحيحاً، وكأنه سمع كذباً، لكن لأنه ليس مكلفاً أن يكون إقراره تشريعاً كما هي حالة النبي عليه الصلاة والسلام، وقد يكون من الحكمة أن يسكت أو أن ينطق بالحق، على كلٍ ما منا واحد إلا وكان في مجلس ما، وقد ألقى أحدهم كلمة كذب، كلمة نفاق ليست صحيحة، هذا اسمه سامع، ولكن الذي اتخذ سماع الكذب ديدنه، يسمع الكذب، ويروج للكذب، ويقبل الكذب، وينطق بالكذب فهو سَمَّاعٌ، والذي ينبغي أن يكون معلوماً لديكم أن الكذب يتناقض مع الإيمان، ومعنى كلمة يتناقض أي أن الكاذب ينفي عن نفسه الإيمان دون أن يشعر، لأن المؤمن لا يكذب، بل إن المؤمن:
(( يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب ))
لمجرد أن يكذب أو أن يخون فليس مؤمناً، فالذي يسمع الكذب مرةً واحدة، والحكمة تقتضي ألا يرد عليه لأسباب كثيرة، أو يرد عليه فهو في الحقيقة سمع الكذب، ولكن الذي يتخذ سماع الكذب ديدنه، وقبول الكذب ديدنه، وترويج الكذب ديدنه، بل الذي يستمع لينقل، وكأنه يتجسس، فهذه صفة المنافقين، وصفة البعيدين عن الدين
وُصِف الإنسان في آخر الزمان بأنه أعور دجال :
أيها الأخوة الكرام؛ لو أردت صفةً جامعة مانعة للمؤمن فهي الصدق، فهو يصدق ولا يكذب، ولا تأخذه في الله لومة لائم، بل إن المؤمن إذا كان من خصائصه الثابتة أنه صادق فهذا في الدعاة إلى الله من باب أولى، لأن الله سبحانه وتعالى حينما وصف الدعاة إلى الله قال:
﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً (39 )﴾
لمجرد أن تخشى غير الله فتسكت عن الحق خوفاً أو إرضاءً، وتنطق بالباطل خوفاً أو إرضاءً فقد انتهت دعوتك، ويمكن أن نصف آخر الزمان بأنه عصر الكذب، فكل ما يقال يفعل عكسه، والإنسان بذكائه يستطيع أن يقول كلاماً يرضي من حوله، ولكن المعول عليه فعْلُه، وقد وصف الإنسان في آخر الزمان بأنه أعور دجال، أي يرى الدنيا ولا يرى الآخرة، يرى مصلحته ولا يرى مصالح الآخرين، يرى حظوظه ويمنع الآخرين من حظوظهم، يرى وجوده ويحب أن يلغي وجود الآخرين، يعتز بمبادئه ولا يعتز بالحق الذي مع الآخرين، هذا اسمه أعور، أما أنه دجال فلأنه يتكلم كلاماً أحلى من العسل، وله فعل أمرُّ من الصبر، هذه المفارقة الحادة في شخصية الإنسان الشارد عن الله، فهو أعور دجال، وسماع للكذب، أكال للسحت، وهي صفة البعيدين عن الله عز وجل، وقد تلبَّس بعض الذين كانوا حول النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الكتاب بهاتين الصفتين
لكل عصر سمة وسمة عصرنا المصالح لا المبادئ :
لذلك أيها الأخوة؛ العصور التي مرت بها البشرية متنوعة، ففي حقبة من الحقب كانت مبادئ الأمة الإسلامية هي التي تحكم، فلما جاء ملك الغساسنة إلى سيدنا عمر مسلماً، وطاف حول الكعبة، وداس أعرابي من فزارة طرف ردائه، فانخلع عن كتفه، فالتفت نحوه، وضربه ضربةً هشمت أنفه، فهذا الإنسان اشتكى لسيدنا عمر، اشتكى على من؟ اشتكى على ملِك، سيدنا عمر جاء به، وصاغ بعض الشعراء المعاصرين هذا الحوار شعراً
قال له عمر:
أصحيح ما ادعى هذا الفزاري الجريح ؟
قال جبلة:
لست ممن ينكر شياً
أنا أدبت الفتى ، أدركت حقي بيديا
قال عمر:
أرضِ الفتى ، لابد من إرضائه
مازال ظفرك عالقاً بدمائه
أو يهشمن الآن أنفكا
و تنال ما فعلته كفك
قال:
كيف ذلك يا أمير ؟
هو سوقة ، وأنا عرش وتاج ؟
كيف ترضى أن يخر النجم أرضاً ؟
قال عمر
نزوات الجاهلية ، ورياح العنجهية قد دفناها
أقمنا فوقها صرحاً جديداً
وتساوى الناس أحراراً لدينا وعبيداً
قال جبلة:
كان وهماً ما جرى خلدي أنني عندك أقوى و أعز
أنا مرتد إذا أكرهتني
قال عمر:
عالم نبنيه ، كل صدع فيه بشبا السيف يداوى
وأعز الناس بالعبد بالصعلوك تساوى
في هذه الحقبة كان أثمن شيء فيها المبدأ والآن نضحي بأكبر إنسان من أجل المبدأ، وها قد ضحى سيدنا عمر بجبلة وقد ارتد عن إسلامه وفر إلى بلاد الشام من أجل المبدأ.
