- تفسير القرآن الكريم / ٠2التفسير المطول
- /
- (009)سورة التوبة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
الإيمان أعلى شهادة يحملها الإنسان :
أيها الإخوة الكرام، مع الدرس الثامن عشر من دروس سورة التوبة، ومع الآية التاسعة عشرة وما بعدها وهي قوله تعالى:
﴿ أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(19)﴾
أيها الإخوة الكرام، سيدنا العباس عم رسول الله، قبل أن يسلم قال: نحن نسقي الحجيج، ونرعى البيت، ونفك العاني، ونقوم بعمارة البيت، كأنه يريد أن يقول: هذا يكفي، لكن الله -سبحانه وتعالى- أراد أن ينفي هذه المقابلة بين خدمة البيت وبين الإيمان بالله.
للتقريب: إنسان نال دكتوراه، والثاني طبع الكتب، الذي طبع الكتب عمله جيد لكن هذه الطباعة لا ترقى بالطابع إلى مستوى الدكتوراه.
الإيمان أعلى شهادة يحملها الإنسان، الإيمان مرتبة أخلاقية، والإيمان مرتبة علمية، والإيمان مرتبة جمالية، أي أذواق المؤمن أذواقه عليا، سعادته في الاتصال بالله، أهدافه نبيلة، منطلقاته سليمة، مبادئه واضحة، قيمه سامية، الإيمان شيء مهم جداً، الإيمان مرتبة علمية عالية، لكن من يعمل في طبع الكتب، وتأمين مستلزمات الجامعة، وتأمين القرطاسية، وضبط الدوام، هذه الأعمال لا بدّ منها، لكن هذه الأعمال لا ترقى إلى مستوى أن تكون عالماً كبيراً.
فلذلك هؤلاء العرب الذين كانوا على إدارة بيت الله الحرام، معهم مفاتيح هذا البيت، هؤلاء يرون قبل أن يؤمنوا أن هذه الأعمال تكفي، أن هذه الأعمال تقوم مقام الإيمان، طبعاً هذه آية تغطي حالة مستمرة، والآن مع أن الأغنياء والله مشكورون أحياناً، يقول لك: عمرت جامعاً، ممتاز، جزاك الله خيراً، بارك الله بك، ونفع بك، وكثّر من أمثالك، لا يكفي أن تعمر جامعاً و لست مستقيماً على أمر الله، ولا يكفي أن تعمر جامعاً ولا تطلب العلم، هذا العمل عند الله محفوظ، تُكافَأ عليه أضعافاً مضاعفة، لكن يجب أن تجمع بين عمارة المسجد وبين معرفة الله.
مرة ثالثة: هناك أعمال متعلقة بالكتب، وطباعة الكتب، وتأمين المواد الأولية للطلاب، والقرطاسية، وضبط الدوام، كله جيد، لكن هذه الأعمال لا ترقى أن تكون طالباً جامعياً، تنتقل من شهادة إلى شهادة، ومن مرتبة إلى مرتبة، حتى تصبح عالماً كبيراً، هذه شيء وهذا شيء، الخدمات لا بدّ منها، لكن ينبغي أن تجمع بين هذه الخدمات وبين طلب العلم، هي أمثلة من حياتنا اليومية للتقريب.
الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق :
لذلك قال تعالى حينما قال بعضهم قبل أن يسلم: نحن نسقي الحجيج، ونرعى البيت، ونفك العاني، ونقوم بعمارة البيت، انتهى، لكن الله -سبحانه وتعالى- نفى نفياً قاطعاً أن تكون هذه الأعمال -وهي محمودة، ومن يفعلها يؤجر عليها- توازي أن تكون مع رسول الله، أن تؤمن به، أن تدافع عنه، أن تنشر هذا الدين، على كلٍّ:
﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا
أقول لكم: الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق
﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾
على الإنسان أن يجمع بين طلب العلم والتقرب إلى الله وخدمة المساجد :
إخواننا الكرام، الذين يقدمون لهذا المسجد شيئاً كثيراً من وقتهم، ومن خدماتهم، هم طلاب علم فيه-كلامي دقيق- يجمعون بين طلب العلم، وبين التقرب إلى الله، وبين خدمة هذا المسجد.
﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ﴾
مرة ثانية وثالثة: طالب دخل الجامعة، عنده مواد كثيرة، ويلتقي مع كبار المدرسين، ويبحث عن الحقيقة، ويرقى مع كل مادة، يرقى في كل عام، من السنة الأولى إلى السنة الثانية، إلى السنة الثالثة، إلى السنة الرابعة فالسنة الخامسة، ثم ينال الإجازة، ثم الدبلوم العام، والدبلوم الخاص، ثم الماجستير، ثم الدكتوراه، ثم يؤلف الكتب، هذا إنسان غير إنسان مُكلَّف بطبع الكتب للجامعة، هذا عمل إداري، عمل خدمي، له أجر، وعند الله مقبول، لكن لا توازن بين هذا وذاك، هناك مسافة كبيرة جداً ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾
الكلمات التي كثر استعمالها فقدت مدلولها :
لكن إخوتنا الكرام، أريد أن أقول لكم كلمة: في اللغة قاعدة وهي: أن الكلمة إذا كثر استعمالها فقدت مدلولها، مثلاً كلمة قتله، أي ضربه، معنى قتله يعني سفك دمه في اللغة، من كثرة استعمال هذه الكلمة فقدت مدلولها، فلان قتله، أي ضربه الآن، الأستاذ قتلني، أي ضربني وليس ذبحني، هناك فرق، معناها ذبحه، لكن من كثرة استخدام هذه الكلمة فقدت معناها، أحياناً تسأل إنساناً ملحداً: كيف الصحة؟ يقول لك: الحمد لله، تحمد من؟ أنت تنكر وجوده أصلاً، كلمة الحمد لله ليس لها معنى الآن، يقولها ملحد أحياناً، فلذلك الكلمات إذا كثر استعمالها فقدت مدلولها.
على المؤمن أن يوازن بين طاعة الله وبين طاعة هوى نفسه :
من هنا أقول: ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ﴾
القضية مع الإيمان دقيقة جداً، لا تكن بسيطاً، تتعامل مع خالق الأكوان، تتعامل مع الله من أجل جنة عرضها السموات والأرض، أيعقل أن تسمح لنفسك أن تقدم للمسلمين مادة سيئة جداً بأسعار غالية جداً؟ هذا المبلغ الذي تربحه من غشك للمسلمين هو أكبر عندك من الله! وأنت حينما تستجيب لزوجتك في معصية لا ترضي الله من أجل أن ترضى عنك، أنت ما قلت ولا مرة الله أكبر، لأنك رأيت أن رضاها أكبر عندك من رضا الله -عز وجل-.
مرة امرأة سألت زوجها شيئاً من الدنيا، ألحت عليه، فقال لها هذا الكلام: أيتها المرأة إن في الجنة من الحور العين، ما لو أطلت إحداهن على الأرض لغلب نور وجهها ضوء الشمس والقمر، فلأن أضحي بك من أجلهن، أهون من أن أضحي بهن من أجلك، المؤمن يوازن بين طاعة الله وبين طاعة هوى نفسه.
مرة ثانية: كلمات نقولها كل يوم، نقولها ولا معنى لقولها إطلاقاً، الله أكبر منهم، الله أكبر! هذا الذي يؤذي المسلمين ليربح منهم، ما الذي رآه؟ هذا المال الحرام الذي ربحه منهم بسبب إيذائهم هو أكبر عنده من الله، ما كل كلمة نقولها تنطبق علينا، فبطولتك إذا قلت الله أكبر أن يكون الله أكبر عندك من كل شيء.
عمارة المسجد عمل عظيم ولكن لا تحل محل الإيمان بالله :
﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾
﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾
الذي أريد أن أقوله: لا يحل محل طلب العلم، ولا محل طلب رضوان الله شيء آخر، الأشياء الأخرى لها أجرها عند الله أيضاً، ولها ثمنها، مشروعة وصاحبها يحمد على ذلك، لكن هذه لا تحل محل هذه ﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ﴾
بطولة الإنسان أن يكون في خدمة الخالق حتى يحبه الخلق :
إخواننا الكرام، معنى ﴿آمَنَ بِاللَّهِ﴾
أريد أن أؤكد لكم من خلال هذه الآية أنه لا شيء يغني عن طلب العلم، ولا شيء يغني عن طلب مرضاة الله، ولا شيء يغني عن طلب الجنة، طلب العلم والعمل به، وطلب الجنة، هذه تعد من سرّ وجودك، وغاية وجودك، الأعمال الأخرى جيدة، ومقبولة، ومن يفعلها له عند الله أجر كبير ﴿كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ طبعاً جاهد بماله ونفسه.
من لم يستقم على أمر الله فلن يقطف من ثمار الدين شيئاً :
﴿لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾
﴿لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾
أحياناً الإنسان يتمنى أن يضغط الدين كله بكلمة، أو كتمهيد هل يمكن أن تضغط التجارة كلها بكلمة واحدة؟ ممكن، لها نشاطات لا تعد ولا تحصى، لها آلاف النشاطات، لكن يمكن أن تُضغَط التجارة بكلمة واحدة، إنها الربح، فإن لم تربح فلست تاجراً، كما أنه يمكن أن تضغط الدين كله بكلمة واحدة هي الاستقامة، فإن لم تستقم لن تقطف من ثمار الدين شيئاً، الدين بلا استقامة كما ترون، مليار وخمسمئة مليون مسلماً ليست كلمتهم هي العليا، وليس أمرهم بيدهم، وللطرف الآخر عليهم ألف سبيل وسبيل، مع أن النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح يقول:
(( ولن يُغْلَبَ اثنا عَشَرَ ألفا مِنْ قِلَّةٍ ))
اثنا عشر ألفاً لا يغلبون، والمليار والخمسمائة مليون لا ينتصرون، إن لم يستقيموا على أمر الله.