في عصر آخر كان التركيز على شخص لا على مبدأ، فالحق ما نطق به، والباطل ما لم ينطق به، وإشارته توجيه، وحركته توجيه.
في حقبة أخرى، التركيز على الشخص، فلذلك هؤلاء الذين ذمهم الله عز وجل قال عنهم إنهم
الصادق الذي يعبأ بطاعة الله والإخلاص له يخضعه الله لقانون العناية الإلهية :
الإنسان كما قال بعض المفكرين: يستطيع أن يخدع بعض الناس لكل الوقت، أو أن يخدع كل الناس لبعض الوقت، أما أن يستطيع أن يخدع كل الناس لكل الوقت فهذا مستحيل، والله عز وجل يقول:
﴿
لا بد من أن يكشف الإنسان.
﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) ﴾
فالآية أيها الأخوة؛ تصف هؤلاء أنهم سماعون للكذب، والإنسان حينما يكذب يتوهم أنه يكسب، أو أنه يزداد في مكانه قوة، أو أنه يبعد نفسه عن قسوة أعدائه، هذه القواعد استنبطت من حركة الحياة، لكن الإنسان حينما يصدق، ولا يعبأ بهذه القوانين التي استنبطت، بل استنبطها الناس من حركة الحياة، ويعبأ بطاعة الله والإخلاص له، هذا الإنسان الصادق الذي أثار حفيظة من حوله بصدقه يخضعه الله لقانون لا يعلمه معظم الناس، إنه قانون العناية الإلهية، وقد ذكرت مرة أن أحد كبار التابعين، وهو الحسن البصري قام بأمانة التبيين التي كلف الله بها العلماء، وميز بعض النقاط السلبية في حياة الحَجاج، ولما بلغ الحجاج مقالة الحسن البصري غضب أشد الغضب، وأرغى، وأزبد، وقال لمن حوله: واللهِ يا جبناء لأروينكم من دمه، وأمر بقتله، وكان قتل الرجل عند الحجاج أهون من قتل حشرة، جاء بالسياف، وجيء بالحسن البصري، فلما دخل على مجلسه، ورأى السياف مستعداً لقطع رأسه، وأن النطع قد مد على الأرض حرك شفتيه، ولم يفهم أحد ماذا قال، فلما دخل على الحجاج وقف له، وقال: أهلاً بأبي سعيد، أنت يا أبا سعيد سيد العلماء، وما زال يدنيه من مجلسه حتى أجلسه على سريره، واستفتاه في موضوع، وأكرمه، وضيفه، وشيعه إلى باب المجلس، الذي صعق السياف والحاجب، تبعه الحاجب، وقال: يا أبا سعيد، لقد جيء بك لغير ما فُعِلَ بك، فماذا قلت وأنت داخل؟ قال: قلت: يا مؤنسي في وحشتي، يا ملاذي عند كربتي، اجعل نقمته عليّ برداً وسلاماً كما جعلت النار برداً وسلاماً على إبراهيم.
المؤمن لا يكذب ولا يخون :
إذاً أنت حينما تصدق، وقد يكون الصدق ضاراً بك بمقاييس أهل الأرض، وقد يكون الصدق مهدداً لمصالحك بمقاييس أهل الأرض، وقد يكون الصدق أحياناً مدمراً لك بمقاييس أهل الأرض، يخضعك الله لسلسلة قوانين أنا أسميها قوانين العناية الإلهية، هذه تقلب كل الموازين. لذلك المؤمن لا يكذب، قد تجد مؤمناً حاد الطبع، وقد تجد مؤمناً لين الطبع، وقد تجد مؤمناً متفاعلاً مع من حوله، وقد تجد مؤمناً منزوياً، وقد تجد مؤمناً كثير الأناقة، وآخر أقل أناقة، وقد تجد مؤمناً كثير الإنفاق، مؤمن أقل إنفاقاً، هذه كلها طباع مقبولة عند الله عز وجل، ولكن المؤمن لا يكذب، ولو كان الثمن باهظاً
(( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب، فقال له عمر: يا رسول الله، لأنت أحب إليَّ من كل شيء إلا من نفسي! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك ، فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الآن يا عمر))
صفة المجتمع المؤمن أنه مجتمع صادق ورع :
صفة المجتمع المؤمن أنه مجتمع صادق، وصفة المجتمع المؤمن أنه مجتمع ورع، يركل بقدمه مئات الملايين إذا كانت حراماً، أو إذا كان فيها شبهة، فهات ورعاً وصدقاً، وخذ نصراً وتأييداً، أما إذا فهمنا الدين عبادات تؤدى أداء أجوفاً ، وأفعالنا كذب بكذب، وانحراف بانحراف، فأنى نطمع أن ننتصر على أعدائنا؟ ﴿ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ ﴾ هم عندهم التوراة، وعندهم الإنجيل، وفيها حكم الله، ولكن حكم الله للزاني في التوراة والإنجيل هو الرجم، مع أنهم لم يؤمنوا برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يعبؤوا بها، وكذبوها، ولكن لعل عند رسول الله حكماً ليس في مستوى الرجم، هم يعبدون مصالحهم، مع أنهم يملكون كتاباً سماوياً فيه حكم الزنا، والحكم واضح جداً، إنه الرجم للمحصن طبعاً، جاؤوا النبي ليسألوه عن حكم الزنا، فإن جاء بحكم ملطف يتوافق مع مصالحهم ويعينهم على اقتراف شهواتهم وانحرافاتهم قبلوا به، مع أنهم كفروا به كرسول، وقبلوا بحكمه كمفتٍ، قال:
من أراد أن ينطق بكلمة الحق فالله معه :
أيها الأخوة؛ كلام دقيق جداً
الله مع المؤمنين بنصره وتوفيقه وتأييده وحفظه :
وقف موسى عليه السلام أمام أكبر طاغية في العالم
﴿ قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) ﴾
وفي اللحظة التي ترى أن الله معك، وأنه يحفظك، وأنه يؤيدك، وأنه يوفقك، وأنه ينصرك، ويثبت قلبك، وهو معكم بعلمه، لكنه مع المؤمنين بنصره، وتوفيقه، وتأييده وحفظه
﴿
اعدل مع من تبغض، اعدل مع الطرف الآخر، اعدل مع من يكيد لك.
الله عز وجل هو العدل وكل من طبق العدل في حياته أحبه الله :
قال تعالى:
(( الظُّلْمُ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ))
لذلك أنت لست قاضياً، أنت مهندس، مدرس، تاجر، بائع، لكنك شئت أم أبيت تعد قاضياً في آلاف الحالات وأنت لا تشعر، أنت قاضٍ بين أولادك، أنت قاضٍ بين أصهارك، أنت قاضٍ بين زوجتك وبين نفسك، أنت قاضٍ بين زوجة ابنك وابنتك، هل تحكم بالعدل بينهما؟ أنت قاضٍ في عملك، هل تنصف الموظفين؟ أم الذي يحابيك تعطيه ما لا يستحق، وأما الذي يحترمك من دون أن يخضع لك، ويتملق لك تسحقه، شئت أم أبيت، تقف في اليوم الواحد عشرات المرات موقف القاضي، لذلك المؤمن يحكم بالعدل.
(( عن النعمان بن بشير رضي الله عنه : أن أباه أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني نَحَلْتُ ابني - كذا وكذا - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا بشير ألك ولد سوى هذا ؟ قال : نعم ، قال : أَكُلَّهم وهَبْتَ له مثل هذا ؟ قال : لا ، قال : فلا تشهدني إذا، فإني لا أشهد على جور ))
أنت مكلف بالعدل بين أولادك، بين بناتك، بين أصهارك، بين جيرانك، بين زملائك، بين أصدقائك.
أهل الكتاب يصدقون بأن محمداً نبياً فيما بينهم وبين أنفسهم :
أيها الأخوة الكرام؛ آية دقيقة جداً، هؤلاء الذين أعرضوا عن الله:
﴿ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (42) وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (43)﴾
أي لمَ يحكّموك
الذي يتقلب بين الحكم الشرعي وحكم القانون مراعاةً لمصالحه قطعاً لا يعبد الله :
قال تعالى:
﴿ فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ
قال سبحانه:
حقيقة هذا الدين خضوع لأمر الله لا أن تخضع خضوعاً انتقائياً فهذا ليس من الدين :
هذه حالة بشرية موجودة، أنت مع المصلحة
إذاً هناك من يعبد نفسه من دون الله، وهناك من يعبد الله، وحقيقة هذا الدين خضوع لأمر الله، لا أن تخضع خضوعاً انتقائياً، الخضوع الانتقائي ليس من الدين، هؤلاء الذين ذمهم الله عز وجل يؤمنون ببعض الكتاب، ويكفرون ببعض، فالأحكام التي تتوافق مع مصالحهم يقبلونها، والأحكام التي تتناقض مع مصالحهم يرفضونها، تصف الآية الكريمة من كانوا حول النبي من أهل الكتاب، أو تصف بعض من كانوا حول النبي من أهل الكتاب
والحمد لله رب العالمين