حدثني عالم جليل من علماء دمشق -وقد توفاه الله ورحمه- هو من بلد من أوروبا الشرقية، من ألبانيا، قال لي: كلما أسافر إلى بلدي، أزوره في العام مرة، يلقي خطبة في العاصمة وفي أكبر مسجد، ويقول لي: أمامي عشرة آلاف مسلم، من شدة تأثرهم بكلامي، معهم بجيوبهم زجاجات خمر، من شدة تأثرهم بخطبة هذا الخطيب يشربون الخمر في المسجد، أي تجد المسلمين اسماً فقط، لا يوجد استقامة أبداً، لا وزن لهم عند الله (ولن يُغْلَبَ اثنا عَشَرَ ألفا مِنْ قِلَّةٍ)
لذلك أيها الإخوة المشكلة واضحة جداً، العدد الكبير لا قيمة له، التجمع الكثير لا قيمة له، القيمة باستقامة المسلمين.
على الإنسان أن يفتخر بمعرفة الله و القرب منه لا بأشياء لا تقدم و لا تؤخر :
﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ﴾
﴿وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ﴾
العرب قبل الإسلام من بيدهم أمور بيت الله الحرام يفتخرون، هذا يفتخر معه مفتاح الكعبة، طلحة، و سيدنا العباس قبل أن يسلم كان مسؤولاً عن سقاية الحاج، سيدنا علي قال: صليت ستة أشهر ـ قبل الناس أسلم بوقت مبكر جداً ـ وأنا صاحب جهاد، فهذه المفاخرة هذا بعمارة المسجد، وهذا بسقاية الحاج، وهذا وهذا، عندما سمع العباس الآية قال: لقد رضينا بالله رباً، لا تفتخر افتخر بقربك من الله، افتخر بمعرفة الله، افتخر بطلب الجنة.
بطولة الإنسان أن يعتمد مقاييس الله عز وجل :
إخواننا الكرام بالمناسبة: هناك مقاييس لله -عز وجل-، وهناك مقاييس للبشر، بطولتك أن تعتمد مقاييس الله -عز وجل-، الله ماذا قال:
﴿ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
الفوز العظيم في القرآن هو طاعة الله، وطاعة رسوله، فافتخر بمقياس ذكره الله في القرآن، قال:
﴿ قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۗ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ ۗ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ
افتخر أن تكون صابراً، أي كل آية يثني الله فيها على فئة من المؤمنين هي مقياس، لكن لا تفتخر بشيء لا ينتمي إلى عملك، وإلى جهدك ، كأن تفتخر بوسامتك، الوسامة من الله -عز وجل- أكرمك بها، افتخر بشيء من كسبك، أي الله -عز وجل- أعطى النبي الكريم -عليه أتمّ الصلاة والتسليم- آلاف الخصائص، لكن حينما أثنى عليه، أثنى على خلقه العظيم، لأن خلقه العظيم من كسبه، أما الوحي من عند الله، إنزال القرآن عليه من عند الله، فكل شيء ينبغي أن تفتخر به ينبغي أن يكون من كسبك:
﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾
﴿ الَّذِينَ آمَنُوا
أما إنسان يقول لك: أنا معي لسانس، ما معنى هذه الكلمة؟ أي معه ابتدائي، وإعدادي، وثانوي، وجامعة، كلمة لسانس أي أربع شهادات، قال لك: معي دكتوراه؛ أي معه ماجستير، دبلوم عام، دبلوم خاص، وماجستير.
فكلمة مؤمن -سبحان الله- مرتبة علمية عالية جداً، مرتبة أخلاقية، مرتبة جمالية، لكن كل إنسان يدّعي أنه مؤمن، فهناك ميوعة، يعني مصطلح غير منضبط .
كلٌ يدّعي وصلاً بليلى وليلى لا تقر لهم وصالا
هؤلاء المؤمنين حقاً.
الإيمان مرتبة علمية وأخلاقية وجمالية :
﴿وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آمَنُوا﴾
فلذلك الإيمان مرتبة، مرتبة علمية، مرتبة أخلاقية، مرتبة جمالية، المؤمن له أذواق عالية جداً، المؤمن له مبادئ أخلاقية قيمة جداً، المؤمن عالم، و قد قيل ما اتخذ الله ولياً جاهلاً لو اتخذه لعلمه، إذا قلت مؤمناً أي عنده حد أدنى من العلم، قلت مؤمناً أي عنده حد أدنى من الأخلاق، قلت مؤمناً أي عنده حد أدنى من الذوق العالي، أذواقه عالية جداً.
﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا﴾
الإيمان موقف وحركة وسلوك وعطاء :
﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا﴾
﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا﴾
﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾
الفائز من يجاهد في سبيل الله بماله و نفسه :
﴿ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ
يرحمهم ويرضى عنهم، قد ترحم إنساناً لا ترضى عنه، لكن يرحمهم ويرضى عنهم:
﴿ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ(21) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ
أيها الإخوة الكرام، هذه الآيات:
﴿أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ * خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾
العظيم يقول لك: ﴿أَجْرٌ عَظِيمٌ﴾
الملف مدقق
والحمد لله رب العالمين.